لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-10, 03:36 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155295
المشاركات: 426
الجنس أنثى
معدل التقييم: rosi عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rosi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : rosi المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


11_ظهور الحقيقة

لم تعرف كاترين طعم للنوم في تلك الليلة ، وأحلامها أشبه بالكوابيس ، مملوءة بأحداث المساء ، عزمت على الصمود أمام هذا الرجل مهما حاول إثارة عواطفها ، مرّ سيمون ببالها مرور الخاطر ، ، إن ما كان بينهما إذن لم يتعد حدود الصداقة ، لم يكن حبا على الإطلاق ، إنها لم تحس نحوه في أية لحظة من اللحظات بما تحسه الآن نحو جيرد
في الصباح كانت قادرة على مغادرة الفراش ، من غير ألم شديد على الرغم من أن جيرد لم يكرر المعالجة في الليلة الماضية ، وإنما الراحة والدفء هما اللذان عملا معجزتهما ، ولم تعد تشعر إلا بشيء من التصلب البسيط في أنحاء جسمها ، ولكن شعرت بانزعاج عندما حانت منها التفاته ورأت علبة المرهم ملقاة على الأرض ، تلك العلبة التي جاء جيرد من أجلها ، وتذكرت هورس وكتفه المصاب
انتهت كاترين من الاغتسال وارتداء ملابسها في الساعة الثامنة ، وبدلاً من انتظار ماريا لتحضر لها طعام الإفطار ، نزلت هي إلى المطبخ ، كانت المرأة الهندية مسترخية على كرسي بجانب الطاولة المصنوعة من خشب الصنوبر ، تتناول فنجاناً من القهوة ، عندما دخلت عليها كاترين ، فاتسعت عيناها السوداوات في دهشة ، وقالت :
ألم يطلب جيرد منك أن تخلدي للراحة بعض الوقت ؟ ما كان عليك أن تتركي فراشك في مثل هذه الساعة من الصباح
الحقيقة أني أصبحت بخير ، وأستطيع التحرك من غير ألم ، وذلك بفضل المرهم الذي أحضره جيرد
غمزت ماريا بعينها :
يبدو أنه أفادك كثيراً ، أليس كذلك ؟ إن هذا ما يسرني معرفته بالفعل
ابتسمت كاترين ، ابتسامة مصطنعة وقالت :
قال جيرد إن هورس قد خلع كتفه ، وعاد أمس إلى غرفتي ليأخذ له علبة المرهم ، ولكنه ذهب بدونها ، لقد كان شديد الارتباك ، ولا أدري لماذا !
لا تقلقي ، ليس هناك أي مشكلة ، فلدينا أكثر من علبة من هذا المرهم
شعرت كاترين بالاحمرار ب في وجنتيها ، فالمرهم إذن كان مجرد حجة ، والحقيقة أن جيرد جاء إلى غرفتها يسأل عنها ، ترى هل جاء ليعترف لها بحبه
وضعت كاترين يديها المرتجفتين في جيبي بنطالها الجينز ، لتخفيها عن ناظري ماريا التي قالت باختصار :
هل أهيئ لك الفطور ؟
هزت كاترين رأسها علامة الإيجاب ، وهي تشعر مع كل ما مر بها من مفاجآت أنها تستطيع أن تأكل كل ما يمكن أن تقدمه لها ماريا من طعام
وبالفعل هذا ما حدث ، فعجبت المرأة العجوز من ذلك وقالت وهي تأخذ الصحون الفارغة من أمامها :
يبدو أنك جائعة جداً اليوم ، مع أنك بكل صعوبة يوم أمس استطعت وضع لقمة في فمك
أمس كان أمس ن أما اليوم فهو شيء آخر كيف أحوال غلين ؟ هل زرته؟
اطمئني ، مررت به في الساعة السابعة والنصف ، كانت حرارته طبيعية ، ويمكنني أن أقول بكل ارتياح إنه أيضاً أصبح بخير
نظرت كاترين إلى أعلى وقالت :
شكراً لله ، وكيف حال بن ؟
ذاك الرجل العجوز ، إنه لا يزال على قيد الحياة ، يكاد كبده يتمزق من الإدمان ، أنه لم يعد شاباً ، لقد تجاوز الخامسة والستين من العمر ، وعليه أن يفكر أكثر في صحته في مثل هذه السن ، أليس كذلك ؟
لعله ليس سعيداً
قد تكونين على حق ، فمنذ وفاة ولده أنجس ، ساءت جميع الأمور تماماً
أمور ، أية أمور ؟
أدارت ماريا ظهرها وأخذت تنظف الصحون ، وهي تقول :
أظن أنه أدرك أن هناك تغيرات ستحدث عندما جيرد عندما السيد فريزر
وأتمت كاترين كلام ماريا :
عندما جيرد يتزوج من ليزا
أحنت ماريا رأسها وقالت :
أظن ذلك ن و لآ شك ستجري بعض التغيرات إذا أصبحت هي السيدة هنا
آه ، لقد فهمت
غيرت ماريا مجرى الحديث بسرعة وقالت :
ماذا لو تأخذين طعام الفطور إلى غلين هذا الصباح ، سيسعده أن يجدك بخير
لم يكن غلين مستيقظاً عندما دخلت كاترين الغرفة ، وضعت الصينية علة الطاولة بهدوء حتى لا تتسبب في لإيقاظه ، نظرت إليه ملياً ، وأحست أنه أصبح مقرباً إلى نفسها أثناء هذه الأسابيع ، والمهمة التي جاءت من أجلها لم تعد عسيرة كما كانت في بادئ الأمر ، في أية حال فإنها لا شك ستكون مسرورة عند انتهاء هذه المهمة ، ولكن سرعان ما تلاشت فكرة السرور ، وامتلأ قلبها باليأس ، لأن هذا يعني عدم رؤية جيرد بعدئذ
شعرت كاترين وهي تقف بجانب السرير أنها كانت تدوس على شيء ما ،
تراجعت إلى الوراء قليلاً ، كان شيء ملقى تحت السرير ، يبدو منه جزء صغير
انحنت كاترين وإذا بها تمسك بمجلة
وسألت نفسها ترى ما هذه المجلة ؟ من وضعها هنا؟ ماريا لا تسمح لغلين أن يدخل الغرفة إلا بعد تنظيفها من أولها إلى أخرها
في بادئ الأمر لم تشعر أن وجود مجلة تحت سرير غلين يعني أن أجراس الإنذار قد دقت ن ولكنها أصيبت بصدمة عنيفة عندما أخذت تقلب صفحات المجلة ، وترى صوراً مختلفة لنساء جميلات ، وعادت تتسأل ، منذ متى وهذه المجلة هنا ؟ وماذا يعني وجودها ؟
إنها لم تلاحظها من قبل ، كان التاريخ يوحي بأن المجلة هي الإصدار الأخير ، ترى هل عاد إليه بصره من جديد ، ولم يعلم أحد بذلك
أرادت إيقاظه ، أرادت أن تهزه هزاً وتطلب منه أن يقول لها الحقيقة ، وإذا كانت هذه هي الحقيقة ، إذا كان قد استعاد بصره ـ سيكشف حلاً أنها ليست فالنتينا ، وخافت مما سيحدث
يجب أن تخبر أحد ، ولكن من ؟ جيرد هو الشخص الوحيد إلي يمكنه حل المشكلة ن ولكن أين جيرد الآن ؟ فهو لن يعود حتى موعد الغداء على الأقل وحتى ذلك الحين ، تكون قد انكشفت هويتها
إذن ستخبر ليزا ، فقد تكون عندها بعض الاقتراحات ، وهي ليس لديها سبب واحد لتخاف من عودة بصر ابنها إليه ن دفعت المجلة تحت السرير ، وأخذت صينية الطعام ووضعتها قرب النافذة ،على الطاولة ، ثم اتجهت نحو الباب ، لم يكن أمامها إلا بضع ياردات لتخرج من الغرفة ، عندما شعرت بحركة تصدر من غلين ، فالتفتت ، فتح عينيه ، جمدت كاترين في مكانها وهي تندب حظها التعس
تمتم غلين وهو بين النوم واليقظة :
ماريا ؟
نظرت إليه كاترين من دون أن تنطق بأي كلمة ، ولكنه سأل وهو يفرك عينيه :
من هناك ؟
هل يمكنه أن يراها ؟ النور كان يضيء المكان ، وهي تستطيع أن تراه بوضوح ، ولكنها كانت تقف في الظل ، تسمرت في مكانها وهو يسأل للمرة الثالثة :
من هناك ؟
أنا يا غلين ، هل أيقظتك ؟ أنا لم أقصد ذلك ، ولكني أحضرت طعام الفطور
فالنتينا ، هل أنت الآن أحسن من ذي قبل ؟
قال ذلك وهو يجلس في سريره ويرتب الغطاء أمامه استعداداً ليأخذ الصينية
ولاحظت أن اهتمامه بذلك أكثر من اهتمامه بمجيئها ، فصعد الدم إلى وجهها مرة ثانية ترى هل غلين فعلاً يستطيع الرؤية ؟ ترى هل هو يراها الآن ؟ ومن قبل أن تتأكد من شيء تناولت صينية الطعام ووضعتها أمامه
رفع نظره إليها ، وأخذ يداعب خدها بعاطفة جياشة ، فشعرت كأنها خدرت في مكانها ، وعيناه الصافيتان تواجهان عينيها
أحس بها ترتجف فسألها وهو يضع يده بلطف على ذراعها :
هل هناك ما يقلقك يا فالنتينا ؟ لماذا أنت عصبية إلى هذا الحد ؟ هل أخفتك ؟ أنا لم أقصد هذا مطلقاً
خارت قواها ، ولكنها اصطنعت ضحكة وقالت :
لا غلين ، ليس هناك من شيء ، لكني ما زلت ضعيفة بعض الشيء ، إنها لسقطة شديدة تلك التي حلت بي ، أليس كذلك ؟
هل أنت متأكدة أنك بخير ؟
أنا بخير ويسرني أن أرى صحتك قد تحسنت كثيراً ، أخبرني جيرد أن حرارتك كانت مرتفعة
لم يكن هناك شيء هام ، أظن أنه من الإجهاد ، ركوب الخيل ، كثرة الزوار ن سقوطك عن ظهر الحصان ، هذا بالحقيقة صدمني
تمتمت كاترين :
فعلاً لقد جعلت من نفسي أضحوكة ، أليس كذلك ؟ حسناً سأذهب وأتركك تتناول طعامك ، أنه صباح غائم لا أظن أننا نستطيع الخروج اليوم
تركها غلين تذهب ، واعداً باللحاق بها إلى الطابق الأرضي ، بعدما يرتدي ثيابه ابتسمت كاترين ، فكان من الواضح انه لا يراها ، وقالت :
إذن سأراك فيما بعد
أغلقت كاترين الباب وراءها وهي تشعر بشيء من الحرية ، وعندما نزلت وجدت ليزا هناك بكامل زينتها وقد ارتدت ثياب الخروج ، وبدأت ليزا بالتحية :
صباح الخير ، هل استيقظ غلين ؟ أخبرتني ماريا أنك أخذت إليه طعام الفطور
أخشى أن أكون أنا من أيقظته ، أظن أن جيرد أخبرك أني سقطت عن ظهر الحصان
هذا ما كنت أخشاه ، لقد حاولت تحذيرك
كانت كاترين تعلم أن خوف ليزا لم يكن عليها ، وأجابت بابتسامة صفراء :
آه ، نعم
هزت ليزا كتفيها وقالت :
لكنك تبدين بحالة جيدة هذا الصباح عزيزتي ، وبما أنك لم تخرجي من المزرعة منذ وصولك إلى هنا ، فإنه يسرني أن ترافقيني في السيارة إلى موزباي
تراجعت كاترين مدهوشة ، لم تكن مستعدة لمثل هذه الدعوة ولم تعرف ما تقول :
لكن ماذا عن غلين ؟ علىّ أن أسأله أولاً
حسناً لا أظن أنه سيعارض ، لقد حظي باهتمامك طيلة هذه المدة
كان الصبح غائماً كئيباً مما جعل كاترين ترتدي بنطالاً صوفياً وسترة ، كما ارتدت معطفاً كانت قد أحضرته للمناسبات ، ولكنها عجبت من ليزا عندما رأتها ترتدي جزمة في قدميها ، فهي لا تظن أنه من المناسب السير في أسواق موزباي وفي قدميها مثل هذه الجزمة ، ولكنها قالت في نفسها ، على أية حال والدة غلين تعرف ذلك أكثر منها
كانت ليلة معتمة عندما أتوا من المطار فلم تشاهد كاترين شيئاً ، وكان يسرها رؤية المناظر المحيطة في وضح النهار
لماذا قررت المجيء إلى كندا يا كاترين ؟
فاجأتها ليزا بهذا السؤال عندما انعطفت إلى يسار الشارع العام إلى طريق وعرة

 
 

 

عرض البوم صور rosi   رد مع اقتباس
قديم 06-11-10, 03:38 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155295
المشاركات: 426
الجنس أنثى
معدل التقييم: rosi عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rosi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : rosi المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لماذا ؟ أنت تعرفين لماذا ؟ طبعاً لكي أساعد غلين ، أساعده حتى يستعيد بصره
لكن جيرد أخبرني أنك رفضت البحث في الأمر نهائياً ، وذلك في اليوم الأخير ، قبل أن يخبرنا غلين بموافقتك ، كما أعلمني أيضاً أنك لن تفعلي شيئاً من غير موافقة خطيبك
أنا لست مخطوبة يا سيدة ليزا ، ما كان بيني وبين سيمون هو مجرد صداقة
تقولين كان ، هل يعني أنكما لستما أصدقاء الآن ؟
سيمون لم يقنع بالطريق التي أسيرها ولذا قررنا أن نعطي بعضنا مهلة للتفكير
لاحظت كاترين أن تفكير ليزا لم يكن منصباً على القيادة ، وسمعتها تسأل :
من الذي غيّر رأيك ؟ غلين أم جيرد ؟
منتدى ليلاس
حبست كاترين أنفاسها وقالت :
لماذا ؟ غلين بالتأكيد
بالتأكيد ؟ أنك لم تقنعيني يا كاترين
لا أظن أن هذا يهم الآن يا سيدة ليزا ، وجودي هنا قد حقق غرضه ، ووجدت مجلة في غرفة غلين هذا الصباح ، كانت تحت السرير ، وهذا يعني أنه ابتدأ يستعيد بصره
ذهلت كاترين عندما لم تبد ليزا أي اندهاش من هذا الخبر على الإطلاق ، وسمعتها تقول من غير اهتمام :
أخبرني ، أخبرني أنه ابتدأ يستعيد نظره منذ ثلاثة أيام بالضبط منذ سقطت أنت عن الحصان
منذ ذلك الحين ظ ولكن لماذا لم يخبرني ؟ شكراً لله ، ظننت أن هذا لن يحدث أبداً ، أكاد لا أصدق ! رائع ! رائع! ما عدت أطيق الانتظار ، أريد أن أراه
قلبت ليزا شفتيها وقالت :
لا تستطيعين ؟ على الرغم من أنك تعرفين أن معنى هذا هو أن وجودك هنا لم يعد ضرورياً
قالت كاترين بجفاء :
هذا لا يهمني ، لكن إذا كان غلين يستطيع الرؤية ، فمعنى ذلك أنه قد عرف
عرف أنك لست فالنتينا ؟ نعم هو يعرف ، ويبدو أنه كان يعرف ذلك طيلة الوقت
لكن كيف ؟ شعري
سألت كاترين لاهثة وهي ترفع يديها تلمس الشعر المستعار ، لكن ليزا هزت رأسها وقالت :
ليس أسهل من ذلك ، على كل فصديقك سيمون ترافس هو الذي أخبره
سيمون ؟
أخرجت ليزا علبة السكائر ، ووضعت واحدة بين شفتيها وقالت :
تماماً ، ذهب إلى المتشفى قبل مغادرتنا انكلترا ، كان من الواضح أنه أراد منعك من المجيء معنا بأي ثمن ، أما أنا وجيرد فلم نكن نعلم شيئاً عن هذا الأمر
مرت بها لحظة صمت ثم تابعت كلامها :
من الواضح أنه شك بأمرك ، من قبل ، من طريقة معاملتك ، وتصرفاتك طبعاً ، هو يعرف أختك جيداً ، وقد لاحظ الفرق بينكما ، تلك الفوارق التي يميزها المحبون فقط
إذن لماذا لم يطلعني على ذلك ؟
لا أعرف ، ربما شعر أنك وأختك سخرتما منه ، فأراد السخرية منك هو أيضاً
أحمر وجه كاترين وقالت :
ربما لم يكن هذا قصده
والآن وبعد معرفة الحقيقة ، ماذا ستفعلين ؟
ماذا سأفعل ؟ أنا ، أخشى
قاطعتها ليزا وقالت :
أعني أنه ما عليك الآن إلا أن تجمعي حاجاتك وتعودين إلى انكلترا
أعود إلى انكلترا ؟
احتقرت كاترين نفسها وهي تردد كل ما تقوله ليزا ، ولكن الدوار الذي أحست به عند سماعها كلام ليزا لم يترك لها مجال لأن تفكر منطقياً
تابعت ليزا :
منتدى ليلاس
بالتأكيد ، فلم يعد هناك سبب وجيه تبقين من أجله ن هل هناك ؟
أظن لا ن ولكن يجب أن أتحدث مع غلين أولاً ن وأعرف رأيه
أنت عرفين أن غلين يتوقع بقاءك حتى نهاية إجازتك
إذا كان يريدني أن
قالت ليزا بخشونة :
لكن أنا لا أريدك بقاءك يا كاترين ، وجيرد أيضاً لا يريدك أن تبقي ، لقد أصبح وجودك مربكاً لكلينا
شعرت كاترين بالنار تلهب وجهها وقالت :
أنا لا أعرف ماذا تعنين ؟
صرخت ليزا في وجهها :
آه ، أظن أنك تعرفين ن هل تحسبين أني لم ألحظ الطريقة التي تنظرين بها إليه ، الطريقة التي تعلقين بها على كل كلمة يقولها ، إنه شيء يدعو للغثيان ، إن جيرد كثير الأدب ، لم يرض إخبارك بأنك جعلت من نفسك سخرية للجميع
هذا ليس صحيحاً
ليزا خففت السرعة عند مفترق طرق ، وانعطفت إلى درب ضيقة وقالت :
بل صحيح أيتها الفتاة العزيزة ، إن جيرد رجل وهو على استعداد لأن يتناول أي شيء يقدم له ، والآن هل فهمت ما أعني ؟
شعرت كاترين بالدوار يعود إليها من جديد ، وبصعوبة خرجت الكلمات من فمها :
أنت مخطئة
لا لست مخطئة ، عندما جاء إلى غرفتي الليلة الماضية شممت عطرك يفوح منه
جيرد لا يحبها إنه كاذب في مشاعره ، فقد ذهب من عندها مباشرة إلى غرفة ليزا ، أدارت رأسها نحو النافذة ، وأغمضت عيناها ، وهي تقوم في نفسها : بالتأكيد إن ليزا غيورة ، ولها أسبابها ، فإذا كانت تريد الزواج من جيرد , لها كل الحق مخافة أن يفلت من يدها ، وأن تعترض على أية علاقة أخرى ، أما هي ، فليس لها أي عذر ، فهي تعرف علاقته بأرملة أخيه منذ البداية ، ولذا فإنها أكبرت ليزا في نفسها ، لأنها فضلت أن تحدثها على انفراد بدلاً من إرباكها أمام أفراد العائلة بأكملها
وقفت السيارة فأخذت كاترين نفساً عميقاً قبل أن تفتح عينيها وتلتفت لتخاطب السيدة ليزا ، وهي تدرك أن التصرف الشريف الذي يجب القيام به ، هو الرحيل مباشرة فور عودتها إلى المزرعة ، وقطعت أفكارها فجأة بدهشة عندما وجدت نفسها وحيدة في السيارة ، ففي تلك اللحظات التي كانت كاترين تعذب نفسها فيها بالشعور بالذنب والخزي ن فتحت ليزا الباب ومضت ، وغاص قلب كاترين في صدرها لمجرد التفكير أنه قد يكون حلّ بليزا اليأس لدرجة أنها من الممكن أن تؤذي نفسها ، نادت :
سيدة ليزا ؟
رعب شديد سيطر عليها ن وهي تنظر حولها ، من غير أن ترى أحداً ، ترى في أي مكان هما ؟ فالأراضي المحيطة جميعها تبدو رمادية اللون صخرية قاحلة ، لم تذكر أنهم مروا من هذا الدرب الليلة التي قدموا فيها من المطار ن فهي لا شك طريق أخرى ، أخذ قلبها يخفق بشدة عندما خطر ببالها أن ليزا جاءت من هنا عمداً لأنها كانت مصممة على أن تقدم على عمل يائس
سيدة ليزا ؟
فتحت كاترين باب السيارة وخرجت الطقس كان بارداً جداً ، شعرت بالبرودة كالسكاكين تجرح جسمها ، بالرغم مما كانت ترتدي من ثياب ، ومع ذلك فالريح لم تكن شديدة لتزيل الضباب وتتمكن من رؤية ما يحيط بها
سيدة فريزر ؟
نادت مرة ثالثة بأعلى صوتها ، ولكنها لم تسمع سوى رجع الصدى، لا أثر للحياة على الإطلاق ، ليزا إذن لا يمكنها إيجاد مأوى لها في بيت منعزل لا شك أنها تركت السيارة لأمر ما ، وكاترين لا يمكنها الجلوس فقط وانتظار عودتها إذا حدث لها شيْ فإنها لن تسامح نفسها ، عليها أن تفعل شيئاً
سيدة ليزا ؟
مرة أخرى لم تسمع سوى رجع الصدى وضعت يديها في جيبيها ، وابتعدت عن السيارة في الطريق الوعرة ، فربما تجدها في مكان ما ، تسمرت كاترين في مكانها ، لقد سمعت صوت محرك السيارة ، كان من الصعب عليها رؤيتها خلال الضباب الكثيف ، ليزا لم تكن يائسة إذن ، لعلها تركت السيارة لحاجة ضرورية
التفتت كاترين لتعود إلى السيارة ، ولكنها أدركت أن صوت المحرك يبتعد عنها ، يا لله ، ليزا تسير في الطريق المعاكس ، لا
منتدى ليلاس شك أنها لم ترها بسبب هذا الضباب
اعتراها خوف شديد ، ولكنها أخذت تهدئ من روع نفسها معتقدة ، أن ليزا سترجع عندما تدرك خطأها ، وليس من الضروري أن هذا القلق من غير سبب ، ولكن لماذا لم تجبها عندما سمعت نداءها ؟ فهل هناك سبب معقول لديها لتتركها في هذا المكان المنعزل المخيف ؟
أجل ليزا تكرهها ، وتغار منها ، تريدها أن تغادر شلالات موز ، وفجأة تذكرت الحركة التي سمعتها من غرفة الجلوس الليلة الماضية ، عندما كان جيرد في غرفتها ، فقد يكون ما سمعته فعلاً صوت إغلاق باب ، وقد تكون ليزا هي التي أغلقته
رفعت كاترين كتفيها بحيرة ، وابتدأت تسير ثانية ، وعادت تقول لنفسها ، من الممكن ألا تحبها ليزا ، ومن الممكن أن تغار منها أيضاً ، أما أن تتركها في هذا المكان البارد المخيف ، بعيدة عن الأماكن المأهولة أميالاً وأميالاً ، فهذا ما استبعدته كاترين ، لا يمكن أن تكون ليزا مجرمة إلى هذا الحد
استمرت كاترين تخاطب نفسها وهي ترتجف من البرد والخوف ، إنها لا بد راجعة إليها ، صحيح أن ليزا متهورة ولكن لا يمكن أن تكون بلا ضمير
وفجأة تذكرت الحذاء الثقيل الذي كانت تلبسه ليزا في قدميها عندما غادرت شلالات موز ، ذلك الحذاء الذي لا يمكن أن يناسب السير في شوارع المدينة ، ولكنه يلائم تماماً تسلق الصخور والاختفاء عن الأنظار وعندها أدركت أنها قد وقعت ضحية كراهية ليزا لها

نهاية الفصل الحادي عشر

 
 

 

عرض البوم صور rosi   رد مع اقتباس
قديم 06-11-10, 03:39 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155295
المشاركات: 426
الجنس أنثى
معدل التقييم: rosi عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rosi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : rosi المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


12_عودة الى الحياة

كان جيرد لا يزال في القاعة عندما عادت ليزا إلى شلالات موز ، كان مستلقياً على إحدى الأرائك يطالع بعض الصحف ، ففوجئت به هناك في هذه الساعة من الصباح ، هتفت قائلة :
جيرد ظننتك ذهبت إلى كالجري ، ألم تقل لي ذلك مساء الأمس ؟
ألقى الصحيفة التي كانت في يده جانباً ، ووقف قائلاً :
هل قلت ذلك ؟ قلت أشياء كثيرة ليلة أمس يا ليزا
حسناً أحسب أنني سمعت خطأ ، سوف أصعد الآن
اعترض جيرد طريقها وقال :
انتظري لحظة ، لماذا لم تخبريني عن غلين ؟ لماذا لم تخبريني أن بصره قد عاد إليه ؟ مع أنه طلب منك ذلك
حركت ليزا رأسها بصبر نافذ وقالت :
آه يا عزيزي ، ما أردت أن أبعث فيك الأمل من غير ضرورة ، وأنت تعرف كيف تسير مثل هذه الأمور
قال جيرد بفظاظة :
لا ، لا أعرف ، زيديني معرفة ، يبدو أنك احتفظت بهذا الخبر فقط إغاظتي
رفعت ليزا يدها لتربت على خده متوددة ، ولكنه أبعد يدها عنه ثم قالت :
آه يا جيرد ، توقف عن النظر إلي بهذه الطريقة ، كأنك تحتقرني ، لقد أخبرتك أني فعلت ذلك لمصلحتك
وليس بسبب ما أخبرتك عن شعوري نحو كارين ؟
منتدى ليلاس
قلبت شفتها السفلى دلالة عدم اكتراث وقالت :
لا ، لماذا أفعل ؟ أنا لا أتذكر حتى نصف ما قلته الليلة الماضية
ولكنك تذكرين ما قلته عن كارين
آه يا جيرد ، كانت غلطة من الأصل إحضار هذه الفتاة إلى هنا ، وقد قلت لك ذلك في حينه ، ويبدو أن غلين كان يعرف حقيقتها طيلة الوقت
هذا ما أخبرني إياه
هل تحدثت معه ؟
هذا الصباح ، كنت على حق ، فقد كانت خطتي الذهاب اليوم إلى كالجري ولكني قبل ذلك ذهبت لأتفقد هورس بعد الذي أصاب كتفه ، وعندما عدت إلى البيت ، عرفت من ماريا أنك وكارين خرجتما سوية ، ن ولذا صعدت إلى غلين لأعرف منه أين اتجهتما إذا كان يعلم ذلك ؟
آه ، فهمت الآن
ضاقت عينا جيرد وقال :
أين كارين ؟
اضطربت ليزا وقالت :
في مكان ما هنا , على ما أظن ، كيف يمكنني معرفة ذلك ؟ أنا لست حارسة عليها
هل عادت معك ؟
لا
عضت ليزا على شفتها ، وهي تتطلع إلى نظرات الغضب التي كانت تطل من عيني جيرد ، الذي شدّها من كتفها بقوة ، وقال :
ماذا تعنين بقولك لا ؟ أين هي ؟ أين كاترين ؟ لن أدعك تذهبين قبل أن تقولي
نظرت إليه ليزا بعينين كسيرتين وقالت :
أنا لا أعرف يا جيرد ، حقاً ل أعرف ، لو كنت أعرف لأخبرتك على الفور
حدق جيرد في عينيها وكرر السؤال :
أين هي ؟ أين تركتها ؟ لقد خرجتما معاً ، لماذا لم ترجعيها معك ؟
يا عزيزي ، إنه عبث مني ، أنا أعلم ذلك ، وأعرف أنك ستغضب مني كثيراً ، لكني سأخبرك الحقيقة على أية حال ، أوقفت السيارة في موزباي ، واتفقنا أن نلتقي في المكان نفسه وحددنا موعداً لذلك ، ومضينا كل في جهة ، وعندما عدت لم أجد كاترين قرب السيارة ، لذلك رجعت وحدي
تركتها في موزباي ؟
جنّ جنون جيرد عند سماعه هذا الكلام ، ولكن ليزا لم تقل شيئاً ، فقط استمرت بالنظر إليه بحرارة ورجاء ليتركها تذهب إلى غرفتها ، ولكنه تابع بخشونة :
ليزا أنت قذرة ، أنت أنانية ، أود لو ألوي عنقك بيدي هاتين
حبست ليزا أنفاسها وهي تتألم وقالت :
يا عزيزي ، كيف يمكنك أن تكون قاسياً إلى هذا الحد وقد كنا متفقين على أن يكون كل منا للآخر ؟
صاح جير بقسوة وهو في حالة لا تسمح له بأن يقدر مشاعرها :
كل منا للآخر ؟ لعل هذا تفكيرك أنت وحدك ! ولكن الواقع لم يكن أحدنا يعني شيئاً بالنسبة للثاني يا ليزا ، لا شيء
أمسكت بكمه وقالت :
جيرد ، هذا ليس صحيحاً ، كنت تريدني حتى قبل ولادة غلين
أجاب جير بقحة :
كفي عن التصرف كالصغار ، لقد كنت صغيراً في ذلك الوقت ، كنت في الثامنة عشرة ، أظن أني كنت مغروراً لأن امرأة أكبر مني أظهرت لي أنها مفتونة بي ، وإذا لم أكن أحترم أخي على صغر عقلي ، كيف استطعت أنت ذلك والآن أين كاترين ؟ أين يمكنني أن أجدها ؟
هذه مشكلتك
توجهت ليزا نحو الدرج ، في الوقت الذي دخل فيه بن ، نظر إلى ابنه مستفسراً ، ثم التفت إلى ليزا وسألها :
هل تعرفين أن عجلة السيارة
أجابت ليزا قبل أن يكمل حديثه :
أنا أعرف ، وسوف أحضر من يصلحها
قال بن وهو يرمق جيرد :
يبد أنك تحتاج لعجلة جديدة ، لأنها ممزقة تماماً ، ولا عجب أن يحدث ذلك في تلك الطرق الجبلية
أسودت عينا جيرد وصاح سائلاً :
أية طرق جبلية
أخذ بن ينظر على وجه ولده المكفهر تارة ، وتارة إلى وجه ليزا التي كانت تحاول الهروب إلى الطابق العلوي ، دون أن يفوه أحد بكلمة ، ولكن جيرد لم يترك لها مجالاً للصعود وأمسك بها بشدة ، وصرخ بها بوحشية :
ليزا ، أية طرق جبلية هذه ؟ أجيبي !
أخذ جسمها يرتجف تحت يده ونظراته خوفاً ، وقالت بصعوبة :
لا أعرف ، هل يجب علي معرفة ذلك ؟ لا أعلم عن أي شيء يتكلم ، عندما كنت في طريقي إلى هنا ، كان هو في المكان الذي ينفرد فيه منكباً على شرابه ، إنه لا يدري عن أي شيء يتكلم ، فهو لا يحق له العيش بين أناس محترمين
لم يأخذ جيرد بكلام ليزا ، وظل ممسكاً بها ، ونظر إلى أبيه يسأله :
ماذا تعرف ؟ تكلم يا رجل !
شعر بن أن الوضع متأزم بين ابنه وليزا ، فنظر إليها من غير رغبة وأجاب :
العجلة يمكن تبديلها بسهولة و لا شأن لي بها ، لكن
قاطعته ليزا ببرود :
لا ، طبعاً ليس من شأنك
لكن نظرات جيرد القاسية أجبرتها على السكوت مرة ثانية ، وقال لأبيه :
أكمل يا أبي ! ماذا رأيت ؟ أظن أنك رأيت ليزا وأنت عائد من المدينة ، أليس كذلك ؟
شهقت ليزا ورددت بعبوس :
المدينة ؟
أحنى جيرد رأسه وقال :
ألم تعرفي أن والدي ذهب إلى المدينة ؟ أظن أنك لا تقدرين رؤيته إذا كنت ذهبت آه يا الهي شحب لونه كاترين ، أين كاترين ؟ قولي ماذا عملت بها ؟
أمسك جيرد بكتفي ليزا وهزهما بعنف وقسوة ، وأسنانها تصطك وهي تحاول الإجابة :
ماذا فعلت ؟ أنا لم أفعل أي شيء ، توقف عن هزي ، لقد آذيتني
سأفعل أكثر من هذا ، إذا اضطررت لذلك
قال جيرد بقسوة بالغة ، ثم التفت إلى أبيه يشرح له الأمر :
أبي ، ليزا أخذت فالنتينا – كاترين – معها ولكنها لم ترجعها ، فأين رأيت العربة ؟ من أي اتجاه جاءت ؟ يا الله ، إذا كانت تركتها هناك ، فيجب أن نجدها على الفور
ضبط بن أعصابه ، غير عابئ بليزا الباكية ، وقال دون تردد :
اهدأ يا ولدي ، رأيتها على الطريق عند منعطف ممر جرفتر ، ولكنها لم ترني ، فقد كانت تجد صعوبة في قيادة السيارة على تلك الطريق ، بسبب العجلة المثقوبة ، ولكني تبعتها
التفت جيرد إلى ليزا وهو يهزها وقال :
هل ستخبرينني أين هي ؟ أين تركتها ؟ أو تريدين مني أخراج الكلمات من فمك بالقوة
استعادت ليزا شيئاً من رباطة جأشها ، وقالت :
لا تستطيع
حاولي وجربيني حقاً إنك لمجنونة ، الويل لك إن كنت آذيتها
تجهم وجه ليزا عند سماعها تهديده ، وقالت :
أنا لم أفعل شيئاً لها ، فقط أردت إخافتها قليلاً ، هذا هو كل شيء ، وقد صممت على العودة إليها
قال جيرد وهو يشك في أقوالها :
هل حقاً كنت ستعودين ؟ كنت تتوقعين أني سأغيب طوال النهار في كالجري ، هل تذكرين ذلك ؟ ولو لم أكن هنا عند عودتك ، من كان سيحزر أين هي كاترين ؟
ما الذي يجري هنا ؟
جمد الجميع في أماكنهم على صوت غلين ، وهو ينزل درجات السلم ببطء ، كان مرتدياً ثيابه ، ممشطاً شعره ، وعلى عينيه نظارة قاتمة ، وقال متابعاً :
لماذا تملأون البيت صراخاً هكذا ؟ ما الخبر ؟ هل هو اجتماع خاص ، وهل يمكنني الانضمام إليكم ؟
وقبل أن يتمكن جيرد أو ليزا من النطق بكلمة ، أوضح بن الأمر باختصار :
والدتك أخذت سيدتك الشابة إلى الجبال ، وتركتها هناك
بدت الدهشة على وجه غلين وظهرت معها علامات الخوف ، وقال :
سيدتي الصغيرة ؟!! هل تعني كاترين ؟
بدا الارتباك على وجه بن وردد :
كاترين , وجيرد يقول كاترين ، ما الخبر؟
ولكن لم يكن لدى جيرد أي وقت ليوضح له الأمر ، وقال لأبيه :
سأشرح لك الأمر فيما بعد
ثم سحب ليزا وراءه إلى الباب وقال :
أقادمة أنت معنا ؟ سوف أطلب من هورس مرافقتنا ، فكلما كثرت العيون التي تبحث عنها يكون ذلك أفضل
قال غلين بشوق وهو ينظر لعمه :
أريد الذهاب معكم
رفع جيرد يده عن ليزا وقال :
غلين
قاطعه غلين في ثبات :
أعرف ، أعرف إنها ليست مغرمة بي ، ليس من الضروري إيضاح ذلك لي ، أنا لم أعد أعمى ، كما أنني شعرت بالمشاعر المتبادلة بينكما منذ الليلة الأولى التي وصلنا فيها إلى هنا
نظر إليه جيرد يريد أن يقول شيئاً ، ولكن غلين هزّ رأسه وقال :
أحضرت أنت هورس ، بينما أرتدي معطفي ، وكما قلت كلما كثرت العيون التي تبحث عن كاترين يكون ذلك أفضل
كانت كاترين ترتجف من البرد ، وتكاد تتجمد جميع أطرافها ، مع أنها كانت تلبس قفازاً وتضع يديها في جيبي معطفها ، سرى الخدر رويداً رويداً في أصابعها ، وأما قدماها فقد فقدتا القدرة على الشعور

حتى بالألم منذ فترة طويلة
كم مرّ عليها من الوقت منذ تركتها ليزا ؟ لا تدري ، ساعة ؟ ساعتان ؟ كانت خائفة من مجرد النظر إلى ساعتها ، خائفة أن يكون الزمن الذي مضى أكثر مما تظن ، وهذا يعني أن الظلام أوشك أن يظلل تلك الممرات الصخرية ، يا الله ماذا عساها تفعل ؟ وحدقت في الضباب ، وأطالت التحديق لقد خمنت أين هي عندما استطاعت أن تلمح الصخور الشاهقة الشديدة الانحدار التي تحيط بها
لا شك أن هذه الجبال التي سبق وشاهدتها من غرفة نومها في المزرعة وسحرت بها ، هي الجبال التي أشار إليها غلين يوم خرجا لركوب الخيل وقال إنها خطرة
والآن ضاع سحر جمال تلك المرتفعات ، وأسدلت عليها ستائر من الخطر المريع ، ومع ذلك حاولت تهدئة مخاوفها ، ولكنها ارتعدت على حين غرة ، لم يكن من آلام ظهرها ، لم يكن من البرد ، لم يكن من الجوع ، لم يكن من الخوف أن تموت رعباً فقط ، بل أنتابها حدس رهيب ، بأنها لم تكن وحدها في هذا الممر ، هناك شيء ما ، أو أحد يطاردها خلسة ، وصوّر لها خيالها أن هناك عيوناً تلمع وسط الضباب تلاحقها ، وأشتد بها الذعر ، إذ تذكرت أنها قرأت في كتاب الدليل عن هذه الجبال قبل مغادرتها انكلترا ، أن هناك دببة وأيائل تعيش في هذه المناطق ، ومن المعروف أن هذه الدببة تهاجم المارة
فإذا كانت مظاهر الحياة المدنية التي تحيط بشقتها هناك تبدو لها مرعبة عندما تكون وحيدة ، فكيف وهي في هذا المكان النائي عن كل مظهر من مظاهر الحياة إلا من تلك الوحوش التي تتلصص متوارية عن الأنظار ؟!!!
ومع ذلك كانت كاترين متأكدة أن ليزا لا بد أن ترجع إليها ، ولكنها هي التي فقدت الأمل بسرعة !!
وقفت كاترين وقامت ببعض الحركات لتنشيط جسمها المتجمد ، وقررت المسير ، إن الدرب الذي سارت فيها ليزا بسيارتها لا يزال واضحاً ، وعليه فلتبدأ من هناك ، مشت كاترين ومشت ، لكن الرذاذ المتواصل أضاع معالم الطريق الرطبة ، ولم تعد قادرة أن تتأكد إن كانت تسير في الممر الصحيح أم أنها ضلت عنه ، شعرت كأنها تسير بانحدار بسيط ، ولكن إلى أي اتجاه ؟ لا تدري
خشيت أن تكون قد دارت بطريقة ما إلى الخلف في الاتجاه المعاكس ، من حيث لا تشعر وسط هذا الضياع الذي وقعت فيه ، وإنها تسير الآن أبعد فأبعد بين الجبال بدلاً من الخروج منها
فجأة أدركت كاترين أنها ليست وحيدة مع مخاوفها ، ولا كانت هي الدببة التي تترصدها ، إنه صوت بوق سيارة يدوي آت من بعيد ، كان الصوت واضحاً حتى لأذنيها المتجمدتين ، لقد سمعته بالفعل بعدما فقدت الأمل في التصديق بأن ليزا عادت إلى رشدها
أخذت تتعثر كيفما مشت ، أسرعت باتجاه الصوت ، تحاول أن تصيح بأعلى ما تستطيع ولكن صوتها لم يكن يخرج من حلقها الجاف إلا بصعوبة بالغة
الصرخات التي كانت تطلقها مزيج من الكلمات المتقطعة والنشيج
ليزا ، هنا أنا ، أنا هنا
منتدى ليلاس
بعد دقائق غمرها نور السيارة ، ولما تأكدت من النجاة ، خذلتها قدماها ، وسقطت على الأرض تبكي ، تبكي الساعات الطويلة التي أمضتها في ظلمة الخوف والرعب ، لم تعد تبالي بأفكار ليزا بها ، إذ كان يرضي روحها الشريرة رؤيتها جاثية على الأرض ذليلة هكذا ، لم تعد تبالي بشيء إلا الهرب من هذا المكان الرهيب
كاترين
في بادئ الأمر ظنت أنها أصيبت بهلوسة ، مع أنها كانت متأكدة أنها سمعت صوت بوق سيارة ، ورأت أنوارها ، وأيقنت بالنجاة ،ولكن عندما نطق جيرد باسمها في هذه البقعة الشائكة الصخرية المخيفة ، تأكدت أنها كانت تتخيل ، وأن ما سمعته وما رأته كان من صنع أوهامها ، فانحنت رأسها أكثر فأكثر باستسلام حتى كاد يلتصق بالأرض
كاترين يا الهي ، إذا ألحقت بك أذية ، أقسم بأني سأقتلها

تكلم جيرد ثانية ، وعندما شعرت بيدين قويتين ترفعانها عن الأرض تمنت أن يكون ذلك حقيقة لا حلماً ، إلا أنه لم يكن حلماً بالفعل ، كان هناك بن وهورس أيضاً ينزلان من السيارة
شعرت بأن جيرد قد تملكته الرعشة أيضاً ، فأحاطته بذراعيها لتبعث فيه الاطمئنان ، مد يده إلى رأسها ، ورفع عنه الشعر المستعار ، وألقاه على الأرض ، ثم لفها بمعطفه ليبعد عتها البرد الذي اخترق عظامها
يا الهي ، كاترين كنت كالمجنون ، ولو أنك أصيبت بأذية لكنت قتلتها ، هل تعرفين ذلك ؟
لكنها لم تفعل ، و لا بد أنها أخبرتك أين تجدني وإلا كيف اهتديت إلي بهذه السرعة
تأوه جيرد ، في الوقت الذي وضع بن يده على كتفه ثم قال :
أكثر من أربع ساعات ونحن نبحث عنك بين هذه الصخور ، حتى كدنا نفقد الأمل
تابع بن بهدوء ، وهو يمسك ذراع كاترين :
جيرد أدخل إلى السيارة ، ألا ترى أن الفتاة تكاد تتجمد من البرد ؟ يمكنك تاجيل الحديث الآن حتى تعيدها إلى المنزل
قال هورس :
جيرد أدخل السيارة ن واجلس في الخلف ، وأنا سأقودها
أفسح جيرد لكاترين كي تتقدمه ، ثم جلس إلى جانبها ، نظرت كاترين بشيء من الارتياب إلى ليزا التي كانت تجلس أيضاً في المقعد الخلفي ، أما الأخرى فقد تطلعت إليها بعينين ملؤهما الحقد ، وقالت ببرود:
أرأيت يا جيرد ، إنها بخير ، ولا ضرورة لكل ذلك الرعب الأحمق الذي أبديته
ليزا اصمتي
رأت كاترين وهي تلقي برأسها على كتف جيرد أن غلين كان يجلس على المقعد الأمامي ، فمد يده يربت على يدها وقال :
أظن أن كلا منا عنده ما يخفيه ، أليس كذلك ؟ هل تسامحينني على خداعي لك طيلة هذا الوقت ؟
إني آسفة
لننس الموضوع ، لقد أدركت منذ البدء أنه لا يمكن أن تكوني فالنتينا من الطريقة التي تتصرفين بها ، وأخيراً أخبرني جيرد عن هروبها ، أما السبب الرئيسي لإلحاحي على مجيئك معنا ، كان لأرد الصفعة لكليهما ، فالنتينا وصديقك سيمون ، ولم أكن أعلم في بادئ الأمر أنه كان لجيرد مأرب آخر
كان هورس يقود بسرعة ، والسيارة الكبيرة تقفز قفزاً على طول الطريق ولذا قطعوا المسافة في وقت قصير ، ولم يشعروا إلا والسيارة تقف أمام المنزل يطالعهم وجه ماريا الشاحب ينطق بالكآبة والقلق
نزل جيرد من السيارة مخاطباً المرأة الهندية بجفاء ، فلم تسمعه كاترين يخاطبها بمثل هذه اللهجة من قبل :
هيئي حماماً حاراً ، لقد وجدنا كاترين ، ولكن الرطوبة اخترقت جسمها حتى العظم ، ثم خذي لها حساء ساخن إلى غرفتها ، لاشك أنها جائعة أيضاً
بقيت كاترين في المياه الساخنة ، تستمتع بدفئها ، بعد ذلك الصقيع الذي جمد جسمها ، ولم تخرج منها إلا بعدما أحست بالحرارة تعود إلى أوصالها من جديد ، وتعيد إليها نشاطها وحيويتها
استلقت بارتياح فوق سريرها تبعد عن ذهنها جميع الأحداث الرهيبة التي مرت بها ، ولا تفكر إلا بجيرد ن لا شك أنه يحبها ، وهي بالتأكيد تحبه
ولما رجع إليها بعد حين ، كان بودها أن تسأله عما حدث عندما عادت ليزا بدونها ولكن الخجل من جهة ن وعدم رغبتها بالتدخل في علاقتهما الشخصية من جهة أخرى أسكتها تماماً عن الكلام ، حتى فاجأها جيرد بسؤال دون أن ينظر إليها :
أخبريني ، هل ستتزوجين سيمون ؟ أعني هل هذا ما تريدينه ؟ أم ستكون لدي الفرصة لثنيك عن ذلك ؟
اتسعت عينا كاترين ، ولكنه كان ما يزال لا ينظر إليها وتابع :
في الليلة الماضية أعطيتك مهلة لتجيبي ، أما الليلة فلا
أمسكت كاترين أصابعه بحنان ، وقالت :
جيرد ، كنت أظن أنك تريد الزواج من ليزا ، هذا ما سمعته منذ وصولي إلى شلالات موز
لكن هل سمعت هذا مني ؟ إني أحبك يا كاترين ، فهل تحبينني كما أحبك ؟
همست كاترين بعذوبة :
أنت تعرف لقد أحببتك منذ رأيتك للمرة الأولى ومن ذلك الوقت علمت أن علاقتي بسيمون لن يكتب لها الاستمرار ، ولكن ليزا
دعينا من ليزا ، يكفي أنني أحاول ألا أكرهها لما فعلته بك ، لا بد أنها مجنونة
ولكني أظن أنها تحبك
الواقع أنها تريد المزرعة فقط ، هذا هو كل شيء ، وهي تعلم أنني لو تزوجت من غيرها ، فلن تؤول المزرعة إلى غلين
لكن غلين لا يريد
منتدى ليلاس
أنا أعرف ، غلين لا يريد المزرعة على الإطلاق ، فهو مثل أبيه ، يريد الرحيل عن كندا ، على كل حال لقد انتهى الآن كل شيء ، ومن المؤكد أن ليزا ستقوم برحلة بعيدة عن المزرعة ، وعندما تعود سأشتري لها منزلاً في كالجري ن وفي تلك الحالة ستكون لديها أمور كثيرة ، تشغلها عن إزعاجنا
جيرد ، ماذا عن بن ؟ لا تبعده عن هنا ، أرجوك ، أنا أعلم أنه يزعجك في بعض الأحيان ولكن
لن أفعل ، إنه أبي يا كاترين ، فقد كان من جملة أسباب كرهه لليزا ، ظنه أنه ما إذا أصبحت ليزا هي سيدة هذا المنزل فإنها سترغمني على أن ألقي به خارجاً ، ولكن تأكدي أني لن أفعل هذا أبداً ، يبدو أنك ستجعلينني غيوراً لأنك ستجدي رجلين من حولك يحبانك
ابتسمت كاترين بسرور وقالت :
إن حبك يكفيني يا جيرد ، وأنت تعرف هذا ، متى سنتزوج ؟
أريد التأكد أولاً أنك لا تختفي مثل أختك
لا ، لن أفعل ، لقد ذكرتني فيجب أن أكتب لأبي وأختي ، لا شك أنهما سيتفاجآن عند سماعهما هذا النبأ السعيد
يمكنني أن أقول لو أن
قاطعته كاترين وهي تربت على خده بدلال وحب وقالت :
لو أن فالنتينا لم تقدّ سيارة غلين ، ولو أن غلين لم يصب بتلك الحادثة
تابع جيرد كلامها وهو يضع ذراعه على كتفها بحب عميق :
لما كنا التقينا ، هل تعتقدين ذلك ؟ أنا متأكد أننا كنا سنلتقي بطريقة ما ، لقد كنت في انتظارك طيلة حياتي
آه يا حبيبي ، أريد أن أصدق ذلك ، لأنني لا أستطيع أن أتخيل حياتي من دونك كيف يمكن أن تكون

تمت بحمد الله


 
 

 

عرض البوم صور rosi   رد مع اقتباس
قديم 06-11-10, 05:48 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64726
المشاركات: 961
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاطالجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 127

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجبل الاخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : rosi المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت حمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس وجدا رائعه واختيار موفق

 
 

 

عرض البوم صور الجبل الاخضر   رد مع اقتباس
قديم 06-11-10, 10:22 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31275
المشاركات: 57
الجنس أنثى
معدل التقييم: ايمااان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ايمااان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : rosi المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



وااااااااااااااااااااااااو rosi
قصة جميله وانتى اجمل بكتابتها وتقديمها لنا
لكِ حبي

 
 

 

عرض البوم صور ايمااان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, الشلالات البعيدة, دار الكتاب العربي, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة, wild enchantress, قرار متهور
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية