سمحت له هذه المرة أيضا لكنها لم تكن تشعر به , لاحظ هو ذلك وراح يشد فكاد يعصرها عصرا بين ذراعيه القويتين.
" أنه مشهد رائع , لا أعتقد بأنه علينا أن نزعجهما! , أنجي وسيب , يا عزيزي , أنهما يتعانقان تحت النخلة , ليس من اللائق أن نفسد خلوتهما ".
فجأة أرتجفت أنجي بين ذراعي سيب , قطعت عليه عناقه وأدارت رأسها الى حيث يقف رايك وأيزابيل , فشاهدت أبتسامة خبيثة ترتسم على وجه هذه الأخيرة , , تصورت أنجي أن أيزابيل ستهرع الى دون كارلوس لتخبره ما رأت وتبدأ عندها المشاكل الحقيقية|.
وقف سيب وقال:
" لا أريد أن يستنتج أحد أستنتاجات خاطئة , أنا وأنجي نخطط للزواج قريبا".
أحست أنجي فجأة كأن صاعقة نزلت عليها , فجلست صامتة لا تدري ماذا تقول , أنها لم تفهم ما الذي دفع بسيب الى أن يقول ما قاله.
" تهانينا لكما".
قالتها أيزابيل ضاحكة فيما كانت تمسك بيد رايك وتابعت موجهة كلامها اليه:
" أليست هذه الأخبار سارة؟ فلنأمل أن يبارك دون كارلوس هذا المشروع".
" يبدو أنك لم تشع وقتك يا أخي".
" أن الفضل في ذلك يعود لك يا رايك".
تنهد رايك قائلا لشقيقه:
" حسنا! تهانينا يا سيب! هيا بنا يا أيزابيل لتناول الشاي".
فأجابته والبسمة تعلو شفتيها:
" نعم , هيا بنا ولنترك العاشقين وحدهما".
منتدى ليلاس
في هذه الأثناء كانت أنجي واقفة تنظر الى سيب بغضب شديد , وما أن أستدار رايك وأيزابيل على أعقابهما حتى صرخت به:
" ما الذي دفعك الى أن تقول ما قلته؟ كيف تجرأت؟".
" أنت تعرفين ايزابيل , لو لم أتصرف هكذا لحملت الخبر لوالدي وحرّفته , ولكنا وقعنا في ورطة لا تنتهي".
" أعلم هذا , ولكنني عندها كنت سأتصرف على طريقتي , أسمع جيدا ". وتابعت مرتجفة:
" ليست لدي النية لأتزوج منك أو من أي شخص آخر , لذلك سوف يكون عليك أن تخبر رايك بالحقيقة!".
عندما سمع هذا الكلام أمسك بها من ذراعها وشد عليها قائلا:
" حسنا , ولكني أراك مهتمة بأمر رايك, هل لي أن أفهم لماذا؟".
" لأنه مريضي وأنا أعنى به يا سيب, ولأنني لا أريد أن أطرد من الفيللا قبل أن أنتهي من عملي , أعلم أن والدك محافظ جدا حيال كل ما يتعلق بالأخلاقيات , لكنه كان بمقدوري أن أقنعه بالحقيقة مهما كذبت أيزابيل , لقد أستغليت الظرف ولم يكن يحق لك!".
" لكنني أريدك يا أنجي , فأنا أحبك".
" أن الحب هو رغبة ثنائية يا سيب , ألم تتساءل يوما أذا كنت أحبك أم لا؟".
" لكنك لم ترفضي عناقي ,. بل شاركتني به".
" هذا لأنك أرغمتني ".
" كوني منصفة , أنجي , لو لم ترغبي به لكنت قاومت أكثر".
" لم أفهم".
وتابعت ببرود ظاهر:
" أن الرجل عادة يشعر فورا بمدى تجاوب المرأة ".
فحدق بها بغيظ وراح يشد على ذراعها:
" وأنت , هل تجاوبت مع أحد ما لغاية الآن؟ هيا تكلمي , أريد أن أعرف؟".
" قلت لك دعني! لم أظن أنه من الممكن أن تكون هكذا , لقد ظننتك ألطف بكثير".
" أنا رجل , يا أنجي , ولا أشعر بالراحة للوضع الآن لكي أكون لطيفا معك , أريد أن أسمع منك فورا أن رايك , كرجل , لا يعني لك شيئا".
" لقد بدأت تتصرف بطريقة حاقدة......".
" قولي ما طلبته منك قبل أن ألوي معصمك!".
" هذا كلام رائع!".
" أريد جوابا على سؤالي , الآن!".
رفعت شعرها عن جبينها بيدها اليسرى وقالت له:
" حسنا , حسنا , أنني , كأمرأة , لا أعني لرايك شيئا , هل هذا يرضيك؟".
" أعتقد ذلك , لم تدفعني أية أمرأة الى التصرف بهذه الوحشية من قبل ! هل أنت مسرورة؟".
" آه , سيب , لم أعد أشعر بأننا أصدقاء كذي قبل".
" نحن لسنا أصدقاء , يا عزيزتي , نحن رجل وأمرأة تواجهنا مسألة مبدئية , هل سنتزوج أم لا؟ أنا أعرف ماذا أريد , أما أنت فيبدو أنك بعيدة كليا عن الواقع , ماذا سيحدث عندما يعلن رايك بأنه لم يعد بحاجة لك ؟ أو , لنفترض الأسوأ , أذا...".
فأبيض لون أنجي فجأة وصرخت بسيب:
" لا , لا أرجوك لا تقل ........ أرجوك!".
" أيتها المجنونة! أيتها الحمقاء! أن رايك غير قادر على الأقتران بك حتى ولو رغب , ألا تعلمين هذا ؟ لقد قرر والدي , ومنذ زمن طويل , أن رايك سيتزوج من أيزابيل , أن أخي أنسان عملي رغم كل شيء ياأنجي , وهذا ما سيدفعه في النهاية الى القبول بزواج مدبر . لقد رأيتهما معا للتو , ومع ذلك , ما زلت ترفضين أن تصدقي".