كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
8- عذراء
غادرا الفندق في الصباح ووصلا الى بورتوريكو قبل المساء , كانت الرحلة مريحة عبر الطريق المعبد حيث مرا بسلسلة الجبال التي تخللت ماراكي , ثم فالنسيا وأخيرا باركيسميتو , ثم سارا على أطراف مرتفعات سيجوفيا , ثم أنحدرا الى بحيرة مراكيبو حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر , أعجبت روث بالجسر الممتد عبر البحيرة والذي يربط مدينة مراكيبو ببقية المدن , ويبلغ طوله خمسة أميال.
كانت الرحلة في جنوب مراكيبو وحقول النفط في بورتوريكو متعبة قليلا , فبالرغم من أقتراب غروب الشمس فقد كان الطقس حارا جدا.منتديات ليلاس
كانت روث ترتدي سترة وبنطلونا من القطن وكانت ملابسها تلتصق بجسمها لكثرة تصبب العرق , كانت نوافذ السيارة مفتوحة للتهوئة , ولكن الغيوم والغبار التي كانت تتناثر من آن لآخر أجبرتها على تكميم أنفها وفمها بمنديل , وحاول جون أن يخفف عنها فقال:
" أقتربنا من المكان ".
وتابع كلامه محاولا أن يلهيها عن سوء الرحلة فأشار الى البحيرة الضخمة الممتدة أمامهما قائلا:
" هناك مئات الجداول والأنهار التي تنبع من جبال الأنديز وسيرايرجا وجميعها تصب في البحيرة ويعتقد بعض الخبراء أن مراكيبو نهرا وليست بحيرة لأنه يفيض أحيانا".
كانت روث متعبة وغير متشوقة لمثل هذا الحديث ولكنها حاولت أن تجامل جون بقولها:
" أعتقد أن مياهها عذبة".
" من الطبيعي أن تكون مياهها عذبة في الجهة الجنوبية , ولكن حيث تصب في البحر الكاريبي فهي مختلطة بفعل المد".
وافقته روث على هذا التعليق بأيماءة من رأسها.
منتديات ليلاس
بدت آلات ضخ النفط عبر البحيرة عند غياب الشمس وكأنها غابة من الصواري.
وعندما وصلا الى بورتوريكو كان الظلام قد حل على المدينة ما عدا بعض الأنوار المشعة من نوافذ المنازل , وأول صوت سمعته كان صوت الموسيقى المنبعثة من راديو ترانزستور يحمله أحد المارة.
لم تستطع روث تحديد مشاعرها أتجاه المدينة , عدا عن أنها كانت مرهقة لتفكر بمشاعرها , وتاقت الى كأس من الماء البارد والى تغيير ملابسها وتمديد أطرافها على الفراش , ويبدو أن جون أدرك حالتها ولذلك لم يحاول أن يفتح معها حديثا آخر , بل تركها بسلام.
لمع ضوء السيارة الذي كان مسلطا على مجموعة من المنازل المتشابهة ذات الطابق الواحد , أبطأ جون السيارة متجها نحو أحدهما وقال:
" ها قد وصلنا".
تطلعت روث أتجاه باب البيت متوقعة ظهور باتريك على العتبة ليرحب بهما , ومع الأسف لم تجد أحدا فترجلت من السيارة وأحست بالتعب والأنهاك , ولكن ألمها لا يعادل خيبة أملها عندما لم تر باتريك في أنتظارها , حتى أن جون شعر بالخيبة أيضا , ثم سارا نحو الباب وأخذا يطرقانه بشدة , كان البيت منارا من الداخل ولقد ظنا أنه لا بد أن يكون هناك أحد في المنزل.
منتديات ليلاس
فتحت الباب فتاة سمراء ذات شعر أسود , تساءلت روث من عساها تكون؟ هل أخطأ جون المنزل؟ ونظرت اليه تستطلع رأيه عندما قال:
" مرحبا لينا ,أين باتريك؟".
ترددت الفتاة في الأجابة وبدا شعرها الأسود الداكن جميلا , وفكرروث أنها لا بد أن تكون فتاة أسبانية ولكن من هي؟ وماذا تفعل في بيت باتريك؟
|