كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أظهرت روث سرورها وتقديرها لمحاولة باتريك أسعادها.
وبالرغم من آلامها , أستمتعت روث بالرحلة الى شلالات القمر , كان الحصان الذي أختاره لها باتريك مروضا جيدا وخطواته ثابتة بعكس حيوانات الجبل.
تبعا طريقا محفورا عند السفح كانت الساعة تقترب من الواحدة بعد الظهر, عندما بدأ سماع أنحدار المياه مما يؤكد أنهما على مقربة من الشلالات , وكلما أقتربا من الشلالات أزداد خرير الماء , وتراءت لهما الشلالات بمنظرها الباهر تنحدر بين الصخور الرمادية في الكوريلبراس.منتديات ليلاس
كانت الجبال الشامخة حولهما تمتد بنظام بديع بجانب بعضها البعض تعانق السماء , حتى أن المرء لا يفرق بين الأنسان والحيوان من هذا العلو الشاهق.
أخذت روث ترتجف لرؤيتها طيف سلسلة الجبال الشاهقة وكأنها تحجب عنها النور ,وسرت عندما تابع باتريك السير ليصلا الى منطقة جميلة تظللها بعض الأشجار الخضراء وتطل على الوادي حيث تنحدر الشلالات البديعة , وكذلك كانت الأصوات أقل صخبا من المكان السابق , حيث يتاح لهما فرصة الحديث بهدوء.
ترجلت روث عن الحصان وتمددت على العشب الناعم , بينما أنزل باتريك سلة الطعام , ولكن روث كانت لا تزال تشعر بالتوعك وفقدان الشهية , فتح باتريك السلة وأخذ يخرج محتوياتها , كانت مملؤة بشطائر الدجاج البارد والبطاطا والسلطة وبعض الجبن والفواكه , ثم سألها:
" ماذا ترغبين من الشطائر؟".
" لا شيء الآن , شكرا".
أدارت روث وجهها حتى لا يرى باتريك ملامح الأسى والتعب البادية عليها , مضت لحظات وقد خيم الصمت عليهما , ثم سمعت روث حركة بجانبها وألتفتت لترى باتريك يقترب منها ويقول لها:
" آسف لنني كنت قاسيا هذا الصباح في النادي".
أندهشت روث لتصرفه هذا , وحاولت أن تبدو طبيعية , فأجابته:
" أنسى ما حصل".
" هل صحيح أنك ستنسين ما حصل؟".
منتديات ليلاس
" وهل هذا مهم؟".
أقترب باتريك وهو ينظر اليها بشغف محاولا جذب أهتمامها له , ثم قال :
" نعم هذا يهمني".
فكرت روث هل هذا نوع من الأعتذار ؟ أم محاولة لتجعلها تلين ثم ينتقدها ويذلها , فأكتفت بأن هزت كتفيها وأدارت وجهها نحو شلالات المياه , ولكن باتريك أمسك كتفيها بحنان فأدارت وجهها اليه ونظرت في عينيه ولم تستطع أن تكذب نفسها فمشاعره كانت واضحة ,ولم تستطع روث أن تقاوم نظرات المحبة والوله , وحاولت أن تعبر له عن محبتها عندما أنتابتها موجة من الألم الحاد وبدأت ترتجف وشحبت وجنتاها وبدأ العرق يتصبب من جبهتها.
أدرك باتريك أن هناك ما أصابها , وأخذ يرفع الشعر عن جبهتها بعطف وحنان ويجفف العرق المتصبب من وجهها ثم ناداها:
" روث ؟ ما الأمر ؟ أرجوك لا تخافي مني".
أدارت روث وجهها اليه والألم يعتصرها وقالت له:
" لست خائفة منك – آه!".
ولم تستطع أن تتم كلمتها حيث أنتابتها موجة جديدة من المغص الشديد , وأحست انها ستغيب عن الوعي , وحاولت جاهدة أن تسيطر على نفسها , وأخذت تضع يديها على بطنها لتهدىء الألم , أمسك باتريك أحدى يديها بقوة محاولا أن يمدها بالقوة وهو يناديها بقلق:
منتديات ليلاس
" روث , بالله عليك ,ما هنالك؟".
" أنني......أنني.........آه يا باتريك..... أرجو أن تسندني , أمسك بي أرجوك , لا تدعني أغيب......".
وغابت عن الوجود.
|