كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وأخذ نفسا من سيكارته وقال:
" نعم , هناك بعض الغابات الأستوائية على الساحل الجنوبي للبحيرة, ولكن المنطقة ليست منطقة رومانسية كما تتصورين فهناك الأمطار التي ترتفع في بعض المناطق الى أكثر من ثمانية بوصات , عدا عن الرطوبة القاتلة والحرارة التي تصل أحيانا الى 50 درجة مئوية ".
" ولكنك تسكن هناك".
" ولكنني لا أسكن في الغابات الأستوائية , فأنا أعمل بعض الوقت في مراكيبو نفسها وهي ثاني مدينة في فنزويللا , حيث ناطحات السحاب والمكاتب المبنية من الطوب وتكثر فيها مشاكل المرور".
" يخيّل الي أنها منطقة ممتعة".منتديات ليلاس
أستمتعت روث بمحادثة السيد هاردي أذ أنه حدّثها عن بلاد تختلف حضارتها عن تلك التي عرفتها والتي زارتها مع والدها , لقد زارت معظم بلدان أوروبا والولايات المتحدة , ولكن خيّل اليها أن هذه البلاد غريبة وممتعة.
أخذ باتريك ينظر اليها متفحصا وجهها الجميل الأسمر لبضع دقائق , أحست روث خلالها بالخجل المشوب بالسعادة , ثم أمسك علبة التبغ ليلف لنفسه سيكارة وسألها:
" هل تسكنين في لندن يا آنسة فاريل؟".
" نعم".
" هل ستعودين اليوم؟".
"بعد الظهر , لقد أتفقت مع جوليا على أن نركب الخيل هذا الصباح , هل تحب ركوب الخيل يا سيد هاردي؟".
" كنت أستمتع كثيرا بركوب الخيل".
" أذن لماذا لا تأتي معنا؟".
وقفت روث تتأهب للذهاب , بينما كان السيد هاردي يفكر بأن يقبل دعوتها أم لا ثم أجابها مبتسما:
" أعتقد أن جوليا لن توافقك على هذا الأقتراح".
" هل هذا يهمك".
" أظن أنه يهمني , على فكرة أخبريني كيف كان فصل الشتاء هذا العام؟ لقد توقعت أن أجد الثلوج تغطي الأرض , والمياه متجمدة , والأمطار غزيرة , ليس لديك فكرة كم أن هذه الأشياء ممتعة للقادم من البلاد الحارة".
كانت روث مضطربة تشد على قبضتي يديها محاولة أخفاء أضطرابها , متسائلة كيف جعلها هذا الأنسن تشعر بأنها فتاة ساذجة بلا خبرة ولا تجارب ,بعكس الشبان الذين تقابلهم عادة والذين يشعرونها دوما بجمالها وروعتها , فما السبب الذي دعا باتريك هاردي ليعاملها بقلة أكتراث؟ أهي الحياة الصعبة التي يعيشها في فنزويللا هي التي علّمته ألا يكترث لصداقة الجنس اللطيف؟
منتديات ليلاس
أخبرتها جوليا بأنه يكرس كل وقته لعمله ,هل هذا صحيح؟ أم أن هناك أمرأة أخرى في مراكسييو تنتظره , ولكن هذه الفكرة الأخيرة أفزعت روث , ولم تتقبلها ....وندت عنها حركة لا شعورية بعدم الرضى مما لفت أنتباهه فسألها:
" وماذا لو أنني شعرت بالأستياء؟".
" سأعتذر لك بالطبع".
شعرت روث بأنه يهزأ منها , وقبل أن تحاول الرد عليه , حضرت الخادمة لترفع الطعام عن المائدة فسألتها روث:
" هل أستيقظت الآنسة جوليا من النوم , لأننا سنذهب لركوب الخيل؟".
" أخذت لها طعام الفطور الى غرفتها ووجدتها مريضة ... ولا أعتقد أنه بأمكانها ركوب الخيل هذا الصباح".
|