" كان خطأي في بادىء الأمر عندما تعديت على حدود أرضك , ولو أنني كنت مهذبة وأعترفت بذنبي , لما تصرفت أتجاهي بعنف وطردتني بالتالي".
ما كان من روك ألا أن أبتسم متنهدا:
" أخشى أن يكون مرضك قد قضى على مرحك , وأنا لست سعيدا بهذا التغير".
" عليّ الأعتراف بأنني أشعر بالضعف".
وعلى الفور تعجبت من عفوية أعترافها الذي بدا كأنه تعبير عن عدم رغبتها في مجادلته بعد الآن
وأجاب روك بحزم:
" أنك ضعيفة , وضعيفة جدا , ولعلك ستظلين كذلك لبعض الوقت , فتصبحين بالتالي خانعة وسكوتة , والحمى دوما تنهك الأنسان وتتركه في حال أنقباض , فما عليك ألا أن تقاوميها يا كيم".
منتدى ليلاس
" سأحاول ألا أسمح للكآبة بالتحكم بي".
" آمل ذلك , لا تسمحي بأعطاء توافه الأمور أهمية زائدة".
أشتد نعاسها , وتصارعتها الرغبة بين النوم ومتابعة الحديث مع روك, فقالت:
" لا أفهم ما ترمي اليه يا روك".
" أن آثار بعض الأمراض تتمثل في أن المريض يرى الأشياء بصورة مختلفة عما لو كان في حالته الطبيعية".
" أنك بالطبع تتحدث عن قاعدة عامة".
" طبعا , فأنا لا أقول أن منظارك للأمور أختلف, ولكن ذلك قد يحدث".
" فهمت".
صمتت كيم لحظة وهي تدرك أن أفكارها جالت في كل الأمور على رغم تعبها.
" ربما بدأت أرى الأشياء بمنظار مختلف وخاطىء , أقصد ... بارت , فأنا قلقة عليه للغاية كما ترى".
ثم سكتت كيم بعد أن تحولت ملامح روك فجأة الى قناع ثابت وكأن لا علاقة له ببارت , وظنت كيم أنه يبحث عن الكلمات , يبحث .... تجربة جديدة بالنسبة اليه , خصوصا وأنه كان يرد بسرعة على كل ما تقوله
وأخيرا قال بلهجة غريبة أشبه بلهجة المرشد المعلم:
" أشعر أنه ليس هناك سبب لقلقك بشأن تقاعد بارت , فمن الطبيعي أن يتقاعد رجل يشعر أنه لا يستطيع مجاراة متطلبات عمله".
" أجل أفهم ذلك".
" وأنت تعرفين أنه ألف عددا كبيرا من الكتب الممتازة".
" تسعة وعشرون كتابا".
" أذن , فهذا كتابه الثلاثون , وهذا عظيم جدا".
" وأنا أظن ذلك أيضا , وكما ترى , فأنها كلها كتب ممتازة".
ومع أن كيم حاولت كبت رغبتها بالتثاؤب , فأن النعاس غلبها وتثاءبت , ولاحظ روك ذلك فصمت , لقد أرادت أن تنام وكان ذلك ضروريا لأنها منهكة ولا تقدر على متابعة الحديث , ثم أدارت وجهها الى الوسادة وأغمضت عينيها وهي تشعر أن نظرات روك مسمرة عليها , فأحست بحافز يدفعها الى أن تغطي رأسها بالبطانيات على رغم العرق المتصبب من كل مسام جلدها
ثم تنهدت بأرتياح دون أن تقول أكثر من :
" أرغب ببعض النوم".
ولما أستيقظت وجدت بارت قد محل محل روك على الكرسي بجانب الخزانة الموضوعة قرب السرير , ورأته يمسك صفحة من مخطوطاته ليجري عليها بعض التعديلات بالقلم , ولاحظت أرتجاف يده أثناء القراءة , وأنتابتها الحيرة عندما فكرت أن تغييرا مفاجئا سيطر على حياتها دون أن تتمكن من تصوير شكل ذلك التغيير , وفي أي حال , منعها ضعفها الشديد من محاولة التركيو
ثم أبتسم لها بارت:
" هل أستيقظت يا عزيزتي؟".
منتدى ليلاس
ذهلت أذ رأت الرضى الشديد والفرح في أبتسامته , ثم قالت وهي تفترض على نحو بديهي أن الفصل الذي يكتبه يسير على ما يرام:
" هل تسير أمور الكتاب كما تشتهي؟".
" لم أفعل شيئا كثيرا من الكتاب , ولكن, كيف تشعرين الآن يا كيم؟".
" أفضل بكثير , وقد قال لي روك أن الخطر الداهم قد زال".
" هذا صحيح , فأنت تتحسنين بسرعة ,ولكن , سينقضي أسبوع قبل أن تتعافي على نحو تام".
عبست كيم وهي تجيب:
" من المؤكد أنني لن أبقى في الفراش طوال هذه المدة".
" سوف نرى ماذا يفيدنا الطبيب بهذا الخصوص غدا , من الجائز أن يسمح لك بالنهوض لمدة ساعة أو نحوها".