لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم العام > المنتدى الاسلامي
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

المنتدى الاسلامي اسلام , بطاقات اسلاميه , دين , فتاوي , احكام


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-10, 08:51 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي
الشبح

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199692
المشاركات: 3,469
الجنس ذكر
معدل التقييم: romantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 871

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
romantico triste غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : romantico triste المنتدى : المنتدى الاسلامي
افتراضي

 

قالوا عنه :

ما اقلت الغبراء ولا اظلت الخضراء من رجل اصدق من أبي ذر
رسول الله صلى الله عليه وسلم

رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده
رسول الله صلى الله عليه وسلم

إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا قال علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم


لحظات من حياته :

وضحك أبو ذر كذلك، فهو يعرف سر العجب الذي كسا وجه الرسول عليه السلام حين علم أن هذا الذي يجهر بالاسلام أمامه انما هو رجل من غفار..!!

فغفار هذه قبيلة لا يدرك لها شأن في قطع الطريق..!!

وأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع.. انهم حلفاء الليل والظلام، والويل لمن يسلمه الليل الى واحد من قبيلة غفار.

أفيجيء منهم اليوم، والاسلام لا يزال دينا غصّا مستخفيا، واحد ليسلم..؟!

يقول أبو ذر وهو يروي القصة بنفسه:

".. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرفع بصره ويصوّبه تعجبا، لما كان من غفار، ثم قال: ان الله يهدي من يشاء


السيرة :


أقبل على مكة نشوان مغتبطا..

صحيح أن وعثاء السفر وفيح الصحراء قد وقذاه بالضنى والألم، بيد أن الغاية التي يسعى اليها، أنسته جراحه، وأفاضت على روحه الحبور والبشور.


ودخلها متنكرا، كأنه واحد من أولئك الذين يقصدونها ليطوّفوا بآلهة الكعبة العظام.. أو كأنه عابر سبيل ضل طريقه، أو طال به السفر والارتحال فأوى اليها يستريح ويتزوّد.


فلو علم أهل مكة أنه جاء يبحث عن محمد صلى الله عليه وسلم، ويستمع اليه لفتكوا به.


وهو لا يرى بأسا في أن يفتكوا به، ولكن بعد أن يقابل الرجل الي قطع الفيافي ليراه، وبعد أن يؤمن به، ان اقتنع بصدقه واطمأن لدعوته..


ولقد مضى يتسمّع الأنباء من بعيد، وكلما سمع قوما يتحدثون عن محمد اقترب منهم في حذر، حتى جمع من نثارات الحديث هنا وهناك ما دله على محمد، وعلى المكان الذي يستطيع أن يراه فيه.


في صبيحة يوم ذهب الى هناك، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم جالاسا وحده، فاقترب منه وقال: نعمت صباحا يا أخا العرب..


فأجاب السول عليه الصلاة والسلام: وعليك السلام يا أخاه.


قال أبو ذر:أنشدني مما تقول..


فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام: ما هو بشعر فأنشدك، ولكنه قرآن كريم .


قال أ[و ذر: اقرأ عليّ..

فقرأ عليه الرسول، وأ[و ذر يصغي.. ولم يمضي من الوقت غير قليل حتى هتف أبو ذر:


"أشهد أن لا اله الا الله.


وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"!


وسأله النبي: ممن أنت يا أخا العرب..؟


فأجابه أبو ذر: من غفار..


وتألقت ابتسامة على فم السول صلى الله عليه وسلم، واكتسى وجهه الدهشة والعجب..


وضحك أبو ذر كذلك، فهو يعرف سر العجب الذي كسا وجه الرسول عليه السلام حين علم أن هذا الذي يجهر بالاسلام أمامه انما هو رجل من غفار..!!


فغفار هذه قبيلة لا يدرك لها شأو في قطع الطريق..!!


وأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع.. انهم حلفاء الليل والظلام، والويل لمن يسلمه الليل الى واحد من قبيلة غفار.


أفيجيء منهم اليوم، والاسلام لا يزال دينا غصّا مستخفيا، واحد ليسلم..؟!




يقول أبو ذر وهو يروي القصة بنفسه:


".. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرفع بصره ويصوّبه تعجبا، لما كان من غفار، ثم قال: ان الله يهدي من يشاء.


ولقد كان أبو ذر رضي الله عنه أحد الذين شاء لهم الهدى، وأراد بهم الخير.


وانه لذو بصر بالحق، فقد روي عنه أنه أحد الذين شاء الله لهم الهدى، وأراد بهم الخير.


وانه لذو بصر بالحق، فقد روي عنه أنه أحد الذين كلنوا يتألهون في الجاهلية، أي يتمرّدون على عبادة الأصنام، ويذهبون الى الايمان باله خالق عظيم. وهكذا ما كاد يسمع بظهور نبي يسفّه عبادة الأصناك وعبّادها، ويدعو الى عبادة الله الواحد القهار، حتى حث اليه الخطى، وشدّ الرحال.


أسلم أبو ذر من فوره..


وكان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس..


اذن، هو قد أسلم في الأيام الأولى، بل الساعات الأولى للاسلام، وكان اسلامه مبكرا..


وحين أسلم كلن الرسول يهمس بالدعوة همسا.. يهمس بها الى نفسه، والى الخمسة الذين آمنوا معه، ولم يكن أمام أبي ذر الا أن يحمل ايمانه بين جنبيه، ويتسلل به مغادرا مكة، وعائدا الى قومه...


ولكن أبا ذر، جندب بن جنادة، يحمل طبيعة فوارة جيّاشة.



لقد خلق ليتمرّد على الباطل أنى يكون.. وها هو ذا يرى الباطل بعينيه.. حجارة مرصوصة، ميلاد عابديها أقدم من ميلادها، تنحني أمامها الجباه والعقول، ويناديها الناس: لبيك.. لبيك..!!


وصحيح أنه رأى الرسول يؤثر لهمس في أيامه تلك.. ولكن لا بدّ من صيحة يصيحها هذا الثائر الجليل قبل أن يرحل.


لقد توجه الى الرسول عليه الصلاة والسلام فور اسلامه بهذا السؤال:


يا رسول الله، بم تأمرني..؟


فأجابه الرسول: ترجع الى قومك حتى يبلغك أمري..


فقال أبو ذر: والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد..!!


ألم أقل لكم..؟؟


تلك طبيعة متمرّدة جيّاشة، أفي اللحظة التي يكشف فيها أبو ذر عالما جديدا بأسره يتمثل في الرسول الذي آمن به، وفي الدعوة التي سمع بتباشيرها على لسانه.. أفي هذه اللحظة يراد له أن يرجع الى أهله صامتا.؟



هذا أمر فوق طاقته..


هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته:


[أشهد أن لا اله الا الله.. وأشهد أن محمدا رسول الله]...




كانت هذه الصيحة أول صيحة بالاسلام تحدّت كبرياء قريش وقرعت أسماعها.. صاحها رجل غريب ليس له في مكّة حسب ولا نسب ولا حمى..


ولقد لقي ما لم يكن يغيب عن فطنته أنه ملاقيه.. فقد أحاط به المشركون وضربوه حتى صرعوه..


وترامى النبأ الى العباس عم النبي، فجاء يسعى، وما استطاع أن ينقذه من بين أنيابهم الا بالحيلة لذكية، قال له:


"يا معشر قريش، أنتم تجار، وطريقكم على غفار،، وهذا رجل من رجالها، ان يحرّض قومه عليكم، يقطعوا على قوافلكم الطريق".. فثابوا الى رشدهم وتركوه.



كانت هذه الصيحة أول صيحة بالاسلام تحدّت كبرياء قريش وقرعت أسماعها.. صاحها رجل غريب ليس له في مكّة حسب ولا نسب ولا حمى..


ولقد لقي ما لم يكن يغيب عن فطنته أنه ملاقيه.. فقد أحاط به المشركون وضربوه حتى صرعوه..


وترامى النبأ الى العباس عم النبي، فجاء يسعى، وما استطاع أن ينقذه من بين أنيابهم الا بالحيلة لذكية، قال له:


"يا معشر قريش، أنتم تجار، وطريقكم على غفار،، وهذا رجل من رجالها، ان يحرّض قومه عليكم، يقطعوا على قوافلكم الطريق".. فثابوا الى رشدهم وتركوه.


ولكن أبا ذر، وقد ذاق حلاوة الأذى في سبيل الله، لا يريد أن يغادر مكة حتى يظفر من طيباته بمزيد...!!


وهكذا لا يكاد في اليوم الثاني وربما في نفس اليوم، يلقى امرأتين تطوفان بالصنمين (أساف، واثلة) ودعوانهما، حتى يقف عليهما ويسفه الصنمين تسفيها مهينا.. فتصرخ المرأتان، ويهرول الرجال كالجراد، ثم لا يفتون يضربونه حتى يفقد وعيه..


وحين يفيق يصرخ مرة أخرى بأنه " يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله". ويدرك الرسول عليه الصلاة والسلام طبيعة تلميذه الجديد الوافد، وقدرته الباهرة على مواجهة الباطل. بيد أن وقته لم يأت بعد، فيعيد عليه أمره بالعودة الى قومه، حتى اذا سمع بظهور الدين عاد وأدلى في مجرى الأحداث دلوه.



ويعود أبو ذر الى عشيرته وقومه، فيحدثههم عن النبي الذي ظهر يدعو الى عبادة الله وحده ويهدي لمكارم الأخلاق، ويدخل قومه في الاسلام، واحدا اثر واحد.. ولا يمتفي بقبيلته غفار، بل ينتقل الى قبيلة أسلم فيوقد فيها مصابيحه..!!

وتتابع الأيام رحلتها في موكب الزمن، ويهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة، ويستقر بها والمسلمون معه.


وذات يوم تستقبل مشارفها صفوفا طويلة من المشاة والركبان، أثارت أقدامهم النقع.. ولولا تكبيراتهم الصادعة، لحبسهم الرائي جيشا مغيرا من جيوش الشرك..


اقترب الموكب اللجب.. ودخل المدينة.. ويمم وجهه شطر مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومقامه..


لقد كان الموكب قبيلتي غفار وأسلم، جاء بهما ابو ذر مسلمين جميعا رجالا ونساءا. شيوخا وشبابا، وأطفالا..!!


وكان من حق الرسول عليه الصلاة والسلام أن يزداد عجبا ودهشة..


فبالأمس البعيد عجب كثيرا حين رأى أمامه رجلا واحدا من غفار يعلن اسلامه وايمانه، وقال معبّرا عن دهشته:


"ان الله يهدي من يشاء"..!!


أما اليوم فان قبيلة غفار بأجمعها تجيئه مسلمة..وقد قطعت في الاسلام بضع سنين منذ هداها الله على يد أبي ذر، وتجيء معها قبيلة أسلم..


ان عمالقة السطور وحلفاء الشيطان، قد أصبحوا عمالقة في الخير وحلفاء للحق.


أليس الله يهدي من يشاء حقا..؟؟


لقد ألقى الرسول عليه الصلاة والسلام على وجوههم الطيبة نظرات تفيض غبطة وحنانا وودا..


ونظر الى قبيلة غفار وقال:


"غفار غفر الله لها".


ثم الى قبيلة أسلم فقال:


"وأسلم سالمها الله"..


وأبو ذر هذا الداعية الرائع.. القوي الشكيمة، العزيز المنال.. ألا يختصه الرسول عليه الصلاة والسلام بتحية..؟؟


أجل.. ولسوف يكون جزاؤه موفورا، وتحيته مباركة..


ولسوف يحمل صدره، ويحمل تاريخه، أرفع الأوسمة وأكثرها جلالا وعزة..


ولسوف تفنى القرون والأجيال، والناس يرددون رأي الرسول صلى الله عليه وسلم في أبي ذر:


" ما أقلّت الغبراء، ولا أظلّت الصحراء أصدق لهجة من أبي ذر"..!!


ويدرك الرسول عليه الصلاة والسلام طبيعة تلميذه الجديد الوافد، وقدرته اباهرة على مواجهة الباطل.. بيد أن وقته لم يأت بعد، فيعيد عليه أمره بالعودة الى قومه، حتى اذا سمع بظهور الدين عاد وأدلى في مجرى الأحداث دلّوه.



أصدق لهجة في أبي ذر..؟

لقد قرأ الرسول عليه الصلاة والسلام مستقبل صاحبه، ولخص حياته كلها في هذه الكلمات..


فالصدق الجسور، هو جوهر حياة أبي ذر كلها..


صدق باطمه، وصدق ظاهره..


صدق عقيدته وصدق لهجته..


ولسوف يحيا صادقا.. لا يغالط نفسه، ولا يغالط غيره، ولا يسمح لأحد أن يغالطه..


ولئن يكون صدقه فضيلة خرساء.. فالصدق الصامت ليس صدقا عند أبي ذر..


انما الصدق جهر وعلن.. جهر بالحق وتحد للباطل..تأييد للصواب ودحض للخطأ..


الصدق ولاء رشيد للحق، وتعبير جريء عنه، وسير حثيث معه..




ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم ببصيرته الثاقبة عبر الغيب القصيّ والمجهول البعيد كل المتاعب التي سيفيئها على أبي ذر صدقه وصلابته، فكان يأمره دائما أن يجعل الأناة والصبر نهجه وسبيله.


وألقى الرسول يوما هذا السؤال:


" يا أبا ذر كيف أنت اذا أدركك أمراء يستأثرون بالفيء"..؟


فأجاب قائلا:


"اذن والذي بعثك بالحق، لأضربن بسيفي".!!


فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام:


"أفلا أدلك على خير من ذلك..؟


اصبر حتى تلقاني".


ترى لماذا سأله الرسول هذا السؤال بالذات..؟؟


الأمراء.. والمال..؟؟




تلك قضية أبي ذر التي سيهبها حياته، وتلك مشكلته مع المجتمع ومع المستقبل..


ولقد عرفها رسول الله فألقى عليه السؤال، ليزوده هذه النصيحة الثمينة:"اصبر حتى تلقاني"..


ولسوف يحفظ أبو 1ر وصية معلمه، فلن يحمل السيف الذي توّد به الأمراء الذين يثرون من مال الأمة.. ولكنه أيضا لن يسكت عنهم لحظة من نهار..


أجل اذا كان الرسول قد نهاه عن حمل السيف في وجوههم، فانه لا ينهاه عن أن يحمل في الحق لسانه البتار..


ولسوف يفعل..





**





ومضى عهد الرسول، ومن بعده عصر أبي بكر، وعصر عمر في تفوق كامل على مغريات الحياة ودواعي الفتنة فيها..


حتى تلك النفوس المشتهية الراغبة، لم تكن تجد لرغباتها سبيلا ولا منفذا.


وأيامئذ، لم تكن ثمة انحرافات يرفع أبو ذر ضدها صوته ويفلحها بكلماته اللاهبة...




ولقد طال عهد أمير المؤمنين عمر، فارضا على ولاة المسلمين وأمرائهم وأغنيائهم في كل مكان من الأرض، زهدا وتقشفا، ودعلا يكاد يكون فوق طاقة البشر..




ان واليا من ولاته في العراق، أو في الشام، أ، في صنعاء.. أو في أي من البلاد النائية البعيدة، لا يكاد يصل اليها نوعا من الحلوى، لا يجد عامة الناس قدرة على شرائه، حتى يكون الخبر قد وصل الى عمر بعد أيام. وحتى تكون أوامره الصارمة قد ذهبت لتستدعي ذلك الوالي الى المدينة ليلقى حسابه العسير..!!


ليهنأ أبو ذر اذن.. وليهنأ أكثر ما دام الفاروق العظيم أميرا للمؤمنين..


وما دام لا يضايق أبا ذر في حياته شيء مثلما يضايقع استغلال السلطة، واحتكارالثروة، فان ابن الخطاب بمراقبته الصارمة للسلطة، وتوزيعه العادل للثروة سيتيح له الطمأنينة والرضا..


وهكذا تفرغ لعبادة ربه، وللجهاد في سبيله.. غير لائذ بالصمت اذا رأى مخالفة هنا، أو هناك.. وقلما كان يرى..




بيد أن أعظم، وأعدل، وأروع حكام البشرية قاطبة يرحل عن الدنيا ذات يوم، تاركا وراءه فراغا هائلا، ومحدثا رحيله من ردود الفعل ما لا مفرّ منه ولا طاقة للناس به. وتستمر القتوح في مدّها، ويعلو معها مد الرغبات والتطلع الى مناعم الحياة وترفها..


ويرى أبو ذر الخطر..




ان ألوية المجد الشخصي توشك أن تفتن الذين كل دورهم في الحياة أن يرفعوا راية الله..


ان الدنيا بزخرفها وغرورها الضاري، توشك أن تفتن الذين كل رسالتهم أن يجعلوا منها مزرعة للأعمال الصالحات..


ان المال الذي جعله الله خادما مطيعا للانسان، يوشك أن يتحوّل الى سيّد مستبد..


ومع من؟


مع أصحاب محمد الذي مات ودرعه مرهونة، في حين كانت أكوام الفيء والغنائم عند قدميه..!!


ان خيرات الأرض التي ذرأها الله للناس جميعا.. وجعل حقهم فيها متكافئا توشك أن اصير حكرا ومزية..


ان السلطة التي هي مسؤولية ترتعد من هول حساب الله عليها أفئدة الأبرار، تتحول الى سبيل للسيطرة، وللثراء، وللترف المدمر الوبيل..


رأى أبو ذر كل هذا فلم يبحث عن واجبه ولا عن مسؤوليته.. بل راح يمد يمينه الى سيفه.. وهز به الهواء فمزقه، ونهض قائما يواجه المجتمع بسيفه الذي لم تعرف له كبوة.. لكن سرعان ما رنّ في فؤاده صدى الوصية التي أوصاه بها الرسول، فأعاد السيف الى غمده، فما ينبغي أن يرفعه في وجه مسلم..


(وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ)


ليس دوره اليوم أن يقتل.. بل أن يعترض..


وليس السيف أداة التغيير والتقويم، بل الكلمة الصادقة، الأمينة المستبسلة..


الكلمة العادلة التي لا تضل طريقها، ولا ترهب عواقبها.




لقد أخبر الرسول يوما وعلى ملأ من أصحابه، أن الأرض لم تقلّ، وأن السماء لم تظلّ أصدق لهجة من أبي ذر..


ومن كان يملك هذا القدر من صدق اللهجة، وصدق الاقتناع، فما حاجته الى السيف..؟


ان كلمة واحدة يقولها، لأمضى من ملء الأرض سيوفا..




فليخرج بصدقه هذا، الى الأمراء.. الى الأغنياء. الى جميع الذين أصبحوا يشكلون بركونهم الى الدنيا خطرا على الدين الذي جاء هاديا، لا جابيا.. ونبوة لا ملكا،.. ورحمة لا عذابا.. وتواضعا لا استعلاء.. وتكافؤ لا تمايز.. وقناعة لا جشعا.. وكفاية لا ترفا.. واتئادا في أخذ الحياة، لا فتونا بها ولا تهالكا عليها..


فليخرج الى هؤلاء جميعا، حتى يحكم الله بينهم وبينه بالحق، وهو خير الحاكمين.





**





وخرج أبو ذر الى معاقل السلطة والثروة، يغزوها بمعارضته معقلا معقلا.. وأصبح في أيام معدودات الراية التي التفت حولها الجماهير والكادحون.. حتى في الأقطار النائية التي لم يره أهلها بعد.. طاره اليها ذكره. وأصبح لا يمر بأرض، بل ولا يبلغ اسمه قوما الا أثار تسؤلات هامّة تهدد مصالح ذوي الشلطة والثراء.


ولو أراد هذا الثائر الجليل أن يتخذ لنفسه ولحركته علما خاصا لما كان الشعار المنقوش على العلم سوى مكواة تتوهج حمرة ولهبا، فقد جعل نشيده وهتافه الذي يردده في كل مكان وزمان.. ويردده الانس عنه كأنه نشيد.. هذه الكلمات:


"بشّر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة"..!!


لا يصغد جبلا، ولا ينزل سهلا، ولا يدخل مدينة، ولا يواجه أميرا الا وهذه الكلمات على لسانه.


ولم يعد الانس يبصرونه قادما الا استقبلوه بهذه الكلمات:


" بشّر الكانزين بمكاو من نار"..




**





(لا حاجة لي في دنياكم)..!!


هكذا قال أبو ذر للخليفة عثمان بعد أن وصل الى المدينة، وجرى بينهما حوار طويل.


لقد خرج عثمان من حواره مع صاحبه، بقرار أن يحتفظ به الى جواره في المدينة، محددا بها اقامته.


ولقد عرض عثمان قراره على أبي ذر عرضا رفيقا، رقيقا، فقال له:" ابق هنا يجانبي، تغدو عليك القاح وتروح"..


وأجابه أبو ذر:


(لا حاجة لي في دنياكم).!




أجل لا حاجة له في دنيا الناس.. انه من أولئك القديسين الذين يبحثون عن ثراء الروح، ويحيون الحياة ليعطوا لا ليأخذوا..!!


ولقد طلب من الخليفة عثمان رضي الله عنه أن يأذن له الخروج الى الرّبذة فأذن له..




ولقد ظل وهو في احتدام معارضته أمينا لله ورسوله، حافظا في اعماق روحه النصيحة التي وجهها اليه الرسول عليه الصلاة والسلام ألا يحمل السيف.. لكأن الرسول رأى الغيب كله.. غيب أبي ذر ومستقبله، فأهدى اليه هذه النصيحة الغالية.


ومن ثم لم يكن أبو ذر ليخفي انزعاجه حين يرى بعض المولعين بايقاد الفتنة يتخذون من دعوته سببا لاشباع ولعهم وكيدهم.


جاءه يوما وهو في الرّبدة وفد من الكوفة يسألونه أن يرفع راية الثورة ضد الخليفة، فزجرهم بكلمات حاسمة:


" والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة، أو جبل، لسمعت، وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي.."


" ولوسيّرني ما بين الأفق الى الأفق، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي..


" ولو ردّني الى منزلي، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي"..




ذلك رجل لا يريد غرضا من أغراض الدنيا، ومن ثم أفاء الله عليه نور البصيرة.. ومن ثم مرة أخرى أدرك ما تنطوي عليه الفتنة المسلحة من وبال وخطر فتحاشاها.. كما أدرك ما ينطوي عليه الصمت من وبال وخطر، فتحاشاه أيضا، ورفع صوته لا سيفه بكلمة الحق ولهجة الصدق، لا أطماع تغريه.. ولا عواقب تثنيه..!


لقد تفرّغ أبو ذر للمعارضة الأمينة وتبتّل.




وسيقضي عمره كله يحدّق في أخطاء الحكم وأخطاء المال، فالحكم والمال يملكان من الاغراء والفتنة ما يخافه أبو ذر على اخوانه الذين حملوا راية الاسلام مع رسولهم صلى الله عليه وسلم، والذين يجب أن يظلوا لها حاملين.


والحكم والمال أيضا، هما عصب الحياة للأمة والجماعات، فاذا اعتورهما الضلال تعرضت مصاير الناس للخطر الأكيد.


ولقد كان أبو ذر يتمنى لأصحاب الرسول ألا يلي أحد منهم امارة أو يجمع ثروة، وأن يظلوا كما كانوا روّاد للهدى، وعبّادا لله..


وقد كان يعرف ضراوة الدنيا وضراوة المال، وكان يدرك أن أبا بكر وعمر لن يتكررا.. ولطالما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه من اغراء الامارة ويقول عنها:


".. انها أمانة، وانها يوم القيامة خزي وندامة.. الا من أخذها بحقها، وأدّى الذي عليه فيها"...




ولقد بلغ الأمر بأبي ذر لى تجنّب اخوانه ان لم يكن مقاطعتهم،لأنهم ولوا الامارات، وصار لهم بطبيعة الحال ثراء وفرة..


لقيه أبو موسى الأشعري يوما، فلم يكد يراه حتى فتح له ذراعيه وهو يصيح من الفرح بلقائه:" مرحبا أبا ذر.. مرحبا بأخي".


ولكن أبا ذر دفعه عنه وهو يقول:


" لست بأخيك، انما كنت أخاك قبل أن تكون واليا وأميرا"..!


كذلك لقيه أبو هريرة يوما واحتضنه مرحّبا، ولكن أبا ذر نحّاه عنه بيده وقال له:


(اليك عني.. ألست الذي وليت الامارة، فتطاولت في البنيان، واتخذت لك ماشية وزرعا)..؟؟


ومضى أبو هريرة يدافع عن نفسه ويبرئها من تلك الشائعات..


وقد يبدو أبو ذر مبالغا في موقفه من الجكم والثروة..


ولكن لأبي ذر منطقه الذي يشكله صدقه مع نفسه، ومع ايمانه، فأبو ذر يقف بأحلامه وأعماله.. بسلوكه ورؤاه، عند المستوى الذي خلفه لهم رسول الله وصاحباه.. أبو بكر وعمر.



واذا كان البعض يرى في ذلك المستوى مثالية لا يدرك شأوها، فان ابا ذر يراها قدوة ترسم طريق الحياة والعمل، ولا سيما لأولئك الرجال الذين عاصروا الرسول عليه السلام، وصلوا وراءه، وجاهدوا معه، وبايعوه على السمع والطاعة.

كما أنه يدرك بوعيه المضيء، ما للحكم وما للثروة من أثر حاسم في مصاير الناس، ومن ثم فان أي خلل يصيب أمانة الحكم، أو عدالة الثروة، يشكل خطرا يجب دحضه ومعارضته.





**





ولقد عاش أبو ذر ما استطاع حاملا لواء القدوة العظمى للرسول عليه السلام وصاحبيه، أمينا عليها، حارسا لها.. وكان أستاذ في فن التفوق على مغريات الامارة والثروة،...


عرضت عليه الامارة بالعراق فقال:


" لا والله.. لن تميلوا عليّ بدنياكم أبدا"..


ورآه صاحبه يوما يلبس جلبابا قديما فسأله:


أليس لك ثوب غير هذا..؟! لقد رأيت معك منذ أيام ثوبين جديدين..؟


فأجابه أبو ذر: " يا بن أخي.. لقد أعطيتهما من هو أحوج اليهما مني"..


قال له: والله انك لمحتاج اليهما!!


فأجاب أبو ذر: "اللهم اغفر له.. انك لمعظّم للدنيا، ألست ترى عليّ هذه البردة..؟؟ ولي أخرى لصلاة الجمعة، ولي عنزة أحلبها، وأتان أركبها، فأي نعمة أفضل ما نحن فيه"..؟؟





**





وجلس يوما يحدّث ويقول:


[أوصاني خليلي بسبع..


أمرني بحب المساكين والدنو منهم..


وأمرني أن أنظر الى من هو دوني، ولاأنظر الى من هو فوقي..


وأمرني ألا أسأل أحد شيئا..


وأمرني أن أصل الرحم..


وأمرني أن أقول الحق وان كان مرّا..


وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم..


وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة الا بالله].




ولقد عاش هذه الوصية، وصاغ حياته وفقها، حتى صار "ضميرا" بين قومه وأمته..




ويقول الامام علي رضي الله عنه:


"لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر"..!!


عاش يناهض استغلال الحكم، واحتكار الثروة..


عاش يدحض الخطأ، ويبني الصواب..


عاش متبتلا لمسؤولية النصح والتحذير..


يمنعونه من الفتوى، فيزداد صوته بها ارتفاعا، ويقول لمانعيه:


" والذي نفسي بيده، لو وضعتم السيف فوق عنقي، ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تحتزوا لأنفذتها"..!!







والآن يعالج أبو ذر سكرات الموت في الربذة.. المكان الذي اختار الاقامة فيه اثر خلافه مع عثمان رضي الله عنه، فتعالوا بنا اليه نؤد للراحل العظيم تحية الوداع، ونبصر في حياته الباهرة مشهد الختام.


ان هذه السيدة السمراء الضامرة، الجالسة الى جواره تبكي، هي زوجته..


وانه ليسألها: فيم البكاء والموت حق..؟


فتجيبه بأنها تبكي: " لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا"..!!


".. لا تبكي، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين..


وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق منهم غيري .. وهأنذا بالفلاة أموت، فراقبي الطريق،، فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فاني والله ما كذبت ولا كذبت".


وفاضت روحه الى الله..


ولقد صدق..


فهذه القافلة التي تغذ السير في الصحراء، تؤلف جماعة من المؤمنين، وعلى رأسهم عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله.


وان ابن مسعود ليبصر المشهد قبل أن يبلغه.. مشهد جسد ممتد يبدو كأنه جثمان ميّت، والى جواره سيدة وغلام يبكيان..


ويلوي زمام دابته والركب معه صوب المشهد، ولا يكاد يلقي نظرة على الجثمان، حتى تقع عيناه على وجه صاحبه وأخيه في الله والاسلام أبي ذر.


وتفيض عيناه بالدمع، ويقف على جثمانه الطاهر يقول:" صدق رسول الله.. نمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك".!


ويجلس ابن مسعود رضي الله عنه لصحبه تفسير تلك العبارة التي نعاه بها:" تمشي وحدك.. وتموت حدك.. وتبعث وحدك".



كان ذلك في غزوة تبوك.. سنة تسع من الهجرة، وقد أمر الرسول عليه السلام بالتهيؤ لملاقاة الروم، الذين شرعوا يكيدون للاسلام ويأتمرون به.

وكانت الأيام التي دعى فيها الناس للجهاد أيام عسر وقيظ..


وكانت الشقة بعيدة.. والعدو مخيفا..


ولقد تقاعس عن الخروج نفر من المسلمين، تعللوا بشتى المعاذير..


وخرج الرسول وصحبه.. وكلما أمعنوا في السير ازدادوا جهدا ومشقة، فجعل الرجل يتخلف، ويقولون يا رسول الله تخلف فلان، فيقول:


" دعوه.


فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم..


وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه"..!!


وتلفت القوم ذات مرة، فلم يجدوا أبا ذر.. وقالوا للرسول عليه الصلاة والسلام:


لقد تخلف أبو ذر، وأبطأ به بعيره..


وأعاد الرسول مقالته الأولى..


كان بعير أبي ذر قد ضعف تحت وطأة الجوع والظمأ والحر وتعثرت من الاعياء خطاه..


وحاول أبو ذر أن يدفعه للسير الحثيث بكل حيلة وجهد، ولكن الاعياء كان يلقي ثقله على البعير..


ورأى أبو ذر أنه بهذا سيتخلف عن المسلمين وينقطع دونهم الأثر، فنزل من فوق ظهر البعير، وأخذ متاعه وحمله على ظهره ومضى ماشيا على قدميه، مهرولا، وسط صحراء ملتهبة، كما يدرك رسوله عليه السلام وصحبه..




وفي الغداة، وقد وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا، بصر أحدهم فرأى سحابة من النقع والغبار تخفي وراءها شبح رجل يغذ السير..


وقال الذي رأى: يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق وحده..


وقال الرسول عليه الصلاة والسلام:


(كن أبا ذر)..




وعادوا لما كانوا فيه من حديث، ريثما يقطع القادم المسافة التي تفصله عنهم، وعندها يعرفون من هو..




وأخذ المسافر الجليل يقترب منهم رويدا.. يقتلع خطاه من الرمل المتلظي اقتلاعا، وحمله فوق ظهره بتؤدة.. ولكنه مغتبط فرحان لأنه أردك القافلة المباركة، ولم يتخلف عن رسول الله واخوانه المجاهدين..


وحين بلغ أول القافلة، صاح صائهحم: يارسول الله: انه والله أبا ذر..


وسار أبو ذر صوب الرسول.


ولم يكد صلى الله عليه وسلم يراه حتى تألقت على وجهه ابتسامة حانية واسية، وقال:


[يرحم الله أبا ذر..


يمشي وحده..


ويموت وحده..


ويبعث وحده..].




وبعد مضي عشرين عاما على هذا اليوم أو تزيد، مات أبو ذر وحيدا، في فلاة الربذة.. بعد أن سار حياته كلها وحيدا على طريق لم يتألق فوقه سواه.. ولقد بعث في التاريخ وحيدا في عظمة زهده، وبطولة صموده..




ولسوف يبعث عند الله وحيدا كذلك؛ لأن زحام فضائله المتعددة، لن يترك بجانبه مكانا لأحد سواه..!!





الصحابى القادم : أبو سفيان بن الحارث

 
 

 

عرض البوم صور romantico triste   رد مع اقتباس
قديم 09-11-10, 11:17 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي
الشبح

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199692
المشاركات: 3,469
الجنس ذكر
معدل التقييم: romantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 871

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
romantico triste غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : romantico triste المنتدى : المنتدى الاسلامي
افتراضي

 

أبو سفيان بن الحارث :



قالوا عنه :


أخي لعمري
رسول الله صلى الله عليه وسلم



لحظات من حياته :


ولقد كان أبو سفيان يأخذ بلجام فرس الرسول، وحين رأى ما رأى أدرك أن فرصته التي بحث عنها قد أهلت.. تلك أن يقضي نحبه شهيدا في سبيل الله، وبين يدي الرسول..

وراح يتشبث بمقود الفرس بيسراه، ويرسل السيف في نحور المشركين بيمناه.

وعاد المسلمون الى مكان المعركة حتى انتهت، وتملاه الرسول ثم قال:

" أخي أبو سفيان بن الحارث..؟؟"



السيرة :



انه أبو سفيان آخر، غير أبو سفيان بن حرب..

وان قصته، هي قصة الهدى بعد الضلال.. والحب بعد الكراهية..


والسعادة بعد الشقوة..


هي قصة رحمة الله الواسعة حين تفتح أبوابها اللاجئ ألقى نفسه بين يدي الله بعد أن أضناه طول اللغوب..!!


تصوّروا بعد عشرين عاما قضاها ابن الحارث في عداوة موصولة للاسلام..!!


عشرون عاما منذ بعث النبي عليه السلام، حتى اقترب يوم الفتح العظيم، وأبو سفيان بن الحارث يشدّ أزر قريش وحلفائها، ويهجو الرسول بشعره، ولا يكاد يتخلف عن حشد تحشده قريش لقتال..!!


وكان اخوته الثلاثة: نوفل، وربيعة، وعبدالله قد سبقوه الى الاسلام..


وأبو سفيان هذا، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، اذ هو ابن الحارث بن عبدالمطلب..


ثم هو أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، اذ أرضعته حليمة السعدية مرضعة الرسول بضعة أيام..


وذات يوم نادته الأقدار لمصيره السعيد، فنادى ولده جعفرا، وقال لأهله: انا مسافران..


الى أين يا بن الحارث..


الى رسول الله لنسلم معه لله رب العالمين..


ومضى يقطع الأرض بفرسه ويطويها طيّ التائبين..


وعند الأبواء أبصر مقدمة جيش لجب. وأدرك أنه الرسول قاصدا مكة لفتحها.



وفكّر ماذا يصنع..؟


ان الرسول قد أهدر دمه من طول ما حمل سيفه ولسانه ضد الاسلام، مقاتلا وهاجيا..


فاذا رآه أحد من الجيش، فسيسارع الى القصاص منه..


وان عليه أن يحتال للأمر حتى يلقي نفسه بين يدي رسول الله أولا، وقبل أن تقع عليه عين أحد من المسلمين..


وتنكّر أبو سفيان بن الحارث حتى أخفى معالمه، وأخذ بيد ابنه جعفر، وسار مشيا على الأقدام شوطا طويلا، حتى أبصر رسول الله قادما في كوكبة من أصحابه، فتنحّى حتى نزل الركب..


وفجأة ألقى بنفسه أمام رسول الله مزيحا قناعه فعرفه الرسول، وحو ل وجهه عنه، فأتاه أبو سفيان من الناحية أخرى، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم.


وصاح أبو سفيان وولده جعفر:


" نشهد أن لا اله الا الله


ونشهد أن محمدا رسول الله".


واقترب من النبي صلى الله عليه وسلم قائلا:


" لا تثريب يا رسول الله"..


وأجابه الرسول:


" لا تثريب يا أبا سفيان.


ثم أسلمه الى علي بن أبي طالب وقال له:


" علم ابن عمّك الوضوء والسنة ورح به اليّ".



وذهب به علي ثم رجع فقال له الرسول:

" ناد في الناس أن رسول الله قد رضي عن أبي سفيان فارضوا عنه"..


لحظة زمن، يقول الله لها: كوني مباركة، فتطوي آمادا وأبعادا من الشقوة والضلال، وتفتح أبواب رحمة ما لها حدود..!!


لقد كاد أبو سفيان يسلم، بعد أن رأى في بدر وهو يقاتل مع قريش ما حيّر لبّه..


ففي تلك الغزوة تخلّف أبو لهب وأرسل مكانه العاص بن هشام..


وانتظر أبو لهب أخبار المعركة بفارغ الصبر وبدأت الأنباء تأتي حاملة هزيمة قريش المنكرة..


وذات يوم كان أبو لهب مع نفر من القرشيين يجلسون عند زمزم، اذ أبصروا فارسا مقبلا فلما دنا منهم اذا هو: أبو سفيان بن الحارث.. ولم يمهله أبو لهب، فناداه:" هلمّ اليّ يا بن أخي. فعندك لعمري الخبر.. حدثنا كيف كان أمر الناس"؟؟


قال أبو سفيان بن الحارث:


" والله ما هو الا أن أن لقينا القوم حتى منحناهم أكتافنا، يقتلوننا كيف شاءوا، ويأسروننا كيف شاءوا..


وأيم الله ما لمت قريشا.. فلقد لقينا رجالا بيضا على خيل بلق، بين السماء والأرض، ما يشبهها شيء، ولا يقف أمامها شيء"..!!


وأبو سفيان يريد بهذا أن الملائكة كانت تقاتل مع الرسول والمسلمين..


فما باله لم يسلم يومئذ وقد رأى ما رأى..؟؟


ان الشك طريق اليقين، وبقدر ما كانت شكوك أبي الحارث عنيدة وقوية، فان يقينه يوم يجيء سيكون صلبا قويا..


ولقد جاء يوم يقينه وهداه.. وأسلم لله رب العالمين.



ومن أولى لحظات اسلامه، راح يسابق الزمان عابدا، ومجاهدا، ليمحو آثار ماضيه، وليعوّض خسائره فيه..

خرج مع الرسول فيما تلا فتح مكة من غزوات..


ويوم حنين، حيث نصب المشركون للمسلمين كمينا خطيرا، وانقضوا عليهم فجأة من حيث لا يحتسبون انقضاضا وبيلا أطار صواب الجيش المسلم، فولّى أكثر أجناده الأدبار وثبت الرسول مكانه ينادي:


" اليّ أيها الناس..


أنا النبي لا كذب..


انا ابن عبدالمطلب.."


في تلك اللحظة الرهيبة، كانت هناك قلة لم تذهب بصوابها المفاجأة


وكان منهم أبو سفيان بن الحارث وولده جعفر..


ولقد كان أبو سفيان يأخذ بلجام فرس الرسول، وحين رأى ما رأى أدرك أن فرصته التي بحث عنها قد أهلت.. تلك أن يقضي نحبه شهيدا في سبيل الله، وبين يدي الرسول..


وراح يتشبث بمقود الفرس بيسراه، ويرسل السيف في نحور المشركين بيمناه.


وعاد المسلمون الى مكان المعركة حتى انتهت، وتملاه الرسول ثم قال:


" أخي أبو سفيان بن الحارث..؟؟"


ما كاد أبو سفيان يسمع قول الرسول " أخي"..


حتى طار فؤاده من الفرح والشرف. فأكبّ على قدمي الرسول يقبلهما، ويغسلهما بدموعه.


وتحرّكت شاعريته فراح يغبط نفسه على ما أنعم الله عليه من شجاعة وتوفيق:


لقد علمت أفناء كعب وعامر غداة حنين حين عمّ التضعضع


بأني أخو الهيجاء، أركب حدّها أمام رسول الله لا أتتعتع


رجاء ثواب الله والله راحم اليه تعالى كل أمر سيرجع




وأقبل لأبو سفيان بن الحارث على العبادة اقبلال عظيما، وبعد رحيل الرسول عن الدنيا، تعلقت روحه بالموت ليلحق برسول الله في الدار الآخرة، وعاش ما عاش والموت أمنية حياته..

وذات يوم شاهده الناس في البقيع يحفر لحدا، ويسويّه ويهيّئه.. فلما أبدوا دهشتهم مما يصنع قال لهم:


" اني أعدّ قبري"..


وبعد ثلاثة أيام لا غير، كان راقدا في بيته، وأهله من حوله يبكون..


وفتح عينيه عليهم في طمأنينة سابغة وقال لهم:


" لا تبكوا عليّ، فاني لم أتنظف بخطيئة منذ أسلمت"..!!


وقبل أن يحني رأسه على صدره، لوّح به الى أعلى، ملقيا على الدنيا تحيّة الوداع..!






الصحابى القادم : أبو موسى الأشعرى

 
 

 

عرض البوم صور romantico triste   رد مع اقتباس
قديم 10-11-10, 03:38 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي
الشبح

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199692
المشاركات: 3,469
الجنس ذكر
معدل التقييم: romantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 871

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
romantico triste غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : romantico triste المنتدى : المنتدى الاسلامي
افتراضي

 

أبو موسى الأشعرى :




قالوا عنه :



لو رايتني وانا استمع قراءتك البارحة.. لقد أوتيت مزمارا من مزامير ال دأود
رسول الله صلى الله عليه وسلم




لحظات من حياته :




على أن هذا المقاتل ذا المراس الشديد، لم يكن يغادر أرض المعركة حتى يتحوّل الى أوّاب، بكّاء وديع كالعصفور...

يقرأ القرآن بصوت يهز أعماق من سمعه.. حتى لقد قال عنه الرسول:

" لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود"..!

كان عمر رضي الله عنه كلما رآه دعاه ليتلو عليه من كتاب الله.. قائلا له:

" شوّقنا الى ربنا يا أبا موسى".




السيرة :



عندما بعثه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى البصرة، ليكون أميرها وواليها، جمع أهلها وقام فيهم خطيبا فقال:

" ان أمير المؤمنين عمر بعثني اليكم، أعلمكم كتاب بكم، وسنة نبيكم، وأنظف لكم طرقكم"..!!


وغشي الانس من الدهش والعجب ما غشيهم، فانهم ليفهمون كيف يكون تثقيف الناس وتفقيههم في دينهم من واجبات الحاكم والأمير، أما أن يكون من واجباته تنظيف طرقاتهم، فذاك شيء جديد عليهم بل مثير وعجيب..


فمن هذا الوالي الذي قال عنه الحسن رضي الله عنه:


" ما أتى البصرة راكب خير لأهلها منه"..؟


**





انه عبدالله بن قيس المكنّى بـ أبي موسى الأشعري..


غادر اليمن بلده ووطنه الى مكة فور سماعه برسول ظهر هناك يهتف بالتوحيد ويدعو الى الله على بصيرة، ويأمر بمكارم الأخلاق..


وفي مكة، جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقى منه الهدى واليقين..


وعاد الى بلاده يحمل كلمة الله، ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقى منه الهدى واليقين..


وعاد الى بلاده يحمل كلمة الله، ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اثر فراغه من فتح خيبر..


ووافق قدومه قدوم جعفر بن أبي طالب مقبلا مع أصحابه من الحبشة فأسهم الرسول لهم جميعا..


وفي هذه المرّة لم يأت أبو موسى الأشعري وحده، بل جاء معه بضعة وخمسون رجلا من أهل اليمن الذين لقنهم الاسلام، وأخوان شقيقان له، هم، أبو رهم، وأبو بردة..


وسمّى الرسول هذا الوفد.. بل سمّى قومهم جميعا بالأشعريين..


ونعتهم الرسول بأنهم أرق الناس أفئدة..


وكثيرا ما كان يضرب المثل الأعلى لأصحابه، فيقول فيهم وعنهم:


" ان الأشعريين اذا أرملوا في غزو، أو قلّ في أيديهم الطعام، جمعوا ما عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموا بالسويّة.


" فهم مني.. وانا منهم"..!!


ومن ذلك اليوم أخذ أبو موسى مكانه الدائم والعالي بين المسلمين والمؤمنين، الذين قدّر لهم أن يكونوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلامذته، وأن يكونوا حملة الاسلام الى الدنيا في كل عصورها ودهورها..





**





أبو موسى مزيج عجيب من صفات عظيمة..


فهو مقاتل جسور، ومناضل صلب اذا اضطر لقتال..


وهو مسالم طيب، وديع الى أقصى غايات الطيبة والوداعة..!!


وهو فقيه، حصيف، ذكي يجيد تصويب فهمه الى مغاليق الأمور، ويتألق في الافتاء والقضاء، حتى قيل:


" قضاة هذه الأمة أربعة:


" عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت"..!!


وهو عظيم الولاء والمسؤولية..


وكبير الثقة بالناس..


لو أردنا أن نختار من واقع حياته شعارا، لكانت هذه العبارة:


" الاخلاص وليكن ما يكون"..


في مواطن الجهاد، كان الأشعري يحمل مسؤولياته في استبسال مجيد مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عنه:


" سيّد الفوارس، أبو موسى"..!!


وانه ليرينا صورة من حياته كمقاتل فيقول:


" خرجنا مع رسول الله في غزاة، نقبت فيها أقدامنا، ونقّبت قدماي، وتساقطت أظفاري، حتى لففنا أقدامنا بالخرق"..!!


وما كانت طيبته وسلامة طويته ليغريا به عدوّا في قتال..


فهو في موطن كهذا يرى الأمور في وضوح كامل، ويحسمها في عزم أكيد..




ولقد حدث والمسلمون يفتحون بلاد فارس أن هبط الأشعري يجيشه على أهل أصبهان الذين صالحوه على الجزية فصالحهم..


بيد أنهم في صلحهم ذاك لم يكونوا صادقين.. انما ارادوا أن يهيئوا لأنفسهم الاعداد لضربة غادرة..


ولكن فطنة أبي موسى التي لا تغيب في مواطن الحاجة اليها كانت تستشف أمر أولئك وما يبيّتون.. فلما همّوا بضربتهم لم يؤخذ القائد على غرّة، وهنالك بارزهم القتال فلم ينتصف النهار حتى كان قد انتصر انتصارا باهرا..!!





**





وفي المعارك التي خاضها المسلمون ضدّ امبراطورية الفرس، كان لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه، بلاؤه العظيم وجهاده الكريم..


وفي موقعة تستر بالذات، حيث انسحب الهرزمان بجيشه اليها وتحصّن بها، وجمع فيها جيوشا هائلة، كان أبو موسى بطل هذه الموقعة..


ولقد أمدّه أمير المؤمنين عمر يومئذ بأعداد هائلة من المسلمين، على رأسهم عمار بن ياسر، والبراء بن مالك، وأنس بن مالك، ومجزأة البكري وسلمة بن رجاء..


واتقى الجيشان..


جيش المسلمين بقيادة أبو موسى.. وجيش الفرس بقيادة الهرزمان في معركة من أشد المعارك ضراوة وبأسا..


وانسحب الفرس الى داخل مدينة تستر المحصنة..


وحاصرها المسلمون أياما طويلة، حتى أعمل أبو موسى عقله وحيلته..


وأرسل مائتي فارس مع عميل فارسي، أغراه أبو موسى بأن يحتال حتى يفتح باب المدينة، أمام الطليعة التي اختارها لهذه المهمة.


ولم تكد الأبواب تفتح، وجنود الطليعة يقتحمون الحصن حتى انقض أبو موسى بجيشه انقضاضا مدمدما.


واستولى على المعقل الخطير في ساعات. واستسلم قادة الفرس، حيث بعث بهم أبو موسى الى المدينة ليرى أمير المؤمنين فيهم رأيه..





**





على أن هذا المقاتل ذا المراس الشديد، لم يكن يغادر أرض المعركة حتى يتحوّل الى أوّاب، بكّاء وديع كالعصفور...


يقرأ القرآن بصوت يهز أعماق من سمعه.. حتى لقد قال عنه الرسول:


" لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود"..!


كان عمر رضي الله عنه كلما رآه دعاه ليتلو عليه من كتاب الله.. قائلا له:


" شوّقنا الى ربنا يا أبا موسى"..


كذلك لم يكن يشترك في قتال الا أن يكون ضد جيوش مشركة، جيوش تقاوم الدين وتريد أن تطفئ نور الله..


أما حين يكون القتال بين مسلم ومسلم، فانه يهرب منه ولا يكون له دور أبدا.



و كان أبو موسى رضي الله عنه موضع ثقة الرسول وحبه، وموضع ثقة خلفائه واصحابه وحبهم...


ففي حياته عليه الصلاة والسلام ولاه مع معاذ بن جبل أمر اليمن..


وبعد وفاة الرسول عاد الى المدينة ليحمل مسؤولياته في الجهاد الكبير الذي خاضته جيوش الاسلام ضد فارس والروم..


وفي عهد عمر ولاه أمير المؤمنين البصرة..


وولاه الخليفة عثمان الكوفة..





**





وكان من أهل القرآن، حفظا، وفقها، وعملا..


ومن كلماته المضيئة عن القرآن:


" اتبعوا القرآن..


ولا تطمعوا في أن يتبعكم القرآن"..!!


وكان من اهل العبادة المثابرين..


وفي الأيام القائظة التي يكاد حرّها يزهق الأنفاس، كنت تجد أبا موسى يلقاها لقاء مشتاق ليصومها ويقول:


" لعل ظمأ الهواجر يكون لنا ريّا يوم القيامة"..





**





وذات يوم رطيب جاءه أجله..


وكست محيّاه اشراقة من يرجو رحمة الله وحسن ثوابه..


والكلمات التي كان يرددها دائما طوال حياته المؤمنة، راح لسانه الآن وهو في لحظات الرحيل يرددها.


تلك هي:


" اللهم أنت السلام..ومنك السلام".







الصحابى القادم : أبو هريرة

 
 

 

عرض البوم صور romantico triste   رد مع اقتباس
قديم 11-11-10, 01:15 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 192015
المشاركات: 530
الجنس أنثى
معدل التقييم: احلى من الشهد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
احلى من الشهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : romantico triste المنتدى : المنتدى الاسلامي
افتراضي

 

جزاااك الله ألف خير أسال الله أن يرزقك الجنه
ويحرم وجهك على النار..

 
 

 

عرض البوم صور احلى من الشهد   رد مع اقتباس
قديم 11-11-10, 10:49 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي
الشبح

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199692
المشاركات: 3,469
الجنس ذكر
معدل التقييم: romantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عاليromantico triste عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 871

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
romantico triste غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : romantico triste المنتدى : المنتدى الاسلامي
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلى من الشهد مشاهدة المشاركة
   جزاااك الله ألف خير أسال الله أن يرزقك الجنه
ويحرم وجهك على النار..



اللهم امين يارب العالمين

اشكرك اختى على مرورك وعلى الدعوة الرائعة

الف تحية لكى

 
 

 

عرض البوم صور romantico triste   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسماء الصحابة والصحابيات, موسوعة, النبي صلى الله عليه وسلم
facebook




جديد مواضيع قسم المنتدى الاسلامي
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية