لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-11-10, 07:50 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

برز العبوس على وجهها الى جانب الحيرة , ورددت قائلة:
" تصفيف شعري؟".
" هل تذكرين أنك أردت قص شعرك حتى يصبح قصيرا جدا؟".
علت وجهها حمرة جذابة وهي تجيب أنها تذكر .
" وقلت أنت أنك تراه جذابا للغاية كما كان طويلا ".
" وهكذا قررت ألا تقصيه".

وأضطرت الى تصحيح أدعائه المعبر عن رضى عميق بالقول أنها قصت جزءا يسيرا منه ,وما لبثت أن ضحكت من حماقتها بينما عقد روك حاجبيه موبخا ومنبها أياها الى ضرورة تعديل سلوكها وألا....
" أن أي دليل على سعيك وراء مجادلة بيننا يؤدي الى أن يصفعك زوجك تأديبا على هذا الأزعاج".
أنسلت كيم داخل الفراش قليلا , وقد خجلت من هزيمتها
وشدت الغطاء اليها وهي تقول:
"أذا كنت تنوي أن تكون زوجا طاغيا مستبدا..........".
منتدى ليلاس
قاطعها روك بمرح بالغ:
" هذا بالضبط ما أنوي فعله, هل تنوين تغيير رأيك بشأن الزواج مني؟".
ضحكت كيم رغم تعبها , وأجابت وهي تتظاهر بالوداعة:
" كلا يا روك, لا أريد تغيير رأيي".

" أذن , فأنت مستعدة لأطاعة أوامري ؟ هذا أفضل , دعينا نبدأ الآن , فالضوء سيطفأ حتى تنامي , نامي جيدا يا عزيزتي , وسأعود اليك في الصباح".
ولما وصل روك الى باب الغرفة , نادته كيم حتى يرجع وقد نسيت كل شيء يتعلق ببارت , وأفترضت أن ذلك عائد الى الحماسة والتعب , الذي أنهكها تدريجيا , وقالت:
" روك , لا أستطيع أن أتزوجك الآن.... ليس قبل أن يتقاعد بارت , فقد أقسمت ألا أتركه حتى يقول هو لي بنفسه أنه لم يعد بحاجة الي أبدا , وأشعر أنه سيتقاعد عما قريب , عسى ألا يزعجك الأنتظار قليلا".

" حسنا , لقد تحدثت الى بارت وهو عازم أن يتقاعد فور الأنتهاء من تأليف الكتاب الحالي".
" فهمت .... لقد تحدثت أنت وبارت عني وناقشتما احتمال..... زواجنا".
وتذكرت كيم أنطباعها يوم دعا بارت روك الى غرفة مجاورة , يومئذ أستنتجت أن بارت أراد أن يقول لروك شيئا بالغ الأهمية , شيئا لم يرد أن تسمعه كيم , وأزداد عبوسها أذ ضرب أنطباعها هذا على وتر غير متناغم مع وضعها , وكان بأمكانها تمييزه عن باقي الأوتار , ثم أجابها روك بصوت ملأته البرودة , وكأنه يمنعها من طرح أسئلة أخرى عليه.
منتدى ليلاس
" أن تعبيرك غريب , فأنا وبارت تحدثنا معا , وأخبرني عن عزمه على التقاعد فيما أطلعته أنا بدوري عن رغبتي بالزواج منك".
وتوقف لحظة لم تستطع أن تتحدث خلالها:
" والآن , يا حبيبتي , أريدك أن تنامي , هل تفهمين؟".
وزال عبوسها مع أنها ظلت تشعر ببعض القلق , وأبتسمت وهي تجيبه :
" حسنا يا روك , سأكون مطيعة وأنام فورا".

ثم أطرقت , وكان ذلك كل شيء , ثم سمعت كيم الباب يغلق بأقل ضجة ممكنة , فأنقلبت على جنبها وهي تحاول أن تطرد الشكوك التي دخلت رأسها , أن رغبتها بالزواج من روك حقيقة لا تقبل الجدل والنقاش ... ولكن , لماذا تمادى قلقها؟ لقد كان أشبه بخطأ مذهل يصعب التعرف عليه
وأخيرا تنهدت :
" يا ألهي , لا شك أن السبب هو مرضي , ولسوف أهذي من الفرح متى تعافيت".
وأطبقت جفونها على التفاؤل , ثم رقدت في نوم هادىء مريح.

نهاية الفصل السادس

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 04-11-10, 07:51 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


7_ترتيبات العرس
***********************
أنتشر خبر الخطوبة بسرعة , وتوالت التهاني , ولكن الدهشة غلبت الناس لأن روك كان عازبا مكرسا
وقالت لها سوزان بمكر واضح :
" أعرف أن قولي ليس من قبيل المجاملة , ولكنك تدركين أنني لا أقصد شرا , فأنا لست أدري كيف نجحت في أصطياده!".
" طبعا , أنا أفهمك".
أغتمت كيم للأذى الذي أصاب سوزان , وعبّرت عن حزنها بصوت منخفض ينم عن بعض الأعتذار :
" أنا نفسي لست أعرف كيف حدث ذلك".
" ألم يكن ذلك أثناء مرضك؟".
" بلى ,هذا صحيح".
منتدى ليلاس
ألتقت كيم عند متجر ألبسة حيث أشترت الأخيرة بزة وبلوزة تناسبها , وأحست كيم بأرتباك أذ تنازعتها رغبة الأعتذار والأنصراف بسرعة , وأمنية بالبقاء مع سوزان , التي أحبتها كثيرا .
" هل ترغبين بفنجان شاي؟ بأمكاننا أن نقضي ساعة أو نحوها في المقهى".
" موافقة".
وعبرت الفتاتان الشارع الذي ظللته أشجار النخيل , بأتجاه المقهى , وما أن جلستا ووجهتا طلبهما
حتى سألت سوزان:
" متى سيتم الزفاف؟".
"روك يرغب بأقامة العرس قريبا".
" قبل عيد الميلاد؟".
" أجل خلال أسبوعين".

حدقت سوزان الى كيم متفحصة وجهها وعينيها وشعرها الجميل وهي تتنهد فيما أرتعش ثغرها , ثم قالت وهي تصطنع ضحكة خفيفة وشجاعة عرفت كيم أنها أخفت وراءها ألما أعتصر قلب صديقتها:
" يا ألهي , أنه في عجلة من أمره , ظل عازبا دهرا , وعلى حين غفلة وقع في شرك الحب ,وها أننا لن نراه يقاوم كما كنا نفترض".
عضت كين شفتها وقد تنبهت للعراقيل التي تقطع عليها طريق السعادة , وهي لم تقتصر على قلب سوزان , بل شملت الشكوك التي غالبا ما تساور كيم نفسها , وخطرت لها أيام هيامها بريتشارد , فتذكرت السعادة التي غمرت كل لحظة عاشاها معا , وتسارع خفقان قلبها كلما ألغها أنه سيسهر في منزل والديها , وضيقها ذرعا بأنتظار يوم العرس , ألا أن العرس أفزعها هذه المرة بدون أن تعرف لذلك سببا , صحيح أنها أحبت روك , وسعدت بقربه , لكنها شعرت بأنها مخدوعة , وأنها لم تنل ما تتمناه أي فتاة مخطوبة , ولم تساورها تلك الشكوك , وتطرح ظلالها القاتمة على درب سعادتها , ألا عندما يكون روك بعيدا عنها.
منتدى ليلاس
وأحضر الشاي , فيما تكلمت الفتاتان على العرس ورافير وعيد الميلاد ,وكان حديثهما ممتعا بغالبيته , لكنهما شعرتا بأرتباك أتجاه بعضهما , وأخيرا نظرت سوزان الى ساعتها وقالت:
" علي أن أذهب الآن حتى أنظف أقفاص الدجاج أستعدادا لأستلام بعض الفراخ الجديدة".
" أليس الصبية مسؤولين عن هذه الأعمال؟".
" أحيانا , ألا أنني بدأت أتعاطى تربية الدجاج منذ بعض الوقت , الأمر الذي يكسبني نصف الربح , وهو يقول أن عليّ أن أفتح حساب توفير لي.... لي...".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 04-11-10, 07:52 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأنقطعت عن الكلام فجأة , لكنها سرعان ما تنبهت الى الأمر , فأضافت :
" لعرسي ذات يوم".
خفضت كيم بصرها , ولم تنبس ببنت شفة , ثم أحضرت النادلة الفاتورة , وما لبثت الفتاتان أن خرجتا لتسيرا تحت السماء الأفريقية الزرقاء الصافية .

وفي ظلال أشجار البهار التي أمتدت على طول الشارع وقفت سيارات عديدة أستطاعت كيم أن تميز منها سيارة الأخوين ستان اللذين عملا في زراعة الأخشاب مثل روك , وأن على مستوى أقل , ونتيجة تحفظهما , نادرا ما زارا النادي , أو شاركا في النشاطات الترفيهية المعدة لمزارعي هذا الجزء من أقليم ترانسفال وأستغربت كيم تقاعسهما عن المساركة في الحياة الأجتماعية وهما لا يزالان شابين دون الثلاثين من العمر
منتدى ليلاس وفيما وقفت كيم وسوزان , وصل أحد الشقيقين الى السيارة , وفتح بابها ,وقبل أن يصعد الى مقعده , نظر عبر الشارع ورأى الفتاتين , فرفع يدة لتحيتهما
فقالت سوزان وقد تجهمت قليلا:
" لا يختلف تصميم هذين الأخوين في البقاء عازبين عن تصميم روك السابق , ولست أدري أيهما , جاك أو كليف , أصعب مسايرة ومعاشرة ".

" هذا كليف, أليس كذلك؟".
" صحيح , ولعله أشد وسامة من شقيقه".
وأفترقت سوزان وكيم فأتجهت سوزان الى سيارتها , في حين قصدت كيم المتجر لأن بارت كان قد طلب اليها أن تشتري بعض الدفاتر وأدوات الكتابة الأخرى من محلات القرطاسية , ولشد ما دهشت كيم أذ ألتقت رافيلا وهي خارجة من أحد الحوانيت
فحيتها:
" مرحبا , هل رأيت سوزان؟".
" أعرف أنها في المدينة , لكنني حضرت مع جاك وكليف ستاين".
لم تستطع كيم أخفاء أستغرابها , وقالت:
" لقد فعلتها؟ أنك محظوظة جدا".

ردت رافيلا ببرودة:
" لا أظن ذلك ذلك , لأنني ذهبت الى منزلهما وسألتهما أذا كانا ينويان زيارة المدينة , فردا بالأيجاب , وعبرا عن سعادتهما بأصطحابي".
" كان بأمكانك أن تحضري مع سوزان".
أكفهر وجه الفتاة بينما تفحصت وجه كيم بدقة:
" لم أكن أنوي المجيء , غير أنني شعرت بالملل بعد خروج سوزان , هل صحيح ما سمعته عن خطوبتك من روك لنتون؟".
خفضت كيم رأسها فيما أجابت بأقتضاب:
" أجل".
وهنا تذكرت كيم أن رافيلا وجدت روك مثيرا ومغريا , وكان عليها أن تعرف أنه كذلك".
" أقر بأنني دفعت الى الظن بأنه لم يتسع وقته للنساء , مع أنني كنت أوقن أن العكس صحيح , فهذا النوع لا بد أن يقع في نهاية المطاف".

عبست كيم في وجهها , وذكرتها بعدم لباقتها بهدوء وهي تقول بأختصار:
" آسفة , ولكن , أعذريني لأن علي شراء بعض الحاجيات لرب عملي".
هزت رافيلا كتفيها الأنيقتين :
" أظنك ستحضرين الحفلة الراقصة ليلة السبت؟".
" أغلب الظن".
" الى اللقاء أذن".
وأستدارت رافيلا مبتعدة وهي تلوح بشعرها الرائع دون أنتظار جواب .
كان بارت منشغلا عندما عادت كيم وأعطته أدوات القرطاسية , ولم تلاحظ تغيّرا في مظهره المتعب وسكونه وهو يتكىء على الوسائد , لكنه كان يكتب وفد بدا عليه الأهتمام بعمله.
منتدى ليلاس
وأخيرا رفع نظره , فتطلع الى الحزمة التي ألقتها كيم على الطاولة
وأبتسم ببطء للفتاة التي عضت شفتها السفلى ثم قال:
" أشكرك".
ثم سألته والقلق يكتنفها:
" أتظن أن عليك أنجاز هذا الكتاب؟ هل من الضروري فعلا أن تنفذ ألتزامك؟".
أجابها وقد تنهد في نهاية حديثه:
" لم أعط وعدا بأنجازه , أذا كان هذا ما تقصدينه ,ولكن هذا لا يؤثر عليّ لأن الأنتهاء من وضع الكتاب يملأني بالرضى , وهو في أي حال كتابي الأخير".
" وماذا ستفعل بعد ذلك يا بارت؟".
" سأعود الى منزلي في أنكلترا وأعيش حيارة رجل ريفي شريف في مزرعته".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 04-11-10, 07:53 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


أرتسمت أمام مخيلة كيم صورة منزله , فأخذت تتأملها , أنه منزل فخم قديم سقف بالقش , وأنتشرت فيه دعامات السنديان الأسود , وأنبسطت من حوله أراض تبلغ مساحتها سبعة فدادين , وتحيط بأحد جانبيها ساقية يصطاد فيها سمك الترويت , ومن جانبه الآخر غياض كثيفة , ثم أبتسمت لبارت:
" سنزورك أنا وروك".
" ستكون بادرة لطيفة جدا".
وأشاح بنظره بعيدا , فتطلعت كيم اليه وهي تتساءل أذا كانت حركته مجرد حركة آلية , أم حركة يقصد بها أخفاء ملامح وجهه عنها , فسألته بأضطراب:
" هل أنت مريض يا بارت؟".

ألتفت اليها وقد أرتسمت البسمة على وجهه فورا:
" مريض, لا بالطبع , لست مريضا , صحيح أنني متعب ومستعد لأخذ قسط كبير من الراحة , لكنني لست مريضا...".
وصمت وهو يهز كتفيه هزة خفيفة.
" لو عرفت أنك مريض , وأنك تحتاجني , لأخّرت زواجي بكل تأكيد".
فرفع بارت حاجبيه قائلا:
" صحيح؟ ما الذي يجعلك تظنين أن بأستطاعتك أستغلال مشاعر روك. أنه يا أبنتي رجل لا يطيع أهواء المرأة".
منتدى ليلاس
أجابته وهي متجهمة:
" لن أستغل مشاعر روك بهذه الطريقة , بل سيكون تصرفي عمليا ومن وحي المنطق , أما في ما خص جملتك الثانية , فقد بدوت لي مثل روك تماما".
" مستبدا , يرفض الهراء ,أليس كذلك؟".
وضحك , فأجتاحت كيم موجة أرتياح لأنه كان أشبه ببارت الذي عرفته مدة ثمانية أعوام ,وقالت:
" لم تخبرني يا بارت لماذا تستعمل الحبوب التي تتناولها ؟".
رفع القلم عن الطاولة حيث وضعه بجلنب كوعه بينما أجاب بشيء من اللامبالاة :
" أنها مسكنات عامة ليس ألا".
ثم أضاف باللهجة عينها:
" أشعر بتحسن عندما أتناولها ".
فأستدارت نحو المطبخ وقالت:
" سأصنع الشاي".

منذ بدأت كيم العمل مع بارت , وهي تصنع شاي ما بعد الظهر دون أن تعترض مدبرة المنزل على ذلك , وكان بارت يتوق الى هذه الأستراحة لما يتخللها من أحاديث حميمة بينهما , ولم تفكر ألا في مثل هذه الأوقات أن بارت يعتبرها أبنته أكثر منها موظفة.

وبعد عشر دقائق, جلس بارت وكيم على المصطبة يتناولان الشاي في ظلال العرائش ,وبعيدا , خارج الحديقة , أهتز المرج أنزعاجا من أشعة الشمس اللاذعة , ومعروف أن الحرارة تصل الى أقصى مداها في هذه الفترة من السنة , وقد قال روك أنهم يتصببون عرقا أو يكاد يغشى عليهم في يوم عيد الميلاد حين تبلغ الحرارة 45 درجة مئوية أو يزيد , وعاد بارت

فبدأ الحديث بسؤاله:
" هل تظنين أن روك سيزورنا الليلة؟".
" أتوقع ذلك".
وأسترجعت كيم شعورها بالحماسة والأرتعاش الذي أنتابها عندما كان خطيبها السابق يزورها , وتنهدت تحسرا على ما كان مفقودا في علاقتها الجديدة دون أن تستطيع تحديد ما ينقصها بالضبط , وكل ما عرفته أنها لم تشعر برهبة الأنتظار , وأن روك كان قادما , وهذا كل شيء , لم تحس بخفقات قلبها تزداد , ولم تحلم بنزهة في الحديقة تحت ضوء القمر .... وتنهدت ثانية قبل أن يشحب وجهها رعبا أذ أدركت أن بارت سمع تنهيدتها ونظر متفهما , فرشفت الشاي بدون أن تتفوه بكلمة
وأبدى بارت ملاحظة فيها بعض القلق:
"ما بالك يا عزيزتي لا تبدين سعيدة؟".

أبتسمت أبتسامة خفيفة وقالت من غير تفكير:
" كلانا قلق على الاخر , أليس كذلك؟".
" لا أستطيع أن أرى مبررا لقلقك عليّ يا كيم".
وضعت كيم فنجانها على الصحن:
" لست في حالتك الطبيعية هذه األأيام , وأنت تدرك ذلك".
" أنني متعب يا عزيزتي , ألم أقل هذا تكرارا في الأسابيع الماضية ؟ المرء في عمري يتعب بسرعة , ويغدو العمل بالنسبة اليه مهمة شاقة".
علقت ببعض الحزن:
" لم أظن يوما أن العمل سيتحول عبئا عليك".
منتدى ليلاس
وتطلع بارت الى طبق المعجنات , وأنتقى كعكة أرز:
" الظاهر أنك نسيت كم يبلغ عمري , وكما لا بد أنك تعرفين , فأنا سأبلغ الحادية والسبعين في غضون شهرين".
لقد نسيت, لأنه بدا شابا في تصرفاته وقوة أحتماله ونشاطه المنقطع النظير , لكنه كان عليها أن تعرف أنه ليس شابا بعد أن طرأ عليه هذا التغيير أخيرا.
ثم أبتسمت له أبتسامة أعجاب وهي تقول:
" أذن, فأنت تستحق الراحة والتقاعد فعلا , ومن واجبي أن أعترف أنني لم أفكر بعمرك عندما خشيت أن تقاعد".
" والآن , هل أقنعتك بأنني لست مريضا , بل متعب فقط؟".

قص بارت الكعكة وتناول قطعة منها , ثم علق:
" رائع , لعله بأمكاننا أن نتحدث عن عرسك , فروك يؤكد لي أنه لن ينتظر طويلا , وأنا أتفق معه أذ لا أرى أن هنالك شيئا يرتجى من التأجيل".
وتأمل معالم وجهها الحلوة , وأرتعاشة فمها , والزرقة العميقة في عينيها
ثم أضاف وقد أشرقت عيناه الرماديتين الفاتحتان :
" وأنا واثق أيضا أنه ليست لديه رغبة في الأنتظار".
بلعت كيم ريقها بصعوبة , وهي عاجزة عن التغاضي مدة أطول عن شعورها :
" لا... لا, أظن ألا......".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 04-11-10, 07:54 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تجهم وجه بارت وقال:
" منذ قليل قلت أن السعادة لا تملأك يا كيم , فهل أنت واثقة من حبك لروك؟".
فردت بعفوية وقد أضاءت عيناها فجأة:
" أجل , طبعا أحبه , وألا لما كنت تزوجته ,أليس كذلك؟".
تابع حديثه مسمّرا عينيه على وجهها:
" أذن , ماذا دهاك؟ من المفترض أن تطيري فرحا , لكنك لا تفعلين ".
فأطلقت تنهيدة قوية:
" لست أدري , ربما كان السبب هو عدم رغبتي في التخلي عنك".
منتدى ليلاس
طمأنها بارت ووعدها مؤكدا:
" سأكون على ما يرام , ربما كان السبب هو عدم رغبتي في التخلي عنك".
طمأنها بارت ووعدها مؤكدا:
" سأكون على ما يرام , والمهم هو أنت, في الوقت الحاضر ,وأنا أتمنى بألحاح من كل قلبي أن أراك تستقرين....".
قطع كلامه بسرعة وقد أغاظه أن ينطق بما فكر فيه , وليس بما كان يريد قوله , أما كيم , فعرفت بعد أن تنبهت أعصابها ذلك الشعور بأمر غريب يقطع عليها درب السعادة , وأخيرا قالت:
" قولك هذا غريب يا بارت".

وسمّرت عيناها على وجهه , فلمحت فيه الأضطراب والندم على ما قاله.
وعندما تحدث مجددا , أتضحت رغبته في العودة كما قال:
" أنها زلة لسان , فقد تحدثت عن شيء فيما كنت أفكر بآخر ".
" أمر آخر؟".
" أجل , الكتاب , فعلي تضمينه أكثر من فصل واحد عن الحشرات ".

سددت كيم اليه نظرة متفحصة , ولم تفاجأ عندما رأته يخفض عينيه ويعبث بفتات الكعك في طبقه.
أتمنى من كل قلبي وبألحاح .... تساءلت كيم أذا كانت لم تحمل العبارة أكثر من مضمونا , وتذكرت قول روك بأن عليها التأكد من الأشياء التي تعتبرها مهمة , ليست في الحقيقة مهمة , وقد حذرها روك أيضا بأن الآثار التتي تتركها بعض الأمراض تتمثل في رؤية المريض للأمور بمنظار خاطىء , هل فعلت هي الشيء نفسه؟ وهل كان أنقباضها ناجما عن مرضها؟ لقد أنهكتها الحمى كما أخبرها روك, الذي حثها على مقاومة الأنقباض والكآبة , وأدركت أنها لم تسع لمقاومة الكآبة التي عصفت بها خصوصا عند ذكر قصة زواجها.

ورمقت بارت بنظرة أستغراب , وقد أرتسمت أمامها مجددا كلمات ( أتمنى من كل قلبي وبألحاح) هناك شكوك أخرى أضطرب بارت نتيجة تعبيره عنها , لكنها أقرت ,بعد أن فهمت وضعها على نحو أفضل , أنها حملت القضية محمل الجد أكثر مما تستحق , فرفعت فنجانها ورشفت الشاي مصممة على مقاومة الكآبة وهي تأمل النجاح.

وصل روك لتناول شراب الغروب , وقد أرتدى سترة قمحية اللون وسروالا ذا خطوط زرقاء , وبدا نوذجا لكمال ارجولة , فأمتلأ قلب كيم سعادة لرغبته بالزواج منها , كم كانت محظوظة , أنه موضع أعجاب وتقدير عظيمين , والفتيات في تنغافيل وحولها يطاردنه , وكانت وحدها الفتاة التي أخترقت حصنه , ووقع أخيرا في شرك هواها , كان الأمر أشبه بمعجزة , أذا كان هنالك من معجزة
وكانت أولى كلماته وهو يحتل مقعدا مقابلا لها:
" يبدو أنك رجعت الى حالتك الطبيعية يا حبيبتي".
منتدى ليلاس
كانت تقرأ جزءا من مخطوطة بارت, الذي دخل ليستحم , وليرتدي ملابس تتسم بالرسمية أكثر من بنطاله القديم وسترته القطنية
فأطرقت مبتسمة:
" أظنني عدت الى حالتي الطبيعية تقريبا".
" أما زلت ضعيفة؟".
أمال رأسه هو يجيب على سؤاله بنفسه:
" أنه عارض من عوارض الحمى , لقد قلت أنك ستشعرين بالضعف لبعض الوقت , أليس كذلك؟".
" أجل , لقد كنت مصيبا , لكنني أشعر بالضعف أحيانا فقط , وهو ر يؤثر ألا على رجليّ في أغلب الأحيان".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne hampson, آن هامبسون, الحمقاء الصغيرة, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, sweet is the web, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:51 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية