المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أكياس بلاستيك
كما العادة خرج التوأمان سالم و سلمى من منزلهما بعد أن ألحت سلمى على أخوها الخروج معه لبيع أكياس بلاستيك يجريان في الطريق كأنهم يحملقن في السماء و يمشيان في سوق بين عربات الخضر و دكاكين و في أيديهما الناعمتان أكياس بلاستيكية و يهتفن بصوتهما الناعم الرقيق من يريد أكياس بلاستيك ؟ لدينا هنا أكياس بلاستيك نضرة اليهما صاحب دكان و هو رجل عجوز اسمه عبد الخالق فقال لسالم أهلابرجل سوق فبتسيم سالم و قال العجوز من هذه فتاة طبق لأصل منك فقال سالم انها أختي توأم فقالت سلمى أهلا عمي و قال العجوز اجعل أختك في دكاني انها فتاة و صعب عليها تجوال طوال نهار في سوق و أنت تعرف زحمت السوق فقال سالم شكرا عمي عبد خالق , فرح سالم لدخول أخته دكان عبد الخالق و عندما جاء و قت الغداء مرر سالم على أخته من دكان ليذهبان الى منزلهما و هما في الطريق لحقهما ثلاث شبان مراهقين و هم يغازلان أخته سلمى فبدأ سالم بالغليان غضبا و شبان رائحة سكرهما تكسر المكان زيادة على و جههم المليئة بالجروح بعد ربع ساعة و ضع شاب من بينهم يده على سلمى فنفجر بركان غضب سالم و بدأ يسبهم و يضربهم بالحجارة حتى أخرج واحد من بينهم سكين و مزق بطن سالم فوضعت سلمى يديها على رأسها و ألقت بصرخة قوية هزت الشارع بما فيه ثم جلست على ركبتيها بجانب جثت أخوها سالم و الناس تجمهرت عليهم و سلمى صغيرة تغمض عيناي سالم البريئتين و عيناها اشتدتا حزنا و احمرارا و دموعها تسيل على وجهها ناعم و خديها الورديين , بعد النكبة عجزت سلمى عن ذهاب الى بيت و اخبار أمها بموت أخيها فذهبت عند الرجل العجوز عبد الخالق ليرفقها الى المنزل و لتخبره أيضا بأن أمها هي الوحيدة التي لديها في الدنيا و مريضة بالقلب و تخاف عليها ,
عند وصول الرجل العجوز الى باب المنزل يطرق الباب و يداه ترتعشان وهو يحاول امساك دموعه بينما دموع سلمى لم تتوقف ,فتحت أمها الباب فرتمت سلمى على صدر أمها فقالت أمها لماذا سلمى تبكي و أين سالم ؟ تسسمرر العجوز في مكانه و عجز عن تحريك لسانه سوى عيناه اللتان أظرفتا الدموع بعدما كان يمسكهما ثم بعد هنيهة نطقت سلمى قائلة أخي مات , لم تتحمل أمها قوة الصدمة فماتت في حينها بسكتت قلبية و بنتها سلمى مرمية على صدرها و تبكي و تقول لأمها لقد مات أخي سالم ساميحيني يا أمي حتى أمسك العجوز بيد سلمى و أخدها معه الى المنزل بعد أن أخبر زوجته بأنه سيتكفل بمراسيم الدفن و في الغد قاموا بغسل جثتين بعد وضع الكفن على أخ سلمى و أمها أمسك عبد الخالق بسلمى و أدخلها الى الغرفة وهي تمسح دموع لألم من على خديها و تنضر الى أمها و أخيها نضرت الوداع و تجلس على ركبتيها لتقبل أمها و أخيها قبلات الوداع على جبينهما بشفتيها صغيرتين لتنطلق بعد ذلك الى خارج البيت و تجلس تحت شجرةو تضع يديها على خديها وتبكي بشدة حتى جاء العجوز من جديد ليمسح دموعها و يقول لها مذا بكي أنا أيضا ماتت أمي و اخوتي ؟ فقالت سلمى بنفعال شديد أنت يا عمي رجل عجوز و بالطبع هم ميتون لأن بعدها ضحك العجوز و قال لها حتى أنتي عجوزة يا أيتها العجوزة فأجابت سلمى أنا صغيرة و دليل أنني أقصر منك قال العجوز حسنا يا بنتي فالعمر لازال أمامكي و أي عمر سيبقى لي اذا ذهبت الى ميتم انني أخاف منها و قال العجوز و أنا هل تخافين مني ؟ فأجابت بلا و رتمت عليه و هي تعانقه عناقا شديدا حتى كاد الرجل أن يسقط تعجب العجوز لأمر طفلة فأمسك بها من يديها و قال أنت لأن ابنتي منذ تلك اللحضة بدأت ترتسم على وجهها ابتسامة صغيرة بعد حزن شديد لينطلق شعاع لأمل من عينيها بعد أن اصطحبها العجوز الى البيت لتعيش مع زوجته و أبنائه بعد أن لم يبقى لها سوى هو بعد الرب
|