كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
4- الأنامل تبصر أحيانا!
لم يسبق لأنجي أن وجدت نفسها في وضع محرج مثل هذا الوضع , أذ تحولت فجأة مشاعرها نحو أيزابيل من عدم ثقة ألى كراهية , لأنها جعلت الشك يتسلل ألى النفوس حول موضوع عودتها ألى الجزيرة .
كان دون كارلوس ما زال يتفرس في وجه أنجي دون أن يدري ما أذا كان عليه أن يصدق ما قالته أيزابيل أم لا.
لقد رغب في وجود أنجي هنا من أجل الأعتناء برايك , لكنه في الوقت نفسه متشدد ومحافظ في كل ما يختص بالأخلاقيات , كانت أنجي تنام في الغرفة الملاصقة لغرفة رايك وسيكون عليها أن تدخل وتخرج غالبا من وألى غرفته , أما الآن , وبسبب ملاحظة أيزابيل فلقد بدأ يساوره الشك حول هذا الموضوع , أما أنجي فهي تعرف الآن ما يدور في رأس دون كارلوس تماما , أنه يتساءل عما أذا كان قد أحسن صنيعا بدعوته شابة ألى منزله للعناية بأبنه.
راح دون كارلوس ينظر بصمت ألى أنجي الجالسة على المقعد ذي اللون الفاتح وشعرها منسدل على جبينها .
" أن هذه الغرفة أشبه بالقبر!".
وضربت حافة الباب عصا فأستدارت أنجي بصورة تلقائية لترى من القادم , قفز قلبها في صدرها عندما شاهدت رايك يلج الباب حاملا عصاه كالسيف , وقف دون كارلوس وقال موجها كلامه لرايك :
" أدخل يا بني وأشرب معنا فنجانا من القهوة".
دخل رايك وهو يتحسس طريقه بالعصا :
" ماذا دهاكم ؟ ما هذا الصمت المطبق؟ أنتم كالتماثيل تماما ".
كانت أنجي تراقبه وأرادت أن تحذره لكي ينتبه ألى الأثاث في طريقه , لكنها أحست بثقل في حنجرتها منذ ملاحظة أيزابيل الأخيرة.
" أنتبه".
رغم ملاحظة الدون ألا أن رايك أصطدم عرضيا بطاولة أصابته في ساقه وآلمته فصرخ قائلا:
" اللعنة ! ما هذا؟".
منتدى ليلاس
وما أن قفزت أنجي محاولة أرشاده ألى مقعده , حتى أستدار فجأة فأصابتها عصاه في ذراعها ولم تستطع أن تكتم صرخة ألم لا شعورية , فقال:
"يا ألهي! من الذي أصيب؟".
" لا أحد سواي".
قالها وهي تفرك يدها المصابة , وعندما أستدارت شاهدت أيزابيل تضحك بينها وبين نفسها.
" فقط أنت , أيه, هل أصبت أصابة بليغة؟".
ووقف فوقها ضائعا وحائرا:
" لا عليك , سأبقى على قيد الحياة".
" هل علمتك هذه الحادثة ألا تكوني ملاكا يسرع ألى حيث لا يجرؤ الآخرون على الذهاب؟".
" ليس تماما".
فسخر منها قائلا:
" كلمات شجاعة يا أنجيلا , لكنني أراهن أن بمقدوري أن أجعلك ترتجفين من الخوف".
" هل أنت تهددني بوضع أفعى في سريري؟ لقد فعلت هذا عندما كنا صغيرين ".
" الآن , لقد كبرنا جميعا, أليس كذلك ؟ علي أن أفكر بشيء أكثر أثارة من الأفعى لأخيفك به: رجل , ربما؟".
فأمسكت أنجي فجأة عن التنفس وأحست بأنه عرف بذلك , لقد أرتسمت على شفتيه أبتسامة صغيرة قاسية , فقالت له:
" أن ضربة من هذه العصا على قفاك لن تؤذيك كثيرا ".
" هل أنا ولد شرير وسيء ألى درجة أستحق معها العقاب , أيتها الممرضة؟".
" أرى أنك مصمم على جعل مهمتي صعبة".
" كنت تعلمين بأنها ليست مهمة سهلة , لقد أخترت القدوم ألى هنا وأنا لم أطلب منك ذلك , أنت آخر شخص كنت أتمنى رؤيته هنا , أسألي والدي , وهو سيخبرك كيف كانت ردة فعلي عندما علمت بأنك في طريقك ألينا من أنكلترا".
وتوجهت أنظار أنجي نحو دون كارلوس قبل أن تتمكن من ردع نفسها , فبسط يديه قائلا:
" أنا أؤكد لك بأنه ليس هناك أي شيء شخصي........ بسبب وعه النفسي الحالي كان سيغبه أي شخص كان".
" أبي , ليس من الضروري أن تداري شعورها ". وتابع لامباليا : " لم أكن أريدها قربي , وهل كنت تظن بأنني كنت سأسمح لفتاة يافعة بالأعتناء بي لو كانت لي نصف عين فقط لأرى بها؟".
" أنا ممرضة مدربة , ولست خائفة من الأعتناء بك".
|