كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
4-دموع الوسادة
سافر والد روث الى نيويورك يوم الثلاثاء يصطحبه معاونه , ووعدته روث في المطار , وأحست بالألم لأنها لن ترى والدها قبل أربعة أشهر , قادت سيارتها عائدة الى المنزل وهي تمني نفسها بأنه سيتصل بها .منتديات ليلاس
وأحست روث بالوحدة وبدأت تشعر بالندم لعدم سفرها , هل بقيت من أجل هذا الرجل الذي لا يود أن يرتبط عاطفيا بأحد؟ أم لأنه سألها ألا تسافر؟ وهل سيتصل بها بعد اليوم؟ كان الوقت ظهرا والهاتف لم يرن أبدا ,ولم تبرح روث البيت بل كانت تنتقل من غرفة الى أخرى والسيدة لوسون ترمقها بلهفة أذ أعتقدت أنها قلقة على والدها فقالت لها:
"أعتقد أن الطائرة هبطت الآن يا آنسة".
شعرت روث بالذنب عندما أدركت أن السيدة أعتقدت أن قلقها كان بسبب والدها لا بسبب الشخص الآخر , وتمنت أن يرن جرس الهاتف لتقول له أنها لم تسافر بل بقيت هنا من أجله.
ونفذ صبرها , فأرتدت ملابسها وأخبرت الخادمة أنها ستذهب في مشوار صغير وتعود بعد قليل.
" وماذا تريدينني أن أخبر والدك أذا أتصل في غيابك يا آنسة؟".
نسيت روث أنه من الممكن أن يتصل والدها كعادته , عندما يصل الى فندقه ولكنها صممت على الخروج فقالت للسيدة لوسون:
" أرجو أن لا يتصل لحين حضوري , أما أذا أتصل قبل ذلك فأخبريه أنني ذهبت لأرى صديقتي , لن يزعجه هذا".
" هل ستتأخرين يا آنسة ؟ هل أنتظرك؟".
" لا أعتقد ذلك ,في أية حال لا تزعجي نفسك بالأنتظار , سأتدبر نفسي بأي شيؤ آكله عند حضوري , أرجو ألا تقلقي لأجلي".
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
ألقت روث نظرة على نفسها في المرآة تنم عن أرتياحها لمنظرها العام ثم خرجت لتنفذ ما صممت عليه.
قال لها باتريك أنه يسكن في شقة في ميدان كوين آن , ولكنها لا تدري رقم البناية ولا الشقة ولا تظن أن أحدا يعرفه أذ أنه عاد للتو من فنزويللا , وما هدف هذه الزيارة فلم تعرف أيضا , نظرت الى ملابسها ,وودت لو أنها لبست شيئا أكثر أناقة ولكنها لم ترغب في جذب أنتباه السيدة لوسون اليها , وكان الطقس باردا جدا والثلج يتساقط , وراودتها فكرة لو أنها قرعت
منتديات ليلاس
باب شقته وفتحت لها الباب أمرأة أخرى ؟ ماذا سيكون رد فعلها! ومع أنها لم تطق هذه الفكرة فقد قالت لنفسها أنه لو وجدت ذلك فأنها ستختلق عذرا عذرا وهو أنها ستعطيها رسالة لوالد جوليا , وتعجبت كيف أن عقل الأنسان يختلق الأعذار ليبرر سلوكه أحيانا , وتذكرت أيضا أنها أذا أضطرت لأرسال رسالة لوالد جوليا فيجب عليها أن تتصل بجوليا لتدعم حجتها , كانت الساعة حوالي التاسعة مساء عندما وصلت روث الى شارع ملبورن متجهة الى ميدان كوين آن , وأوقفت سيارتها
الصغيرة ورأت أن هناك بنايتين فقط مما خفّف قلقها , ترجلت من السيارة وتوجهت الى البناية الأولى , وكانت عالية جدا , وجدت حارس البناية واقفا في الردهة الأمامية فسألها عمن تريد:
" حضرت لرؤية السيد هاردي , أنه ساكن جديد هنا منذ أسبوع على الأقل , هل تعرف رقم الشقة؟".
" هل هو أنكليزي؟".
|