كاتب الموضوع :
أحاااسيس مجنووونة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
:"فنحن الآن مخطوبين " و اتسعت عينا كارولين ،بينما هتفت ماري وهي تحتضن كارولين التي تصلب جسمها ،هتفت تقول في سرور بالغ :"هذا رائع بعد كل ما حدث ...ان البهجة تملأ قلبي إذ علمت ان الأمور عادت بينكما طبيعية مرة أخرى . لقد احبتك كارولين كثيراً " و شعرت كارولين بأنها وقعت في الشرك . عليها أن توضح الأمر من ناحيتها الخاصة كذلك ، بينما كانت ماري تتابع قائلة : " ولكن أليس الأمر مفاجئا؟"
أجاب "أتسمين ثمان سنوات أمرا مفاجئا ؟" ألم تسمعي عن الرسائل و الاتصالات الهاتفية ؟" فأومأت ماري برأسها وهي تتبادل الابتسامة مع كارولين حيث أن حب ماري الذي أنتهى بالزواج كان قد ابتدأ بالمراسلة ،بينما كان ادوارد يتابع قائلا :"لقد كتمت الأمر حيث أن ....حسناً لقد كان الوضع حساساً ،إننا نبحث الآن عن خاتم خطبة . أجمل خاتم عندك "
قالت ماري :" ما اعظم سروري . متى سيكون العرس ؟ "
اجاب ادوارد :"قريبا " و في نفس الوقت قالت كارولين :"بعد اجيال " .وساد صمت غير عادي ، بينما تابعت كارولين تقول:" ليس لديه فكرة عن الأشياء التي يجب القيام بها " فقال بجد وهو يخرج كتابا من محفظة اوراق رمادية اللون :" إن لدي هنا كتابا "
حدقت كارولين في الغلاف بحيرة ، وقرأت الأسم بصوت خفيض مختنق :"قائمة بما على الخطيبين السعيدين أن يقوما به في الاستعداد للزواج "
قال :"لقد استحضرت نشرة عن كيفية الاستعدادات للزواج ، وقد اشاروا علي بهذا الكتاب كذلك " وجاهدت كارولين نفسها لتمنع نفسها من الابتسام .ليس ثمة ما يمكنها عمله الآن ، وشعرت انه اوقعها في شرك اكاذيب مروعة ، وكان هو يتابع بحماس :"إن هذه الارشادات تجعل حفلات الزفاف جد بسيطة .فالكتاب يتضمن كا ما نحتاج إلى معرفته ،انظري يا عزيزتي ان هنا كل شي عن قوائم الضيوف و متعهدي الاطعمه ...بالمناسبة لقد قابلت الفريد و سيوافينا بقوائم الطعام ، كما اشتريت البطاقة و دفتر ملاحظات لتسجيل الهدايا حسب ارشادات الكتاب وقد رأيت أن نضع المعلومات في الكمبيوتر الذي عندي حيث انها معقدة إلى درجة كبيرة ، إنني أعرف مدى انشغالك ،إنما بإمكاني ان اتصرف وحدي إلى حد كبير " قالت وهي تشعر بالغثيان لأكاذيبه المروعة :"يبدو أنك انهيت قسما كبيرا من العمل " قال برقة : " تشجعي عزيزتي ،فأنا هنا معك "ولكن حقيقة أنه ليس معها ، هو ماكانت تكره . و اشاحت بوجهها وهي تومئ برأسها بسرعة متظاهرة بالتفرج على عرض للحلي .
قالت ماري :"لم أر قط شخصا مثلك بمثل هذا الحماس لحفلة زفافه .انظري يا كارولين ما رأيك بهذه ؟" و عرضت عليهما مجموعة من الخواتم التي تلقتها حديثا و قد تألق وجهها بالسعادة لأجل كارولين ، التي وجدت الصعب الاستمرار بالكذب حين اخرجت ماري أجمل و أثمن خاتم عندها ، فتناوله ادوارد ثم اعطاه اياه بكل هدوء . حملقت كارولين في الماسة الضخمة التي كانت محاطة باحجار الياقوت الأزرق ، ولم تتمالك نفسها من ان تقول "إنه ..إنه جميل " قال بصوت أجش : " ان الماس هو رمز الاستمرارية ، و الياقوت الأزرق يماثل لون عينيك " فبقيت كارولين لحظة لا تستطيع الكلام إزاء النظرة الطويلة التي رمقها بها و التي كانت مليئة بالحب .
همست وهي تهتز ضارعة إليه بعينيها أن يريحها من هذا العذاب :"أواه ، يا إدوارد "
فقال و كانما أذهلته مشاعره :" كارولين " فتمكنت بشكل ما من تحويل نظرتها عنه و قد اغرورقت عيناها بالدموع إزاء هذه القسوة التي لا تطاق . و لما كانت تعلم ان ماري لابد أنها تنظر إليهما ، صبت اهتمامها على فحص الخاتم ن فأخذت تتلمس الماسة و الأزهار المصنوعة من البلاتينيوم و التي كانت تكمن فيها أحجار الياقوت الأزرق ، كان خاتما يعلو عن كل الخواتم ، ولكن كل هذا زيفاً و كذباً وودت لو تبكي .
حاولت ان تتكلم ، يدفعها إلى ذلك قلبها الذي حطمته قسوة هذا الموقف فقالت بصوت متهدج ..:"انني ....لا استطيع ....." قاطعها قائلا:"لا تهتمي لمسألة الثمن ،يا عزيزتي فهو رائع و ثمنه لا يهمني " و أضاف برقة و عيناه تلتمعان :"ان الأمر يستحق هذا "
نعم إن إذلالها و تحقيق كل احلامه كل هذا يستحق هذا ! وعندما اعتذرت ماري لاجابة رنين الهاتف في الغرفة الاخرى قالت كارولين وهي ترفع رأسها بشجاعة :"ولكن.."
قاطعها بقوله :"لا أريد كلمة ولكن هذه ،انني اريد أن اعطيك على حسب استحقاقك ، فطالما حلمت بهذا .لقد بقيت سنوات افكر في هذه اللحظة . إنني ..." و تردد فنظرت إليه بارتياب كانت عيناه لامعتين و كانه كان مستاء مثلها . و بدا لها ان في عينيه لمحة اسى ربما للنزاهة التي فقدها منذ زمن طويل و أضاف :" إن حبي لك لم يبارح قلبي قط " و اشتبكت نظراتهما في صمت طويل .إنها تصدق ما يقول ، لقد صدقته حقا و همس " كارولين " . أغمضت عينيها المعذبتين إنها تحبه لقد سبب لها الآلآم و مازالت متشوقة إليه إلى أن يحبها رجل قد حل به التلف و الانحراف . ومرت لحظات من
منتديات ليلاس
العذاب المبرح إلى أن وصل الأسى بقلبها إلى حد الشعور بالوحشة . إنها تريد أن تستمتع بحبه إلى متى تستمر في انكار الحقيقة ؟ همست بضعف :"اواه يا إدوارد " ولكنه ادهشها إذ رأته يبتعد عنها بلطف ما جعلها تدرك أنه لا يريد أن يجعلها تعتقد أنه في خطر الوقوع في غوايتها . قال :" لقد كان شكرك جيدا " تمتمت و قد ادارت رأسها :"أحقا" قال بهدوء :"إن هذا يستحق تجاوبا كاملا فيما بعد "
و تملكها الاضطراب فسارت نحو النافذة تتظاهر بالاعجاب بالخاتم مرة اخرى بينما كانت في الواقع تحاول ان تتمالك مشاعرها مرة أخرى الرغبة ، الخوف الغضب أخذت تفكر في كل هذا و هي تهتز كورقة شجر لم تدرك أيهما الأسوء ...هل هو الاستمرار في الخداع أم هو الواقع المهين و الذي هو استمتاعها بهذه العلاقة المفروضة عليها ؟
كانت ماري قد عادت في هذه الأثناء و كان ادوارد يتحدث معها . وكان يقول :" تذكري يا ماري هذا سر ، إننا لن نستطيع إذاعة النبأ قبل ثمانية و أربعين ساعة " و ابتسمت كارولين ابتسامة ملتوية إذ كان يأمل أن ماري ستتجاهل توصياته و تذيع السر فهو مخطئ ولكن كارولين لم تعلم كم من الأشخاص قد سبق و أخبرهم بسره هذا وهو يتنقل من مكان إلى مكان فيشتري الكتب عن تقاليد حفلات الزفاف و بطاقات الدعوة وكان الآن يقول "إننا سنتصل هاتفيا بجدها داني هذه الليلة "
و شعرت كارولين بدوار وهي تسمع ذلك . هاهي ذي تقع في الدوامة التي أوجداه و انكمشت خوفا عليها أن تقنعه بشكل ما بأن الأمر جاد بينما هي لم تخدعه قط في حياتها إنه يثق بكلامها تماما .
قالت ماري : " و ماذا بالنسبة إلى ...." و سكتت و سادها الارتباك فقد كانت مرهفة الاحاسيس . ابتسمت كارولين بضعف وهي تجيب على سؤال ماري : " نعم والدة ادوارد إننا سنخبرها بكل رفق إذ ليس بإمكاننا أن نصدمها مرتين واحدة إثر الأخرى إن عليها أولا أن تتعود على فكرة عودة ادوارد و بعد ذلك نخبرها برفق بالغ للغاية " تقدمت ماري و أخذت كارولين من يدها قائلة :" إنني متفهمة لهذا و انا سعيدة جدا لأجلك لقد ضحيت بالكثير لأجل الأخرين و قد حان الوقت لتحصلي على بعض السعادة لنفسك " و أدارت رأسها إلى إدوارد :" إن كارولين فتاة رائعة و اذا هي أحبتك فأنت رجل محظوظ جدا إنها حقا تستحق الأفضل " رأت كارولين ابتسامته تبهت كما أن عينيه التمعتا و هو ينظر إليها رافعا حاجبه منتظر ما تقول فقالت بصوت مرتجف :" إنه الأفضل " و فكرت بحزن في أنه كان كذلك مرة و لكن شيئا مريعا قد افسده .
كان نقيا متلهفا عندما جاء من البندقية لأول مرة مليئا بالحماس و بشعور عنيف بالشرف و العدالة لم تتصور قط أنه سيسئ أستخدام مواهبه ربما رؤيته لقصر جوليا جعلته حسودا زائد الطموح و قد تصورت أن هذا هو السبب الذي جعل جوليا تخبرها بأنه يتلهف إلى أن تقنع والدها بأن يمول تعليمه الجامعي على ان يصبح هو بالمقابل صهرهما مستقبلا حيث انه لم يكن بإمكانه نغطية تكاليف دراسته في هلبرت التي كان قد حصل منها على منحة دراسية حدث الجدال الكبير بينه و بينها تلك الليلة في السيارة حين رفضت التعاون معه اللكمات التي تركت كدمات في كتفيها النحيلتين و الطريقة التي قبض فيها بشدة على ذراعها تركت خمس بقع حمراء على ذراعها و التي اظهرتها جوليا تريها لكل انسان كدليل عنف و شراسة ذلك الفتى الأشقر ان كارولين تعلم الآن أن ذلك حقيقة واقعة فقد كان لا يريد سوى مصلحته فهو صلب قاسي لا يهتم بالخطر ولا بمن يتضرر و لكنه هذه المرة وجد مثيلا له فهو لن يتمكن من تحقيق احلامه إذا كان يتعلق بها و نظرت إليه يدفع ثمن الخاتم مظهرا و هو يتقبل تهاني ماري و تمنياتها الطيبة الخجل و الزهو في نفس الوقت كان يبدو شابا طيبا من ذلك النوع الذي يمكن أن تحضره الفتاة إلى البيت لتقديمه إلى الماما و حدثت نفسها عابسة بأن هذا ما سيتكرر حدوثه أثناء الأيام القليلة القادمة فهو سيجذب كل شخص إليه و ذلك باهتمامه بأي موضوع مهم في حياة الشخص و إعطاء رأيه فيه و شيئا فشيئا سيتمكن من التغلب بذلك على أية معارضة لأنها هي المراة التي أخطأ هو بحقها في أمور كثيرة كانت تحبه و لن يكون باستطاعتها القيام بشيء في هذا الشأن لقد ابتدأ ببسط سلطته في أنحاء المدينة و في ما بعد عندما يفترقان سيتعرف هو إلى إمرأة اخرى و يستقر معها . وجاءها صوت ادوارد " هل انت جاهزة يا عزيزتي " ارتجفت ثم قالت متصنعه المرح :" نعم إلى اللقاء ماري . محبتي لوليم و الطفلين " وغادرت مع أدوارد المحل نحو السيارة و الخاتم يحرق اصبعها و هي تتسائل كيف ستساعد ديانا على تقبل الفكرة
|