كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
جمدت أنجي في مكانها عندما شعرت بالألم يعصره عصرا وهو يتكلم , لم يكن لينسى حادثة القنبلة ولا صراخ رفيقه المحتضر , وراحت تساءل عما أذا كان يشاهد كوابيس وأحلاما مزعجة عندما يأوي ألى فراشه كل ليلة.
" أنا أدرى بمصلحة مايا ". وتابع دون كارلوس بصرامة : " لقد عاشت مرتاحة هنا , ويجب أن تعيش مرتاحة في منزلها الزوجي ".
" ربما رغبت في أن تعيش بعض المغامرات".
" أذا كنت تقصد مغامرات بمعنى السفر , فأنا موافق شرط أن يكون هذا مع الرجل المناسب".
" لكن الرجل المناسب لها قد لا يكون الرجل المناسب لك يا أبي ".
" هل تلومني على موقفي , رايك؟".
" لا, أنما أعبر فقط عن رأيي , أن الحب مؤلم , أذا كانت تشعر بالحب أتجاه هذا الشاب".
" هذه نزوة شباب ! وأكثر الفتيات والفتيان يمرون في ظروف مشابهة وهي تساهم في تحضيرهم للحب الحقيقي عندما يحين الوقت , ومن ناحية أخرى , أنا أقول لك لو كانت مايا متأكدة من حبها لهذا الشاب , لما دخلت في نقاش معي , كانت تحدتني وفرت معه وتزوجا".
" ربما كانت تفعل هذا الآن!".
ألتمعت عينا الدون عند سماعه هذا الكلام وقال :
" بحق الله! لو فعلت لما تمكنت من الجلوس على قفاها لمدة أسبوع على الأقل".
" لو أفترنا بأنك أستطعت أن تصل أليهما سوية".
كان رايك يحك من كل قلبه , فأحست أنجي بالسعادة تغمرها , بدا لها أنه نسي مشكلته للحظات يسيرة , لقد كانت هذه الطريقة الوحيدة التي يستطيع أن يربح المعركة بواسطتها وخطوة خطوة .
" عند ذلك سأعمل على منعهما من مغادرة الجزيرة , لن أسمح لأبنتي بالزواج من ذلك الخائن! هي تعلم هذا الأمر جيدا وتعلم بأنه عليها أن تطيعني في هذه المسألة".
منتدى ليلاس
" أبي , أنت صارم جدا في بعض مواقفك , أنت تحب مايا كثيرا وتعاملها بهذا الشكل لتجبرها في النهاية على الزواج من شخص تختاره أنت".
" وأنت ستفعل نفس الشيء مع أولادك".
وفجأة عاد البرود والقساوة يغطيان وجه رايك :
" أولادي! أذا أردت أن يكون لك أحفاد فما عليك سوى الأتكال على أخي سيب".
تم تنهد وتوقف عن الكلام , فقامت أنجي عن مقعدها وألقت بيدها على كتفه قائلة:
" يجب أن تخلد ألى سريرك الآن".
أحست فورا بقوة عضلات كتفه فيما كان يستعد للوقوف , برغم أنها لم تكن فتاة قصيرة ألا أنه كان أطول منها بما لا يقل عن العشرين سنتيمرا , فقال لها مازحا وساخرا في الوقت نفسه:
" هل ستصعدين معي وتمسكين بيدي حتى أنام؟".
فحكت أيزابيل ساخرة :
" هل هذا كاف لكي تغفو في هذه الأيام؟".
أدار رأسه ناحية الصوت ورغم أنه لم يكن ليشاهد شيئا ألا أن أيزابيل أحست فجأة بأضطراب وأتكأت على النافذة المسدلة الستائر , وأختار رايك أن يتجاهل ما قصدته أيزابيل من وراء سؤالها فقال:
" أن الشيء الغريب هو أن المرء تخف رغبته بالنوم تدريجيا عندما لا يعود بمقدوره أن يميز الليل من النهار , أعتقد بأن ضوء النهار يزعج العينين ألى حد معين , لكنها , في أية حال , تجربة أرحب بها بذراعين مفتوحتين".
وظهرت علامات الأسى على وجه دون كارلوس وهو يواسي أبنه:
" لا تيأس يا أبني , لا بد لهذا الأمر أن يحدث عاجلا أم آجلا !".
" في أحلامي النادرة , أليس كذلك ؟". وتابع دون أن يصدق ما قاله والده ." لا تظن بأنني لم أسأل الأطباء عن رأيهم بعد أزالة الضمادات عن عيني وفحصهما , كنت مصرا على معرفة الحقيقة رغم أنني كنت على يقين بأنني سأعيش في ظلام خانق , يا ألهي , لا تظن بأنني سأقبل بهذا , ما أنا سوى أنسان يريد حصته من الحب والحياة ولكن ليس بهذه الطريقة !".
وصرخ دون كارلوس فجأة :
" رايك!".
|