كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أحترمت أنجي رغبته فيما يختص بالرسائل الثلاث الأولى , أما الرابعة فقد وضعتها خلف الساعة الموجودة على الطاولة , أخذت زجاجة الدواء وفتحتها , فوجدت فيها حبوبا صغيرة ومستديرة كان , بدون شك , يأخذ منها قبل أن يأوي ألى النوم فتخفف من أوجاع رأسه.
" ألن ترتدي قميصا قبل أن تنام؟".
فهز بحاجبيه وقال :
" لا , فسرعان ما سأشعر بالحرارة , أنا أجمالا أنام هكذا".
" لا تنسى أنني ممرضة ومعتادة بالتالي على هذه الأمور , لا تزعج نفسك من أجلي".
ثم تركته وأتجهت نحو الباب وهي تقول :
" لن أتأخر , لكن أذا كنت نائما أبان عودتي فلن أزعجك".
كان في سريره يتحسس الوسائد , وقال لها قبل أن تخرج من الغرفة متجهة نحو المطبخ:
" لو تعديني بالعودة بكأس من المشروب بدلا من الشوكولا , أبقى صاحيا بأنتظارك"
.
" أكرر لك بأنك قد شربت ما يكفي لهذه الليلة , وربما يكون الأكثار من المشروب هو الذي يصي بك بالكوابيس".
" أذن سترغميني على أبتلاع شوكولا ساخنة تماما مثل الأطفال".
" شوكولا مع القرفة".منتدى ليلاس
وغادرت الغرفة والأبتسامة ترتسم على شفتيها وتوجهت ألى المطبخ الذي كانت تتذكره جيدا وتتذكر كيف كانوا يرتبونه بتأن وعناية.
وقفت أنجي وهي تحدق بالمطبخ بأنتظار أن يسخن الحليب الموضوع على النار , في هذه الأثناء , راحت الذكريات الحلوة عن الأيام التي قضتها في هذا المنزل تتوالى في ذاكرتها وتنساب كأنسياب الماء في الجدول.
لقد تذكرت الأيام التي كانوا يمضونها في حرية تامة يعدون ويلعبون في الجزيرة وعلى الشاطىء ثم يدخلون جميعا ألى المطبخ ليأكلوا الحلوى ويشربوا العصير .
ومرت في ذاكرتها صورة رايك بالذات وهو يجلس ألى طاولة المطبخ ليشرب ضاحكا بمرح وسعادة وعيناه تكادان تقولان : كلهم أولاد.
قالت أنجي بينها وبين نفسها : الله , كم تغير طبع هذا الرجل بعد أصابته , تنهدت فيما كانت تخلط الحليب بالشوكولا مضيفة القرفة والسكر أليهما , وجدت علبة بسكويت فأخذت بع القطع ووضعتها في صحن , حملت فنجان الشوكولا والصحن على صينية وتوجهت ألى الطابق العلوي عبر الدرج الخلفي , لئلا توقظ أحدا من النائمين في المنزل , كانت مسرورة جدا , لتمكنها من خدمة رايك والأقتراب منه , بعد أن دخلت ألى غرفته وأقفلت الباب وراءها , أحست بأنها تمتلك الرجل ولو للحظة واحدة , أخذ الفنجان من يدها دون أي تعليق وراح يشرب بهدوء , مدت يدها وأخذت الرسالة وفتحتها وهي تقف بالقرب منه , سمع رايك حفيف أوراق الرسالة فقال لها:
" أظن بأنني سبق وقلت لك أن تعي هذه الرسائل في أحد الأدراج , أيتها الجاسوسة الصغيرة".
" أن تجاهل رسائل الناس ليس تصرفا لبقا يا رايك , أطمئن , فأنا لا أقرأ رسائل السيدة , هذه الرسالة كتبها لك رجل أسمه توركال.....".
" توركال دوبياس".
" هل أقرأ لك ما هو مكتوب فيها ؟".
قم رايك قطعة بسكويت وزم حاجبيه قائلا:
" كنا في المستشفى سويا".
" هذا ما فهمته من الرسالة".
|