لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-11, 06:48 PM   المشاركة رقم: 71
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولامست يده ذراعها حتى الكوع فقال :
" أن بشرتك ناعمة الملمس ورقيقة".
لقد كان واقفا قربها فلاحظت أن سمعه الحاد لا بد وأن يلتقط أضطراب تنفسها , فسحبت ذراعها وأبتعدت عنه قائلة:
" سوف أعيد ترتيب سريرك لكي تستطيع العودة أليه , فأنت تبدو متعبا جدا".
" أنا متأكد من أنني أبدو مزعجا وغير مقبول , هل أخيفك؟".
" لو أقترب مني صقر ألى هذه المسافة لأخافني أيضا".
منتدى ليلاس
وتابعت أصلاح البطانيات رغم أن قلبها كان يخفق بشدة , طوال طيرانها فوق الشاطىء الأسباني وأثناء رحلتها البحرية ألى هنا كانت تتساءل عما أذا كانت لا تزال تحبه , أما الآن فأن هذا الحب هو الشيء الوحيد والأكيد الذي لديها.
لم تتأثر طوال حياتها بشخص لدرجة أن ترتجف قدماها وتصبحا غير قادرتين على حملها , ألا عندما قابلت رايك.
" صقر ؟ لكن الصقر يرى فريسته عن بعد نصف ميل".
" هل يجب علينا أن نعود دائما ألى الموضوع نفسه , أنا أرى بأننا بدأنا بأجترار هذا الموضوع".
" يسهل عليك أن تقولي هذا , فما الذي تعرفينه عن الموضوع , ما أنت ألا طفلة صغيرة أتت ألى هنا لأنها تظن بأن عليها دينا لوالدي بسبب كرمه وطيبته معها في الماضي , وتتصور بأنه آن الأوان لكي ترد الجميل!".
فأمسكت بأصابعها حافة السرير وأنتفضت صارخة:
" هذا ليس صحيحا يا رايك!".
لم يكن رايك في حالة تسمح له بأن يحب أيا كان , فجلّ ما كان يريده الآن هو أن يكره الجميع ,ولم تحتمل فكرة كرهه لها ولا فكرة أستعمالها كوسيلة للتخفيف من حدة ألمه.
" ما هو الصحيح أذن ؟ أن أبي الحاكم رجل جذاب , هل تميلين أليه؟ هل لك تأثير عليه؟".
تراجعت كمن صفعت على وجهها وقالت :
" آه , ما هذا الكلام الذي تتفوه به! ليس من الضرورة أن تكون قاسيا وفظا مع الناس....... فكر , بالآلآم التي تحملها صديقك توركال دوبياس".
" هذا صحيح".
زال الغضب تدريجيا عنه فجلس على حافة السرير , وضع رأسه بين يديه وراح يحدق في الأرض ,ثم قال :
" سوف أجعلك تكتبين رسالة لتوركال , أنه يعيش في الجحيم , هل النوافذ مفتوحة؟ أشعر بأنني سأختنق أن لم أتنفس هواء البحر !و".
توجهت أنجي نحو النوافذ التي كانت مفتوحة , وكان الهلال يلوح في العتمة الداكنة فوق البحر , ونسيم المساء مشحونا بألف رائحة ورائحة من الفل ألى البنفسج ألى الغاردينيا وكل روائح الزهور التي تفوح من الحديقة الملحقة بالمنزل.
كانت الحديقة جميلة دائما , في موقعها على الهضبة المشرفة على المحيط.
بدا لها أن كل شيء هنا ما يزال على طبيعته فأخذت نفسا عميقا وراحت تتأمل جمال أشجار الحديقة وبعضها من النوع الأستوائي وسبحت في أفكارها بعيدا كما في كل مرة.
منذ ست سنوات وهي تحلم بهذا المنزل وها أن الحلم يتحول ألى حقيقة , المنزل بقي على حاله ولم يتغير رغم أن كل شيء حوله كبير مع مرور الزمن , تذكرت أيضا كنيسة العائلة الخاصة ذات القبة التي نبتت عليها أزهار الزيزفون والأقحوان , أن مجرد التطلع ألى هذه المشاهد يخطف البصر في وضح النهار , أما في الليل فالعتمة تشارك في جرم أخفاء جمال الطبيعة.
كانت تشعر بأن في عودتها الكثير من الغرابة , فيها مزيح من الحزن والفرح , فرايك لم يعد يهرول في غرف المنزل كالسابق بل أصبح يمشي بتأن تصاحبه كلمة ( أنتبه) مع كل خطوة , كأنه يخطوها نحو المجهول..... نحو الظلام , فجأة قطع حبل أفكارها حركة وسؤال :
" أما تزالين هنا , يا عزيزتي؟".
" أنا هنا ". وتابعت وهي تستدير : " ألى أن لا تعود بحاجة ألي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-02-11, 06:50 PM   المشاركة رقم: 72
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم يعقب على كلامها بل جلس في سريره وعقد راحتيه خلف رأسه مستندا ألى الحافة لقد كان بأمكان أنجي أن تنظر في عينيه مباشرة دون أن يدري.
فجأة بادرها بالقول :
" هل ستوجهين ألي...... ربة الرحمة أذا أصبت بالجنون؟".
أحست بقلبها يتوقف عن الخفقان وبجفاف في حلقها فلم تتمكن من الأجابة .
" أجيبي , هل تفعلين؟".
فتمتمت قائلة :
" لست...... لست أدري".
منتدى ليلاس
" هل صدمتك يا أنجيلا ؟".
" أن كلامك أنهزامي , يا صديقي , عليك أن تفكر بأنك ستتحسن , لا بل عليك أن تحاول أن تتحسن ".
" وما هو الهدف؟ ومن أجل ماذا؟".
وراح يجول ببصره في الغرفة على غير هدى , وأستقرت عيناه على مكان في الحائط بين النافذتين حيث علقت لوحة زيتية , كانت أنجي أكيدة بأن هذه اللوحة رسمها سيب أيام كان يرغب في أن يكون فنانا , أما بالنسبة لرايك فأن هذا التردد حول مهنة المستقبل لم يكن موجودا , كان منذ البداية يعشق مهنة السلاح... والآن يتساءل عما أذا كانت أنجي مستعدة لقتله أذا تسببت شظايا القنبلة التي أصيب بها , بأصابته بالجنون.
" أنت لم تنته كرجل بعد, ولست مدمرا , بحق الله لا تزيد من صعوبة مهمتي , أنت مقاتل ولست مسالما , فأنا أرجوك أن.....".
ولم تتمكن من متابعة كلمتها لأنها غصت بالدموع التي كانت تنهمر من عينيها , مسحت هذه الدموع بسرعة كما لو كانت أمام شخص مبصر بأستطاعته أن يراها.
" ماذا يستطيع جندي كفيف أن يفعل عندما لا يكون قادرا على أطلاق النار؟".
" يستطيع أن يجلس ويبدأ بتحضير حياته الجديدة بشكل أيجابي وبناء".
" وكيف يكون هذا؟".
" بكل الطرق والأمكانات المتاحة".
" مثل ماذا؟".
" تستطيع أن تتمرن لتصبح محاميا مثلا".
" هذه مهنة بحاجة ألى دماغ".
" وأنت لا ينقصك الدماغ ولا الذكاء".
" هذا كان سابقا , أما الآن فأن في رأسي قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة , علي أن أواجه هذا الأمر , وعليك أنت أبضا تترتب ذات المسؤولية , يجب أن تعديني بأنك , وفي حال أصبت بالجنون , ستضعين مسدسي في يدي لأتمكن من أنهاء حياتي ".
فصرخت فيه:
" هذا محال ! لا يمكن !".
بدا متوترا جدا وغاضبا حين قال :
" أنا أطلب هذا , ليس هناك أحد سواك وعليك أن تقومي بالمهمة , عليك أن تقومي بها حتى لو كنت أنا في حالة لا تسمح لي بالأختيار , ليكن معلوما لديك بأنني أخترت الموت على الجنون منذ الآن , يا ألهي , في المستشفى , حيث كنت , رأيت أشخاصا مصابين بالجنون ويهلوسون طوال الوقت , في حين ترين عائلاتهم خائفة من رؤيتهم على هذه الحال , هذا شيء لا أستطيع أن أواجهه , لا أستطيع!".
قفزت فجأة نحوه وأخذت رأسه بين يديها وضمته ألى صدرها بصورة لا شعورية قائلة :
" يا عزيزي , أيها المسكين , لا يجب أن تفكر وتقول هذه الأشياء المخيفة , من الآن وصاعدا سأمنعك عن هذا !".
دفن رأسه في صدرها وضغط بشدة حتى كادت تختنق فقال لها :
" كيف ستمنعينني ؟ أنا لم أستطع منع نفسي من التفكير في هذا الأمر , أنني في حالة يأس مطلق ... لا أرى ألا الظلام ولا أستطيع التمييز بين الليل والنهار , الساعة الواحدة بعد الظهر لا تميزها ألا حرارة الشمس على جلدي , عن الساعة الواحدة فجرا , هذا مريع يا أنجيلا ... الظلام يلفني , يخنقني , أنه في داخلي ولا يمكن أن توقفه ألا رصاصة".
" لا أرجوك!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-02-11, 06:52 PM   المشاركة رقم: 73
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأمسكت بشعره فأحست بالعرق يغطي يدها , كان لا يزال يرتجف كمن أصيب بالحمى , راحت تهزه وتتمتم له كأنه طفل حتى أنتفض فجأة , وبكل ما أوتي من قوة وحيوية , رماها على السرير وعانقها عناقا طويلا...... طويلا , تركته يفعل هذا وكانت قد قررت , عن تصور وتصميم , أن تبقى معه أن أراد لتخفف عنه وطأة ظلامه الدائم وخوفه وعدم ثقته.
ما أن أنتهى من عناقها , حتى دفعها بعيدا عنه بقوة , فكادت تقع على الأرض , ألتوت قدمها اليسرى من جراء هذه الدفعة , فآلمتها وصرخت , فقال :
" أرأيت , أنا لا أنجح ألا في أيذاء الناس , ولا أريد أن أحي بك هنا من أجل رغبات زائلة ! أذهبي ألى غرفتك أنجيلا , لقد تعبت فجأة وأريد أن أنام , أتمنى لك أحلاما سعيدة".
لم تناقشه , بل وضعته في سريره وأطفأت المصباح فألقى القمر نوره على وجهه الحزين , قالت له وهي تغادر الغرفة:
"أذا أردت شيئا خلال الليل , أنا في الغرفة المجاورة فلا تتردد في مناداتي , أن الممرضات ينمن كالقطط , بعين مفتوحة , تصبح على خير يا رايك".
غادرت بصمت وردت الباب وراءها لكنها تركته مفتوحا قليلا لتسمعه في حال مناداته لها , دخلت غرفتها ,جلست على حافة السرير وخلعت حذاءها , لقد أحست بأنها أفرغت عاطفيا هذا اليوم , لكنها معتادة على هذا الأمر , على كل , أن التمريض مهنة صعبة وهي مهنة أختارتها بملء أرادتها , كانت تعرف بأنها ستنام كالقطط , بحذر وبأنتظار أقل حركة أو تمتمة من المريض المكلفة بعنايته ,لذلك لم يكن بأمكانها أن تتذمر من شيء يعتبر من صلب مهمتها , أن رايك في حالة يأس خطرة أكثر مما يتصوره أفراد العائلة , بسبب صرخة صغيرة , أرتجفت , لأنها عرفت من خلالها بأن رايك ما زال في حالة صدمة , فأثر هذا الألم في أعمق أعماق نفسها , أنه الحب ولا شيء سواه , الحب المنزه عن الأهواء وعن المنافع والغايات المادية والسخصية , الحب الصافي , الحب الذي حفظه لرجل أنتفض بيأس صارخ على عاهته , شعرت أنجي فجأة بأنها تغرق في اليأس لكنها راحت تقاومه وفي نفسها أيمان كبير وأمل بالله عز وجل , لقد قررت بأنه أبتداء من الغد صباحا سوف تخرجه من الفيللا وتتنزه وأياه في ضوء الشمس الساطعة ليشعر بها على بشرته , كما قررت أن تمارس وأياه السباحة , وهي الرياضة التي يجن بها , وستأخذه أيضا ألى المدينة لتجعله يستمع ألى صخب الحياة وجيجها الهادر.
لن تسمح لنفسها بأي شكل من الأشكال بأن تتقبل فكرة الأنتحار التي تكلم عنها والتي يتكلم عنها دائما عندما يكون في حالة قنوط , كذلك لم ترغب في الأعتقاد بأن أحتمالا من هذا النوع يجب أن يواجهها في يوم من الأيام .
لقد قررت أن تعيش مع رايك كل ساعة بساعتها وكل يوم بيومه , رفع قرارها هذا من معنوياتها قليلا فتوجهت نحو كتاب الله الموضوع على وسادتها ,ففتحته وركعت وصلت طالبة منه أن يبقي عليه .
سيكون الله رحوما ويبقي على رايك دي زالدو.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-02-11, 06:55 PM   المشاركة رقم: 74
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



5- عواطف في الأرجوحة


أبتدأ يوم أنجيلا باكرا لأنها معتادة على النهوض مع شروق الشمس , فأستحمت ولبست ثوبها الأزرق ووضعت قبعة الممرات على رأسها ثم توجهت بهدوء نحو غرفة رايك لترى ما أذا كان لا يزال نائما.
كان في بعض الأوقات , يستلقي في فراشه دون حراك تغطيه البطانيات , وهذه أشارة ألى أنه أمضى ليلة متوترة , وفي أوقات أخرى يجلس في سريره صاحيا يدخن سيغاره الأسود , وكانت عادته الصباحية هذه دليلا على أدراكه الحسي لعاداته وللأشياء المحيطة به , لا يزال ممتازا .
هذا الأمر أعطى أنجي , بلا شك , خيط أمل لتتمسك به , لكنها في الوقت نفسه لم تكن ترغب في أنهاكه بالتمارين , فأكتفت بالأصرار على أتمام تدريبات اللمس اليومية , كان يتحسس يوميا زوايا المنزل الذي ولد فيه حتى يتمكن من حفظ التفاصيل الصغيرة.
بسبب أصابته في عينيه , كان لا بد له من الأعتماد على حواسه الأخرى , التي ستتطور بالنتيجة ألى درجة تمكنه من التجوال في المنزل وصعود الدرج بكل حرية وثقة وتمكنه من معرفة مكان وجوده , وهنا سيكون أعتماده الأساسي على حاستي اللمس والشم وعلى غريزته أيضا.
منتدى ليلاس
سرت أنجي عندما علمت أنه بدأ يهتم جديا ( باللعبة) كما يحلو له أن يسميها , لقد أنتهى من التمرن على الطبقة السفلى بكل غرفها , وكان أفراد العائلة والخدم أعتادوا على رؤيتها وهي تدربه على أستعمال طريقة برايل في اللمس وحفظ تفاصيل الأشياء والغرف والممرات , كان يمشي خلفها متحسسا بيديه الأثنتين , الأثاث والزوايا ألى درجة أنه أصبح بمقدوره أن يوهم الغرباء والضيوف الذين يأتون ألى المنزل بأنه يرى طريقه بوضوح.
ومن وقت لآخر يعود للغرق في مأساته فيقضي أوقاتا طويلة دون أن ينبس ببنت شفة , ثم يبدأ بالشرب وينتفض ثائرا وساخرا أذاما حاولت أعتراضه :
" أذهبي ألى الجحيم , يا أنجيلا ولا تزعجيني بعظاتك التي لا تنتهي".
كان يقول لها دائما هذا الكلام بكل وقاحة ضاربا بكل القيم عرض الحائط , حاولت أن تخفي عنه زجاجات الشراب , لكنه كان دائما ينجح في الحصول على عدد منها , فشكت في أن تكون أيزابيل هي التي تحضرها له خلسة.
فكرت بأنه سيكون من الأفضل أطلاع دون كارلوس على حقيقة الوضع , لكنها لم تكن تحب الوشاية , ولا تريد أن يعتقد الدون بأنها لا تستطيع السيطرة على مجريات الأمور.
لم تكن تملك ألا التمني بأن يتوقف رايك من الشرب عندما يلاحظ بأنه قد بدأ يتحسن ويسير قدما في صراعه مع الخوف والكبت والسواد.
في هذا الصباح , أدارت أنجي الراديو في غرفتها وأبقت صوته خفيضا فيما كانت تتحضر للبدء بالعمل , كانت المطربة دوريس داي تغني بطريقتها الفريدة والمميزة أغنية عنوانها ( سأحبك دائما) فأحست أنجي بغم عندما سمعت العبارة التالية:
" أن حبي لك سيستمر ......سخيا , كنهر هادر ....... حتى نهاية الزمن.
فوقفت أمام النافذة , والمشط في يدها , تتأمل السماء النقية الزرقاء والبحر الهادىء كالزيت تلتمع صفحته بأنعكاس أشعة الشمس , ما أن أنتهت الأغنية حتى أطفأت الراديو متنهدة , لقد كانت بطبيعتها تحب الأغنيات الشاعرية الميلودرامية , وتعتبر بأن هذا النوع من الأغنيات ينطبق نوعا ما على الواقع .
أن الحياة لها جوانب ميلودرامية , كالجانب الذي تحياه هي الآن , أنها ممرضة تحب وتعتني بجندي جريح وأعمى قد لا يبقى حيا بسبب خطورة أصابته , عندما تكلمت مع الدكتور رومالدو وتسلمت منه التعليمات المتعلقة برايك , سألته عن أمكانات النجاة , فرد عليها الدكتور الأسباني بالقول : من يعلم ؟ وهذا ما أبلغته لدون كارلوس , لقد أعتقدت أنه من الأفضل أن أخبره الحقيقة , وألا أعلله بآمال كاذبة , لا تزال بعض الشظايا داخل رأس رايك , ولم يكن بالأمكان أزالتها لخطورة العملية , أن الطبيب الجراح توقع أن يحيا حياة طبيعية لمدة ستة أشهر , لكن الطبيعة ربما أطالت هذه الفترة عدة سنوات , أن ما يحتاج أليه رايك الآن هو الرغبة والقدرة على مواجهة العالم وهو كفيف.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-02-11, 06:57 PM   المشاركة رقم: 75
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


أن هذا البحر , قالت أنجي لنفسها , جميل , كلوحات ترنر الزيتية , بأمكان رايك أن يشتم رائحته وبأمكانه أن يسمع صوت العصافير التي تطير فوقه , ولكنه لم يعد يستطيع أن يراه , ولا أن يحدق بالشمس القوية التي تنعكس أشعتها على صفحته , أن هذا بدون شك , فوق طاقة الأنسان على الأحتمال , وأصعب ما يمكن أن يمر به أنسان هو أن يرى شيئا ما أمام عينيه ثم , فجأة , يختفي هذا الشيء ليحل محله ظلام دامس , فيشعر آنذاك كأنه وقع في فخ أبدي ويبدأ بالأعتماد على ذاكرته لتستعيد أشكالا قديمة وصورا لما يمر أمامه يوميا , أن هذه هي الطريقة الوحيدة ليشعر بها الكفيف بأنه لا يزال منتميا ألى عالم أليف , دخلت أنجي غرفة رايك فوجدته قد خرج ألى الشرفة وأستند ألى درابزينها يتأمل البحر , كان يدخن سيغاريللو كعادته ويلبس قميصا حريريا مفتوحا على الصدر.
" صباح الخير يا رايك , هل أمضيت ليلا مريحا يا صديقي؟".
" لم يكن سيئا جدا ". وتابع قائلا : " يبدو أنه صباح جميل ومشرق".
تصاعد دخان سيغاره بكثافة في الفضاء تاركا وراءه رائحة مميزة رغم النسيم العليل .
" أن توركال دوبياس سيصل اليوم , لقد وعدناه بأستقباله على المرفأ".
أبتسم قائلا:
" أذكر تماما , سوف نخرج للقائه بعد تناول طعام الفطور " . وأردف قائلا : " سنتناوله على الشرفة , أليس كذلك؟".
" بالتأكيد".
ما زال يرفض أن يتناول الطعام مع العائلة , رغم أنه تراجع عن قراره هذا مرة أو أثنتين , كانت أنجي تتناول الفطور معه دائما , ثم يأتي خادمه ليساعده على الحلاقة وأرتداء ملابسه , مع مرور الوقت , أصبح قادرا على أرتدائها بنفسه , أما بالنسبة للحلاقة فهو يقوم بهذا العمل مرتين في النهار , بمساعدة الخادم , لأنه يستعمل ماكنة كهربائية.
كانت هناك صلة وثيقة بين رايك ودون كارلوس , ومع ذلك فقد لاحظت أنجي أنه كان دائما قطعيا مع والده ولم يكن يخبره بالمخاوف التي كانت تنتابه ليلا , فتجعله يتصبب عرقا وتجعل قلبه يقفز في صدره , كعصفور جريح.
منتدى ليلاس
لقد تخيلته مرارا وهو يرجوها قائلا: " لا تخبري أحدا... لا أريد لوالدي أن يقلق أكثر مما هو قلق , تكفيه أعماله ومسؤولياته , أبقي موضوع الكوابيس هذه سرا بيننا".
فجأة سألته فيما كان يحدق بالشمس دون أن ترف جفونه :
" بماذا تحلم هذا الصباح؟".
" أحلم بالقهوة والفواكه والمربى التي سيأتون بها بعد قليل".
" تبدو جائعا هذا الصباح , يا صديقي".
" بالتأكيد ! أسمعي , أما زلت مصرة على هذه التمارين اليومية ؟ لا بد أنك الآن قد حفظت كل تفاصيل المنزل من كثرة هذا الدوران".
وتبسم , فردت الأبتسامة وقالت:
" أنه منزل قديم وجميل , خليط من الهندستين الأسبانية والأفريقية الشمالية , مثلك تماما".
" مثلي أنا؟ لكن أمي كانت بيضاء اللون مثلك تماما".
" أعلم هذا , لكنك مثل والدك تبدو.... تبدو مثل ......".
" تقصدين أنني أبدو غريبا؟".
" نعم , بشرتك ولون عينيك و....". ثم أرتبكت فأستطردت : " لقد تأخر الأفطار , سوف لأقرع الجرس لكي يحضروه".
" أنجيلا".
" نعم؟".
" هل أبدو كفيفا؟".
" لا".
" أرجوك لا تأخذي ما سأقوله الآن على أنه زهو أو مفاخرة...... لكنني لا أريد أن يحدق الناس فيّ عندما سأذهب ألى المدينة".
" أن النسوة ستحدقن بك , ولكن ليس لأنك أعمى".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
love's agony, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, violet winspear, فيوليت وينسبير, نور العمر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t150581.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط© ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ظ…ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ…ط¹ظ‚ط¯ط© - Rocket Tab This thread Refback 06-09-16 11:10 PM
Ask.com This thread Refback 25-08-15 12:13 AM


الساعة الآن 11:45 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية