لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-10-10, 01:35 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178146
المشاركات: 2,653
الجنس أنثى
معدل التقييم: أحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 531

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحاااسيس مجنووونة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحاااسيس مجنووونة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سألها وهو يطيل النظر فى العنف الذى يفيض من وجهها : " أما زلت تنكرين الحقيقة ؟ ألا تشعرين بالندم ؟ ولا بالشفقة على ما حدث لى ؟

أجابت بصوت خفيض : " اننى أثق بالعدالة . "

قال بعنف : " وكذلك أنا ." وعاد يتأملها مرة أخرى مفكرا , وعيناه تجولان فى أوصالها المرتجفة .

وانفجرت باقتناع ناتج عن اليأس : " انها لن تصفح عنك ." وسرعان ما غمرها شعور بالعطف وهى ترى وجهه يزداد شحوبا والألم يزيد الخطوط التى تحيط بفمه , عمقا .

ولكن عليها أن تستمر فى ذلك , أن تتعمد القسوة , وذلك لأجل ديانا . وصرخت به وقد جعل القلق صوتها خشنا : " تعود على هذا الواقع . فهى ما أن تسمع اسمك , حتى تبدأ بالبكاء ثم لا تسكت قبل ساعات. انك لا تستطيع أن تتصور ذلك المشهد . يا ادوارد . "

قال بوحشية : " أيتها الماكرة الآثمة ."

قالت محتجة : " كلا . ان هذا كله صحيح . " كانت تكره ما عليها أن تقوله , ولكنها كانت تعلم من العزم الذى يبدو علي فمه المتوتر ، إنها مضطرة لذلك . فسعادة ديانا تأتى أولا ، وكل شخص آخر يأتى ثانيا . وعادت تتابع :

" إنك لم تسمعها قط تبكى وهى تصرخ بكراهيتها لك ، ومبلغ ما أنت عليه من قلة شرف وإثم وسفاله "

بدت كارولين شبه مجنونة وهى تتابع قائله :

" وبعد ـن تنفس غضبها ، تعود فتنطوى على نفسها مريضة مرهقة . وكذلك نحن . إن هذا شئ لا يطاق "

قال بصوت قد من فولاذ :

" يكفى ما قلته ، فقد أصبحت لدى صورة كاملة "

قالت ضارعة :

" أرجوك ، أرجوك ألا تصر على هذه الفكرة المجنونة فى أن تصلح الماضى . ليس لك أن تلومنى لرؤيتى موقفها أكثر وضوحا من موقفك . ثم إنها كانت بريئة ..... "

قاطعها قائلا بنظرات شاردة :

" نعم ، لقد كانت بريئة ، وتألمت ، ولهذا السبب .... "

ووقف قلبها لحظة عن الخفقان وهى تلحظ توعدا بالانتقام فى تلك العينين العنيفتين . ولكنه أرخى أهدابه قبل أن تتأكد من ذلك . ولكنها فكرت فى أنه لا يمكن أن يعتبرها مسؤولة عما حل بأمه من تعاسة .وانه بالرغم من كل تبجحاته ، كان من الذكاء بحيث يدرك ، وليس فقط يعترف ، بأن كل هذا ما هو إلا نتيجة أفعاله التى سلبته كل ما كان يحرص عليه .

وفكرت وهى تغالب دموعها ، فى أنه لا شك يتألم كثيرا . ولكنها ابتعلت الغصة التى كانت فى حلقها . عليها أن تتخذ القسوة معه ، فهو يجب ألا يواجه أمه . وعليها هى أن تمنعه من ذلك .
منتديات ليلاس

قالت :

" اننى أقدر ما كنت تتمناه من ان أمك قد قل غضبها عليك وأنك تسعى من كل قلبك إلى العودة للعيش معها ، ويمكننى تفهم مبلغ خيبة أملك . ولكن عليك ، أن ترحل عن هذه المدينة ، وأنا سأكتب إليك ، كل فترة عن أحوالها "

تمتم عابسا :

" أننى لا أثق بك ولا بدوافعك .من الواضح أن منزل أبى قد بيع . إننى أعلم أنه لم يكن بيتا فخما ، ولكن أبى بذل غاية جهده لكى يحوله إلى قصر بالنسبة إلى وإلى أمى . والآن ما أريد أن أعرفه هو ، أة خبث جعلك تقنعينها بتركه ، فى الوقت الذى كانت تعشق فيه حديقتها لتأتى إلى هنا حيث لا يوجد شئ ؟ "

ومال إلى الأمام وقد بدا العنف فى ملامحه وهو يتابع قائلا :

" ما هو مدى سيطرتك على شؤونها يا كارولين ؟ "

غاص قلبها وأجابت كارهة :

" من خلال المحامى وبموافقة أمك ..... قد منحنا ، أنا وجدى السيطرة التامة "

قال بإزدراء :

" ها قد وصلنا الآن إلى شئ ما ،أيتها الكلبة الطماعة .لقد استغللت امرأة حسنة وحيدة لكى تستولى على نقودها القليلة ، ثم ترغميها على العيش فى هذا الوضع المزرى "

قالت حانقة :

" إنه ليس وضعا مزريا فالشقة نظيفة ، ونقودها مودعة فى حساب لها بالمصرف ندفع منه نفقات الأطباء "

ترك كرسيه ، ثم أقبل عليها بخشونة وهو يقول ببطء :

" الأطباء ؟ ما الذى تشتكيه ؟ "

صعقت من الخوف ، ولكن كان عليها أن تخبره ، فقالت برفق :

" إننا جميعا نحتاج إلى نقود لتسديد أثمان العلاج الطبى ، يا إدوارد ، ألا تعلم ما الذى سببه سلوكك لأمك ؟ "

أجاب بمرارة :

" آه ، نعم ، لقد أخبرنى أبى بذلك بكل تفاصيله "

وسكت بينما كانت عيناه تتألقان كجوهرتين سوداوين . كان يتألم ، وقد أصيب كبرياؤه وغروره ، لقد كان ذلك واضحا على ملامحه المتحجرة . وتألمت هى أيضا لأجله . فقد اندفع إلى ذهنها كل ما كانت تحاول نسيانه ، ووجدت نفسها مرغمة على البوح بكل شئ ، وبكل قسوة ووحشية .

قالت وهى تتذكر شحوب وجه بيل تروتسكى الهائل ، والظل المرتسم أسفل عينيه ، والألم البادى على فمه المتكبر ... ثم الغضب ... الغضب الهائل ، قالت :

" كنت أظنه رفض رؤيتك "

قال بإختصار :

" لقد أرسل خبرا إلى محامى يخبرنى فيه أن لا أعود إلى البيت أبدا ، حيث أنهما قد تبرءا منى "

وأخذ يسوى من تجاعيد بنطاله عند الركبة وكأنها كانت أهم ما يشغل ذهنه . وشعرت كارولين بصدمة ، فقد كانت تعلم مقدار حبه لأبيه ، وعاد يقول :

" ولن أتمكن أبدا من تقبل فكرة أن أبى مات وهو يظن بى أسوأ الصفات"

قالت بصوت أجش :

" لقد كان رجلا ممتازا ، رجلا محترما وذا كبرياء "

قال :

" أما أنا فلم أكن كذلك "

قالت وهى ترتجف :

" ليس بعد أن ..... ليس بعد ذلك اليوم . كلا "

وعادت بذاكرتها إلى بيل تروتسكى والسرور الذى كان يضئ وجهه كلما كان ادوارد قريبا منه . وكيف كان الاثنان ، الأب والابن ، يذهبان لنزهات طويلة سيرا على الأقدام أو يستقلان قاربا صغيرا يجتازان به نهر لواسكس إلى منطقة المستنقعات حيث يجلسان ساعات يتحدثان .

وضرب ادوارد بقبضته المنضدة ،ما جعل الفنجانين يهتزان بقوة وهو يقول :

" كم من الأبرياء وقعوا ضحية ما حدث "

فأجابت وقد توترت ملامحها :

" إننى مسرورة إذ تركت هذا "

وتفجرت الدموع من عينيها . لقد مس عنفه وأنانيته حياة الكثيرون ودمرا العديد من الأشخاص .

قال :

" اننى اعتبرك مسؤولة عن كثير مما حدث "

قالت :

" ماذا ؟ أتلومنى ؟ "

قال :

" عندما رفضت أن تصدقينى ، تلاشت كل الشكوك التى كانت تحوم حول تحميلى ذنب ما حدث .لقدشهد عدة أشخاص بأنهم سمعوا صوت صفق باب السيارة وكأننى خرجت من السيارة ، كما قلت أنا تاركا جوليا وحدها لتقود السيارة ، ولكن شهادتك بأنك رأيتنى ..... "

قالت :

" لقد رأيتك فعلا "

وتملكتها التعاسة وهى تتمنى لو لم تكن رأته . او لو أنها كانت فى مكان آخر . فى أى مكان . ولكن سماعها ذلك الاصطدام المريع ورؤيتها ذلك المنظر الهائل .....

قال متوترا :

" لقد كنت سمعت شيئا ، ولكنك أخطأت تفسيره . أنت ، أنت وحدك كان بإمكانك أن توقفى ذلك المد من الكراهية والهستيريا .... لو أنك جئت إلى لتتحدثى معى عندما خرجت من السجن بكفالة . أنت بنزاهتك الحكيمة وحس العدالة الذى تتمتعين به . ولكن عندما انحزت إلى جوليا . إنحاز الجميع معك حتى أنهم ظنوا أنهم كانوا مخطئين بالنسبة إلى سماعهم صوت إنصفاق باب السيارة .كانت القضية بحاجة إلى شاهد واحد يا كارولين وسأثبت براءتى إذا أسعفنى الحظ . نعم ، إننى ألومك أنت "



 
 

 

عرض البوم صور أحاااسيس مجنووونة   رد مع اقتباس
قديم 22-10-10, 01:50 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178146
المشاركات: 2,653
الجنس أنثى
معدل التقييم: أحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 531

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحاااسيس مجنووونة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحاااسيس مجنووونة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

انفجرت بغضب عنيف لم تستطع السيطرة عليه ، يدفعها إلى ذلك مزاجها الإيرلندى العنيف الذى ورثته .انفجرت تصرخ فيه :


" ولكنك أنت لم تخطئ بشئ ، أليس كذلك ؟ لم يكن على جوليا أن تكون باردة بذلك الشكل . وأنا لم يكون على أن أكون سهلة بذلك الشكل أيضا ، وما كان لجوليا أن ترفض طلبك للمال . وما كان لى أبدا أن أرى الذى رأيته "

قال بحدة :

" هذا صحيح نوعا ما ، فلو لم يحدث أى من هذا ، لما فقدت أمى وأبى وبيتى ، وتعليمى الجامعى فى جامعة هلبرت ومستقبلا باهرا "

قالت بحزن :

" أوه "

وذهب تفكيرها إلى منفاه الإجبارى وما نتج عنه . وأدركت سبب شعوره هذا بالمرارة . لقد فقد كل شئ كان هو وأسرته ، يتطلعون إليه بلهفة .فنضال تروتسكى وتضحياته لأجل ولدهما الذكى ، لم ينتج شيئا ، وبدلا من أن يرفعهما من الفقر الذى كانوا يعيشون فيه ، قد أغرقهم فى الديون والتعاسة .

فردد ساخرا :

" نعم ، أوه "

ولكن ألما هائلا كان يبدو فى الخطوط التى كانت تحيط بفمه ، وكآبة فى عينيه اللتين يطل منهما الإزدراء ، لا توصف .

ازدردت غصة صعدت إلى حلقها ، ثم قالت :

" إننى أعرف أن كل ذلك لابد كان صعبا عليك "

قال وقد اشتعلت النار فى عينيه :

" كان صعبا .أن شيئا واحدا فقط هو الذى ابقانى حيا وهو الانتقام "

جذبت نفسا عميقا ، لتردد بعده برعب وقد جفت شفتاها :

" الانتقام ؟ أهو من جوليا ؟ "

أجاب :


" ربما "


قالت :

" لا يمكنك أن تسبب لها أى ضرر حتى أنك يجب ألا تراها ، لقد أخذ منها تمالك توازنها مدة طويلة . فقد انهارت كليا بعد رحيلك "

قال يصحح كلامها ساخرا :


" بل قد تدبرت أمرها جيدا بوظيفة جميلة فى معرض فنون لبعض الأصدقاء فى تراكفى فى مدينة فلوريدا ، هذا إلى شقة مريحة قرب نهر تشارلس "

قالت :

" ولكن .... كيف عرفت هذا ؟ "

أجاب :


" لقد تتبعت أثرها . فهى قد انحدرت فى طريق سئ ، ولم تعد متزنة الفكر "

قالت :

" أنا لم أعلم ذلك . فقد فقدت أى اتصال بها ، ذلك أن جوليا لم تعد تتكلم معى بعد المحاكمة "

وتساءلت كارولين عن شعور ادوارد وهو يرى المرأة التى كان يحبها قد بدأت تنهار . ولكن الجواب ما كان ليظهر على ملامحه الجامدة وفى صوته الفاتر .

سألته :


" ما الذى ستفعله بها ؟ "


أجاب :


" لا شئ فى الوقت الحاضر . أظنها الآن تعيش حياة البؤس . ولهذا سأتركها هناك فترة من الزمن "

قالت :


" يا لك من متوحش قاس "


قال :

" إنها تستحق الجلد بالسياط ، ولكننى اركز على شئ أكثر أهمية فى هذه اللحظة ، فقد جئت إلى هنا لأعود إلى العيش مع أمى . متى ستعود ؟ "

تأوهت ساخطة . إنه لا يريد أن يفهم وعليها أن تكون قاسية ... هذا إذا كانت تريده أن يرحل مبتعدا عنهم ، وتنفست بعمق ، ثم اندفعت تقول :

" إذا أنت ظهرت أمامها فجأة ، فقد تقتلها الصدمة "


وقابلت نظراته بثبات . كانت هذه فرصتها الأخيرة قبل أن تضطر إلى اخباره بالحقيقة كاملة . واستجمعت كل ما تملك من شجاعة ، ثم تابعت :


" لقد بلغ من كراهية أمك لك أنها أتلفت كل ما يذكرها بك . كل شئ حتى صورك وأنت طفل . لقد تمنت لو أنك لم تولد قط ولم تحمل هى بك ..."


تمتم ذاهلا :


" يا للهول "

منتديات ليلاس

فهمست وهى لا تكاد تتمالك نفسها :

" إننى آسفة ، ولكن كان على أن أخبرك بكل ذلك . اننى أعتنى بها ولا أستطيع أن أسمح لك بأن تحطمها بأفكارك عن عودة العيش معا . فهذا الأمر لن ينجح . لقد سبق وحطمت أنت حياتها فهى لن تصفح عنك أبدا .... أبدا ولو بعد مليون عام "

قال بصوت مرتجف :

" كارولين ... "

وابتدأت هى تبكى بصمت ، بينما تابع هو قائلا :


" ما زال على أن أحاول .... "

شعرت بالغثيان ووضعت يدها على معدتها تضغطها تمنع بذلك نفسها من الركض إلى الحمام لتتقيأ ، ثم رفعت إليه وجهها الذى تغسله الدموع وهى تقول :

" فى هذه الحالة كنت أتمنى من كل قلبى وبأى ثمن ان لا اخبرك بنفسي"


كانت تهمس بذلك شاحبة الوجه وقد عادت الدموع تنهمر من عينيها لتمسحها غاضبة بقفا يدها .


تمتم قائلا :

" لا يمكن أن يكون ثمة أكثر من هذا "


أجابت برقة وقد أمتلآ قلبها بالعطف عليه :


" بل يوجد ما هو أكبر ، أن أمك جيدة الصحة جسمانيا ، ولكنها ..... انها تعانى من فقدان ذاكرة تقهقرى "


ضاقت عيناه وهو يسألها :

" ماذا تعنين بذلك ؟ "


أجابت :


" هذا هو سبب حاجتنا إلى النقود لأجل الممرضة أليكسا "


وتحشرج صوتها أسى لأجل نفسها ولأجله هو ولضياع أحلامه جميعا . وتابعت تقول :


" لقد نسيت أمك مقدارا ضخما من الماضى . انها تعرف أنك قمت بعمل فظيع . وأنك تسببت فى اصابتها بنوبات هستيرية لا تستطيع هى السيطرة عليها . هذا هو السبب فى أنه ليس بإمكانها أن تعيش فى نفس المدينة ، لأنك إذا كنت قريبا منها فسيتعين عليها أن تبقى سجينة فى هذه الشقة . وليس هذا فقط "

وحولت كارولين عينها عن عينيه المذعورتين وهى تتابع قولها :


" أنها تحتاج إلى مراقبة أربعا وعشرين ساعة ، فهى لا تستطيع تذكر ما إذا كانت تناولت طعامها أو أن عليها أن تلبس ثيابها أوتخلعها أو موقع غرفتها . أنها امرأة عاجزة بحاجة إلى رقابة دائمة يا ادوارد . ان ذهنها من الهشاشة بحيث تحتاج دوما إلى نظام ثابت وأناس حولها يفهمونها ويحبونها ويتسامحون معها . وهى تردد نفس السؤال . نفس الجملة أو نفس القصة ، مرة بعد مرة طوال المساء ، انها بحاجة إلى من يصبر عليها . بحاجة إلى حب وعناية ، ولكنها ليست بحاجة إليك "


نظر إليها بجمود عدة ثوان ران أثناءها عليهما الصمت والتوتر ،ثم قال :


" لقد غرزت السكين فى فؤادى ثم لويتها ثم نزعتها حتى دون أن تتفحصى عما إذا كان هنالك دم "


قالت :


" ولكن عليك أن تعلم ، أنك أنت الذى ألجاتنى إلى أن أخبرك . لقد كنت أحاول ابقاءك بعيدا عن معرفة مبلغ سوء حالتها . فقد كنت أرى أنك تتألم بما فيه الكفاية . ولكنك كنت مصرا على ارتكاب خطأ فادح دون اعتبار لآى أحد آخر ما عدا نفسك ، لا يمكنك القيام بذلك ، يا ادوارد ، رأيى هو أن مصلحة أمك تأتى أولا "



سكتت وهى ترى بقلب معذب مدى تألمه لما سمع ، كان ألمه يكاد يقارب ألمها وقالت :


" يا له من كابوس حى "


رد عليها بعنف :


" جربى كابوسى أنا "


ازدردت ريقها ، لا تريد أن يكتسحها الألم لما يعانيه . محاولة تسهيل أمر رحيله عنهم تاركا كل ما كان يحلم به . قالت :

" من حسن الحظ أن ديانا سعيدة الآن . فجدى مولع بها جدا هو أيضا ، فهما غالبا يتسليان معا بحل الكلمات المتقاطعة فى الصحف ويتفرجان على برامج التليفزيون . وهى تساعدنى فى الطبخ وغسل الخضر .كما تعلمنى طبخ بعض أنواع الأطعمة من بلدها مما تتذكره . لقد قال طبيبها المعالج أن هذا هو عقلها .... فهى تتذكر بعض الأشياء وتنسى البعض الآخر "


سألها :



" وماذا قال عن سبب فقدان الذاكرة هذا ؟ "




ترددت قليلا ثم أجابت :



" قال أنك السبب "


جمد فى مكانه لحظة طويلة ، وسكتت هى لكى تدعه يستوعب ما سمع ، وأخيرا تمتم قائلا :


" يا له من عبء ثقيل تأخذينه على عاتقك ، كان عليك أن تدعيها تذهب إلى أحد الملاجئ

نظرت إليه بعجز ، ثم قالت بصوت مثقل بالمشاعر ، ذلك أنها كانت تشعر بنفسها مسؤولة جزئيا عما جرى لأمه :

" أبدا . إننى مولعة بها . ونحن مسرورتان معا "

قال :

" لا عجب إذن أنك لم تعودى تلك الفتاة الطليقة السعيدة التى سبق وعرفتها "

شعرت بشفتيها ترتجفان . كانت تريد أن تقول أنهما هو وهى ، كانا سيكونان سعيدين لو أنها أحبها وحدها بدلا من أن يشرك بها فتاة أخرى . لو أنه فقط لم يخن حبها الكبير الذى كانت تكنه له ، ولكنها قالت بدلا من ذلك :

" اننا جميعا نكبر فى السن ونحمل المسؤولية "

سألها بهدوء :

" وما هو التشخيص الطبى لأمى ، هل ستشفى ذاكرتها ؟

أجابت :

" يقول الطبيب إنه دوما هناك أمل . ان تكهناته بصراحة تشابه تكهناتى أنا . أننى أعرف أنها احرزت تقدما ملحوظا ، ولكننى أعرف أنها يجب ألا تتعرض إلى أى ضغط ألا ترى يا ادوارد ، انك إذا كنت تحب أمك حقا ، فإن عليك أن تقوم بأشق الأمور عليك وهو الابتعاد عنها ؟ أنها تحسنت عبر السنوات وقد عاد إليها جزء من ذاكرتها . ولكنها يجب ألا تتعرض للانفعال الشديد الذى سينتج عن ظهورك المفاجئ وخصوصا أنت الذى ......"

وسكتت إزاء الشرر الذى تطاير من عينيه ، فأكمل كلامها قائلا :

" خصوصا أنا الذى تسبب فى مرضها العقلة هذا . إذن فأنا آخر شخص فى العالم ترغب فى العيش معه ، أليس كذلك ؟ "

قالت بقلب كسير :

" أواه يا ادوارد "

كانت تحس بجزء من كيانها يموت فى كل مرة تنظر فيها إلى ملامحه الشاردة ، وتابعت تقول :

" تقبل فكرة أن الأمر هو غلطة . أدر ظهرك إلى هذه المدينة ، ثم تابع حياتك التى أقمتها فى البندقية "

وأغرورقت عيناها بالدمع وهى تتابع قائلة بوهن بينما قلبها يتعذب :

" أرجوك أن ترحل "



 
 

 

عرض البوم صور أحاااسيس مجنووونة   رد مع اقتباس
قديم 22-10-10, 01:57 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178146
المشاركات: 2,653
الجنس أنثى
معدل التقييم: أحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 531

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحاااسيس مجنووونة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحاااسيس مجنووونة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نهض بحركة آلية وهو يقول بصوت أجش :



" لم يكن لدى فكرة ، لقد كنت توقعت شيئا من المعارضة .... بعض الدموع ...... ثم ....."


وأطلق ضحكة قصيرة جافة وهو يتابع قائلا :



" كنت أظن أننى سأخذ أمى هذا المساء للعشاء فى الخارج احتفالا بالمناسبة "



سألته بقلق :



" ولكنك رأيت الحالة ، أليس كذلك ؟ "




فحدق فى عينيها طويلا ، ثم قال :



" بوضوح تام "



ثم عاد يحدق فى عينيها مرة أخرى ، ثم حول نظراته بعيدا وهو يقول :



" لا تكلفى نفسك عناء الوقوف بإمكانى الخروج وحدى ، أبلغى سلامى إلى جدك



لم يكن فى صوته سوى تهدج لا يكاد يلحظ ، ما جعلها تعجب بقدرته على تمالك شعوره . واجتاحها شعور بالارتياح سرعان ما تبعه شعور بالفراغ . وتملكها الحزن لعلمها أن حياتها لا يمكن أن تكتمل من دونه ، وأنها تتألم متشوقة إلى رجل لم يكن يستحق ذلك .



قالت بعدما زال منها الشعور بالقلق لعلمها بقرب رحيله :



" يمكنك ..... يمكنك أن تشاركنى الغداء "




ابتسم بفتور قائلا :



" شكرا لك ، كلا . ان الغداء بالنسبة إلى ليس عند الظهر بل من الساعة الواحدة حتى الرابعة وهو يتكون من وجبة كاملة وليس بعض الشطائر ، ان الغداء يجب أن يكون هو الوقت الذى يجلس فيه الانسان مع أسرته "



ورأت فى عينيه الفولاذتين ما يشبه غطاء يستر مشاعره من الآخرين .... لكى يحمى نفسه من ابدائهم العطف ، أو الازدراء . وبدت التعاسة على وجه كارولين بجلاء .



كانت أسرته تتناول دوما غداء كاملا ، فيتحدثون معا بحيوية ونشاط وحنان وتفكير ... العديد من المشاعر كانت تعبر عنها ملامحهم وهم يأكلون ويضحكون وقد سادت المحبة بينهم . لقد كانت وجبة الغداء تمثل لديهم واجبا رائعا ، وكانت تحلم بأن تتمثل بهم حين تتزوج وتكون أسرة . ذلك أن تناول الوجبات فى المنزل كانت دوما تؤخذ بسرعة بشكل شطائر وذلك أثناء السير أو أمام التليفزيون .



وقالت مفكرة :



" الأسرة "




قال :



" نعم الأسرة "



أجفلت ، ثم نظرت إليه باعتذار ، قائلة :



" لم أدرك أننى كنت أفكر بصوت مسموع . اننى آسفة فقد كنت أفكر ...."




قاطعها قائلا وقد بدا التوتر على ملامحه :



" وكذلك أنا . ان أمثال تلك السويعات الذهبية لا تعود أبدا . أشكرك لعنايتك بأمى . إلى اللقاء يا كارولين "



ولأنه بدا لها باردا شاردا , ولأنه لم يفعل أكثر من إيماءة مختصرة نحوها بدلا من بسط يده لها بالتحية ، لذلك كله بقيت جالسه . فسلوكه لم يبعث دفئا أوعطفا منها نحوه ، لقد عاد فتقوقع فى صدفته . صدفة الشك والإنطوائية التى تميز بها حين مجيئه أول مرة إلى أورتنى . ولكن الألم اعتصر قلبها وهى تراه وحيدا بهذا الشكل الذى فقد كل عزاء فى حب الأسرة .



قالت وهى ترتجف وقد امتلأت عيناها الكبيرتان عطفا :



" وداعا ، هل أنت .... هل أنت عائد إلى البندقية ؟ "




قال :



" كلا "



ثم سكت لحظة وهو يتأملها مفكرا ثم تابع يقول :



" إلى لوس انجلوس "

منتديات ليلاس


أخذت تنظر إليه وهو يخرج وقد قطبت جبهتها بحيرة ، لوس انجلوس ... آه ، قد يكون الأمر مجرد مصادفة . ولكن أصحاب أرض دالبن المهجورة يسكنون هناك . ومشت إلى النافذة وهى تتعثر ، بينما جسمها يرتجف .حيث أخذت تنظر إليه وهو يصعد إلى سيارته الفخمة دون أن يلقى نظرة إلى الخلف ، بينما أخذ يثبت نظاراته الشمسية الثمينة على أنفه الارستقراطى ... وبينما بدا مثالا للسيد الأنيق الذى لا يشغله شئ فى العالم ، كانت هى تعلم من تفاصيل بالغة الدقة فى جسمه ... فى استقامة ظهره ، فى حركات يديه المتمهلة المتوترة ، كانت تعرف من كل هذا أنه كان يكبت فى نفسه ثورة بالغة العنف لابد أن تجد متنفسا لها فى أقرب وقت



وسرعان ما تصاعد هدير المحرك ، لكى تنطلق بعدها السيارة تاركة عاصفة من الغبار . نعم ، لقد كان الأسى يتملكه لأجل أمه ، والغضب البالغ لعدم تمكنه من رؤيتها .... وكانت هى تفكر فى كل هذا بينما كان هو ينعطف بالسيارة بقوة .



كان لا يهتم إلا بمآربه الأنانية . فقد قال إنه لن يشترى قصر كولبن فقط . وإنما أرض دالبن القديمة المهجورة كذلك . وهذا سيضع نهاية كل أمل لهما هى وجدها فى بيع الكاراج . ان هذا سيكون انتقامه . وكان ذلك فى قبضته .ولم يكن هو من نوع الرجال الذى يفلته . ولكن ... ان لوس انجلوس ولاية واسعة وقديكون ذاهبا إلى هناك لأجل توسعة أعماله .ولكن شيئا فى أعماقها كان يحدثها بأنه لن يتخلى عن خطته . وأنه ينوى فى رحلته هذه أن يقنع أصحاب أرض دالبن ببيعها .



وحدقت فى الشارع الفارغ وقد انتابها شعور مفزع لم تستطع تجنبه بأنه سيعود .




فى الأيام القليلة التى تلت ، جعلها القلق تتلصص من النافذة قبل خروجها من شقتها أو بعد دخولها . وأثناء ذهابها إلى عملها ، كانت لا تفتأ تنظر من فوق كتفها طوال الوقت ، كأى هارب من العدالة أو كمن اقترف جرما ... وشيئا فشيئا ، أخذ امتعاضها يتفاقم وهى تشعر بأنه هى البريئة الملتزمة بالقانون ، لم تعد تستطيع السير بحرية فى مدينتها وموطنها .



وعندما اتصل بها جدها هاتفيا ، لم تقل له شيئا . فقد كان يكفيه هما أن يعلم أن الكاراج لم يهتم أحد بشرائه . لقد كان ثمة أمل فى إمكانية بيعه قبل أن يشترى ادوارد تلك الأرض المهجورة بجانبه .كان أملا ضئيلا ولكنه كاف لكى يحدد طاقتها فى اقناع المستثمر بأن يقيم له دعاية . كانا بحاجة ماسة إلى المال ، ولكن الرجال الشرفاء كجدها يجدون صعوبة بالغة فى ذلك . حتى إنه كان من الكبرياء بحيث لم يكن يسمح لها بأن تخبر والديها عن مبلغ حاجتهما . وذلك حين أخبرته منذ أسابيع برغبتها فى اعلامهما بالأمر . لقد قال لها حينذاك :



" هل أنت مجنونة ؟ ان هدفى هو أن أبيع الكاراج ثم اشترى منزلا ذا حديقة اتباهى به أمام أمك وأبيك ، فهما يكافحان بشكل غبى فى الغربة وأنا أريدهما أن يعودا إلى الوطن فى أقرب وقت . ولكن بعد أن نوجد لهما مكانا ينزلان فيه . ان كرامتى يا حبيبتى التى تمنعنى من طلب معونة من ابنى . فالتلامذة فى مدرسته احوج منا إلى المعونة .ليس مدهشا ان تكونى أنت بهذه الطبيعة المحبة للمساعدة ما دام والداك يدفعان آخر قرش لديهما للفقراء وينفقان ثمن تذاكر العودة إلى الوطن على شراء أحذية وألعاب للأطفال "



لقد ابتسمت كارولين بعطف وهى تحتضن جدها لأنها كانت تعرف أنه كان سيفعل نفس الشئ لو أنه كان مكانهما . وقالت له بحرارة :



" وأنت أيضا كذلك . اننى أحبك . وسنكون بخير ، إننى متأكدة من ذلك "



ولكنها قلقة الآن . ذلك أن بإمكان ادوارد أن يجعل حياتهما صعبة إذا هو أصر على رؤية أمه . وعندما اقبل نهار الجمعة كانت قد ابتدأت تأمل أنه كان يخدعها ، وأنه ليس باستطاعته مواجهة هذا اللقاء المؤلم ، وربما قد ألغى مساعيه لشراء قصر كولبن . ولم تجرؤ على السؤال . فقد كانت تخشى أن يكون الجواب أنه سينتقل إلى المنزل فى الأسبوع القادم .



بعد ان ارتدت ثوبها الأصفر ، وقامت بأعمالها المنزلية ، خرجت من الشقة لتقفز إلى سيارتها . وفكرت عابسة فى أنه يوم عمل آخر . ولكن وجهها ما لبث أن أشرق وهى تتذكر أنها استطاعت اقناع آدم سولترى ، وهو فتى مراهق كان قد تسبب منذ فترة بكثير من المتاعب ، استطاعت اقناعه بقبول بعض الروايات التى كانت اشترتها من إحدى المكتبات بسعر مخفض ، وفكرت فى أنه ما زال ثمة أمل فى اصلاحه . وابتدأت تغنى بابتهاج وقد ارتفعت معنوياتها .



كان آدم قد سبق وعانى الكثير من المتاعب بعضها مع أخيه الأكبر المتلاف ، كلارك ، سائرا على خطى والده ، وأمه المهملة . وكانت هذه قد روعت جيرانها آل تروتسكى بحياتها المستهترة ولم يكن أمام آدم سوى قليل من الحظ فى العيش باستقامة ، ولكنه أخذ فى النهاية يناضل جاهدا فى سبيل ذلك ، ما أثلج قلبها سرورا .



فكرت فى أن الحياة ليست بالغة السوء فى الواقع . فالناس يحبونها . وتغلب التفاؤل على مخاوفها وهى تحدث نفسها بأن بامكانها مواجهة المتاعب . فما دامت قد استطاعت مواجهة قتل حبيبها لأختها فيرا وطفلها ، فإن باستطاعتها مواجهة أى شئ آخر .




وظهر مبنى مدرستها المنخفض إلى يسارها ، فأوقفت سيارتها فى الموقف المخصص لذلك ، وهى تحيى تلاميذها حولها المبنى بحماس متوجهة نحو باب المكتب .




قال لها سكرتيرها الجديد :



" تبدين مرحة متألقة "



ورمق ثوبها الأصفر بعدم رضى واضح .



فقالت له برفق :



" إنه الصيف حيث القوانين ترتاح جانبا ، فكل الطلاب يرتدون البنطال والقمصان المقفولة . وأنا لست معلمة ، فعلى أن اتقرب اليهم "



وبقيت محتفظة بابتسامتها وقد تذكرت آراءها المتزمتة بالنسبة إلى مكان العمل . وشعرت بالأسى لتزمته هذا وقالت له :



" اننى جاهزة للعمل ، هل لك بأن تدخل على كل قادم ؟ "




وفتحت باب المكتب بابتهاج ، ثم اقفلته فى وجهه المتوتر ، شاعرة بالسرور كعادتها كلما دخلت غرفتها الخاصة بدلا من المكتب الجاف . فقد كانت جاهدت كثيرا فى أن تحصل على غرفة خاصة تتمكن فيها من تبادل الحديث على انفراد مع الطلاب حيث يشعرون بجو البيت الدافئ . وازاحت بعض الملفات جانبا ، ثم أخذت تنسق الورود التى كانت اشترتها من متجر الزهور بعد خروجها أمس من المدرسة .



وفتح الباب فاستدارت وعلى فمها ابتسامة ترحيب متوقعة رؤية تلميذ بحاجة اليها .




قال ادوارد :



" لقد قيل لى أن أدخل ، فدخلت "


نهاية الفصل الخامس..............

قراءة ممتعة للجميع........................



 
 

 

عرض البوم صور أحاااسيس مجنووونة   رد مع اقتباس
قديم 22-10-10, 02:02 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178146
المشاركات: 2,653
الجنس أنثى
معدل التقييم: أحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 531

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحاااسيس مجنووونة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحاااسيس مجنووونة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل لسادس




تمالكت كارولين اعصابها .ونظرت بهدوء الى وجه ادوارد الساخر و قالتبما أن مزاجك يبدو هادئا ، فمن الأفضل ان تطيعني و تخرج من هنا .)لم يكن يبدو عليه أي أسى بل كان الارتياح و الهدوء يبدوان على ملامحه وكأن الدنيا بألف خير ،وتاعت تقول:"ليس لدي وقت للجدل" تنهد بشكل مسرحي وقال:"ها أنت ذي تقفزين الى الاستنتاجات مرة أخرى دون أية شواهد."
ذعرت كارولين ولكنها كانت أكثر ذعرا ووهي ترى ملابسه.كان يرتدي بذله رمادية –فضية مخططة بأقلام وردية دقيقة.الى قميص وردي مع ربطة عنق ذات لون رمادي فاتح.من غير الممكن أن يرتدي أي شخص في العالم مثل هذه الملابس .وقال:"لقد كنت أتحدث الى سكرتيرك ذي المبادىء وقد أرسلني اليك للمشرة."
رفعت حاجبيها ساخرة :"ان ثقته بي هو اطراء يسرني .ولكن حالتك هي فوق مقدرتي."
قال معترفا :"ربما أنا كذلك حقا ."وابتسم لها هازلا وهو يتابع :"بالمناسبة، لقد أثار استغرابي ان أرى بابك مغطى بصور الهررة،ان ذلك لا يبدو له علاقة بمهنتك مطلفا."
أجابت :" بالعكس ، فهذا ييظهر مدى مودتي ودفء عواطفي ،رغم أن ذلك موجه فقط نحوي، أولئك الذين يستحقون ذلك ."قالت ذلك في حالة اساءته فهم ماتقصد و لان سخريته من مهنتها قد جرحت كبرياءها.ثم قالت مفسرة ما حدث:"لقد قص الطلاب هذه الصور من المجلات لكي يدخلوا السلوى الى نفسي بعد ان ماتت هرتي ،كما أن واحدا منهم وضع صورت بينها ، ان ذلك نوع من تطور الأمور وتشعبها."
اومأ برأسه قائلا برصانة بالغة دون أن تعبر عيناه عن شيء:"ان الامور تحدث بهذا الشكل أحيانا، اذ تكبر وتتشعب حتى انالناس ينسون كيف ابتدأت ، وما تزال تكبر وتكبر حتى تغطي ما كان يجب أن ..........."
قاطعته قائلة وهي تعلم تماما مايقصد :"اتريدني أن أبدد وقتي في أحاديث كهذه ؟انني مشغولة جدا."
قال:"لقد مدحك سكرتيرك كثيرا ." كان ادوارد يتحدث وهو يمعن النظر في لوحة تحوي صور طلاب سابقين لها كانوا ارسلوها اليها من سائر انحاء العالم ، ثم انتقل الى جدار تغطيه البطاقات البريدية تماما.فالتقط واحدة منها أخذ يقرأها ثم أعادها الى مكانها بينما كانت هي تختلس النظر اليه معجبة به ، الى أن التفت اليها فجأة فرأى نظراتها تلك فابتسم قائلا :"ان لك معجبين."
قالت رافعة الرأس :" انني أحب الطلاب يا ادوارد كما انهم يحبونني هم ايضا ."
قال ببساطة :"يبدو ذلك،لقد اوجدت لنفسك سمعة طيبة ان اعين الناس تتألق عند ذكر اسمك ."
قالت و هي تتساءل عن السبب الذي يجعله يذكر اسمها للآخرين ، قالت :"هذا حسن ."
قال بلطف :"فعلا، و انا اعتمد على كون الناس يكنون لكي التقدي و الاحترام."
ألقت عليه من تحت أهدابها نظرة قلقة و سألته :" ولماذا ؟" أجاب وهو يجلس على حافة مكتبها :" ان لدي عدد من أبناء عمومتي المراهقين منتشرين في الولايات ، بعضهم يتعلم و البعض الآخر يتدرب على مهن مختلفة."
قالت متظاهرة عدم المبالاة و هي تجذب بعض الملفات و الأوراق تدعي دراستها ، ولكنها في داخلها ، كانت تتحرق فضولا لمعرفة ما يعتزم عمله :" هذا حسن."
قال ببساطة :" إنني أريد أن أساعدهم في تعلم تجارة السيارات من أسفل السلم ، وعندما أفتح مزيدا من الفروع ، يمكنهم أن يتدربوا على الإدارة."
قالت بجفاء :" إن هذه محاباة ." ولكنها كانت تشعر بالتوتر ،مزيدا من الفروع ؟كيف؟ أين ؟أخذت تفكر بذلك وقد انتابها الضيق.
قال وهو يهز كتفيه :"سمي ذلك بما تشائين ، إننا في البندقية يساند بعضنا بعضا ، ويهتم الواحد منا بنجاح الآخر
لماذا نمنح عملا لرجل غريب في الوقت الذي يكون في أسرتنا شخص بمثل كفاءتك؟"فقالت غير واثقة من شعورها :"إنها طريقة غريبة في النظر إلى الأمور ، أظنك بهذا تخرق عدة قوانين.."
قاطعها قائلا :" إنني أدير عملا عائليا ، وهذا يعني توظيف الأقارب ، فالوضع الآن هو كما يلي ، لقد نشا أبناء عمومتي ، والذين هم في سن الدراسة ، في بيئة فقيرة.."
قالت بلهجة مؤنبة:" اه، انك اذا لم تساعده بوضع يدك في جيبك."
منتديات ليلاس

قال بلهجة متوترة :"اياك أن تشكي يوما في مبلغ وفائي وعطفي على أقربائي،و ليكن في ذهنك دوما أن ابن البندفية لا يمكن أن يقبل الصدقة،انهم أناس شرفاء."
فلم تجرؤ ازاء نظرته الصاعقة، على أن تنطق بأي تعليق على قوله هذا، ولكنها تمنت لو يفهم من عينيها انها لا تظنه من هذه الفئة، وعاد يقول:"ان أبناء بلدي الذين تقدما مني أو من شركتي بطلب عمل ، قد نالوا ما يريدون ، أو نالول منحا للدراسة ، هل أرضاك هذا ؟"
قالت عبسة :" لا أدري لماذاتخبرني بهذا كله." وغاظها أم رأته يعيد فحص سجلات الكليه التي سبق و أنهتها .
قال :" جئت لأرى المدرسة هنا حيث أن بعضهم سيلتحق بها، و كذلك لأقابل المشرفة الاجتماعية فيها،ذلك أن سعادتهم تهمني،"


صرخت ذاهلة :"هنا؟في كلية اورنتي العلية؟" و تحكت ذراعها بشكل لا ارادي كادت معه تصطدم باناء الزهور.
و لكن ادوارد امسك بالزهور ثم نقلها الى مكان اكثر امنا.وكان هو نفسه ليس على مسلفة امنة منها، فقد كان متكئا بثقله على على ذراعه مائلا نحوها،بينما هي ابتعدت عنه مائلة بظهرها نحو مسند الكرسي.
أجاب قائلا :"ان كلية اورنتي العليا بجوار منزلي و بهذا يمكنني ان اضعهم دوما تحت الرقابة. لقد وعدت امهاتهم بذلك ."
رددت و هي ترتجف :" بجوار..........بجوار منزلك؟"
تمتم قائلا:"هل هذا يسرع بخفقان قلبك؟هل يزعجك كوني مصمم على تنفيذ خططي كما اشاء،لقد اخذ تكوين ثروتي مني وقتا طويلا.و سأضرب هذه المدينة كالأعصار .و سأحصل على رخصة لكل مل أخطط لعمله،كالكراج، محطة الغاز ،وكل شيء."
سألته:" هل...........هل رأيت اصحاب أرض دالبن اذن؟" لقد شعرت بقلبها يغوص كما تلاشت كل امالها في أن يحصل جدها على تقاعد مريح في شيخوختة.
أجاب :"طبعا،لا أظنك كنت تشكين في هذا،اليس كذلك ؟" هزت رأسها بصمت.مهما كان الأمر ،فقد كان الشك يساورها في أن يمسك اعضاء مجلس المدينة بقضية سجن ادوارد ضده، فقد كان قضى المدة المحكوم بها ،كما كانت القضية لا تعدو أن تكون حادثة سيارة.........ومع ذلك...........
قالت بكبرياء :"ان اعضاء مجلس المدينة يعرفون جدي منذ سنوات، وهو محبوب في المدينة،فاذا كان ثمة اجتماع لمجلس المدينة ،فسيسندونه ويفضلونة عليك، و اهالي اورنتي سيفكرون مرتين قبل أن......."
قاطعها قائلا :" لقد سبق وتحدثت الى كل واحد من أعضاء المجلس بدون استثناء ، و قد عبسوا و هزوا رؤوسهم عندما طرحت فكرتي عليهم، و هكذا أخبرتهم بأنني مواطنا هنا ، و عرضت خططي، وتحدثت عن التحسينات و الازدهار و تنظيف ذلك القسم من المدينة ."

سألته غاضبة :" ثم ؟"
أجاب بتواضع :"العديد منهم ت أثروا ببلاغتي."
فكرت في انها هي أيضا كانت ستتأثر مثلهم. و عادت تسأله :" و الاخرون."
أجاب:" كانت لديهم تحفظات. لهذا قدمت اليهم شيئا."
قالت بازدراء:" لا تقل أنهم أخذوا منك رشوة . انه لا يحدث واحد بالمليون........."
قال برزانة:" حوالي المليون، لقد عرضت عليهم انشاء مركز للاحداث ، فدان ترحيبهم بذلك بالغا."
ابنسم بمكر وهو يتابع :" الموضوع سيبحث في اجتماع مجلس المدينة، وأنا متأكد انهم سيجيزونة، و من ثم يصبح الطريق أمامي سهلا لانشاء الكراج المتطور.
و بالمناسبة، لقد كان حماس سكرتيرك المثالي كبيرا لفكة مركز الاحد اث. وقد ارسل يطلب صنع كوبين من الكاكاو احتفالا بالمناسبة، كذلك قال ان البهجة ستتملكك عندما تعلمين ان الاحداث سيكون لهم مركز ينفسون فيه طاقاتهم و يشغلهم في الاماسي ، انك مبتهجة اليس كذلك؟"
ومنحها ابتسامة عذبة.
تمتمت تقول:ط الويل لك ايها الغادر......."
قاطعها بصوت متألم :" احذري ، عليك الاتضايقي الرجل الكريم، عليك ان تفكري في سعادة الاحداث في هذا
المجتمع. انهم سيصابون بالذعر عندما يعلمون انك تعارضين هذه الفرصة التي سنحت ليكون لهم مركز للأحداث . ان اسمك سيتلطخ بالوحل ، أليس كذلك؟"
أغمضت عينيها تخفي بذلك دموعها ، انه باق اذا.و سيحيل حيلتها و حياة جدها و ديانا الى عذاب.
نظر اليها طويلا ثم قال :" اياك ان تفكري بالاعتراض حتى تدركي ماذا سيحصل لو انك أبديت أية معارضة لي
فاذا أنت لم تفعلي ما سأقوله لك ، أو اذا وجدت أي صعوبة في تطوير خرائب دالبن........ فسأبيعها الى منافس لجدك في مهنة الكراجات ، فيبقى الدمار لاحقا بجدك , هذا هو نوع عدالتي . اذا انا خسرت ، فستخسرين أنت و جدك ، و ستكون هذه الضربة الأولى لي."



 
 

 

عرض البوم صور أحاااسيس مجنووونة   رد مع اقتباس
قديم 22-10-10, 02:06 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178146
المشاركات: 2,653
الجنس أنثى
معدل التقييم: أحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جداأحاااسيس مجنووونة عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 531

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أحاااسيس مجنووونة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أحاااسيس مجنووونة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

دمار جدها؟ و صرفت بأسنانها غضبا و هي تسأله:" و الضربة الثانية ؟" و كان يبدو عليها الهدوء بشكل غريب .نفس الهدوء الذي واجهت به كلارك سولتري عندما هددها بالسكين اذا هي لم تكف عن عدم التفاؤل في نفس أخيه أدم.
ومض في ملامح ادوارد بريق الاعجاب ، و قال بهدوء :
"ان اعتمادي سيكون على فعالية ثرثرة سكان هذة المدينة الصغيرة ، و يزيدها قليلا عدم انكاري أيا من تلك الشائعات عن علاقتنا الماضية، لقد نشأ الكثير منها في ذلك الوقت ،و ذاكرة الناس قوية."

قالت بذعر:"انك لن تفعل هذا ." لقد نشأت الشائعات بعد اتهام ادوارد، عندما أخذ الناس يتحدثون عن مغامراته العاطفية الى ذلك زخارف من صنعهم ، و انكمشت هلعا و هي تتذكر تلك الشائعات و همسات الطلاب الذين تجمعوا حول جوليا يتحدثون عن لهوها المزعوم فيالمدرسة هي و ادوارد ..وتوهج وجهها و هي ترى الابتسامة التي لاحت على وجهه و كأنه كان يفكر بنفس ما كانت تفكر هي فيه ،و عن نفس الشائعات المعيبة التي التي تناولت علاقتهما .

قالت بعنف:" أكاذيب ."

قال بهدوء :" لقد اطلقتها جوليا ، فهي تحب الكذب ، و اتمنى ان تكتشفي هذا ، كما اتمنى كذلك أن لا تعود الى الظهور بعض تلك القصص البذيئة فهي ستضرك في وظيفتك ."
قالت:" انك تعلم اننا ام نفعل تلك الاشياء ، ربما كلن بيننا عواطف و لكن..." و سكتت، فقد تلاحقت الصور في ذهنها ، و لمعت عيناه و كأن الذكريات الحقيقية قد اثرت في نفسه كما أثرت في نفسها ، تلك الذكريات ...عواطفهما، حبهما ، ضحكاتهما ... و تأوهت بألم و هي تتذكر حبهما ، و مرحهما معا .
قال بصوت خشن :" انك اذا تريدين ان تنسي ما كنا فيه معا ."
قالت بحماس و عينيها تتألقان :" نعم ، لقد كانت تلك الفترة من حياتي لا أريدها ان تتكرر ، ان كل انسان يقوم بعمل يخجل منه في ما بعد ، ات السلوك ....." و عضت على شفتها
فأكمل عنها قائلا :" السلوك غير المنظبط ؟ و لكن المشاعر التي كانت تجمعنا معا كانت قوية جدا ..."


نعم ، نعم ، ما كان اقواها ... و شعرت برغبة بالبكاء ، و لكنها ، بدلا من ذلك ، ابتلعت ما شعرت به في فمها من مرارة و هي تقول :" لقد قادتنا الى تلك التجربة مشاعر الووحشة فينا ."
لاحت على شفتيه ابتسامة جذابة ، و هو يقول بنعومة :" ربما علي أنا ايضا ان انسى ما كان بيننا و ذلك حفظا لسلامتي العقلية ، ولكن اعلمي جيدا يا كارولين ، انني اذا اضطررت ، فلن اكذب أية شائعة ، ان هذا لا يتلائم مع اهدافي."





قالت و هي ترتجف :"هذه و حشية ، لقد كنت اظنك شريفا بالنيبة للنساء."
تساءلت بعجز عما اذا كان ما يزال هنالك المزيد ، ثم قالت له ببرود :" اخبرني اذا عن الضربة الثالثة في هذا الابتزاز."
أجفل و بات العنف على ملامحه و هو يجيب:"من الطبيعي ان يتعلق هذا الامر بأمي ، فمهما حدث لي، و الى أي مكان ذهبت ، فلا بد لي من رؤيتها ، فليس بامكانك ان تبقيها سجينة بقية حياتها ، و انا سأنتظر اللحظة المناسبة ، و لو استغرق الامر سنوات ، لكي اختطفها و اخذها لكي تعيش معي ، لانني اذا صممت على أمر فلان يستطيع شيء أن يحولبيني و بينه ، لا شيء ."
قالت :" أيها الحيوان ، انك ستقود امك الى النهاية ...."
قال ببطء :" اذا أنا فعلت هذا فالذنب عند ذلك سيكون ذنبك ، لان بامكانك أن تمنعي اختطافها بكل سهولة ."
منتديات ليلاس

هذه هي المسألة اذا ، أنه يريد اذلالها بخطته القاسية تلك ، و قالت :" تابع ."
قال :"انني اريد ان يعود الي حب امي كما أريد أن أعيش هنا ، و لن أنال ما أريد الا بواسطتك ، ان بامكانك ان تجعلي ذلك يحدث، انك تعرفين كيف تتحدثين الى الناس، بامكانك ان تحمايهم على السلوك الحسن و على النظر الى الامور باتزان ، فالناس معجبون بك و يحترمونك و هم يقدرون احكامك، و أنا أريدك أن تستخدمي مواهبك هذه لاجلي.

اريدك أن تعملي قابك و عقلك في اقناع كل شخص بانني رجل كفء مناسب، و موضوع ثقة و يتفجر بالنوايا الشريفة ."
قالت بازدراء :" انك تطلب ما يصعب علي فعله ، فاذا كنت تظن انني سأكذب..."
قاطعها يكمل كلامه قائلا:" و هكذا شيئا فشيئا ن سأستعيد احترام الناس الذي فقدت ، انك ستساهمين بذلك بطريقة فريدة و بهذا تعود الي كرانتي.."
قالت بلهجة لاذعة :" و كيف ستكون مساهمتي هذه في سبيل سعادتك؟"
اطلق ضحكة قصيرة حاقدة جمدت الدم في عروقها ، ثم أجاب :" بأن تقعي في غرامي."
فتحت فمها ذاهلة ازاء الضغينة البادية على وجهه ، و من ثم انتابها ذلك الشعور المألوف بالفرلغ في داخلها ،ذلك انها لم تفقد قط حبها له ، فقد بقى عنيفا مدمرا كما كان ، و لكن عليها أن تبقيه مدفونا في قلبها لخيرها هي.
و ما ان سحبت نفسا عميقا ، و هي تتهيأ لاظهار ازدرائها له ، حتى سمعت الباب يفتح ، و رأت عيني ادوارد تقولان انه قد سمع الصوت هو أيضا ، ثم اذا يميل اليها و يتظاهر و كأنه يكلمها همسا .
و جاءهما صوت السكرتير يقول باستهجان :" اه ! أرجو المعذره ." ثم سمعت صوت الباب و قد اغلق بعنف .


تمتمت و هي تقذفه بقطعه رخامية على هيئة قطة صغيرة بجانبها :" أيها الجرذ الحقير ."
و لكنه تلقى القطعة الرخامية بيديه ثم اعادها الى مكانها على مكتبها بحذر و هو يضحك بانتصار وقد بدت في عينيه نظرة رضى و قال :" ها قد ابتدأت ثرثرة الناس ، ابتدأت من هنا ."
حملقت فيه فزعة و هي ترى هذا المنتقم الحاقد يدمر حياتها الغالية بقصد تحطيم قلبها ، ثم قالت كاذبة لكي تنجو بنفسها :" لا يمكنني الوقوع في حبك يا ادوارد ، حتى لو كانت حياتي ستقوم على ذلك ."
قال متهكما :" اه ! ان ذلك سيكون ادعاء فقط ، و ها نحن الان قد غرسنا بذور علاقتنا ."
سألته ساخطه :" ماذا تعني ؟"
أجاب :" أولا ، مزاحنا عند الكراج بينما كان الطلاب ينظرون الينا ، و مسألة الايس كريم انني سأطالبك يوما ما ، بوعدك في أن تسكبي شيئا منه علي ."
شهقت قائلة و قد احمر و جهها :" انني لم أقل ذلك ."
قال :" انه شيء اشعر بالتشوق لتجربته ، ومع ذلك اظن أن هذا لا يستلزم أن يصدر عنك بالذات ."
قالت و قد أغضبها أن ترى أن الغيرة جعلتها تجفل بشكل واضح :" انه لن يصدر عني ."
قال بنعومة :" حسنا ، عينا أن نبقى متوهمين أنك تفضلين هذا على أي شيء اخر ، لقد كنا حبيبين ذات يوم ، فما الذي يمنع أن نعود حبيبين مرة أخرى ؟ ان الناس هنا سيتحدثون و يتساءلون على كل حال ، متوقعين أن تحدث بيننا العاب نارية ."
كان ذلك في منتهى القسوة ، و ضغطت بأصابعها على صدغيها حيث أخذ نبضها يرتفع ، و تخيلت نفسها وهما يعودان حبيبين من جديد .......
وابتدأت تقول بوحشية :" انني سأعرف كيف اسكت الناس اذا ابتدأوا يتحدثون عنا .... و لا أظ سأضع حدا لكل صلة بيننا ، نحن الاثنين ....."
قال بهدوء :"لا أظنك ستقومين بذلك ، انني أشك في أن هذا ما تريدين ."
سألته بعنف :" ماذا ....ماذا تعني ؟"
وتساءلت بخشية عما اذا كان قد اكتشف مشاعرها نحوه أو أنه قد علم بشيء . لقد كرهته لأنها تحبه و كانت تعلم أن حبها له يعني جنونا بل انتحارا .
و كان يتأمل في عينيها مفكرا ، و في نظراته تلك انهيارها ، كانت تريد الادعاء ، تحن الى أن تنفس عن مشاعرها ، أن تطلقها من عقالها ما قد يجعلها تتحرر منها مع الزمن ، و بدت في عينيها الواسعتي الرقة و الشوق ، بينما كان هو يبتسم قائلا بقسوة :" ان بامكاني أن ادمر جدك ، بامكاني أن ادمرك أنت و ذلك بطرق متعددة ، ان علينا أن نجعل لمنظرنا ذاك و نحن نتهامس مبررا شرعيا ، و الا أن الهمس سيتصاعد عن انك تصادقين الجال في مكتبك ."
قالت :"كلا ، يا ادوارد ...... كلا ......لن ادع الناس يظنون انني ...."
قال ببطء :"ليس هذا ما عنيته بكلامي ، ان علاقتنا ستكون فوق الشبهات ، انها يجب أن تكون من أعلى مستوى ."



 
 

 

عرض البوم صور أحاااسيس مجنووونة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العريس الحاقد, دار النحاس, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير دار النحاس, سارا وورد, sara wood, the vengeful groom, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية