كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت أول مرة منذ وصلت تشاهد فيها المدينة عن كثب ,وسارا في المنحدر الذي يقود الى المركز الرئيسي للمدينة والمحاذي للبحيرة , أخذ باتريك على عاتقه شرح مصادر البترول الواسعة ومع أنهما لم يذهبا قرب البحيرة , لكن روث أستطاعت أن تقدّر مدى حجمها.منتديات ليلاس
لم تتوقع روث أن تكون المتطقة السكنية بهذا الأمتداد , وعندما سمع باتريك تعليقها هذا أخبرها بأن عدد السكان هنا يتجاوز الألف نسمة ما بين مدراء ومهندسين وعلماء وحفارين وعمال , ثم قال:
" ومعظم الحفارين من أهل البلد ,وبرغم هذا لا يزال هناك جالية كبيرة من أميركيين وبريطانيين وألمان وطليان".
وفي طريقهما الى المحل للتسوق قابلا عددا من الناس الذين عرّفها عليهم باتريك , نسيت معظم أسمائهم ما عدا بولين ديزني التي أخبرها باتريك بأنها متزوجة من فتى يعمل معه في المخبر , وقد وعد معظم هؤلاء الناس بمقابلتهما اليوم مساء في النادي , وتمنت روث أن تبدو طبيعية وهادئة بالرغم من علمها بمشاعر زوجها نحوها.
وبالرغم من صغر هذه المنطقة التي لم تتجاوز حجم القرية فلها مميزاتها الخاصة التي جعلتها تبدو مختلفة فالمنازل جميعها متشابهة ومعظم البيوت لها حديقة صغيرة من الخلف مزروعة بالخضار والأزهار الجميلة وتطير منها القبرات والعصافير المغردة.
لم يبالغ باتريك بقوله بأن هذا المحل يبيع كل شيء , ولكن روث لم تعرف ما هو دخل زوجها ومعدل صرفه لأنه هو الذي سيدفع الحساب ولن يقبل أن تشارك في الدفع , قرأ باتريك أفكارها وعرف بماذا تفكر فقال لها:
" أشتر ما يحلو لك على أن يكون ضروريا فأنا لست معدما لأهلك نفسي من الجوع".
شعرت روث بالخجل لكلامه ولكنها أرتاحت لمعرفتها الوضع , فهرعت الى الرفوف تنتقي الحاجات بينما باتريك يدردش مع المدير الفنزويللي أنطونيو غوميز.
لم يكن هناك الكثير من الأطعمة الطازجة ولكن منتديات ليلاس
هناك كميات كبيرة منوعة من الأطعمة المثلجة , أحبت روث خبز الحنطة المدعو ايرباس وكذلك أصرّت على أن تشتري الطحين لتعمل هذا الخبز بنفسها ,وعندما جاءت روث الى صندوق المحاسبة كانت سلتها مليئة بالحاجات , حتى أن السيد غوميز ألقى نظرة عطف على زوجها قائلا:
" أرى أن زوجتك عمل بموجب كلمتك له تماما يا سيد".
ثم ضحك أما روث فقد كانت خجولة وسألته:
" كيف سنحمل هذه الحاجات الى المنزل؟".
أجابها باتريك :
منتديات ليلاس
" أنطونيو لديه نظام جيد لتوصيل الحاجا للمنازل يا عزيزتي".
وتطلعت اليه روث بعد أن دعاها بعزيزتي ثم أدركت أن هذه الكلمة فقط أمام المدير , ولا يمكنها أن تعتبرها جدية , وقبل أن يخرجا من المحل تناول باتريك قبعة من أحد الرفوف ووضعها على رأس روث ثم خرجا , وعندما سارا الى البيت كان الظلام قد بدأ يحل بادرها باتريك قائلا:
" حسنا".
" حسنا ماذا؟".
" هل أرتحت للخدمات المتوفرة هنا؟".
" لا بأس بها , ولكن لماذا تسأل أيهمك رأيي؟".
" معك حق".
|