المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
حكاية قلب
أنا التي غدر بها الزمان...أنا التي بكى على حزنها القمر...أنا التي هجرها الفرح حتى ظنت أن الدنيا في حداد..فما بالك يا قلب ولما الشكوى...الست أنت من أراد أن يحب...الست أنت من تمنى أن يحب...فتجرع المر يا قلب...تألم لترى الوجه الأخر للحب...أحترق بلهيبه وتعذب بسببه ...أليس هو نفسه من وعدك بالحب الأبدي معه...ألم تنسج معه يا قلب أجمل الأحلام وأحلاها...أليس هو نفسه الذي حدثتني عن حبه لك ساعات وساعات...فمالي أراك الآن وقد فقدت الدنيا حلاوتها في نفسك...خدعني... أعلم وحبه كذب... أعلم...ولقد تعلمت الدرس يا قلبي فلا تقلق...فالحب أعدك لن يعرف إليك سبيلاً مرةً أخرى...هذا وعدٌ فاسترح ...فتلك الأيام ولت ولن تعود.
لقد أحببت وتلك كانت غلطة ...اعترف...لقد حلمت وتلك كانت هفوة...اعترف...لقد كلمت القمر وتلك كانت لحضه جنون..اعترف ...أما الآن يا قلبي فاطمئن فلقد تعلمت الدرس.
الحب ما هو إلا لعبة وقد خسرتها...فلا داعي للبكاء أليس كذلك...أجبني يا من تحملني بين ضلوعك وتتهمني في حبك...تقول أحببت وليس لي على قلبي سلطة…أنا من أحبه ونسج معه أحلاماً فوق الغيوم...أنا من سلمته مفاتيحي كما تزعم...إذاً فإليك نصيحتي يا صاحبي...أوقف دموعك فلم اعد ملكه... توقف عن سهر الليالي فلم أعد بين يديه وأصبحت مجرد كتلة دموعٍ لكثرة نزولها من عيونك...توقف ولا تحب مرةً أخرى أتوسل إليك...
أو تعلم يا قلب عندما تظن أنك سعيد وبين يديك أحلام نسجتها بكل حب وأمل... عندما تظن أنك حصلت على كل شيء بمجرد أنك فكرت فيه... عندما تظن أن البكاء والحزن كلمتان ليستا في قاموس حياتك ....أو تدري يا قلبي ما يحصل لشخص كهذا تعرف على الجانب الأخر من الحياة...الوجه الأسود منها ...أو تدري ما يحصل له...إنه يموت ويذبل كوردة لم تتمتع بعد بروعة الربيع لأن يدا جائرة خطفتها من روعته...إنه يختنق من الظلمة التي تلفه فجأة وتغير مسار حياته...إنه وسط المجهول أو تدري..فلا هو قادر على المضي قدما ولا هو قادر على نسيان الأمس...
رسالة صغيرة أوجهها إليك يا قلب...مضمونها أدري أنك تعرفه وعنوانها أسف...آسفة يا قلب لأنك عانيت بسببي..آسفة لأن ما حصل معك كثير وما كنت تتوقع مثله..ما كنت تتوقع أن صاحبتك ستتيه وسط الضياء ...فاقبل عفوك أسفي...يمكنك يا قلب أن تلومني ويمكنك أن تقول أي شيء ...فمعك حق وأنا آسفة...جميع الأسلحة أرميها أمام عتبتك فلم أعد بها مهتمة ...أصبحت أحلامي رماد...
أما أنت يا من حرمتني من أحلامي فإليك رسالة خاصة...أنت يا من خنتني وأحببتك ...أنا أفضل العيش في ضياع على السماح لك بتحطيم ما بقي من قلبي...ارحل وسأعرف كيف أعيش وأعيد لقلبي هدوؤه وسكونه... أسمعت ارحل...ارحل...
أما أنت يا عيون فحكايتك حكاية...كنت أري الدمع منك يرفض النزول ...كنت أره يتلألأ فيك ويرفض التحرر...طلبت منك كثيراً أن تحريره عل قلبي يرتاح توسلت إليك أن تبكي عله يهدأ ...فعلت أليس كذلك...والآن...أما يكفيك بعدما بكيت وحررت الدمع..أما يكفيك ما بكيته ..يكفيك يا عيوني فلم يعد الدمع يجدي يكفيك وارتاحي...ارتاحي...
|