كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
9_الصراع والرحلة
**************************
حل السبت , وأخذت كيم تستعد لحضورحفلة النادي الراقصة , وكانت قد أخبرت بارت أنها لا ترغب في الذهاب , ألا أنه أصر مداعيا أنها تحتاج للتغيير وقال:
"هذه الفرصة ستريحك لأنك لازمت الآلة الكاتبة طوال أيام الأسبوع ".
" أنه عملي , وقد لازمت الآلة الكاتبة دوما طوال أيام الأسبوع".
تنهد بعصبية وهو يضيف:
"قال لي بارت أنك تعملين أشياء أضافة الى الطباعة , ولذا أظنني مصيبا في القول أن الأسبوع الماضي كان شاقا أكثر من العادة".
هزت كتفيها وردت بلامبالاة:
" فكر كما تشاء".
الحقيقة أن روك أصاب في القول أن هذا الأسبوع كان شاقا أكثر من العادة , فكيم أرادت تسهيل الأمر على بارت , حتى يذهب وهو مطمئن على الكتاب خصوصا أن صعوبات كبيرة رافقت تأليف الفصل الحالي , فأعادت كيم طباعته مرات عدة وكل مرة قرأ فيها بارت الفصل , كان يعبس ويأخذ القلم ليجري بعض التعديلات , ورأت أن أعصابه أنهكت , فيما صممت هي أن تطبع الفصل بصورته النهائية , وقطعت شوطا كبيرا في سبيل تحقيق ذلك , وأملت أن ترضيه النسخة الأخيرة.
منتدى ليلاس
لدى وصولهم الى النادي , ذهب بارت ليتحدث الى أحد أصدقائه تاركا كيم وحيدة مع زوجها , الذي قال ببرودة ولا مبالاة أنهما سيرقصان.
وعندما راقص رافيلا بعد فترة قصيرة بدا كأنه الفتنة بعينها أذ أبتسم بوجه الفتاة النضر , وتحدث اليها أثناء تنقلهما حول الغرفة بشخصيهما حول المهيبين اللذين جذبا أنتباه الكثيرين , وفي الوقت الذي شعرت كيم فيه بالأرتياح لعثور روك على شريكة سواها , أحست بشيء من الرثاء لنفسها والأشفاق عليها , فقد نظر الناس أولا اليها, ثم الى الراقصين الطويلين المتميزين , وكان من الطبيعي أن تلقى كيم العزاء في صحبة فال الذي تشوق لمراقصتها وأصطحابها الى العشاء , ومرافقتها في نزهة داخل حديقة النادي , ومن المؤكد أنه ارتبك مثل سائر الناس
ألا أنه أبدى لباقة تحاكي لباقة سوزان , التي ضحكت وهي تقول:
" أن رافيلا أسوأ مغازلة في العالم , وكم أنا سعيدة أنك لست من النوع الذي تلتهمه الغيرة يا كيم".
نظرت كيم الى سوزان , وكان من العسير ألا تلمح القلق في عينيها , وتنهدت , وهي تتمنى لو أنها تصادق سوزان , لأنها سترتاح كثيرا أن فتحت قلبها وفكرها لشخص يعرف كل الحقيقة مثلما عرفتها سوزان؟
وحضر كليف ليصطحب سوزان ويراقصها , كيف تطورت علاقتهما ؟ طرحت كيم هذا السؤال فيما أستدارت لتبتسم لفال الذي أقترب منها فور رؤيته سوزان تبتعد مع كليف
وقال لكيم:
"أنك شاردة الذهن , أو أنك كنت كذلك".
" كنت أفكر بسوزان وكليف ".
أطرق مفكرا قبل أن يقول:
" أنك تظنين أنها قصة عاطفية وعلاقة حب".
" ستكون علاقة مريحة ومفيدة لكليهما ".
"لم يكترث كليف كثيرا للفتيات من قبل , والحقيقة أن لا هو ولا شقيقه قد عاشرا النساء فعلا".
" ووالداهما .... هل توفاهما الله؟".
هز فال رأسه :
" أنهما متقاعدين يعيشان في جوهانسبورغ , وقد تركا المزرعة لولديهما ".
علقت كيم :
" أن حظهما كبير أذ ملكا مزرعة على هذا القدر من الضخامة وهما لا يزالان شابين ".
" كليف يحب المزرعة كثيرا , أما جاك, فيفضل العمل الفكري".
قالت وهي تتذكر أن فال أطلعها على رغبته بتأليف كتاب:
" مثلك؟".
" أجل , وبالمناسبة , بدأت بتأليف ذلك الكتاب بعد أن أعطاني بارت الأرشادات الأساسية أضافة الى لائحة الكتب التي يجب أن أقرأها".
فحذرته قائلة:
" أنه عمل شاق للغاية".
" أعرف ذلك , ولعلني سأظل أعمل في الزراعة".
|