كاتب الموضوع :
أحاااسيس مجنووونة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لقد تغير . لم يعد فيه أية رقة الآن . وارتجفت , وتساءلت ما عسى لسنتين فى السجن أن تحدثا فى فتي كان مشغوفا بوالديه وبالإستمتاع بالحياة . جم التفاؤل ؟ وأثناء كل عيد مر عليها . كانت تفكر , وهى تحتفل به مع جدها وديانا , كانت تفكر فى ادوارد متسائلة عما تراه يفعل . ذلك أنه كان وحيدا ولم يكن يحظى بزيارة من أحد . وأشاحت بوجها وقد امتلأت عيناها دموعا .
قالت بخشونة : ( إنه السجن , لقد أحالك السجن إلى وحش......)
واختنق صوتها بفعل المشاعر المضطربة . كانت المشاعر قد دمرت جزءا من شخصيته . هو أيضا . أو ربما هى ذكريات الأيام المظلمة التى امضاها فى السجن .
واجفلت لما أحست بعطف صادق يبدر منه تجاهها . هو فى غير موضعه .
قال بعنف : ( إنك أنت التى أحلتنى إلى وحش )
واكتسحها شعور بالغثيان , فوضعت يدها على فمها بسرعة وهى تغالب غصه صعدت إلى حلقها .
تنفس بصعوبة وهو يرمقها بعينين قاسيتين جعلتاها تجمد فى مكانها . ثم قال ساخرا : ( وهكذا تظنين نفسك تتألمين ., بينما لا تشعرين حتى بأنك حية . ولكن ستشعرين قريبا بذلك )
وبدا عليه غضب بالغ , فساورها إحساس بالظلم وكأنه كان يخطط . طوال السنوات الماضية , للانتقام . ونظرت حولها بعصبية أملة ان ترى من تعرفه . ما قد يساعدها على الهرب من ادوارد . ولكن الشارع كان خاليا . وعلى كل حال , كانت تعلم أن أملها الوحيد كان فى ان تحمله على الرحيل , فهو إذا بقى فترة مهما كانت مدتها , فسيعلم بأمر ديانا .
وتملك قلبها الرعب لهذه الفكرة , عليها أن تخفى أمر ديانا عنه . وإلا لعمل كل ما فى استطاعته لكي يأخذها منها , عند ذلك ستبكى المسكينة ديانا وستصرخ دون أن يهتم هو لذلك مقدار ذرة .
وغمرها شعور رقيق بالرغبة فى الحماية وهى تتصور ذلك المشهد المرعب . يجب الا يحدث هذا أبدا . ولهذا يجب ان تتأكد من أن ادوارد سيرحل الآن .
ورفعت رأسها بحدة وهى تزم شفتيها عزما وتقول :
( كان من الجنون قدومك إلى هنا , إذ أنهم سيعرفونك فى أية لحظة . مما يجعلهم يتحينون الفرص لمعاقبتك )
قال بلهجة حاقدة : ( وأنت ؟ )
أجابت : ( سأساعدهم على ذلك . إنك لا تدرك . فى الواقع , مدى قسوة شعور البعض هنا نحوك . إن لهم ذاكرة قوية )
قال بهدوء : ( وكذلك انا ) واكتسح وجهها بنظراته ما جعلها تتورد خجلا . بينما تابع قائلا :
( إن الذكريات تجعلنى مليئا بالرغبة ... بالعمل )
سألته وهى تبلل شفتيها الجافتين : ( مثل ماذا ؟ )
ابتسم بفتور ولم يجب عن سؤالها بل سألها قائلا : ( أتظنين حقا أنه ما زال ثمة مشاعر سيئة فى هذه المدينة نحوى ؟ حتى بعد كل هذا الزمن ؟ )
منتديات ليلاس
قالت : ( إننى أعلم انه يوجد ذلك .. ) ونظرت اليه متوسلة وكانها تقول له أن يرحل ويتركهم بسلام .
ولكنه وقف عاقدا ذراعيه فوق صدره بكل ثقة وهو يقول :
( هذا شعور سيئ . فى منتهى الغرابة )
سألته : ( لماذا ؟ )
أجاب باسما : ( لأننى عدت لكى أقيم هنا )
ومشى متجها نحو منزلها بينما وقفت هى تنظر إليه مذعورة .
نهاية الفصل الاول ..........
قراءة ممتعة للجميع..................
|