ثم دخلت بسرعة ألى غرفة نومه وطلبت , بواسطة الهاتف الداخلي , أن يحضروا طعام الفطور مع عصير الليمون , وعندما أستدارت وجدت رايك واقفا على باب الشرفة فقفز قلبها من صدرها , وأحست بأنه كلما طالت مدة وجودها معه كلما تعلقت به.
قال لها:
" أن المرأة التي تمدح أسبانيا أنما تغامر وتلعب بالنار , أم أن هذا من صلب العلاج؟".
" بعض من هذا وبعض من ذاك , أنت نسخة مصغرة عن والدك , لذا يجب أن تعرف ما أنت عليه!".
منتدى ليلاس
" أنت معجبة بأبي الدون , أليس كذلك , أنجيلا؟".
" أنا معجبة به جدا , فهو يلخص كل الصفات التي يحبها الأنكليز في الأسبانيين , له طلعة رائعة , وقلب دافىء , أنه أنسان رائع , بكل معنى الكلمة".
" وأنت ميالة أتجاه هذا الأنسان الرائع , أليس كذلك؟".
" هذا ميل نسائي طبيعي".
" هذا ميل نسائي طبيعي".
" كنت أعتقد أن نساء اليوم يتبعن موضة العصر فلا يقمن أعتبارا لقبلة اليد التقليدية ولا لكافة التقاليد الرومنطيقية القديمة".
فقالت له بأقتناع :
" هذا هراء , لقد عملت مع ممرضات كن يرتبطن بعلاقات مع شبان على هذا الأساس ويندمن عليها عندما يقعن في الحب الحقيقي , لقد سئمن كونهن سلعا معروة ومستغلة , وكنّ دائما قلقات من أن تصل أخبارهن القديمة ألى أصدقائهن الحقيقيين ".
" هذه أشياء لم تفعليها أنت أبدا , أليس كذلك؟".
" هذه أشياء لم أرغب أبدا في أن أقوم بها , على الأقل ليس بالطريقة التي كن يتبعنها".
" أنت تحفظين نفسك أذن بأنتظار الحبيب الحقيقي , هذا مبدأ يقره والدي بكل قوة".
" ألا تقره أنت أيضا يا رايك ؟ أنا لا أعتقد بأنك تقدم على الزواج من أمرأة كانت ملكا لغيرك".
فتمتم مجيبا :
" لقد كان هذا ممكنا في السابق......".
ثم أستطرد وهو يهز كتفيه خارجا ألى الشرفة :
" أما الآن فلن أتزوج أطلاقا , لا يمكن لأمرأة أن تمتلك القوة والصبر التي تتطلبها طبيعة العيش مع شخص أعمى , أن المرأة بحاجة ألى أن تكون محمية لا حامية".
تبعته أنجي ألى الخارج وقالت :
" لكنها قد تحبك ألى درجة لا تهتم معها ألى هذا الأمر".
كاد يغمى عليها عندما شاهدته يقترب كثيرا من حافة الشرفة , لأنها خافت أن يهوي ألى الأسفل , كانت المسافة عالية وأرض الفسحة الواسعة في مرصوفة بالحجارة , فأقتربت منه قدر المستطاع , وأمسكت به من يده وجرته ألى الوراء نحو طاولة الخيزران والكراسي , وما أن جلس حتى قال :
" أي نوع من الرجال سأكون! لا , لا أريد هذا الأمر , أن أستمرارية أسم عائلة دي زالدو وأنجاب الأولاد ستكون مسؤولية أخي سيب , أنت يا أنجيلا الأكثر أهلية لتشاركه في هذه المهمة , فهل أطلب من والدي أن يتدبر أمر الزواج بينكما؟".
" أياك أن تحاول ".
وحاولت قدر الأمكان أن تخفي أضطرابها وألمها من المشروع الذي طرحه لتوه , لم يبد عليه أنه أحس بأنها تحبه , أن العناية التي قدمتها له أعتبرها عناية طبيعية وروتينية من ممرضة لمريضها.
" قد أحاول , ثم تصبحين كأي فرد من العائلة , مثل مايا تماما , ألا تريدين هذا؟".
وصمتت فيما كان قلبها يصرخ في صدرها : لا , آه لا.
" يبدو أنك لست متحمسة لهذا المشروع , يا عزيزتي".
" بالفعل , لست متحمسة ".
" لأنك لا تحتملينني كأخ أو لا تحتملين أخي سيب كزوج؟".
" أنا لا أرغب بترتيب حياتي على هذا الشكل , شكرا لك".
" وتتركينها للقدر ليرتبها لك؟".
" ألا تعتقد بأنها الوسيلة المثلى؟".
قال لها ساخرا:
" لا تنسي أنني أسباني , وأنا بالتالي أؤمن بأن النساء لا يعرفن على الدوام ما هو لصالحهن , سيب رائع , وأن تحبينه لن يكون أسوأ ما تفعلينه قطعا".
وقالت بحنق:
" قد لا يحبني , أسمع , أعتقد بأنه من الأفضل لنا أن نغير الموضوع قبل أن يتطور ألى جدال !".
" لا , أنت أسمعي! أتعتقدين بأنني لا أعرف أنك خرجت مع سيب , عندما كان في أنكلترا في جولة مهنية؟ لقد أخبر مايا وهي أخبرتني لأنها تثق بي وتأتمني على أسرارها , كانت ترغب بصدق أن تشكلي مع سيب فريقا واحدا , وأنا أقر بأن الفكرة بحد ذاتها أعجبتني , أعتقد بأن والدي سيوافق فورا على أنمامك ألى عائلتنا ".