كاتب الموضوع :
عطر@المحبة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
و هزت لورا رأسها حيث ادركت فجأة ان هوغو و السيدة جيرارد ما زالا على مسافة تسمح لهما بمتاعة الحديث فهي ما زالت تسمع تمتمة اصواتهما في القاعة حيث يراقب هوغو حقائب جاك . و قالت :
(لا استطيع ترك كل شيء و اخرج معك يا جاك . انا اعمل للسيد جيرارد و لدي عمل لأنجزه . و لن اقبل ان تأتي انت لتغير الموقف يا جاك )
و جاء صوت هوغو مصمما و هو يخطو بخطوات واسعة في الغرفة و قد تبعته السيدة جيرارد و التي لم تبد عليها السعادة .
و نظر جاك الى جدته باستعطاف لتدعمه و قال:
(ما الموقف؟ )
و ذكره هوغو بقوله :
(الانسة كولتون تعمل عندي و بإمكانك اصطحابها في أي وقت لا تعمل فيه و ليس هناك من نقاش بذلك)
كان كلامه تقرير اكثر منه اقتراحا. و شعرت لورا بأن كلامه مسبب للقلق فقد بدا من لهجته و كأنه يملكها و سيترك غيره يأخذها عندما تنتهي حاجته منها و بدلا من ان تنزعج من ذلك احست بالارتياح للفكرة . و بدت على جاك الزغبه فو النقاش و لكنه هز بكتفيه و تمتم قائلا :
(سنرى ما سيحدث )
و وضعت لورا يدها على ذراع جاك و قالت بهدوء :
(0من الافضل ان تذهب الان و ترتاح . سأراك فيما بعد )
و أمضى جاك معظم يومه مع جدته بينما كانت لورا تعمل .و أبدى اهتمامه الشديد بها اثناء طعام الغذاء و العشاء.
و بالرغم من كلامها و تعليق هوغو فقد بدأت لورا تشك بنوايا جاك للزواج منها .
كان حب السيدة جيرارد لحفيدها واضحا و هو بالتأكيد لم يكن الطفل الذي تكلم عنه هوغو و لكن جاك مع ذلك كان اقل نضجا منه في كثير من الامور .
كان حدقا في معاملة النساء و لكن ذلك لم ينتج عن الخبرة و التجربة و انما نتيجة للتربية . و عندما جلست في اليوم التالي في المكتبة لتعمل فكرت كم بدا لها اصغر مما تذكرته من اسبوعين فقط .
و ادركت انها في الواقع تقارنه بهوغو و لم تكن تلك مقارنة عادلة .
كان جاك خريجا حديثا من الجامعة شابا و المستقبل امامه في حين ان هوغو جيرارد كان كثير الاسفار ناضجا واقعيا و يعرف ما سيأتي غدا .
و تعجبت لادراكها انها اعتادت على نضوج خاله حتى في هذه الفترة القصيرة التي قضتها معه . و لكن ما يزال هناك الكثير من الغموض حول هوغو جيرارد بالاضافة الى بعض الاشياء التي أثارت غضبها و لكنها لم تنس تلك النضرة الرقيقة التي شاهدتها في عينيه عندما امسك بشريط التسجيل .
و حاولتا ابعاد هوغو جيرارد عن مخيلتها لتفكر بفرحتها بعودة جاك . و كأن تفكيرها به أحضره اليها . فبينما كانت تحضر احدى لوائح الكتب دخل فجأة بابتسامته العريضة و قال :
(هذا جيد فأنت و حدك )
و نهضت من خلف مقعدها متجهه الى الرفوف و قالت :
(و أنا مشغولة ايضا .و من الافضل ان تنصرف يا جاك فخالك لا يحب اي انسان ان يدخل الى المكتبة بينما انا اعمل )
( ها ، ها )
و هز كتفيه بلا مبالاة و اقترب منها و أمسك بيديها و منعها من تناول اي كتاب و تمتم قائلا :
(انه يوم جميل . و يجب الا تبقي سجينة هذة الغرفة يا جميلتي )
و لم يلاحظ جاك دخول هوغو الى الغرفة . لأنه كان منهمكا في اقناعها . و لم يبد هوغو اي اهتمام لوجود جاك الشيء الذي استغربتن لورا بعدما ذكره لن تعليقات جاك و اصطحابه لها اثناء اوقات العمل .
و احمر وجهها لدى رؤيته و حاولت افلات يديها و قالت بقلق :
(أرجوك يا جاك )
و لم يدرك جاك انهما ليس بمفردهما . و قال بلهجة تأنيب :
(عزيزتي ألست مسرورة برؤيتي ؟ )
و نظرت في عينيه البنيتين المحدقتين بها بتأنيب و قالت :
(نعم ، نعم بالطبع أنا مسرورة بالطبع أنا سعيدة برؤيتك جاك و انت تعرف ذلك )
و حاول شدها اليه و قال :
(لماذا اذن تحاولين ابعادي عنك ستأتين معي و سنذهب في نزهة في السيارة أليس كذلك ؟ )
و نظرت لورا مرة ثانية بقلق الى هوغو و هزت رأسها و قالت :
(أنا أنا لا أستطيع يا جاك و أنت تعرف ذلك ليس أثناء النهار )
و قطب حاجبيه و بدا عليه الامتعاض و قال :
(هكذا اذن . أنت لا تريدين القدوم معي يا عزيزتي )
و باشرت باجابته بقولها :
(و لكن بالطبع انا اود . . . )
و قاطعها هوغو بهدوء قبل ان تشرح اي شيء قائلا :
(الانسة كولتون تعمل لقاء راتب تتقاضاه مني . و هل اذكرك أنك انت اقترحت اسمها لي لهذا العمل )
و فوجئ جاك بوجود خاله في الغرفة و استدار بسرعة و تضاهر بتمالك نفسه و قال :
(بالطبع انا أعرف ذلك ، و لكن . . . )
و بدا عليه الامتعاض و تابع :
(و لكن لماذا لا أستطيع اسطحاب لورا بنزهة قصيرة ؟ )
و أجابه هوغو بصوت هادئ قائلا :
(لأني بحاجه لها هنا )
و شعرت بالصراع باديا في عيني جاك الذي ضحك أخيرا و قال :
( أنت بحاجة اليها ؟ )
و نظرت لورا لهوغو و لاحظت تلك الابتسامة التي شاهدتها قبلا و كأنه يتسلى بالتحدي و قال برقة :
(حسنا يا بني . انا أريدها هنا هل أقتنعت ؟ )
و كانت لهجته تعني الاهانة و لا بد انها جرحت كبرياء الشاب .
و لكنها عرفت من تجربتها انه ما من فائدة في معارضة هوغو جيرارد و توقعت ان تكون قسوته مقتصرة على الغرباء و لم تتخيل على الاطلاق انه سيعامل ابن أخته بهذه الطريقة و خاصة بحضورها .
و احمر وجه جاك و بدا عليه الغضب و الضيق عندما نظر الى خاله و قال :
(انه ليس كثيرا ان اطلب منك ان تترك خطي . . . )
و لكن حاجبي هوغو المرفوعين منعا جاك من ذكر كلمة خطيبتي و كذلك لاحظت لورا السرور البادي في عيني هوغو عندما جلس على طرف المكتب و أخذ يحدق بابن اخته بثبات . كان يرتدي قميصا أخضر مفتوحا حتى الخصر تقريبا مما اظهر لونه البرونزي مع بنطال ضيق . و أخذ يهز بساقه بلا مبالاة مما أوحى بأنه يتجدى الشاب .
و قال أخيرا :
(لورا تعرف شعوري بما يتعلق بخروجها معك أثناء ساعات العمل )
و استعماله لاسم لورا المجرد جعل قلبها يخفق و لا بد انه فعل ذلك كجزء من التحدى و تابع قائلا :
(و طالما انها رفضت الذهاب معك فلماذا لا تتركها لعملها ؟)
و أجابه جاك :
(لورا رفضت الذهاب معي لانها خائفة من أغضابك )
و ابتسم هوغو لان كلام جاك لم يجرحه و توجه بالسؤال للورا و هو يحدق بها بنضرات ذات معان قائلا :
(أهذا صحيح يا انسة . هل أنت خائفة من اغضابي ؟ )
|