لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-10, 03:39 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155295
المشاركات: 426
الجنس أنثى
معدل التقييم: rosi عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rosi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : rosi المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3_وجها لوجه

من ؟ السيد فريزر ؟
تنفست بصعوبة وهي تلتفت خلفها خشية أن يكون سيمون قد سمعها وهي تلفظ اسم الزائر
أجابها جيرد فريزر بالمثل

آنسة مالوري ، هل يمكنني الدخول ؟ أنا بحاجة لأن أتحدث إليك مرة أخرى
مرة أخرى ؟
نعم ، مرة أخرى وأظن أنك ترغبين سماع ما سأقوله لك
لم تصدق كاترين أنها تستطيع أن تدخله بيتها ثانية بعد تصرفه القاسي معها الليلة الماضية ، ولكن جيرد فريزر كان شديد الثقة بنفسه ، وجاء ليدخل فكيف يمكنها الآن أن تقدمه لسيمون ، وهي لم تلمح مطلقاً إلى زيارته لها الليلة الماضية ؟
قالت بارتباك :
هل يمكن أن تعود لاحقاً ؟ فإنه من الصعب أن أتحدث إليك الآن
لماذا ؟ هل فالنتينا هنا ؟ هل هذا ما تريدين إخفاءه ؟ فإن وجودها يحل المشكلة
منتدى ليلاس
دفعها جانباً ودخل مباشرة ، لم تستطع أن توقفه ، ولم يكن بيدها أن تفعل شيئاً أكثر من أنها هزت كتفها عندما أغلقت الباب وأسرعت خلفه
وقف جيرد في وسط غرفة الجلوس ، وعندما لحقت به كان سيمون يقف ليواجه الرجل الطويل القادم شعرت برغبة في الضحك من الإمارات التي بدت على وجه كلاً منهما فعلى وجه سيمون بدت علامات السخط والتهديد ، أما على وجه جيرد فريزر فقد بدت إمارات العداء والارتياب
ما الذي يجري هنا ؟
كان سيمون هو الذي تكلم أولاً
أجابت كاترين :
هذا عم غلين يا سيمون أنت تعرف من هو غلين ، صديق فالنتينا ، وقد جاء إلى هنا بسبب الحادثة
سألها جيرد ، ولم يكن بحالة تسمح له بالانتظار ، حتى يتم التعارف بينه وبين سيمون ، فألقى نظرة سريعة على المطبخ
تركت سيمون ينتظر التفسير عنة هذا المسلك الغريب ، وقالت مسرعة :
سيد فريزر ، أنا أخبرتك الليلة الماضية ، أنني لا أعرف مكان أختي ، وإن كنت تريد أن تعرف شيئاً أكثر من ذلك ، فلتعلم أن ملابسها قد اختفت أيضاَ
كاترين
حاول سيمون التدخل ، ولكن جيرد لم يترك له أدنى مجال لذلك ، وقال :
تعنين أنها هربت ، إنني غير مندهش ، أظن أنك كنت تعرفين طيلة الوقت أنها كانت تقود السيارة
تقدم سيمون خطوة إلى الأمام ، وأمسك بيد كاترين وهو يقول :
لا تتكلم بهذا الأسلوب غير الأخلاقي ، فالنتينا لا تستطيع أن تقود سيارة ، ولم تفعل ذلك من قبل ، سيد فريزر ليس من حقك أن تتهم فتاة بريئة ، بسبب ما أصاب ابن أخيك
تجاهل جيرد كلام سيمون ، وقال :
دعينا لا نخل في نقاش بلا طائل , آنسة مالوري شقيقتك كانت تقود السيارة ، ولا شك عندي أن الشرطة ستبرهن على ذلك ، ولكن ليس هذا هو المهم الآن ، لقد صحا غلين من غيبوبته وهو يسأل عن أختك
تمتمت كاترين وهي تضع يديها على خديها :
آه!
هل أنت حقاً لا تعرفين أين هي ؟
لا,لقد أخبرتك بذلك سابقاً ، إنني أتمنى لو أعرف
وبعد لحظات من التفكير بدا على وجه جيرد أنه وصل إلى قرار وقال :
إذن يجب أن تقومي بدورها بدلاً منها
أفعل ؟ أفعل ماذا ؟!
قال جيرد بصراحة :
تتظاهرين أنك فالنتينا
الآن أنتظر هنا
ومرة أخرى حاول سيمون التدخل ، ولكن في هذه المرة كاترين هي التي أوقفته عن الكلام وقالت :
لا أستطيع أن أفعل ذلك ، غلين سيعرف على الفور أنني لست فالنتينا
ليس بالضرورة ، فعلى ما أذكر أنتما متشابهتان في المظهر
ولكن غلين
غلين يبدو أن الصدمة أثرت على بصره ، حتى أنه لا يستطيع أن يميزني
أثرت على بصره ؟ لكن
لم يترك جيرد لها مجال آخر للمتابعة وقال :
أما الأصوات ، فالمرء لا يصغي إليها ، بقدر ما يصغي إلى المتكلم هل تفهمينني ؟ وفي أية حال صوتك ليس مختلفاً كثيراً عن صوت فالنتينا ، وإذا تظاهرت أنك هي ، فسوف يصدقك حتماً
وبصعوبة استطاعت كاترين أن تفتح شفتيها كي تتكلم وهي تنظر إلى سيمون ، لكن ما باليد حيلة ، ووجه سيمون كلامه إلى جيرد متجاهلاً نظرات كاترين :
لماذا لا تخبر ابن أخيك بالحقيقة ؟ فهو بلا شك سيعرفها إن أجلاً أو عاجلاً
تجاهل جيرد كلام سيمون ، وهز كتفيه ووجه كلامه إلى كاترين قائلاً :
احضري معطفك معك آنسة مالوري وأنا سأوصلك إلى المتشفى ، أنا متأكد أنك ستفعلين ما بوسعك لتساعدي في شفاء غلين
صاح سيمون محاولا أن يثنيها عن عزمها :
كاترين ، انتظري
ولكنها أجابت :
سيمون ، يجب أن أفعل ذلك ، ألا تدرك ؟ إنها ليست غلطة غلين إذا هربت فالنتينا منه
وليست غلطتك أنت أيضاً
ولما وجد أن كاترين غير عابئة لاعتراضه ، تابع قائلاً :
حسناً ، سأوصلك بنفسي إلى المتشفى ، وهكذا أكون هناك إذا حاول أحد أن
قاطعه جيرد وهو يقف قرب الباب :
لا ، ليس هذا ضرورياً يا سيد
قال سيمون باقتضاب :
ترافس
حسنا ،سيد ترافس ، يمكنك أن تنتظرها هنا ، وسوف أعيدها سالمة فلا تقلق
قالت كاترين وهي تعود إليهما ، وقد وضعت معطفاً على كتفيها :
سيمون ، أظن من الأفضل أن تذهب إلى البيت الآن ، وسوف اتصل بك عندما أعود ، أني آسفة ، ولكن ليس هناك حل آخر
أحمر وجه سيمون من الغضب وقال :
لماذا لم تخبريني أن جيرد كان هنا في الليلة الماضية ؟ حتى وفي هذا الصباح جعلتني أظن أن ما يقلقك هو ما قالته فالنتينا لك
إن الأمر
ولكن جيرد كان يستعجلها وهو يدفعها نحو الباب ، فلم تجد مجالاً لتشرح له أي شيء ، واكتفت بأن قالت :
سوف أراك فيما بعد
نظر سيمون بحقد وكراهية إلى جيرد وهما يأخذان المصعد ، وهناك أمام البناء مضى سيمون غاضباً إلى سيارته ، تاركاً جيرد يصطحب كاترين في المرسيدس
فتح جيرد باب السيارة لتدخل كاترين ، وعندما جلس إلى جانبها وحرك مقود السيارة قال :
فالنتينا كانت تقود سيارة غلين ، أليس كذلك ؟ لا شك أنها أخبرتك ، ألم تفعل ؟ وهذا سبب خوفك عندما ذكرت أنها كانت معه عند وقوع الحادث
أخذت كاترين نفساً عميقاً :
لماذا ؟ لماذا تظن ذلك ؟
أجاب بصوت يدل على نفاذ الصبر :
لماذا ؟ آنسة مالوري آه ما هذا العذاب ؟!! كاترين ، أنا لا أستطيع أن أستمر في ندائك – آنسة مالوري – الجميع يظنون أن إصابته لا تدل على أنه كان وراء المقود
الشرطة قالت ذلك ؟

لا ، ليس بعد ، ولكنهم سيفعلون ، لكنه طبيب غلين الذي أبدى رأيه ، وأنا أتفق معه في ذلك
تنفست كاترين بصعوبة وقالت :
هل سيكون غلين بخير ؟ أعني بعد أن عاد إليه وعيه
إننا نأمل في ذلك
هل إصابته في رأسه خطيرة
جروح عديدة مزقت وجهه ، ولكن الأطباء قالوا أنها ستشفى مع مرور الوقت ، بالإضافة إلى فقدان البصر ، واشتباه في وجود ارتجاج في الدماغ
ماذا لو اكتشف أني كاذبة ؟
لماذا سيكتشف ؟ هل التقيت به من قبل ؟
لا
وهكذا فإن غلين ليس لديه شيء في الذاكرة يبني عليه ارتيابه فيك
تطلعت كاترين من نافذة السيارة وهي تفكر في أختها ، وأين يمكن أن تكون الآن ؟ وإلى متى تستطيع أن تبقى بلا معين ؟ وتفكر أيضاً في نفسها ، إلى متى يمكنها أن تتخلص من أسئلة جيرد فريزر ؟
مرت ساعة من الزمن حتى وصلا إلى المتشفى ، حيث كان غلين ، وكان الوقت بعد الواحدة بقليل ، عندما سارت في ممر طويل مفروش برقائق من المطاط يحول دون حدوث أي صوت يزعج المرضى ، يؤدي إلى وحدة العناية المشددة
كان يسود المكان جو من الهدوء والنظافة والنظام ، كما يبدو على المسؤولين فيه من أطباء وممرضات إمارات الفعالية والمهارة ، وأمام كل هذا تملك كاترين شعور بالاطمئنان ، وجعلها تؤمن أنه إن كان هناك من يستطيع أن يساعد غلين على الشفاء ، فإنهم هؤلاء الأشخاص ، وامتلأ قلبها بالأمل ليس من أجله فقط ، وإنما من أجل فالنتينا أيضاً
منتدى ليلاس
حيّت الممرضة المناوبة جيرد فريزر بحرارة ، مما دل على أنه أصبح زائراً معروفاً ، وقدم لها كاترين ، فابتسمت لها الممرضة هاريس ، وقد عرفت أنها الفتاة التي سأل عنها غلين
كان غلين مستلقياً بهدوء على سرير ضيق ، وجهه أبيض كلون الوسادة التي وراء رأسه ، أمسكت كاترين أنفاسها عندما رأت الضمادات تحيط برأسه وتكاد تغطيه ، وأنابيب تتعلق بأنفه وأخرى برسغه ، لقد حزّ في نفسها كثيراً مرآه على هذه الحال عاجزاً لا حول له ولا قوة
تقدمتها الممرضة هاريس ، وصرفت الممرضة الشابة التي كانت تجلس بجوار سرير غلين ، وانحنت حتى اقتربت كثيراً من مريضها وقالت :
سيد غلين ، هل أنت مستيقظ ؟ لديك زائر ؟
من ؟ فالنتينا ؟
دبت الحياة في قسمات الوجه المضمد ، أما كاترين فقد أمسكت أنفاسها عندما فتح عينيه ، لم تكن عينيه سوداوين مثل عيني عمه ، بل زرقاوين صافيتين ن وعندما تحولتا نحوها ، فقدت كاترين أعصابها
وردد غلين ثانية :
فالنتينا ، أين أنت ؟ أيتها الممرضة قلت إن لدي زائر
فأجابت الممرضة ، وهي تدفع كاترين إلى الأمام :
لا تتعب نفسك سيد غلين ، الآنسة مالوري هنا ، تماماً بجانبي ، أعطني يدك
فتناولت يده وشبكتها بأصابع كاترين المتجمدة وهي تتابع :
والآن هل صدقتني ؟
آه ، فالنتينا
اضطرب صوت غلين ، أما كاترين فغاصت في الكرسي الذي أخلته الممرضة ، وبللت شفتيها بلسانها ، وقالت :
ها هالو غلين
خرجت الكلمات القليلة من فمها بصعوبة متقطعة ، وهو يرفع يدها إلى شفتيه ، وتابعت :
كيف كيف تشعر الآن ؟
أنا بخير
شعرت كاترين بارتياح عندما أدركت أنه صدّق أنها فالنتينا ، أما غلين فقد تابع كلامه :
كيف حالك ؟ لم تصابي بأذى ، أليس كذلك ؟ يا الله ، عندما لم أجدك حينما استيقظت ، ظننت أنك
تلفتت كاترين حولها تستنجد بجيرد فريزر ، فتقدم إلى الأمام قائلاً بصوت ملئ بالبشر والبهجة :
كنت في غيبوبة مدة تزيد عن 24ساعة ، أيها الرفيق القديم ، وأنت لا ترضى أن تجلس فالنتينا طيلة هذا الوقت بجانبك ، فهي أيضاً تحتاج إلى نوم وراحة ، أليس كذلك ؟
أنا أعلم
قال ذلك ، وحول نظره مرة أخرى نحو كاترين ، وهو يبدو أكثر ابتهاجاً وسروراً بها من ابتهاجه بعمه ، أما هي فقد كانت تراقب عينيه المضيئتين وتعجب كيف ينظر إليها دون أن يراها ؟ !!
وتابع غلين بقوله :
هل أنت متأكدة أنك بخير ؟ كيف أبدو ؟ هل أخبروك عن عيني ؟ فالنتينا أنا لا أرى شيئاً
أجابت بصوت مبحوح :
أنتأنت تبدو بحالة حسنة ، وأنا متأكدة أن المسألة مجرد وقت ويعود إليك بصرك
ألا أبدو عجيب الخلقة ؟
لا بالتأكيد لا
كانت الممرضة هاريس قد خرجحت لبعض الوقت ثم عادت قائلة :
سيد غلين ، حان وقت راحتك ، والآنسة مالوري تستطيع العودة فيما بعد إذا أرادت ، أما الآن فيجب أن تذهب
اعترض غلين على ذلك ، ولكن الممرضة هاريس أصرت، وجيرد أكد لابن أخيه أن فالنتينا لن تكون بعيدة عنه
تلوى غلين ببطء تحت الغطاء الخفيف قائلاً :
لن تذهبي بعيداً فالنتينا ، أليس كذلك ؟ أعني لن تتركي المتشفى ؟
أنا لا لا لن أذهب بعيداً ، سوف أراك فيما بعد
وعندما أصبحت في الممر ثانية ، نظرت كاترين إلى جيرد نظرة لطيفة تخفي فيها استياءها وقالت :
كيف يمكنني أن أبقى في المتشفى ؟ لدي بعض المواعيد الخاصة التي ينبغي قضاؤها
إذن اقترح ، أن تحاولي جاهدة وتعملي على إيجاد فالنتينا حتى تخرجي من هذا المأزق ، أما الآن فدعينا نتناول بعض الطعام ، في الجهة المقابلة يوجد مطعم صغير
قال ذلك وهو يسير إلى جانبها متجهين نحو المصعد ، قلبت كاترين شفتها والمصعد الضخم يهبط بهما إلى الطابق الأرضي ، وهي تخاطب نفسها : لا شك أن ما يقوله جيرد صحيح ، يجب أن تظهر فالنتينا ، وعندئذ فعليها أن تواجه مشاكلها بنفسها

دخلا المطعم الصغير ، وجلسا ، طلبا كأسين من العصير ، وبعض الخبز والجبن
لم يكف جيرد عن الحديث في الموضوع نفسه ن حتى وهما يتناولان الطعام فقال :
لتشكر فالنتينا حظها ، فقد وجدت من يتحمل المسؤولية بدلاً منها
هل أنت حقاً متأكد ، أنها هي التي كانت تقود السيارة ؟
وأنت ألست متأكدة ، أيضاً ؟!
حسناً ، هل سيلقى القبض عليها ؟
هذا يتوقف على
يتوقف على ماذا ؟
هذا إذا وجّه غلين اتهاما ضدها
ولكن الشرطة
الشرطة ؟ أظن أنهم لن يفعلوا شيئاً ، إلا إذا أراد غلين أن يورط أختك ولكن يبدو أنه لا يريد أن يفعل ذلك
قالت كاترين والقلق يبدو في كل كلمة من كلماتها :
لكنه سيفعل ، سيفعل عندما يجد أن فالنتينا تركته ومضت
كيف سيكتشف ذلك الآن ؟ أتظنين أن لدي استعداد لأن أعيق شفاءه بكشف الحقيقة ؟
هل تعني أنك لا زلت موافقاً على علاقته بشقيقتي ومستقبلهما المشترك ؟
بانت القسوة في عيني جيرد وهو يقول :
كيف تريدين مني أن أوافق على ذلك بعد الطريقة الشائنة وغير المسؤولة التي تصرفت بها أختك ؟ تلك
منتدى ليلاس
الطريقة التي لا تقل عن الجريمة ، وهي في نظري تستحق كل ما سيجري لها ، لكن حتى يصبح غلين قوياً بما فيه الكفاية ليسمع الحقيقة ، أعني حتى يشفى تماماً ، حتى ذلك الحين أريد أن تبقى الحقيقة مكتومة
قالت كاترين في نفسها ، كل شيء حتى الآن يسير سيراً حسناً ، لكن ماذا سيجري إذا لم تعد فالنتينا ؟ وماذا لو أن غلين لم يسترد بصره ؟ لا شك عندئذ لا يمكن لجيراد أن يستبقيها لتمثل دور شقيقتها إلى ما شاء الله
بلع جيرد كلامه وهو يتناول بقية شرابه :
أما الآن فقد مرّت أصعب مشكلة في القضية ، وهي أن غلين قبلك على أنك فالنتينا ، وهكذا فسيتوقف عن سؤاله عنها
قالت كاترين وهي تنظر إلى ساعة يدها :
لكني لا أستطيع أن أستمر بالتظاهر على أنني فالنتينا ن والآن أعتذر ، لقد بلغت الساعة الثانية والنصف ، ويجب علي أن أذهب ، وعدت سيمون أن ألقاه في الثالثة
ولكن جيرد قال كأنه يقرر حقيقة :
حسناً ، أنا آسف فلا يمكنك أن تذهبي ، والأفضل أن تتصلي به هاتفياً ، لإخباره أنك ستكلمينه فيما بعد ، وإذا لم يرض بذلك ، فما عليك إلا أن تلومي أختك لذلك
نظرت كاترين إليه بازدراء وقالت :
أرجوك عليك الاهتمام بما يخصك فقط ، ولا تهتم بي مطلقاً
ماذا تعنين ؟
أنت تعرف ما أعني بالضبط
ما أعرفه هو أن والدة غلين تنتظر بفارغ الصبر خبراً عن ولدها وحيدها ، وأنا على استعداد أن أقوم بكل ما يمكن لئلا تكون تعيسة
رفعت كاترين رأسها وقالت :
حتى لو دمرت إنسان آخر في سبيل تحقيق ذلك
أنا لا أدمرك يا كاترين ، صدقيني ، لقد صبرت عليك كثيراً ، ولكن العواقب لن تسرك

 
 

 

عرض البوم صور rosi   رد مع اقتباس
قديم 29-10-10, 03:41 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155295
المشاركات: 426
الجنس أنثى
معدل التقييم: rosi عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rosi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : rosi المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هل تهددني يا سيد فريزر ؟
نظر في عينيها القلقتين وقال :
أهددك ؟ أنت إذن لا تفهمين معنى كلماتي واسمي – جيرد – فقط نادني به ، لا أظن أن فالنتينا متمسكة بالشكليات مثلك ؟
قالت كاترين في نفسها : ولا هي يجب أن تتمسك بالشكليات خصوصاً أنها تحل محل أختها في هذه الظروف ، ولو كانت فالنتينا هنا الآن ، فلا شك أنها ستجد العم أكثر جاذبية من ابن أخيه ، ولا تدري كيف كانت ستتصرف معه
وتسألت هل هو متزوج يا ترى ؟ وإذا كان كذلك ؟ فما رأي زوجته في اهتمامه الزائد بأرملة أخيه ؟لتترك الظنون جانباً الآن وتفكر في مشكلتها فإنها إذا زادت الأمور تعقيداً سيزيد عناد جيرد ويرغمها على الرضوخ لإرادته ، قال فجأة :
أخبريني هل ستتزوجين سيمون هذا ؟ وهل ذلك هو سبب تلهفك لاسترضائه
أفاقها كلام جيرد من شرودها أنه لا يستطيع أن يقرأ أفكارها وأجابت :
لا أعرف ، ولا أظن أن هذا الأمر يعنيك من قريب أو بعيد يا سيد جيرد ، من أختار كشريك حياتي أمر يخصني وحدي
قال بصراحة :
هذا يعني أنك لست متأكدة من مشاعرك نحوه ، وأنا لا أصدق أنه لم يسألك رأيك في هذا الموضوع حتى الآن
حسناً يا جيرد لا أرى علاقتي بسيمون تخصك من أية ناحية ، أنا لم أسألك مطلقاً أيه أسئلة شخصية ، فلماذا تفعل ذلك ؟!!
منتدى ليلاس
لا يوجد عندي شيء أخفيه
ولا أنا أيضاَ ، وكل ما في الأمر ، أني أجد أنه من غير المناسب تدخلك في حياتي الشخصية
لا بأس ، قد يكون الحق معك ، وإذا كنت لا ترغبين في الحديث عن نفسك ، حدثيني عن سيمون ، ما هو عمله مثلاً ؟ هل هو موظف حكومي ؟ هذا ما يبدو عليه
إنه مدرس ، وعليك ألا تحكم على الناس من مظهرهم
قال جيرد ببرود :
هذا صحيح ، وللتأكيد ، فإنك تبدين وشعرك مسدول على كتفيك كأنك الأخت الصغرى ، لولا أني أعرف الواقع
ومن غير أن تدري ، ارتفعت يدها إلى شعرها ، وأخرجت منه الدبابيس وتركته ينساب على ظهرها ويحيط بوجهها ، ونظرت في عينيه ، وقالت :
أنت تتلاعب بالوقت يا سيد جيرد ، أنت تعرف أين يجب أن أكون الآن ، أليس كذلك ؟
قال بجفاء وهو ينظر إلها :
إنه استنتاج يدل على الفطنة
من فضلك أريد أن أذهب
وضع جيرد يده على كتفها يستبقيها ، وقال :
لا ، ليس الآن سوف أشرح لخطيبك فيما بعد
إنه ليس خطيبي
أوضحت كاترين بصوت صارخ ، وقد نفذ صبرها ، ولكنها تمنت لو مان صوتها أكثر رقة ، وأقل عنفاً من ذلك ، وتابعت :
ما الذي يجعلك تظن أنه سيقبل هذا العذر منك ، أكثر مما يقبله مني ؟
لأنني أستطيع أن أكون أكثر إقناعا ، ما هو رقم هاتفه ؟ أم تريدين مني أن أجده في الدليل ؟
أدركت كاترين أنه على كل حال لا يمكنها أن تصل إلى بيت سيمون في الموعد المحدد ، لابد من الاتصال به هاتفياً ، قالت وهي تقف :
سأخبره أني سأراه في المساء ، لا أظن أن لديك اعتراض على ذلك !!
وسارعت إلى الهاتف قبل أن يعترض على شيء ، علماً منها أنه إذا احتاج غلين إليها في المساء فسوف تستجيب له
وكما توقعت ، فإن سيمون رفض بشدة أن تكون هي كبش الفداء بسبب فعلة أختها الرهيبة ، ثم قال لها :
أظن أننا كنا سنذهب إلى المعرض بعد ظهر اليوم ، إلا إذا كنت قد نسيت ذلك ، ماذا تريدين أن أفعل الآن ؟ هل أذهب بمفردي ؟
كان ذلك الترتيب مؤقتاً يا سيمون وأنت تعلم ذلك ، ولم نتفق عليه بصورة نهائية ، لأني سأكون منهمكة بشراء بعض المواد الغذائية لكافة أيام الأسبوع لأنه لم يعد لدي شيء من المؤن ، وإذا عادت فالنتينا
قاطعها سيمون :
إذا عادت فالنتينا ، انتظري حتى تري ماذا سأفعل عندما أرى تلك الآنسة الشابة فإني سوف أهزها هزاً
ألسنا كلنا نريد ذلك
جاءها صوت جيرد من خلفها ، فاستدارت مرتعشة بحدة لتجده متكئاً على الحائط بجانبها ، يستمع إلى مكالمتها ، نظرت إليه نظرة لوم على إنصاته لما يدور بينهما وبين سيمون من حديث أما سيمون فقد تابع حديثه قائلاً :
على أية حال ، لا أريدك أن تنشئي صداقة مع جيرد ، والأفضل أن آتي وأبقى معك ، فأرى ما يجري هناك على الأقل
لا تفعل ذلك سيمون ، سآتي بأسرع وقت ممكن ، ولا تخف عليّ
وعندما وضعت السماعة ، قالت بصوت مرتفع :
كيف تجرؤ على الاستماع إلى المكالمات الخاصة ظ ألست خجلاً من نفسك ؟
ابتعد جيرد قليلاً عن الحائط قائلاً :
لا تجعلي من الموقف مأساة فإن سيمون سوف يتغلب على كبريائه فيما بعد ، وإذا كان كل ما يفكر أن يفعله مع أختك هو أن يهزها هزاً !! فلم أعد قلقاً من أية عقوبة سيفرضها عليك
لا تخرج عن الموضوع ، ليس من حقك أن تنصت إلى حديثنا
ليس لي الحق , ولكني فعلت ن والآن أنسي الموضوع ، ودعينا نتناول كأساً آخر
لست عطشى ن ومن الأفضل أن نعود إلى غلين ، أتحدث إليه قليلاً ، ثم أذهب إلى البيت
كما تشائين
عندما دخلا غرفة غلين وجداه لا يزال نائماً ، فقالت الممرضة هاريس لكاترين :
بدا أكثر هدوءاً بعد زيارتك يا آنسة فالنتينا ، فهو نائم بسلام الآن ، ولكنك يمكنك الجلوس إلى جانبه أن أردت ، أنا متأكدة أنه سيكون سعيداً لرؤيتك عندما يستيقظ
وافقت كاترين على ذلك ، أما جيرد فقال أن غلين لن يكون بحاجة لكليهما ، وأنه سيذهب إلى الفندق ليتصل بوالدة غلين من هناك ، وطلب من كاترين أن تتصل على الفور إذا دعت الحاجة لذلك ، ثم غادر المكان
كان الوقت يمر بطيئاً وهي تجلس بجواره صامتة ، وقالت في نفسها ، لو أنها خطيبتة غلين ، أو صديقته ، أو على الأقل تعرفه من قبل ، لكان هذا الوقت الذي يمر بها وهي تراقبه نائماً ، وقت راحة بالنسبة إليها ، أما وأنه شاب غريب عنها ، فقد تسرب الضجر إليها ، وأحست بالخوف إذ مرّ في ذهنها أنه قد يكشف حقيقتها عندما يستيقظ ، فقد يستطيع إلى ذلك بطرق عديدة ، صوتها ، مظهرها ، تصرفاتها ، عليه فقط أن يمد يده إلى شعرها حتى يعرف أنها ليست فالنتينا
وعلى أية حال فالنتينا لن تبقى مختفية إلى الأبد ، وعندما تعود ولما بلغت هذه النقطة ، لم تعد ترغب في التفكير بما سيحدث عند عودة أختها ، على فالنتينا عندئذ أن تواجه جيرد وكذلك ابن أخيه
في الخامسة قدمت لها أحدى الممرضات كوباً من الشاي ، فأخذته شاكرة مسرورة به ، كانت تحتاج إلي شيء ما كي تتسلى به ليمر هذا الانتظار الممل ، وأخذت تشرب الشاي على مهل ، وهي تنظر إلى عيني غلين المغمضتين ، وجروحه العميقة التي سببتها شظايا زجاج السيارة المهشم ، وعجبت من جديد ، كيف استطاعت فالنتينا أن تهجره ، ترى ألا تريد أن تعلم ما حل به ؟
ألا يهمها أن تعرف إذا كان لا يزال على قيد الحياة ؟ أم أن المهم بالنسبة إليها أن تنقذ نفسها هي فقط ، وليكن بعد ذلك ما يكون
اقتربت من غلين أكثر وأمعنت النظر في ملامح وجهه ، وفجأة تراءى لها وجه جبرد ، كان الشبه بين العم وابن أخيه طفيفاً ، فقد كان وجه جيرد يدل على العزيمة والقوة ، بينما وجه غلين أكثر رقة وضعفاً ، ولك تنكر بينها وبين نفسها أن غلين وسيم الطلعة على الرغم من الجروح التي تحيط بعينيه المغمضتين ، أما من حيث الطول فقد بدا وهو ملقى على فراشه أنه ليس أقصر من عمه إلا بالشيء القليل
عادت إلى مقعدها ثانية ، وحاولت ألا تفكر بجيرد ، ولكن هذا لم يكن سهلاً عليها ترى ماذا قال لوالدة غلين ؟ هل شرح لها الحالة كما هي ؟ هل أخبرها عن اختفاء فالنتينا ؟ أم أنه أخفى هذه الحقيقة أيضاً كما فعل مع غلين ؟ إذا كان ضميره لم يؤنبه على خداع ابن أخيه ، ووجد لذلك مبرراً فلماذا لا يخدع أرملة أخيه ؟ وهو يستطيع أن يسكت هذا الضمير على ما يبدو ، مدعياً أن لا فائدة ترجى من إزعاجها بلا سبب
نظرن إلى ساعتها ثانية ، وكانت تشير إلى السابعة ، ترى كم من الوقت ستبقى هنا ؟ وكم من الوقت سينام غلين أكثر من ذلك ؟ حتى ولو كانت هي صديقته ، وهو فارس أحلامها فلا أحد يتوقع منها أن تجلس طيلة هذا الوقت إلى جانبه


أخذت تفكر في طول غياب جيرد ، شعرت بالدم يجري حار في عروقها أين يقضي جيرد وقته الآن ؟ فهو لم يشأ أن يضيع وقته جالساً بالقرب من ابن أخيه ، لا شك أنه الآن في الفندق يستريح ، ويتمتع بالمناظر الأخاذة التي تحيطه خاصة وأن هناك من يجلس إلى جانب غلين طالما أن كاترين موجودة لتمثل له القصة التي اختلقها !!
حركة عند الباب أبعدتها عن أفكارها وأعادتها إلى الواقع ، فالتفتت لترى جيرد يدخل ثم يغلق الباب بهدوء خلفه حياها في لطف ثم سألها إن كان قد طرأ تغيير على حالة غلين ، أخبرته أن لا تغيير هناك ، وأضافت :
جميل منك أن تعود
وقف جيرد بجانب فراش غلين وأخذ ينظر إليه ، ثم التفت إليها وأجاب :
آسف على تأخري ، ليزا لم تكن في البيت عندما اتصلت بها في المرة الأولى ، ولم أتمكن من الاتصال بها حتى موعد الغداء
موعد الغداء ؟
نظرت كاترين بسرعة إلى ساعتها وكانت قد قاربت السابعة والنصف ، وأما جيرد فقد هز كتفيه ، وهو يدور حول سرير غلين إلى حيث كانت تجلس وقال :
الوقت الآن هو بعد الظهر بقليل في بلدتنا
وأخذ يحدثها عن بلدته ، وعن بيته ، لكن كاترين أبت الدخول في مثل هذا الحديث وصاحت غاضبة :
كم ساعة تتوقع مني أن أبقى جالسة هنا يا سيد جيرد ؟ أنا بالحقيقة أضيع وقتي
أنت قلت أنك ستبقين حتى يستيقظ غلين ، وأنا لا أعرف كم يطول ذلك
ولكن من الممكن أن يستمر في النوم طوال الليل
أخشى ذلك يا فالنتينا
أحنت رأسها متجاهلة نظراته :
أنا متعبة ، وأريد أن أذهب إلى الحمام لأغسل وجهي
تجدين الحمام تحت الممر تماماً ، عودي بسرعة
منتدى ليلاس
وعندما عادت وجدت جيرد جالسا ً على الكرسي الذي كانت تشغله ، ولكنه هبّ واقفاً وسار نحوها قائلاً بصوت منخفض :
ممرضة الليل كانت هنا منذ لحظة ، وفي رأيها ، أنه من الممكن أن ينام غلين ثلاث أو أربع ساعات أخرى ، وهي تقترح أن أصحبك لتأكلي بعض الطعام ، ثم نعود
صاحت كاترين :
لا أستطيع ، لن أفعل ذلك
قال جيرد بصراحة :
أخشى أنك ستفعلين ما أقول
ولكن سيمون ؟
رفع جيرد أصبعه إلى فمه مشيراً باليد الأخرى إلى الرجل الذي في الفراش ، مما اضطر كاترين أن تتوقف عن إتمام ما كانت تريد أن تقول
ثم قال :
يوم واحد يا كاترين ، أكثير أن أطلبه منك ؟
هزت رأسها دلالة على القبول وقالت :
لكنني لا أستطيع الخروج معك بهذا الهندام
تملل جيرد يريد الاعتراض ولكنها لم تترك له مجالاً للحديث وتابعت كلامها :
سأذهب إلى المنزل ، أغتسل وأبدل ثيابي ثم أعود ، وطالما أنت هنا فإن غلين لن يحتاج إلي
هز جيرد رأسه وقال :
سآتي معك ، وانتظرك ، ثم أعود بك ، وهذا من أجل السرعة فقط
بصعوبة استطاعت كاترين أن تخفض صوتها وهي تقول :
ماذا تعني ؟ أنت لا تثق بي ولا تصدق أني سأعود ليكن في علمك أنا لا أكذب ياسيد جيرد
غمغم بخشونة :
بحق الله كفي عن مناداتي سيد قولي جيرد فقط ، وإني آت معك مهما تبدين من اعتراض أنا لا أريد أن يغير سيمون خطتي ويهدم ما بنيت ويجعلك تتجاهلين الفكرة من أساسها
ولكنه ، لا يستطيع أن يفعل ذلك
لا يستطيع ؟ !! ومع ذلك سآتي معك
تركا غلين بين يدي ممرضة قديرة قالت :
لا تقلقي يا آنسة ، سأعتني به جيداً ، تمتعي بفترة من الراحة ، يبدو عليك أنك بحاجة إلى ذلك
بينما كانا يسيران نحو المصعد قال جيرد :
أنت تلعبين دورك بإتقان ، حتى أنني كدت أن أصدق أنك تهتمين بغلين
أنا اهتم بغلين فعلاً ، كما اهتم بأي إنسان في مثل وضعه
إلى أي حد ؟ إني لأعجب
وعندما وصلا إلى العمارة حيث تسكن ، لم تجد أثراً لسيارة سيمون في المرآب ، فأحست أنها تخلصت من مأزق حرج ، وقالت في نفسها : لا شك أنه ينتظر مكالمة منها حسب وعدها ، فإذن عليها أن تتصل به مرة ثانية ، في أية حال أحست أنها مذنبة بحقه
نزلت من السيارة ، وكان المساء بارداً جداً فأسرعت تدخل المبنى إلى المصعد ، ظنا منها أن جيرد سينتظرها بالسيارة ، ولكن يبدو أن هذا لم يكن رأيه ، بل كان وراءها مباشرة ولما توقف المصعد في الطابق السادس ، سارت في الممر تبحث عن المفتاح في حقيبتها ، ولما فنحت الباب كادت تتعثر بشيء ، فانحنت لتلتقط الظرف الذي وجدته ملقى على الأرض وتطلعت إلى جيرد مدهوشة تبحث عن تفسير لذلك أخذ قلبها يخفق بشدة ، وسألت نفسها ، ترى ممن هذه البرقية ؟
أغلق جيرد الباب واتكأ عليه سائلاً :
ألا تريدين أن تفتحي الظرف ؟
قلبت الظرف بين يديها بأصابع مشدودة ، في انتظار معرفة ما يمكن أن يحمله في طياته
خيم الصمت عليهما بضع لحظات ، اقترح جيرد بعدها أن يفتح الظرف بدلاً منها ، ولكنها هزت رأسها بالنفي ، والحقيقة أنها كانت تدرك ما يمكن أن يحتويه هذا الظرف
ابتعدت عن جيرد وتقدمته في المدخل حيث أنارت المكان وبيدين مرتعشتين فتحت الظرف وأخرجت منه الورقة الوحيدة الموجودة فيه ، كانت برقية مختصرة جداً وبسيطة جداً في ذات الوقت ، كانت من فالنتينا تماماً كما توقعت :
- ذهبت إلى جوبورغ ، لاتقلقي ، والدي سيعتني بي فالنتينا

نهاية الفصل الثالث

 
 

 

عرض البوم صور rosi   رد مع اقتباس
قديم 29-10-10, 03:42 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155295
المشاركات: 426
الجنس أنثى
معدل التقييم: rosi عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rosi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : rosi المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4_القرار الصعب

تناول جيرد البرقية من يد كارين ، بينما كانت تلقي بنفسها على الأريكة بعينين شاردتين لا تدري ماذا تقول ، فلم تكن بحاجة إخفاء الحقيقة عنه ، خصوصاً وهي متأكدة أنه سيعرفها حتماً
قرأ جيرد البرقية وقال بهدوء
كنت أظن أن أباك يعيش في جوهاتسبرغ
إنه يعمل هناك بالفعل ، ولكنه لم يسبق وأن دعا أياً منا للحاق به
لا أظن أن فالنتينا يهما ذلك على الإطلاق ، المهم عندها ان تنفذ بجلدها فقط ، أما أن يعيش غلين أو يموت ، فهذا أمر ألقت به بعيداً عن ذهنها ، لست أدري كيف كانت تحبه ، وهي لم تنتظر على الأقل لتعرف ما سيؤول إليه أمره!!
هزت كاترين رأسها ، وهي تحس بالألم يعصر قلبها ، كيف استطاعت فالنتينا أن تتصرف مثل هذا التصرف ؟!! تترك غلين بين الموت والحياة وتتركها هي تتحمل نتائج أعمالها الطائشة
ألقى جيرد البرقية أمامه على الطاولة ثم أضاف :
حسناً ، على الأقل عرفت الآن أين ذهبت أختك
لم تعد لدى كاترين القدرة على التفكير ، وأجابت مترددة :
نعم ماذا سيحدث الآن ؟
تبدين مرهقة الأعصاب جداً دعيني أفكر بالأمر ، واذهبي هيئي نفسك للعودة ، هل لديك قهوة ؟
نعم
اذهبي وأنا سأحضر القهوة
وقفت كاترين لحظة وهي مذهولة ، لا تدري ماذا تفعل ، لم يكن أمامها سوى الطاعة لقد ذهبت فالنتينا ، وأخذت جميع أغراضها ، وغادرت البلاد من دون أن تترك ولو كلمة صغيرة تنبئ أختها بمكانها ، والآن ترسل إليها برقية موجزة من مطار هيثرو ، وهي متأكدة أنا لن تستطيع الوصول إليها ، إلا بعد أن تكون قد أمنت على نفسها ، وبلغت مقر أبيها بسلام
خرجت كاترين من الحمام ومازال الذهول يخيم عليها ، وأخذت تخرج ثيابها من أحد الأدراج ، وهي تلف جسمها بمنشفة زهرية اللون يتهدل شعرها العسلي الحريري على كتفيها يزيد جمالها سحراً وفتنة
اعتقد جيرد أن كاترين ما زالت في الحمام عندما ناداها ولم يسمع الرد فدخل الغرفة يحمل فنجان القهوة ، وفوجئ بها ، ولكنه لم يلتفت إلى احتجاجها الصارخ ، ووضع الفنجان أمامها فوق الدرج ، وقال آسفاً :
حقاً أنا آسف ، ظننتك في الحمام ، عندما ناديتك ولم تجيبي ، عفواً إني أكرر اعتذاري ، أنا آسف
صاحت وهي ترتعش :
أخرج من هنا
منتدى ليلاس
أنا خارج ، تمتعي بقهوتك
لحقت كاترين بجيرد في غرفة الجلوس ، بعد ربع ساعة تقريباً ، وهي بعد خجلى ووجهها الفاتن لا يزال يتألق بحمرة الخجل ، كان جيرد يستلقي على الأريكة بارتياح وقد خلع سترته بحرية كأنه في بيته ، نظر إلى وجهها ، مركزاً نظره على عينيها ، وسألها وهو يقف :
هل أنت مستعدة ؟
مستعدة ؟ مستعدة لأي شيء ؟
ثم نظر إلى بنطالها البني المخملي ، وإلى قميصها ذي اللون العنبري إنها لم تكن مستعدة للخروج ، وأضافت :
هل سنعود إلى المناقشة ثانية في هذا الموضوع؟ يا سيد جيرد فريزر
جيرد ، من فضلك
حسناً ، جيرد ، بالتأكيد إن برقية فالنتينا غيرت كل شيء الآن
بأي طريقة ؟
بأي طريقة ؟ بكل الطرق سيد جيرد ، فالنتينا كما تعلم لن ترجع ، ولو أنها تريد ذلك لما رحلت ، وأنا لا أعرف ماذا أنت فاعل
أنت محقة ، أنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً على ما يبدو
حسناً إذن
قالت ذلك وهي تلمح إليه بالخروج ، ولكنه قال :
حسناً إذن ماذا تعنين بذلك ؟ لعلك تعنين أنك لست عائدة معي إلى المتشفى ؟ وأنك ستتركين غلين يصاب بنكسة عندما يكشف ما فعلته أختك ؟
ولكن ما ذنبي أنا في كل ذلك ؟ كان على ابن أخيك ألا يدع فالنتينا تقود السيارة من البداية
نظر جيرد إلى شفتيها المرتجفتين وقال :
أنا أعلم بأنه لا ذنب لك ، وأن ابن أخي هو الذي سمح لها بأن تقود السيارة ، ولكن هل هذا يعني أنه يجب أن يقاسي كل هذا العذاب ؟
بدا الارتباك على كاترين وهي تقول :
جيرد ، أرجوك ، أنا لا استطيع الاستمرار في هذه اللعبة
نظر جيرد إليها نظرات بعثت القلق والاضطراب في نفسها ، ثم قال :
كاترين أرجوك ، إنها مدة مؤقتة ، فقط حتى يستعيد غلين بصره ، ويصبح قادراً على تحمل الصدمة ، وعندها سيكشف الحقيقة بنفسه ، أكثير علي أن أطلب منك الاستمرار بالتظاهر أنك فالنتينا ، إلى ذلك الحين ؟
لم تستطع كاترين إخفاء التعاسة التي ظهرت في عينيها وانعكست على وجهها ، وقالت :
أنت لا تعرف ما تطلب مني
أظن أنني أعرف
ولكن سيمون لا يرضيه
أنا متأكد أنه لا يرضيه قاطعها بخشونة ولكن لا تنسي أن غلين يتأرجح على حد السكين بين الموت والحياة
قالت باحتجاج :
حتى غلين نفسه لا يرضى
هز جيرد رأسه وقد علت وجهه مسحة من الكآبة وقال :
أنا أعلم أيضاً أنه لا يرضيه عندما يعلم بذلك ، لكن ليس الآن يا كاترين ، لساعده الله ، فهو يحب أختك كثيراً جداً ، فهل أنت مستعدة لأن تخبريه أن شقيقتك تركته على هذه الحال ، وهربت منه ؟
استغرقت كاترين في التفكير في كل ما حدث وما سيحدث ، وصحت على صوت جرس الباب ، قدرت أن يكون سيمون هو الطارق ، اعترفت بأنها لم تعد تقوى على احتمال مشاحنة عدائية ثانية بينهما ، ولكن ، كان عليها أن تفتح وتدخله ، وبإيماءة حائرة من رأسها ، اتجهت نحو الباب
كان جيرد أسرع منها ، وأعترض طريقها ممسكاً بذراعها ، وقال بصوت منخفض حنون :
حسناً ، ما هو قرارك ؟
قالت كمن لا حول له :
قراري ؟ جيرد هناك من يقف بالباب
ومن غير أن يسمح لها بالمرور قال :
إنه سيمون ، لا أشك في ذلك ، كاترين أريد أن أعرف ما هو قرارك قبل أن تفتحي الباب
هزت كاترين رأسها :
أنا لا أعرف بعد
إذن فكري
رن جرس الباب ثانية ، فقالت :
جيرد ، دعني أمر ، سيمون سيتساءل عما يحدث هنا
حاولت جاهدة أن تبعد ذراعه عن طريقها ، ولكنه كان قريباً ، قريباً جداً منها ملأت رائحته العطرة رئتيها ، وأحست بقوته ، فداخلها هلع مفاجئ يا الله إذا لمسها الآن فإنها لن تستطيع أن تقاوم
نظرت إلى عينيه بعجز ورجاء ، فرأت فيهما انعكاساً لمخاوفها ، لا شك أنه عرف بما يدور في رأسها ، مما زاد في ارتباكها ، وفي لحظة أحست أنها طليقة ، ومن دون أية كلمة أزاح ذراعه وابتعد عن طريقها ، لم تحاول كاترين أن تلتفت إلى الوراء ، بل أسرعت إلى الباب تفتحه
لم يكن هناك أحد ، أطلت برأسها إلى الخارج ، فرأت سيمون يعبر الممر عائداً إلى المصعد مرّ في خاطرها للحظة أن تتركه يرحل ، ولكن عقلها جعلها

تنطق باسمه
التفت إليها ، وهتف باسمها عائداً يسرع الخطى
كاترين حبيبتي ، يا للسماء ظننت أنك لم تصلي إلى البيت
أحست كاترين بارتباك شديد ، فأفكارها مشغولة بأمور أخرى ، أمور فضلت أن تبعدها عن ذهنها ، وألا تفكر فيها مطلقاً
تبعها إلى الداخل ، وألق الباب خلفه ، وأضاف :
لقد اتصلت بالمشفى ، ولكنهم أخبروني أنك ذهبت إلى البيت
أخبروك ! لماذا اتصلت بالمشفى ؟ ألم تستطع الانتظار ؟
أجاب سيمون بشيء بغرور :
لا تنزعجي ، فأنا لم أخبرهم من أكون ، قولي الحقيقة يا كاترين ، ألست تأخذين المسألة بجدية أكثر من اللازم ؟ إنها ليست قضيتك
سيمون أرجوك
حاولت إسكاته مخافة أن يسمع جيرد كلامه ، ولكن سيمون عزم على أن يقول كل ما يريد قوله ، دافعاً بها أمامه إلى غرفة الجلوس ، وهو يقول :
إن مشكلة فالنتينا مشكلتها وحدها ، ولا تخص أي إنسان آخر ، حتى ولو كان أختها ، ولا يمكنك أن تستمري هكذا في حمايتها ، فالنتينا ناضجة بما فيه الكفاية ويمكنها أن تعتني بنفسها ن وإذا كان نصف ما قاله جيرد حقيقة من ؟ جيرد فريزر ؟!!
هذا ما كنت أحاول قوله لك يا سيمون
تمتمت وهي تحس بالتعاسة تخيم عليها ، ولما رأت جيرد وقد لبس سترته في غيابها ، أضافت :
لقد لقد وصلنا لتونا من المتشفى
حقاً ؟؟
نعم حقاً وعلي أن أعيدها إلى هناك ، هل أنت آتية كاترين ؟
أدخلت كاترين يديها في جيبها ، وهي تحرك كتفيها في ضعف ، وعيناها تنطقان بالبؤس ، من دون أن تجيب جيرد على سؤاله ، وجهت كلامها إلى سيمون ثانية :
جاءتني برقية من فالنتينا
تمتمت وهي تشير إلى البرقية على الطاولة :
اقرأها
هز سيمون كتفيه بلا مبالاة ، ولكن حب الاطلاع دفعه لكي يتناول البرقية بعد أن قرأها أعادها إلى كاترين مرة أخرى ، وقد أحمر وجهه غضباً ، وهتف صارخاً :
تلك الشيطانة الصغيرة ، لقد وجدت لنفسها مكاناً تأوي إليه
قالت كاترين :
هذا ما يبدو
سأل جيرد :
هل اختفى جواز سفرها أيضاً ؟
بعد أن بحثت كاترين عنه ، عادت إليهما وهي تهز رأسها بالإيجاب
وضع سيمون ذراعه على كتفها من غير كلفة وقال :
إذن هي بالفعل سافرت إلى أبيها ، وهذا يجعلك خارج الشرك الذي أعد لك
قال سيمون ملاحظته الأخيرة وهو ينظر بطرف عينيه إلى جيرد ، أما جيرد فقد هز كتفيه بلا مبالاة ، وسأل كاترين متجاهلاً سيمون وكلامه تماماً :
هل أنت قادمة معي ؟
بالتأكيد لا ، إنها ليست قادمة!
سيمون هو الذي أجاب وهو يرفع ذقنه بعداءوتابع :
يا سيد جيرد ، لقد صبرنا كلانا عليك كثيراً وكنا لطيفين معك للغاية
تجاهله جيرد وسأل كاترين :
حسناً كاترين القرار الأخير هو لك
ولكن في الواقع أنه لم يكن قرارها ، وهو يعرف ذلك ، فإذا حصل شيء لغلين فهي لن تسامح نفسها أبداً
آسفة سيمون
سحب سيمون ذراعه من كتفيها ببطء ، وسأل :
أنت ذاهبة معه ؟
يجب أن أفعل
كاترين ، يجب ألا تفعلي شيئاً
نظرت إلى جيرد وقالت :
بل يجب ، لبعض الوقت ، ياسيمون ، يجب أن استمر في التظاهر بأنني فالنتينا ، ولكن حالما يصبح غلين بصحة تسمح له لأن تقال الحقيقة
قاطعها سيمون بغضب :
وكم سيأخذ من الوقت هذا الشفاء ؟
بضعة أيام
ردد سيمون ساخطاً :
بضعة أيام وأظن أنه يجب علي أن أمضي في طريقي بينما حبيبتي كاترين تلعب عند غلين دور المحبة الحزينة
سيمون – أرجوك – إنه أقل شيء يمكنني أن أفعله ، ألا تدرك ذلك ؟
بصراحة ، لا ، ولا يهمني كثيراً ما يحدث لغلين أو لعم غلين أيضاً
هز جيرد كتفيه بعدم اكتراث ، ومن أجل كاترين ابتلع الاهانة ، وسار نحو الباب ، وعندما التقت عيناها بعينيه ، أحنى رأسه ، وقال بصوت ملئ بالمعاني :
سأنتظرك في السيارة
هزت كاترين رأسها تعبيراً عن شكرها ولما غادر جيرد ، أمسك سيمون بكتفيها وهزهما وقال غاضباً :
كاترين ، لا تفعلي ، إنك تتلفين نفسك
لمست كاترين وجنته بلطف ورقة ، وقالت :
إنها أيام فليلة يا سيمون لا تقلق أستطيع أن أقوم بهذه المهمة ، فأنا لا أريد لهذه العائلة أن تقع في مصائب أخرى
منتدى ليلاس
آه حسناً ، أرى أنك مصممة ، لم يعد عندي ما أقوله حتى أثنيك عن عزمك ، ولكن كل ما آملة الآن أن تعرفي تماماً ما أنت مقدمة عليه !
مضى سيمون في طريقه يملؤه الغضب والحزن ، أما كاترين فقد صحبت جيرد إلى مطهم صغير غير بعيد عن المتشفى أرادت أن تطلب طعاماً خفيفا ، ولكن جيرد أصر على أن يقدم لها وجبة كاملة وفي النهاية وعلى غير ما توقعت أكلت كاترين كل ما قدّم لها دلالة على جوعها الشديد ، أما هو فلم يأكل إلا قليلاً ، وأخذ يحدثها عن حياة غلين في لندن حدثها باختصار عن سبب التحاقه بالجامعة في لندن ، وعن مكان سكنه ، وهواياته ، وبما أنها كانت تدرك شخصية أختها السطحية ، فإنها كانت متأكدة إن فالنتينا ، لم تكن لتعير اهتماماً لماضي غلين أو حاضره!! فقد كان اهتمامها الرئيسي ينصب على الحفلات والمسرات فقط ، وطالما أن غلين يستطيع تحقيق ذلك لها ، فقد بقيت على صلة به ، وإلا فإنها على استعداد أن تتركه بأية لحظة ، أنه من المدهش حقاً أن لعوباً مثل فالنتينا ، يمكنها أن تثير عواطف غلين الصادقة إلى مثل هذا الحد ، وتسألت كاترين ، ترى إلى متى يجب أن يبقى مخدوعاً هكذا ؟
كانت الساعة قد تجاوزت 11 عندما استيقظ غلين ، فجف حلق كاترين عندما رأته يتحرك ، يا الله لماذا أختار جيرد تلك اللحظة بالذات ليذهب ، ويتكلم مع الطبيب ؟!! لقد بقي مدة جالساً معها صامتاً ، مخافة أن يصحو غلين على حديثه ، ولكن الذنب لم يكن ذنبه ، الطبيب المختص هو الذي طلب منه أن يلحق به في مكتبه بعدما زار غلين وعاينه
فالنتينا ؟!!
إنه مما أزعج كاترين حقاً ، أن يكون اسم أختها هو أول كلمة تخرج من شفتيه ، عندما استيقظ ، فانحنت إلى الأمام ولمست بخفة وجنته ، وقالت :
أنا هنا غلين
فالنتينا
نطق اسمها ثانية ، وهو أكثر وثوقاً من نفسه ، وبدت عيناه الزرقاوان كأنما تنظر إليها :
كيف كيف تشعر ؟
قالت كاترين ذلك وهي تنظر نحو الباب وتتمنى عودة جيرد في أسرع وقت ، وتابعت :
لقد نمت عدة ساعات ، ألست جائعاً ؟
كشفت شفتا غلين عن أسنان بيضاء كالثلج بابتسامة حلوة ، وأصابعه تمسك بمعصمها يقربها منه ، قال :
هل كنت جالسة هنا طيلة هذا الوقت ؟
عمك أخذني لأتناول شيئاً من الطعام ، وماعدا ذلك كنت أجلس أراقبك وأنت نائم

 
 

 

عرض البوم صور rosi   رد مع اقتباس
قديم 29-10-10, 03:43 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155295
المشاركات: 426
الجنس أنثى
معدل التقييم: rosi عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rosi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : rosi المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سرت رعشة في عروق غلين وهو يحاول جاهداً أن يتمسك بكاترين ، وقال :
صورتاي ليست جميلة ، أعرف ذلك ، وأظن أنك لا تستطيعين النظر إلي

كتمت كاترين تنهيدة أسى في صدرها ، أما غلين فقد غير مجرى الحديث وسأل :
هل جيرد هنا ؟
لقد ذهب مع الطبيب في مكتبه
جيرد رجل غريب،أليس كذلك ؟ جميعنا نعتمد عليه
قالت : الجميع ؟!
أعني أنا وأمي ، وأبي ، وبقية الرجال
علمت أن أباك قد توفي
خرجت الكلمات من فمها على غير وعي منها ، وتمنت لو أنها لم تتسرع لكن لم يبدو على غلين أي انزعاج من كلامها ، وقال :
أبي قد توفي منذ مدة ، والذي أعنيه هو جدي ، والد أبي
أني متأكدة أن جميع أفراد أسرتك سيسرهم أن يعلموا أنك تتماثل للشفاء
منتدى ليلاس
سكتت عن الكلام جافلة ، عندما أحست بأصابعه تقبض بقوة غير متوقعة على معصمها ، ويقربها منه وهو يسأل :
هل سأشفى حقاً ؟ هل سأكون بخير ؟ هل سمعت أي شيء عن حالتي ؟ فالنتينا ، هل هناك ما تخفونه عني ؟ أرجوك أخبريني
استطاعت كاترين أن تتحرك بصعوبة في مقعدها ، نظرت نحو الباب ، تتمنى دخول أس إنسان كي ينقذها ، ولكن الباب بقي مغلقاً ، وكان لزاماً عليها أن تعيد الطمأنينة إلى نفسه ، فقالت محاولة أن يكون صوتها صوت الواثق من نفسه :
بالتأكيد ، بالتأكيد ستكون بخير ، إن جروحك ليست عميقة كما تعتقد وهي فقط حول عينيك كان من الممكن أن تصاب بارتجاج في الدماغ ، ولكن ليس هناك سبب
قاطعها وعلامات الإرهاق تبدو في نبرات صوته :
فالنتينا ، ولكني أعمى !! ألا تدركين ذلك ؟ إني أعمى و لا أستطيع أن أرى شيئاً ، ماذا سيفعلون من أجل استعادة بصري ؟
لا أدري ماذا سيفعلون ، ولكني أعرف أنه عمى مؤقت ويحدث أحياناً بعد الصدمات
هل أنت متأكدة حقاً ؟
تملك كاترين أسى عميق ، فهو مع كل ما جرى له ، لم يحاول توجيه حتى ولا كلمة لوم واحدة لها ، وقالت تضغط على ذراعه بتردد :
أنا متأكدة ، ولكن المسألة تحتاج إلى وقت ، هذا كل ما في الأمر
فجأة قال غلين بصوت هامس :
أنا لم أخبرهم بشيء ، لا يمكن أن أفعل ذلك ، لم تكن غلطتك ، أنها تلك القطة ، فالنتينا حبيبتي كوني مطمئنة ، ولا تقلقي
أسعفها دخول الممرضة الليلية إلى الغرفة ، وهي تسأل :
هل استيقظ مريضنا ؟
ثم تقدمت منه وتابعت بروح مرحة ، تلك الروح التي تتطلبها مهنتها :
كيف تشعر هذا المساء يا سيد غلين ؟ هل ستدع الآنسة فالنتينا تذهب إلى البيت لتنام قليلاً ؟
سأل غلين بارتباك :
كم الساعة الآن ؟
نظرت الممرضة إلى ساعتها وهي تقترب منه لتجس نبضه ، وقالت :
إنها الحادية عشرة والنصف تقريباً ، والطبيب سينغ ، سيأتي الآن ليراك وأنت مستيقظ ، وإني أقترح أن تذهب الآنسة فالنتينا لترتاح الآن ، وتعود إليك في صباح الغد
وقفت وهي تشعر بالامتنان لهذه الممرضة التي أنقذتها من هذا الموقف ، وقالت :
نعم , نعم سوف آتي في الغد
أمسك غلين بأصابعها وسألها :
هل سيسمحون لك بذلك ؟ أليس لديك عمل في الغد ؟
ثم التفت إلى الممرضة وأضاف :
فالنتينا ممرضة أيضاً ، في سنتها الأولى في مشفىسانت ماري ، وهكذا سأكون في أيد أمينة عند عودتي إلى البيت
اضطربت كاترين وأحمر وجهها ولكن الممرضة كانت مشغولة بمعالجة غلين فلم تلحظ ذلك ، وقالت من دون أن تنظر إليها :
أنا أعرف ممرضة هناك ، اسمها مارغريت فليمنغ ، هل تعرفينها ؟
الاسم مألوف لدي من الأفضل أن أذهب الآن ، سوف أراك غداً
انحنت كاترين وصافحت غلين مودعة بلطف ، أراد غلين أن يحتج على هذا الوداع العادي ، لكن الممرضة لم تترك له فرصة لذلك ، فأخذت مكانها وابتدأت ترفع كم قميصه لتقيس ضغطه
ولكنه قال وعيناه غير المبصرتين في اتجاهها :
حسناً ، سوف أراك غداً أريد ان أقول
قاطعته الممرضة ن وقد أحست به يرتجف عند قوله سوف أراك
حسنا سيد غلين هذه ليست الطريقة المناسبة لتودع بها صديقتك
اجتازت كاترين الممر وهي تحس بإرهاق شديد ن مع أنها لم تقم بأي عمل كان جيرد واقفاً في نهاية الممر ، مستغرقاً في مناقشة مع رجل أسمر اللون يلبس رداء أبيض ، عرفت كاترين انه لا بد أن يكون الطبيب ، فجأة رفع جيرد نظره فرآها ودعاها للانضمام إليهما ، وقدمها للطبيب قائلاً :
الآنسة كاترين مالوري
ثم وجه حديثه لكاترين :
كنت في هذه اللحظة أشرح للدكتور سينغ ظروف وملابسات الحادث
رفعت كاترين نظرها إليه وقالت :
أنت تعني
قاطعها الطبيب :"
يعني ، أنه أخبرني أنك لست الآنسة الصغيرة ، مع أن غلين فريزر مقتنع بأنك فالنتينا
عضت كاترين على شفتيها :
وما هو رأيك ؟
عن السيد غلين ؟ أو عن خداعك له ؟
عن الاثنين
قال الطبيب :
السيد غلين سيشفى قريباً ، جروحه ليست خطيرة ، وهو يستطيع أن يغادر المتشفى بعد أسبوع أو أقل
آه شكراً لله
أما بصره فهو مسألة أخرى
ولكني فهمت أن عماه مؤقت
قال الطبيب بهدوء :
قد يكون كذلك ، العمى الذي يعاني منه غلين هو حالة تشنج ، ونحن لا نعرف ما فيه الكفاية عن حالات التشنج العصبي هذه حتى نستطيع أن نقول بثقة كاملة متى سيعود إليه بصره
وماذا عن فالنتينا ؟ هل تظن أنه يجب أن يعرف شيئاً عنها ؟
لا ، ليس الآن ، أنا أعرف صعوبة هذا الأمر عليك آنسة كاترين ولكن الآن ليس هو الوقت المناسب ، ليتلقى غلين هذه الصدمة ، فهو بحاجة إلى راحة واطمئنان ، وعلينا أن نتعاون على توفير هذا الجو له
اختار جيرد هذه اللحظة ليفجر قنبلته ، فوجه كلامه للطبيب قائلاً :
لقد قلت أن غلين يمكنه الخروج من المتشفى بعد أسبوع ، أليس كذلك ؟
هز الطبيب رأسه وقال :
ربما عشرة أيام
قطب جيرد جبينه وقال :
عندئذ ، إذا أصبح غلين قادراً على السفر ، فسيرافقني عائداً إلى وطنه ، وسوف أجري له الترتيبات اللازمة مع مشفى كالجري ن ليواصلوا معالجته هناك ، وريثما يحين ذلك الوقت ، سأسافر وحدي إلى بلدي كندا لقضاء بعض الأعمال ، ثم أعود في الوقت المحدد لاصطحابه إذا لم يكن لديك اعتراض على ذلك
لا أجد أي سبب على الإطلاق يمنع ابن أخيك من السفر بعد عشرة أيام ، والرحلة ستكون ممتعة بالطائرة
أنا أملك طائرة خاصة ، وسيلقى فيها كل عناية
منتدى ليلاس
ورعاية
ارتجفت كاترين عن سماعها بأن جيرد سيتركها هذه المدة وحدها مع غلين،كما دهشت عندما عرفت أنه يملك طائرة خاصة لنفسه،إنها لم تلقمن قبل رجلاً يملك طائرة خاصة،فما هي الأعمال التي يقوم بها يا ترى؟ بدت الأمور معقدة بالنسبة إليها،وأحست أن سيمون كان محقاً عندما حذرها مما هي مقدمة عليه
لم تسمع كاترين ببقية الحديث الذي دار بين الطبيب وجيرد ، لأن أفكارها كانت مشغولة بوضعها ، وما ستؤول إليه حالها وعندما ودعهما الطبيب ومضى نحو غرفة غلين ، التفتت إلى جيرد وقالت من غير أن تترك له مجالاً للكلام :
لا يمكنك أن تذهب وتتركني وحيدة مع غلين ، فأنا لا أستطيع الاستمرار في هذه اللعبة من غير مساعدتك ، إنني لا أعرف شيئاً عن غلين ، فكيف يمكنني معالجة الأمور ، عندما يحدثني عن فالنتينا ، عن المستقبل الذي يصبون إليه ، عن الذكريات التي لا أعرف عنها أي شيء ، عن الناس الذين لهما صلة بهم ، إنه في الواقع عمل جنوني ، من الجنون أني رضيت الدخول في هذه التمثيلية منذ البداية ، وأما الاستمرار فيها فهو أشد جنوناً
هز جيرد رأسه وقد ضاق صدره وقال :
هدئي من روعك يا كاترين ، أنا أعرف أنني بهذا ألقي العبء كله على عاتقك،ولكن طالما أصبح غلين قادراً على السفر فيجب أن أذهب لمهد الطريق
تمهد الطريق ؟ ماذا تعني؟!
نغم أمهد الطريق ، يجب أن أرى ليزا ، يجب أن أخبرها عن حاله ، أليس من حق والدته أن تعرف كل شيء عنه ؟
قالت صائحة :
ألم تخبرها أنه أعمى ؟
اسمعي لا يمكننا أن نناقش الأمر هنا ، دعيني أخبر غلين أنني ذاهب وسأوصلك إلى البيت
لا تتعب نفسك فسوف استقل سيارة عمومية
صاح جيرد :
لا تكوني سخيفة ، لن تجدي أية سيارة في هذا الوقت ، انتظري هنا قليلاً
كان جيرد محقاً في قوله ، عن السيارة على الأقل ، كم كانت كاترين بحاجة لكي تنفرد بنفسها بعد كل ما سمعت ، لتواجه الأسبوع المقبل الذي ستكون فيه وحدها مع الأعمى المذعور ، زمت شفتيها بمرارة عندما فكرت بالعمى وهي تعلم أنها كانت هي العمياء الحقيقية عندما رضيت الدخول في هذه اللعبة
كان جيرد قادماً نحوها نشيطاً مليئاً بالحيوية ، على الرغم من أنه لم ينم إلا قليلا ،أو أنه لم ينم على الإطلاق في الليلة الماضية
دعينا نذهب
لم يكن لدى كاترين الخيار ، كان عليها أن تطيع أوامره ، بأية حال كانت تحس بأنه شخصية خلقت لكي تأمر فتطاع
كانت الساعة الثانية عشرة وخمس وأربعين دقيقة ، عندما وقفت سيارة مرسيدس أمام المبني ، وكاترين عزمت على ألا تصحو مبكرة في صباح الأحد ، مهما كانت الأسباب
عندما أرادت الخروج من السيارة ، وضع جيرد يده على ذراعها وقال :
أريد أن أشكرك فقط ، وإني لأقدر فيك كل ما تفعلينه لأجلنا ، وتأكدي أنك لن تكوني الخاسرة
تأثرت كاترين بنغمة صوته الجذابة ، ولكنها أبعدت يده عن ذراعها وقالت :
أنا لا أريد أي شيء منك يا سيد جيرد،إن ما أفعله ، أفعله من أجل غلين وليس من أجلك،ليلة سعيدة
كاترين
سمعت نداءه وهي تسرع إلى داخل المبنى ، ولم تتوقف لترى إن كان يتبعها ، قفزت إلى المصعد من غير أن تلقي نظرة إلى الوراء

نهاية الفصل الرابع

 
 

 

عرض البوم صور rosi   رد مع اقتباس
قديم 29-10-10, 03:45 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155295
المشاركات: 426
الجنس أنثى
معدل التقييم: rosi عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rosi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : rosi المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5_جو مشحون


لقد أمضى جيرد طيلة صباح الأحد ، أي اليوم السابق لموعد سفره عند ابن أخيه ، وهو ما فعلته كاترين كذلك ، التي كانت اتفقت مع سيمون ، أن يأتي المساء ، كي يصطحبها لحضور حفلة فرقة بارتوك الموسيقية
إنه لمن الممتع حقاً بعد كل العناء الذي قاسته كاترين ، أن تجلس بارتياح في القاعة الفسيحة الفخمة ، وتترك الألحان الشجية تنساب إلى سمعها بعذوبة ، وتحس أنها استردت شيئاً من حريتها السلبية ، تتصرف بها كيفما تشاء
ولكن ما لم يغب عن مخليتها أبداً ، إمارات التوتر والاستياء التي ظهرت على وجه جيرد عندما أعلمته بخطتها ، وفي اليوم التالي في ظهر يوم الاثنين سافر جيرد إلى كالجري وتركها وحيدة مع غلين
أثناء الأسبوع الذي غاب فيه جيرد ، بذلت كاترين جهدها لتبعده عن مخيلتها ، وتقصيه عن تفكيرها ، عزمت على نسيانه ، ولكن هذا لم يكن سهلاً عليها ، فكثيراً ما كان يذكره غلين ، فيعود جيرد إلى ذاكرتها ، كانت كاترين تلمح إمارات الارتياح تلوح على وجهه ، عندما يتحدث عن عمه ، ولذا لم تكن تحاول مقاطعته أو تغيير مجرى الحديث
أما عن أخبار فالنتينا ، فإن والدها لم يتصل هاتفياً ، بل أرسل إليها برقية يخبرها فيها أن شقيقتها عنده ويطمئنها عليها ، كما وعدها أن يكتب لها مفصلاً في المستقبل
منتدى ليلاس
كان من الصعب على كاترين أن تجد تفسيراً لغلين عن عملها اليومي أثناء النهار ،وزيارتها له في المساء ، فمواعيد عمل أختها كانت تختلف ، فتلك كانت تعمل بعض أيام الأسبوع في النهار ، والبعض الآخر في الليل ، ولم تجد كاترين لها مهرباً إلا اللجوء إلى الكذب من جديد ، وأخبرته أنها استطاعت الحصول على إذن خاص بسببه ، يسمح لها أن تعمل نهاراً طيلة أيام الأسبوع لتقضي الأمسيات إلى جانبه
أصبحت أتعس الساعات وأقساها بالنسبة إلى كاترين ، تلك الساعات التي تقضيها منفردة مع غلين ، خصوصاً وأنه أخذ يتماثل إلى الشفاء ، وغدا أشد قوة وأكثر جرأة مما كان ، صار بمقدوره التودد إليها ، و يحاول أن يغادر الفراش ويجلس على الكرسي ، أو يمشي قليلاً في الغرفة ، يستطيع الاقتراب منها ، ويتلمس بشوق وجهها الذي طالما قتن به وأحبه
لم تكن كاترين تدري كيف تتصرف أو ماذا تفعل كي تخفي اضطرابها ، كيف تسكت دقات قلبها الخائفة ، فإنها إن صبرت على مداعباته ، فهي تخشى أن تمتد يده ، يعبث بشعرها الناعم الأملس ، فينحل وينسدل على كتفيها ، وعندئذ يدرك غلين أنها ليست فالنتينا ذات الشعر القصير المموج ، عندئذ يدرك الخدعة ، فماذا عساها تفعل ، من سينقذها من تلك الورطة ؟ أما إذا ابتعدت عنه ولم تترك له مجال لذلك ، فسيحسب أن عواطفها نحوه قد خمدت أو تغيرت ، مع أنه يتوقع ولا شك ، بعد الذي حصل ، أن تزداد له حباً وبه تعلقاً !!!
كان عليها أن تحتاط للأمر ، من غير أن تدع الشك يتسرب إلى نفسه
استمرت عيناه على حالهما ، ففي بادئ الأمر كانت كاترين تستطيع أن تطمئنه وتبعث الأمل في نفسه ، ولكن عندما أخذت الأيام تمر تباعاً يوماً بعد يوم آخر ، وهو لا يزال يعيش في حلكة الظلام ، ازدادت مخاوفه كثيراً ، وأضناه اليأس ، وأدركت أنه بذلك لم يعد قادراً على اكتشاف شخصيتها ، ولكن كاترين في الواقع لم يعد خوفها من أن يكشف هويتها ، يوازي خوفها عليه من أن يستمر في عماه ويصاب بارتجاج في دماغه
أصبح غلين كثير الكآبة ، قليل الحركة ، يمضي وقته عند زيارتها له ن يسألها عن حاله ، يسألها عن رأي الأطباء في وضعه ، ينتظر كلمة تعيد إليه الأمل
وتبعث في نفسه الرجاء ، لقد تقبل سفر عمه إلى كالجري بارتياح ، لمعرفته أنه عند عودته سيصحبه في إجازة طويلة إلى بلده ، وعلى هذا الأساس طلب من فالنتينا – حسب اعتقاده – برجاء مشفوع ، بكثير من الحزن ن أن ترافقه في إجازة تأخذها لنفسها أيضاً ، وأكد لها أنها ستسر كثيراً في المزرعة
دهشت كاترين عندما عرفت أن جيرد يملك مزرعة ، فهي تعلم ، كما هو معروف في انكلترا ، أن أصحاب المزارع نادراً ما يتسع لهم الوقت للقاءات والسفر ، كما أنهم لا يملكون طائرات خاصة يطيرون بها ويرجعون عبر المحيط كلما يحلو لهم ذلك ، إن أكثر ما يستطيعون فعله هو الذهاب إلى الأسواق ، في أية حال هي تجهل طبيعة المزارع في كندا ، فلعل جيرد عضو في جمعية زراعية أو ما شابه
تلقى سيمون خبر حالة غلين وكآبته من غير استياء ، وقال :
إن أي شخص ، يدع مثل الأخت الطائشة تقود سيارته ، يستحق أكثر مما حدث له ويحدث ، لا شك أن هذا الشاب معتوه!!
جرى هذا الحديث في مساء أحد الأيام ، وقد اصطحب كاترين إلى بيت أمه
وضعت السيدة ترافس – والدة سيمون – صينية على الطاولة بجانب كرسيها ، عليها صحن فيه بسكويت ، وثلاثة فناجين من الشاي ، ثم قالت تؤكد كلام ابنها :
هذا صحيح يا كاترين ، فأنا لا أعذر أختك أبداً على ما فعلت وعلى هروبها ، وأعجب كيف تعالجين هذا الأمر على حسابك ، بلا مبالاة !!
بلا مبالاة ؟



رددت كاترين تلك الكلمات وهي تنظر إلى السيدة ترافس باستغراب ، وسمعتها تتابع قائلة :
بالتأكيد بلا مبالاة ، وأنت تمثلين دور أختك ، وتمنحين غلين عواطفك ، مع أنك تدركين ما يمكن أن تكون عليه النتائج
حقاً كان على غلين أن لا يسمح لأختي بقيادة السيارة ، ولكنه لما كان مغرماً بها كثيراً ، ويفعل كل ما يرضيها ، كي يراها سعيدة ، ارتكبت هذا الخطأ ، نحن جميعاً نقر أنه خطأ ، ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ إنه الشخص الوحيد الذي أصيب ، وهو الشخص الوحيد الذي يعاني ، أليس ما أصابه عقاباً كافياً لما فعل ؟
ومن غير أن يلتفت إليها ، أو يقتنع بكلامها ، قال سيمون وهو يتناول قطعة من البسكويت :
على أية حال ، فإن رأيي يتفق مع رأي والدتي ، وأظن أنه حظي بالكثير من كرمك
من ؟ غلين ، لا هو لم يحظ
قاطعها سيمون موضحاً قصده :
لا ، ليس غلين من أعني ، إني أعني عمه بالطبع يمضي هكذا ، ويتركك تتحملين المسؤولية بمفردك
هزت الأم رأسها متدخلة :
وهذا ليس مناسباً من أجل سيمون أيضاً ، هل تشعرين بما يحس به ، عندما يسأله بعض الأصدقاء عما تفعلين في المتشفى ؟ إن للناس ألسنة تتكلم يا عزيزتي !
نظرت كاترين نحو سيمون وقالت وشفتاها ترتجفان :
أصدقاء ؟ من ؟
توبي ريتشارد
منتدى ليلاس
ذكر سيمون الاسم وهو غير راغب في أن تقحم والدته هذا الموضوع في مناقشاتهم ، أما كاترين فقد هزت رأسها باستغراب ، وقالت :
إذن هو ريتشارد ، بربك سيمون ، هل يمكنك أن تسمي هذا الإنسان صديقاً؟
لا ، لكنه كان زميلي ، وهو يعرفك من بعيد
ورآني في المتشفى ؟
نعم ، رآك مع عم غلين ، فقد كان توبي ذاهباً إلى المتشفى ليزور أمه المريضة هناك ، تماماً في الوقت الذي خرجت فيه بصحبة جيرد
آه ، عرفت
لقد فهمت كاترين أن زيارتها لغلين ليست هي المقصودة ، ليست هي التي كانت تزعج سيمون ، بل ظهورها بصحبة رجل آخر ، أنها تسمع الكثير عن توبي وسمعته السيئة ، وهي تقدر الآن ما الذي قاله ن وتخيلت أي تأويل يمكن أن يكون قد قدمه لسيمون :
على كل ، كيف حال غلين هذا المساء ؟
تدخلت السيدة ترافس بهذا السؤال عندما رأت الغضب يطل من عيني كاترين ن غير راغبة في الدخول في مشادة ثانية ، خصوصاً وأنها لم تكن متأكدة تماماً من الجانب الذي سينحاز إليه سيمون ، والسيدة ترافس تعلم أنه في الغالب كان يقف إلى جانب كاترين ، حتى ولو كانت ادعاءات الوالدة صحيحة
أرادت كاترين أن تتجاهل السؤال وتتابع قصة توبي ريتشارد ، ولكنها لم تكن ترغب في أن يدب الخلاف بينها وبين سيمون الآن ، فاصطنعت ابتسامة باهتة وأجابت :
إن حالته الصحية في تحسن مستمر ، أما مسألة البصر فهي المشكلة الرئيسة
سألتها السيدة ترافس :
ألا يستطيع رؤية أي شيء ؟
مطلقاً ، مسكين هو غلين ، أحس بأني حزينة جداً من أجله
نفذ صبر سيمون وهب واقفاً وهو يقول :
أوه ، متى سيعود جيرد هذا ؟ متى تتوقعين أن نتحرر من هذا الواجب ؟ كاترين أكاد اختنق
وضعت كاترين فنجان الشاي من يدها على الطاولة ، وقالت :
آسفة ، لأنك تشعر بهذا الشعور ، ولكن ماذا تريدني أن أفعل ؟ هل أتوقف عن زيارة غلين ؟
أخذ سيمون نفساً عميقاً وقال :
حسناً ، ولكن عندما يعود عمه
عندما يعود عمه ، سوف يصطحبه إلى بلده
قالت ذلك وهي تشعر أنها ستفتقد غلين
عادت كاترين مساء الخميس من المتشفى إلى البيت مباشرة ، وفتحت الباب على رنين الهاتف ، نظرت إلى ساعتها فألفتها تشير إلى التاسعة والنصف تقريباً ، توقعت أن يكون المتكلم جيرد ، فلم تتعجل الرد ، عندما رفعت السماعة انتابها شعور غريب لم تستطع تحديده ، كان كان الصوت آت من بعيد ، قفز تفكيرها رأساً إلى أبيها ، فقد يكون قرر أخيراً أن يتصل بها ، إلا أن صوتاً آخر هو الذي سمعته ، صوت عميق ينبض بالحياة ، إنه صوت جيرد
لا أظن أني أيقظتك من نومك ، هل فعلت ؟
قال ذلك بعد أن حياها وردت التحية
لا ، الآن قد وصلت ، كنت أزور ابن أخيك ، من أين تتكلم ؟
أجاب بصراحة :
من موزباي فقد أردت الاطمئنان على غلين
لماذا لم تتصل بالمشفى ؟
لقد اتصلت ، وتكلمت مع غلين ، في اللحظة التي تركته بها ، لهذا فإني أتحدث إليك
تسمرت راحة كاترين بالسماعة ، وغاصت في الأريكة ، وسألت :
ولكن لماذا ؟
لأسألك أنت عن حاله ؟ فأنت تعرفين الحقيقة أكثر منه بالتأكيد
هزت كاترين رأسها وقالت :
لا جديد , غير أن اضطرابه ازداد بسبب عدم رجوع بصره إليه
قال جيرد بصوت حزين :
الله وحده يعلم كيف سيتمكن غلين من التعايش مع هذا العمى الذي لا يعرف أحد متى تكون نهايته
صمتت كاترين هنيهة ثم قالت :
هل أخبرت والدته بذلك ؟
نعم أخبرتها ، فوقع عليها وقوع الصاعقة ، وكذلك على والدي
أنا آسفة
أحست أنها كلمات تافهة تلك التي تفوهت بها ، ولكنها لم تجد كلمات أخرى مناسبة تقولها
وأضافت :
متى ستعود ؟
لماذا ؟ هل اشتقت إلي ؟
بالتأكيد ، فإن غلين ، اشتاق إليك كثيراً ، وهو يذكرك دائماً ، ولا بد أنه سيشعر بالتحسن عندما تعود ، ويغادر المتشفى
حسناً سأعود مساء الجمعة المقبل ، وسأتصل بك صباح السبت ، هل هذا يناسبك ؟
لا بأس
وقبل أن ينهي المكالمة قال :


كاترين ، أريد أن اعتذر عن تلك الليلة ، في الحقيقة لم أكن أقصد إغاظتك ، ولا أدري ماذا كنا سنفعل أنا وغلين بدونك ، سأراك يوم السبت ، إلى اللقاء
وضعت كاترين السماعة ببطء مكانها ، ومرت بضعة دقائق قبل أن تخلع معطفها ، أحست برعشة قوية تسري في جميع أوصالها ن وبضعف المّ بها ولكنها عنفت نفسها ، لأنها أخذت بجاذبية هذا الرجل ، فالمسألة كلها أنه كان مؤدباً ، وسبب اتصاله بها كان واضحاً ، لقد كان قلقاً على ابن أخيه ، وعليها ألا تنسى أن غلين هو من يحتاج إليها ،وليس جيرد ، ومع كل هذه الأمور التي تقنع نفسها بها ، لم تستطع إنكار حقيقة أنه رجل جذاب
سخطت كاترين من عواطفها السخيفة ، كما خشيت منها أيضاً فهي ما عادت تلميذة مدرسة ، تنجذب لأول رجل يتودد إليها ، بل بلغت من العمر الحادية والعشرين ، وكان لها عدد من الزملاء والأصدقاء ، منذ كانت في السادسة عشرة من العمر ، وكذلك هي وسيمون ، فقد مضى على صحبتهما ثلاث سنوات ، ولم تشعر نحوه في أية لحظة بما تحس به الآن ، قالت في نفسها : على أية حال ، غلين وعمه سيسافران قريباً ، ويخرجان من حياتها إلى الأبد ، وهذا هو الأفضل
عندما استيقظت صباح السبت لم تستطع أن توقف ما أحست به من مشاعر ، فلا بد أن جيرد قد عاد من رحلته ، تناولت فنجاناً من الشاي ، وهي تتصفح أحدى الصحف ، كانت تنتظر وعندما رنّ جرس الهاتف ، قفزت لتجيب
ولكن لخيبتها كان المتحدث سيمون يطلب منها مرافقته ووالدته يوم الأحد ، إلى زيارته خالته إدنا لتناول طعام الغداء عندها
هذه الفكرة لم تكن مقبولة أصلاً لدى كاترين ، فهي تعرف أن أدنا مثل السيدة ترافس تماماً ، ليس لديهما حديث إلا عن أوجاعهما ، والعمليات التي أجريت لكل منهما ، وهذا لاشك شيء مضجر إلى حد كبير ن بالإضافة إلى أنها لا تستسيغ الطعام الذي تقدمه تلك الخالة
قالت تجيب سيمون على دعوته :
آه ن سيمون ، دعني أفكر في الموضوع ، فأنا لا أعرف متي سيسافر غلين وعمه ، وأغرب أن أكون طليقة في الغد ، لأقوم ببعض الأعمال المنزلية
منتدى ليلاس
رد سيمون منزعجاً :
لا أظن أن يوماً واحداً سوف يؤثر على هذه الأعمال
ولكنك تعلم يا سيمون ، أن الأحد هو يوم عطلتي ، وهو اليوم الوحيد الذي يمكنني القيام فيه بما يترتب علي من أعمال المنزل
لم يكن هذا رأيك يوم الأحد الماضي ، عندما أصطحبك جيرد وقضيت اليوم بطوله في المتشفى
حسناً سيمون ، أنا آسفة سوف أراك في المساء ، وعندئذ نبحث الأمر
أريد ردك الآن كاترين ، نعم الآن ، فأنت تعرفين أن خالتي يجب أن تعرف مسبقاً ، كي تهيئ الغداء حسب عددنا
لا أستطيع الرد الآن ، وكما قلت لك أترك الأمر للمساء
أنا آسف كاترين ، سأذهب أنا وأمي ، فأنا لا أقدر أن أرتب أموري حسب ظروفك
عرفت أنها أغضبته ، ولكن في الواقع لم يكن لديها أدنى ميل لتلبية هذه الدعوة ، ولا أي استعداد لتستمع من جديد إلى قصة عملية الغدة الدرقية التي أجرتها خالته
وقالت :
لا بأس ، إذن سأراك في المساء
وبكلمة مقتضبة تدل على الموافقة أنهى المكالمة
بينما كانت ترتد ثيابها ، رن جرس الهاتف ثانية ، وفي هذه المرة كان جيرد هو المتكلم ، وعندما سمعت صوته أحست برعشة تسري في جسمها ، بدا بتحيتها ، ثم قال :
متى أستطيع أن أراك ؟ هل ترغبين في تناول الطعام معي ، أنت وسيمون ؟
لن أرى سيمون حتى المساء ، أما أنا فلا أجد مانعاً من مرافقتك ، أين ؟ ومتى ؟
حدد لها مطعماً يلتقيان فيه تمام الساعة الواحدة ظهراً وأنهى الحديث
ترى أي طائرة هذه التي تأخذه وتعيده عبر الأطلسي متى شاء ؟!!
هذا ما جال في خاطر كاترين ، بعدما أعادت سماعة الهاتف مرة أخرى إلى موضعها ، من الذي يقودها ؟ إن الطائرة ملك لجيرد هذا ما عرفته ، أما أن يكون هو من يقود الطائرة فهذا ما لا يمكن تصديقه ، فهي لم يسبق لها أن سمعت أن هناك من يقود طائرة الآف الأميال ، ويبقى نشيطاً إلى درجة أن يصحبها إلى تناول الغداء
لبست كاترين ثياباً بسيطة مرتبة ، لم تحاول المبالغة في أناقتها لئلا يظن أنها تفعل ذلك من أجله ، مع إنها شعرت أن جميع تصرفاتها تدل على أنها ترغب في ذلك ، ثم سرحت شعرها ، وربطته بشريط حريري خلف عنقها ، تاركه بعض خصلاته تنساب على أذنيها
نظرت إلى مظهرها نظرة رضا ، عندما وقفت أمام المرآة تتأمل نفسها ، قبل مغادرة المنزل

 
 

 

عرض البوم صور rosi   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, الشلالات البعيدة, دار الكتاب العربي, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة, wild enchantress, قرار متهور
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:57 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية