الفصل التاسع
قال لها:" سأوصلك إلى بيتك "
فإومأت بالقبول بايمائه بسيطة ,وإذا بها ترى مارتسم على ملامحه, فذهلت ,انه الحقد.
الحقد؟ ولماذا؟ وتملكها الارتباك.حاولت أن تفهم,ولكن عقلها ,كما تعقلها, لم يعد موجودا.وفي السياره لم يكلم
أحدهما الأخـر.
كانت يده على القفل عندما فتح الباب فجأه فكادت تقع بين ذراعي جدها المذهول.
فشهت وسألته: " ديانا "
فإجاب : " اها ليست هنا.مالذي...؟ كارولين..هل هذا ..."
وإذ ضمها جدها إلى صدره, شعرت بصدمته لدى معرفته لادوارد.توهج وجهها رعبا وقالت بتعاسه:"نعم, انه ادوارد,انني مخطوبة له, وأنا أحبه." ونظرت إلى وجه جدها الحبيب وفي وجهها ضراعه مستميته وهي تقول:
"انني أحبه , ياجدي."
ضاقت عينا الجد بدهاء, ثم قال عابسا:"ادخل"
نظر ادوارد إلى عينيه مباشرة ثم قطب حاجبيه وهو يقول بحزم: " انها متعبه "
حملق الجد فيه غاضبا وقد بدا على ملامحه, اعجاب حاقد, وقال:" انك انت الذي ستتكلم إذن"
أجاب ادوارد بتهذيبه المعتاد نحو كبار السن:" حسنا جدا,ياسيدي,سأفعل"
وسألته كارولين وهي تضغط على جبينها بيد ترتجف:"لماذا عدت؟ هل ديانا .....؟"
قاطعها قائلا:"انها في أمان مع أليكسا,في سامروت في روكبورت. لقد كنت قلقا بشأنك, فجئت لأرى أحوالك.
ولقد انتظرتك ساعات."
قال ادوارد : " آسف لكونك وحدك."
فأجاب :"كلا أبدا. فقد كنت مشغولا ببيع الكارج."
وأشرق وجه الجد بالابتسام وهو يقول هذا, فهتفت وقد غمرتها البهجة فجأة :" جدي" وتألقت عينيها في وجهها الشاحب.ها انها قد تحررت.لم يعد بامكان ادوارد ان يبتزها بعد الآن.ان بامكانها أن ترحل مع جدها لفترة,
مبعدة ديانا عنه...ودار رأسها وهي تفكر في كل الاحتمالات.. وسألت جدها بلهفه:"اخبرني, من هو الشاري؟ ومالذي سيحدث؟. هل أنت مؤكد؟ ماذا عن العمال هنا؟ هل سيحصلون على عمل؟."
فأجاب جدها متذمرا:"هكذا أنت, تفكرين في كل شخص ماعدا نفسك." واجلسها بحزم على مقعد في غرفة الجلوس. فوضعت يدها على جبينها متعبه,مرتبكة,مرتجفة.
سألها ادوارد باهتمام:" هل أنت بخير ياكارولين؟"
نظرت إليه بسرعة ومرت لحظات قبل أن تجيب وهي تخفض نظراتها:"نعم" ربما كانت هذه آخر مرة تراه فيها.
وتساقطت دموعها بصمت.
قال الجد الذي كان يمعن النظر في وجهها: "لا تبكي ياحبيبتي " وابتسم وهو يربت على كتفها
منتديات ليلاس
متابعا كلامه:"ان كل شيء يسير بشكل ممتاز.فالعمال سيبقون في عملهم,وقد وقعت عقد البيع وانجزته
ولن يستطيع أي إنسان أن يسلبني إياه.وأي ثمن؟لقد أصبحنا أغنياء. ويمكننا الآن ان نشتري منزلا بحديقه "
ونظر إلى ادوارد قائلا: "انك لن تتسبب في أي إزعاج لأمك ,أليس كذلك؟انها لن تقبل بأن تراك, وهذا
هو الأمر "
قال ادوارد : "اعلم هذا"
شعرت كارولين بتغير في لهجته أثار قلقها.ومسحت دموعها بقفا يدها. فمال ادوارد إليها يناولها منديلا أبيض
نظيفا مسحت به دموعها وهي تغالب رغبة كانت تدفعها إلى شكره. وبدلا من ذلك, رفعت رأسها بشجاعة.
لقد تحررت منه الآن.
قالت محاولة أن تظهر حماسا: " إنه خبر... عظيم." ها قد تحققت احلامهما ,فلماذا لا تغني من الفرح؟
وتابعت تقول : "ومن ... من هو الشاري؟ "
فكر جدها قليلا, ثم قال : "انه وكيل رجل اعمال مختلط الجنسية....."
قاطعه ادوارد بهدوء : "انه وكيل أعمالي أنا, أنا رجل الأعمال .."
التفتت كارولين إليه بعنف تسأله : " أنت ؟"
أجاب ببرود بينما كانت عيناها تتسعان أكثر فأكثر : "لقد طلبت من وكيل أعمالي أن يقدم
هذا العرض, فالكاراج الآن قد صبح ملكي. "
قال الجد: "ادوارد... أي محتال ..."
قاطعه بحدة: " سأشرح لك الأمر ياسيدي. كارولين يبدو عليك الأرهاق,فاذهبي إلى فراشك,فأنا أريد
ان اتكلم مع جدك عن الترتيبات,وأظن أن لديه بعض الأشياء يريد أن يحدثني عنها"
قالت بحدة : "وكذلك أنا " كانت عيناها تلتمعان وجسدها يرتجف من الغضب, والرغبة في إلقاء الأسئله
وهي كثيرة.مالذي جعله يشتري الكاراج فيفقد بذلك إحدى وسائل ابتزازه ؟ وتابعت تسأله
بعنف : " لمـاذا فعلت هذا ؟ "
فأجاب وفي عينيه نظرة تحذير : "ياعزيزتي , نحن مخطوبان" وكان التعبير الذي بدا على ملامحه يعني ان
عليها أن تتذكر هذا ,بينما تابع قائلا : "انني رجل اعمال وأرعى عائلة, فكان هذا تصرفا عمليا مني. جدك أراد
البيع, فمكنته من هذا " وابتسم متابعا : " وهذا ما أحب القيام به... أن أجعل الناس سعداء"
فقالت وهي ماتزال ترتجف من الغضب والارهاق : "بل انك أردت ان تشتري تعاطف جدي معك "
قال جدها وقد بدا عليه فجأة كبر السن والضعف: "أرجوك , كارولين, أظن من الأفضل أن نتحدث, أنا
وادوارد على انفراد. ان الحق معه, فالتعب والشحوب يبدوان عليك, وامامك يوم طويل في المدرسة غدا.
أن لي من كبر السن وحكمتي لكي أواجه الآخرين.اذهبي إلى فراشك يا حبيبتي"
أخذت تحدق في الرجلين وقد بدا التمرد في ملامحها, ولكنه تمردا واهنا. لقد كان من عادتها ان تصر على
تنفيذ مشيئتها, ولكنها الليلة كانت متعبة جدا. فقالت بحزم : أريد اولا كلمة مع ادوارد" ثم سارت إلى
القاعة , وعندما تبعها, قالت له ببرود : "لاتظن أن ماحدث بيننا هو أكثر غلطة. انني أحتقرك يا ادوارد"
قالت ذلك بازدراء, شاعرة بالكراهية تجاهه. وتابعت تقول: " انني سأستمر في هذه المسرحية إذا كان علي
ذلك, ولكنني ساتملص منها عند أول فرصة تسنح لي ؛ وتأكد من أنني في اللحظة التي لا يكون علي فيها أن
أتألم من معاملتك الوحشية المثيرة للإشمئزاز , فسأكون حرة في أن أرقص وأغني واحظى بشيء من السعادة
في حياتي مرة أخرى, لأنك أنت الذي مزقت كل سعادة شعرت بها في حياتي . "
وبكبرياء, وهي تعجب من تمالكها لنفسها , ادارت ظهرها لادوارد الذي وقف متلبدا, وابتدت متوجهة إلى غرفتها
حيث اندست في فراشها.
في الصباح التالي كانت تحرك السكر في قهوتها وهي تستمع, فاغرة الفم من الدهشة, إلى جدها وهو يقدم إاليها تهانيه. وسألته قائلة : "هل أنت مسرور حقا من خطوبتنا هذه ؟ "
أجاب : "نعم, انه رجل طيب, ياكارولين, أما الماضي فقد مضى وانتهينا منه وقد نال مايكفي من عقاب"
وقطب حاجبيه متابعا : "وربما أكثر مما ينبغي . وأنا أريد أن يعلم كل شخص في مدينتنا هذه انني خلفه اسانده
مئة بالمئة, وهكذا , فأنا سأعمل معه بشكل جزئي . "
هتفت محتجة شاعرة بأنها مغدورة : "ماذا؟ لماذا ؟ "
أجاب: " لقد اخبرتك حلمي هو أن ....."
قاطعته قائلة بمرارة : "آه , إنه يحقق الأحلام على مستوى واسع "
قال جدها يؤنبها برقة : " هذه ليست عادتك,انني سأصفح عنك حيث انك مجهدة.انه ينوي ان ينشئ في هذا
الموقع هنا بما في ذلك أرض دالبن , محلا رائع الجمال لكل ما يتعلق بالسيارت , يحوي قاعة لعرض اجمل السيارات الكلاسيكية التي رأيتها في حياتك ,رولز رويس, بنتلي ..."
قاطعته بجفاء : "لقد سبق وسمعت هذه القائمة " وعبست لحماسه هذا. لقد اشترى
ادوارد جدها . ما أشد حذقه وهو يقدم إلى جدها كل مايحتاجه.
وتابع جدها يقول : "انني مقبل على بعض المسرة في شيخوختي هذه, ان ادوارد شاب عظيم , انك محظوظة لنسيانكما , انتما الأثنين , الماضي ولم تدعاه يقف عقبة في طريقكما "
تنهدت قائلة : " انني أقر بالهزيمة " لقد ربح ادوارد جدها كليا , كان هذا شيئا غير معقول, تابعت قائلة : "وماذا
عن أمه؟ ألا تعرف ما يحل بها إذا هي سمعت اسمه همسا؟ انها ستكون بحاجة إلى عناية طبية "
نظر إليها عابسا ثم قال : " لقد أخبرت ديانا , بعد اتصالك الهاتفي ذاك , بأنك خطبت , فأخذت ترتجف.
انها تحبك يا كارولين ولا تريد لك سوى الخير , فعليك أن تبذلي جهدك باقناعها , لأن هذا هو الصواب,
انك تعرفين طرق التصرف معها .وتدركين الحد الذي تقفين عنده, ان بامكانك القيام بذلك لو حاولت,
وأظن ان عليك ذلك "
قالت بضعف : "أواه , يا جدي . وإذا .... إذا أنا لم أنجح؟ "
أجاب: "سنعالج ذلك الموقف عندما نصل اليه,ان علينا ,على أسوأ الفروض, ان نتقبل ذلك ونبقيها بعيدة عن
هذه الناحية من المدينة ويكون علينا , عند زواجك ,ان نقسم حياتنا إلى قسمين "
لهثت قائلة : "زواجي ؟ "
ابتسم لها بحرارة قائلا : "كنت أعلم, عندما كنتما صغيرين , مقدار الحب الذي كان يجمع بينكما .ماكان
اجمل هذا , فأنت لم تكوني تنظرين إلى فتى آخر .وما حدث بعد ذلك كان فظيعا . كان كارثة بالنسبة لكما
أنتما الاثنين, ولكن....انني لم أخبر أحدا من قبل بما سأقوله الآن, وهو أنني اتسأل احيانا عما إذا كان ادوارد
صادقا عندما قال ان جوليا هي التي كانت تقود تلك السيارة .لقد كان يشتغل عندي , وقد سال عرقنا معا أثناء
قيامنا بالأعمال الصعبة.انك لا تعرفين حقيقة الناس إلا في الأحوال الصعبة, وأنا لم أعرف شخصا أكثر نزاهة منه, ولا أكثر إستقامة "
نظرت كارولين إليه بعينين بدا فيهما اللوم , حتى جدها يخدعها , وقالت : "ولكن الشهود الكثر.... "
قاطعها متنهدا : " أعلم, أعلم, من الغريب انني كنت اتحدث إلى ديانا , أثناء العطلة , عن الأسرة و
الأولاد, أملا في تحريك عقلها , وأظنها ابتدأت تتذكر أشياء قليلة عن ادوارد.ان عليك ان تتعهدي ببذل جهدك
في هذا السبيل. وأنا من ناحيتي سأحاول قدر امكاني وهذا كل ما بامكاننا عمله. انها تريد أن تقابل خطيبك , وقد تتذكر انك مخطوبة عند عودتها . وإلا , فإن علينا أن نحاول هز ذاكرتها فنبدأ بالحديث عن حفلات الزفاف,
ثم تخبرينها عن ادوارد قد عاد , ونرى بعد ذلك مايحدث "
أبعدت كارولين عنها فطيرة الأناناس , شاعرة بالغثيان لهذة الفكرة. ربما هو على صواب إلى حد ما .ولكنها
ترفض ان تعرض صحة ديانا الهشة للخطر لأجل ادوارد, مهما كان ظن الآخرين به .
وأخيرا قالت بنفور : "حسنا ,سأحاول, انني سأبذل جهدي ياجدي. ولكنني لن اضغط علي ذهنها "
قال : " انك ستقومين بذلك لأنك فتاة طيبة وسأقيم لك عرسا لم تري مثله.انت وادوارد , وستتزوجان لتعيشا
بعد ذلك ,العمر معا.انني أعرف مسبقا أن هذا ما سيحدث لأنكما , انتما الأثنين , ينظر الواحد منكما إلى
الآخر بحب بالغ ما جعلني أصاب بالذهول . وأدعو لكما بالتوفيق "
قالت وقد أختنق صوتها بما تشعر به من تعاسة : " عليًَِ أن أذهب إلى العمل الآن " وقفزت عن كرسيها
مسرعة إلى غرفتها ..
لماذا دهاء ادوارد يعمي عيون الناس جميعاً؟ وكيف يحدث أن أكبر الناس عقلاً وحكمة , مثل جدها , لا يرى
أبعد من الابتسامة السهلة والكلمات المعسولة . إنه يتملق الناس . انه يقول لهم مايحبون سماعه وبالتالي
يظنونه شاباً رائعاً, بينما هو رجل سيء يمكنه خداع اصلب الناس بابتسامته تلك إذا شاء. وبغضب عنيف , كانت
تهبط السلم وهي تقول لجدها كلمة الوداع, عندما توقفت عند الباب فجأة. لقد كان ادوارد واقفاً هناك كالثلج برودة , وقد أرتدى بذلة عسلية اللون من الكتان أبرزت قامته الرائعة. فألقت عليه نظرة سريعة خفق لها قلبها,
قبل أنت تندفع نحو الدراجة البخارية.
قال بحزم : "انني سأوصلك إلى عملك, هكذا يفعل المحبون , انهم لا يطيقون الإبتعاد عن بعضهما البعض
اكثر مما يضطرون إليه "
ردت عليه بحدة : "انني لن أذهب مباشرة إلى عملي , فأنا سأذهب إلى رؤية روي فروست " ونظرت إليه تتحداه ان يمنعها, وهي تتابع قائلة : " انه أحد الشابين اللذين طردتهما أنت من المدرسة , وهو مصيبة مثلك , لابد ان الأمر سيكون مؤثراً لأنه يسكن بيتك القديم "
رفع حاجبيه قائلاً : " لقد تذكرت . انني سأخذك إلى هناك ,فأنا خطيبك المحب, تذكري هذا "
فقالت : "لن استطيع التوسع مع روي إذا كنت أنت موجوداً .انني أحاول مساعدته ...." وترددت وهي تفكر في أنه ربما يستطيع أن يقدم إليه عملاً ... فإذا هو رأى بيته القديم , وسمع مبلغ صعوبة انسجام روي مع جدته, ربما
عند ذاك,يشعر بشيء من العطف تدفعه إلى أن يكون كريماً ولو مرة في حياته.وهكذا قالت ببساطة : "لا بأس,
هاقد هزمتني "
بعد أن قطعا مسافة قليلة , أشار ادوارد ألى بناية تبعد عدة أمتار عن بيته القديم وهو يقول : " سأقف هناك بجانب ذلك المصنع "
قالت : " حسناً,ان علي الآن ان أحاول إقناعه بأن يترك آدم وشأنه . هذا من بين أمور أخرى "
قال : " حظاً سعيداً .تفاءلي بالنجاح " وأوقف السيارة ,ثم أدار الراديو فاستند إلى الخلف .
وعندما خرجت من بيت روي , بعد حديث كئيب غير ناجح , لم تستطع أن ترى السيارة في البداية,ذلك لأن ادوارد كان قد نقلها إلى تحت شجرة البلوط.
سألها بهدوء : "ماذا كانت النتيجة ؟ "
أجابت متنهدة : " غير حسنة.انني في حيرة من أمري,ان آدم فتى عاقل, وطموحه الخفي هو أن يكون طبيباً
ولكن روي....." وهزت كتفيها قائلة بضعف : "انني بحاجة إلى مكان أتنفس فيه قبل أن أبدأ بمعالجة المشاكل في
المكتب .هل بامكاننا أن نجلس هنا لحظة؟ "
أخذت تتفحص الشارع عابسة . بيت تروتسكي القديم, حيث يعيش روي الآن ,كان هو البيت الوحيد الذي لا يحتاج إلى ترميم , فقد كان والدا ادوارد قد حافظا عليه جيداً وبقي كذلك, وانتقلت عيناها إلى ادوارد ,كان ينظر
إلى البيت وكأن الأشباح تقطنه "
سألته : " هل ترى الأمر صعبا عليك ؟ "
أجاب بهدوء : "انه زمن مضى منذ وقت طويل,إن حياتي الآن مختلفة.حتى أنني لا أكاد أصدق ذلك, تلك هي
الجدة, أليس كذلك ؟ "
أدارت رأسها لتنظر ثم قالت : "نعم...وكذلك روي, يحمل مكنسة "ودهشت وهي ترى روي يحتضن جدته
يرفعها عن الأرض مازحاً,ثم يبدأ بكنس مدخل البيت .
ومن مكانهما حيث لم يكن أحد يلاحظهما , أخذ ادوارد وكارولين يراقبان روي وهو يقوم بأعمال خفيفة متعددة..
وعندما كان يصلح السياج , كانت جدته تجلس على الكرسي الهزاز على شرفة المدخل وهي تتحدث إليه.
وكان روي يضحك أحيانا .وأحيانا جدته.وبدا كل هذا امام ناظري كارولين,مشهداً بهيجاً للحياة العائلية.
قالت بهدوء : "كم أود لو أعثر لروي على عمل , إنني في الواقع,أود أيضا لو أجد عملاً لكلارك وآدم. ادوارد,
إنني أود أن يشتغلوا مع جدي في الكاراج..."
قال : " هذا غير ممكن "
إلتفتت إليه بلهفة تحاول إقناعه بقولها : "ربما في هذا نجاحهم.فإن آدم بحاجة قصوى إلى التدريب لنيل شهادته.
فهو يدرس الميكانيك وعلاماته المدرسية سيئة. وجدي حاذق جداً في مسألة التدريب "
قال : "كلا "
سألته بحذر : "ولكن ألن تقدم أعمالا بديلة لعمال الكاراج ؟
ان جدي دوماً..."
أجاب : " كلا,فأنا سألغي ذلك "
صرخت بذعر : "هذا ليس باستطاعتك , فقد أصبح شيئاً متعارفاً عليه ,فإن الطلاب والعمال يعتمدون على
الأعمال البديلة ,هل هذا نوع من إنتقامك الحاقد ؟ "
حول عينيه إليها ببرود كالثلج : " كلا ,إنني لا أريد أن أتورط في أعمال بديلة أو مع أي إنسان تتعاملين معه,
وبصراحة إنني أفضل على ذلك أن أقفل المحل بالكامل "
شهقت قائلة : "لا أستطيع تصديق هذا ,إن لدي فتياناً مع أبي كانوا وجدوا عملهم بصعوبة ,فهم جميعاً مجانين
بالنسبة إلى ميكانيك السيارات ,فتعلمه يعني أرباحاً ضخمة . ومهارة جدي ...."
قاطعها بحدة : "كلا,ألا تسمعين ما أقول ؟ إنني لا أريد أي شيء يتعلق بك"
حملقت به بفزع. إن برنامجها بأكمله....كذلك حاجة تلاميذها,كل هذا قد تعرض فجأة للخطر. وقالت وهي
ترتجف : "إعتبرها خدمة إذن.خدمة لي أنا "
قال بغضب : "إنني لا أدين لك بشيء "
أجفلت,ثم قالت : "ولكن, حتى وظيفة سائقي سيارات حفلات الزفاف.لا أظن في هذا أي بأس"
قال ببرود : "هذا ممكن فقط إذا هم تقدموا بطلبهم هذا إليً أنا مباشرة.إنني سأحضر أبناء عمومتي ليستلموا
أعمال الكاراج .فأنا لن أكون بحاجة إلى طلاب أو طلاب سابقين "
احمر وجهها وقالت : "سيكون هناك إعتراضات كثيرة على تصرفك هذا. إنه شعور سيء..."
قاطعها قائلا : "إن بإمكاني التصرف ,وأنا لن أقدم الغرباء على الأقرباء "
قالت بنزق : "إن هذا سيعيق قضية رد الإعتبار إليك الذي تسعى إليه "
قال ببطء : "إن هذا الموضوع لن يثار قبل إن أنهي بناء المجمع . وإلى ذلك الحين أكون قد أنهيت ترسيخ
سمعتي "
قالت : "إذا أنت أخذت روي وكلارك للعمل الآن ,فستنال الكثير من الإعجاب. إن النقود ستنفعهم,ألست
مستعداً لمد يد المساعدة إليهم لكي ينهضوا بأنفسهم من هذا الفقر؟ "
نظر إليها بتهكم حاقد ,وقال : " إنك تعرفين كيف تضربين على الوتر الحساس ,أليس كذلك؟ إنك على صواب
.لسوء الحظ , فأنا أهتم بذلك.بشرط أن تكوني أنت الصلة بينهم وبين جدك,فأنا لا أريد أن أتعامل معهم .بإمكانك
أن تخبريهم بأنني سأجري لهم إختباراً "
www.******.com
قالت:"وماذا عن آدم ,بالنسبةالى شهادته؟"
قال بضيق:"لاتتعدي حدودك.انني لا أريدك أن تتدخلي باعمال الكاراج
وأنا على الأخص لا أريد شيء يتعلق بك ماعدا الضروري جداً.هل هذا مفهوم؟"
تمتمت :"نعم" ثم رفعت رأسها بكبرياء,إنه لم يعد يهتم بها الآن بعد أن وصل إلى جدها .واكتسحتها موجة من الأستياء والأحتقارالعميق له,
وقالت تجيبه:"ولا أنا أريد أي شيء يتعلق برجل بارد القلب,بعد الآن"
قال ببطء وقد بدت في عينيه نظرة خطرة:"ان هذا الوصف ينطبق عليً تماما,والأحسن أن تتذكري هذا "
تمتمت بصوت خشن :"انني سأتأخر عن عملي"كانت تريد أن تبتعد عنه
وعن الألم الذي يسببه لها.
قال:"لا أستطيع ان أقود السيارة إلا إذا كنت هادئ الطبع "
منتديات ليلاس
أطلقت آهة ساخطه وأنتظرت.كانت قلقلة بشأن المستقبل,كما كانت بأشد القلق بشأن وعدها بأن تخبر ديانا عن عودة ادوارد,أما قلقها بشأن ماستكون
عليه حياتها بعد ادوارد,فقد بلغ حد الرغبة في الصراخ.
قال لها ذات يوم,في وقت الغداء,وكانت تجلس بجانبه في السيارة,قال ببرود:"عندي شيء أريك إياه"
فقالت إذ كانت تعلم أنه قد هدد مرة بأن يحملها على اختيار كعكة الزفاف:
"أرجو أن لا يكون ذلك كعكة الزفاف,كما أنني أرفض تجربة أي ثوب
عروس آخر.ان ذلك يبعث في نفسي الغثيان"
قال:"بل سيارة محطمة "
شهقت قائلة:"ماذا؟إذا كنت تحاول أن تؤذيني...."
قال:"أنت" واستدارداخلاً في طريق جانبي وقد بدأ التوتر جلياً على ملامحه,وهو يقول :"هل لديك فكرة عما تفعله في نفسي رؤية حادث
سيارة؟وهذة المرة مؤلمة بشكل خاص."
تمتمت وهي تحاول فتح باب السيارة :"انني خارجة"
قال:"ان هذا سيفيد روي كثيراً"
سألته :"روي؟"
قال:"لقد قام بنزهة قصيرة للمتعة وذلك في إحدى سياراتي البنتلي الواردة حديثاً,وهذا مابقي منها "
أخذت كارولين تحدق بهلع .لقد كانت السيارة الرمادية الفضية الرائعة الجمال قد اصطدمت بجداربحري منخفض فتدلت فوق منحدر إلى الشاطئ
يعلو خمسة أقدام.وكان تحطم مقدمتها غير قابل للإصلاح .وسألته وقد شحب وجهها :"وروي؟"
قال:"لقد هرب.وقد رآه أحد الأشخاص ,ولم يكن قد أصابه أي أذى.فقد قفز
من السيارة قبل أن تصطدم بالجدار,لحسن الحظ,ولكنني أتمنى لو أقتله.فقد منحته عملاًً فانظري ماذا كانت النتيجة"
قالت:"انني آسفة لأجل السيارة..."
التفت يقاطعها غاضباً:"السيارة؟أنا لا أهتم بها مطلقاً...وإنما...لقد وثقت به.
لقد كنت تحدثت معه ومع جدته.كيف بنيت نفسي بنفسي.لقد أقنعته بأن كل
إنسان تسنح له فرصة في حياته.لقد منحته أملاً.ولكنه خذلني"
قالت:"وأنا؟"قالت ذلك بتعاسة وفد أذهلها ان يبذل جهده مع روي.ربما كان يرى نفسه فيه منذ عشر سنوات.
أجاب:"لن أساعدك في أمور كهذه مرة أخرى,لا أريد عمالاً فاشلين.ياكارولين .ولا طلاباً...."
قالت:"إمنحه فرصة أخرى أرجوك...."
قاطعها قائلاً:"انني لا أمنح فرصة أخرى"
قالت:"ولكن هذا ماتطلبه مناً جميعاً.ونحن نمنحك هذا,أليس كذلك؟وإذا منعت الطلاب من العمل في الكاراج,فإن هذا سيثير مشاعر سيئة."
قال:"انني إذن ,سأقفل الكاراج الآن,ولننتظر حفلات الزفاف."
قالت :"ولكن هذا يمس المدينة باجمعها .فأنا أعرف ست حفلات زفاف
ستقام في العطلة الأسبوعية القادمة ,ان مدينة اورنتي بحاجةالى سيارات
وهم لن يستطيعوا تدبيرها من مكان آخر في هذه الفترة القصيرة"
قال:"إذن ,أ**** في المدينة أن عمالي قد خذلوني وأنك بغاية الأستياء من ذلك.وأنك تساندينني إذا أحضرت أقربائي فقط"
قالت:"لا..لايمكنني القيام بذلك"
قال بحدة:"الأفضل ان تفعلي ذلك كارولين,وإلا دمرت كل ترتيبات حفلات الزفاف.اتريدين ان تضايقي العرائس السعيدات بجعل أسعد يوم في حياتهن
مغموراً بالكآبة؟"
قالت بحدة:"انك تثير إشمئزازي."
قال بهدوء:"انني سأحقق ماريد في كل شيء, ولا يهمني كيف أحصل عليه.
انني أوظف أقربائي لأني أثق بهم.انك تفهمين هذا.سانديني,قولي أنك تشعرين بخيبة أمل,ولكنك لا ترين سوى هذه الطريقة,قولي نعم."
همست:"نعم."لقد أثقل عليها بضغطه هذا,وشعرت بالذعر لذكائه الذي يحول كل شيء إلى صالحه.كما كانت إلى حد هائل .ان حياتها ستكون بعدالآن عذابا .وإذا لم يرحل ادوارد عن اورنتي فإن عليها هي أن ترحل.
وقالت:"أريد أن أذهب إلى المنزل سيراًعلى الأقدام"
قال :"أفعلي ماتشائين.تحدثي إلى أمي ودعينا ننتهي من هذا الموضوع المؤلم في أسرع وقت.فقد نلت تقريباً كل ما أريد."قال ذلك بعدم إكتراث
تام,ومال يفتح لها باب السيارة دون أن يحمل نفسه عناء ابداء شيء من التهذيب لها كما هي عادته.
عادت إلى مكتبها في المدرسة لتراجع بعض الأعمال التي تركتها مكومة
على مكتبها ,وأخذت تقلب الأوراق وقد تملكتها الكراهية أكثر من أي وقت
آخــــر.
تصاعد رنين الهاتف ,فتناولت السمعة:"نعم"
قال:"أين أنت؟تعالي إلى هنا حالاً"
ردت على غطرسة ادوارد قائلة:"في المنفى" وكادت تضع السماعة
من يدها عندما سمعته يهتف:"ديانا "
ردت عليه صارخة:"مـاذا؟"
قال:"انها هنا,في بيتي,تعـالي"
وفي لحظة قصيرة هادئة سمعت صوت ديانا يصرخ بهستيرية قبل أن يغلق الهاتف,وجمد الدم في عروقها ,واتصلت تطلب سيارة أجرة وهي ترتجف.
قفزت كارولين نازلة من السيارة ثم ركضت نحو ادوارد وقد تملكها الذعر
وهي ترى وجهه الشاحب,كان يبدو فظيعاً,وقال لها بايجاز:"البيت الصيفي"
ركضت وركض هو. وصرخت تسأله:"كيف؟"
أجاب :"كانت تتجول في الحديقة فرأتني,ثم..."وتعثر في طريقه.وعندما
أستقام مـرة أخرى عاد يركض متجهاً بها نحو مصدر النشيج وهو يقول:
"لقد أستدعيت طبيباً.انها تريدك,فساعديها"وبدأ التضرع في صوته عندما
أصبحا عند البيت الصيفي .وتابع قائلاً"أرجوك. لا يمكنني تحمل سماع ذلك البكاء.ساعديها ياكارولين"
قالت:"أواه يا ادوارد" كانت ممزقة المشاعر بين الذهاب إلى ديانا وبين البقاء إلى جانبه لتساعده هو أيضاً,وتابعت تقول :"ادخل الى البيت ,اجلس وتنفس بعمق,اصنع قهوة قوية وساوافيك حالاً"وألقت نظرة على وجهه
المعذب وارتجاف جسمه المروع قبل أن تدخل إلى البيت الصغير بكل ما أمكنها من هدوء.
قالت ديانا وهي تشهق باكية:"ادوارد" فاحتضنتها كارولين بين ذراعيها
واخذت تربت عليها اثناء بكائها ,وتواسيها بكلمات محبة رقيقة.وظنت لحظة انها لمحت وجه ادوارد في النافذة الجانبية,ولكنها عندما عادت
تنظر ,كان قد أختفى
كانت ديانا تنشج باكية:"ادوارد,ادوارد...."وأخذت تتكلم يالايطالية.فقالت
لها كارولين بلطف :"انني لا أفهم الايطالية ,ياحبيبتي.لا تنهضي,ابقي هنا.ان الطبيب سيحضر الآن"
فواجهتها نوبة جديدة من النواح,بينما كانت كارولين تشعر بالارتياح وهي ترى الطبيب الذي خدر ديانا ثم أخذها معه إلى المستشفى.وعادت كارولين
فدخلت المنزل غارقة في دموعها حيث اتصلت بجدها هاتفياً.
رد عليه صارخاً:"لحسن الحظ أنها بخير,أليكسا هنا وهي تكاد تفقد عقلها
لشدة القلق عليها.لقد أرادت ديانا أن تعود إلى البيت لترى خطيبك وهكذا
أعادتها أليكسا,ثم قالت شيئاًعن إحضار بعض الزهور,ومالبثت أن أختفت
اننا سنذهب إلى المستشفى وأبقي أنتي مع ادوارد فهو سيكون بحاجة إلى
من يكون معه"
قالت شاعرة بالخجل لكون قلقها على حالة ادوارد كان أشد:"ولكن عليً
أن أكون مع ديانا"
أجابها بحزم:"بل أبقي,فهناك كثيرون حول سريرها.وإذا هي خدرت,فلن تكون بحاجة إليك.ولكن ادوارد سيحتاجك,ولابد انه يشعر بالأسى.اتصلي
فيما بعد."
كان كل ما بامكانها تقديمه هو حبها,والأمل في أن ديانا ستعود فتتقبله
يوماً ما وأن عليه أن يصبر وينتظر.ومشت مترددة إلى أقرب باب لتجد
ادوارد واقفاً في منتصف الغرفة يحدق في الفراغ وكأنه دخل ولكنه لم يستطع أن يتقدم خطوة أخرى بعد ذلك.
رأت ظهـره المتوتر وكتفيه المنحنـيـتـين ,وجمـوده البالغ,رأت في كل ذلك
الوحشة الهائلة التي كان يعانيها.
ومع هذا ,عندما جاءت إلى جانبه,ورأت عينيه,اللتين لا يمكن سبر غورهما.تلتفتان إليها,شعرت وكأنه اقام بينها وبينه حاجزاً من الفولاذ.
ومهما كان مقدار مايعانيه في داخله من ألم وعذاب ,فقد كان معنى نظراته
إليها واضحاً,لا تقتربي.
سألته:"أتريد شاي؟"فهز رأسه بخفة,فعادت تسأل:"قهـوة؟"فهمس بخشونه
وهو يصرف بأسنانه:"كلا"
وللحظة قصيرة ,واضطرمت في عينيه السوداوين شعلة نـار سرعان
ما انطفأت لتعودا مـرة أخرى يغشيهما الكآبة والتكتم,ثم قال بوحشية:
"لا يمكنني البقاء هنا.سأرحل عن المدينة حالاً"وعصفت بها هذه الكلمات,
فتهالكت على أقرب مقعد,كتلة من اللحم والدم والعظم,ولاتطلب سوى شيء
واحد...هو أن يبقى ادوارد.ان يظل قريباً منها فتراه أحياناً وتعيش على ذكرياتها.لقد كانت تحبه اكثر مما كانت تتصور...وستستمرفي حبه إلى آخر
نسمة من حياتها.
تابع يقول بصوت خفيض:"إن المرأة التي أحبها تكرهني.انهم يظلمونني جميعاً,وهذا يقتلني.سأرحل عندما أتمالك نفسي قليلاً .فأنا لا أستطيع أن أقود
السيارة الآن."
أجفلت والألم يهزً منها الأعماق.ألمه هـو.ففي تلك اللحظة ادركت انه كان
من العذاب بحيث كان يتكلم دون تفكير,وكان يقول الحقيقة .انه لايقود السيارة أبداً وهو غاضب أو مضطرب.وفجأة اتضح أمامها كل شيء ,ما
فجـر في نفسها الحياة والأمل.انه لايقود السيارة اثناء الغضب.فهـو لم يقتل
أختها وابن أختها الطفل,إذن.لقد كان أقسم بشرفه انه لم يكن يقود سيارته حينذاك.كان ثمة شخص كاذب هو غير ادوارد,انها تصدقه,تثق به.ربما ليس بامكانها ان تحصل عليه بالشكل الذي لاتريده, ولكن بامكانها أن تثبت
براءته على الأقل.
استقرت عيناها المحبتان على جسمه القوي الشجاع,فرأت ببصيرتها حقيقته الهشة.لقد ظلموه,خصوصاً هي,وعليها أنا تصلح كل شيء ولو أخذ منها الأمر سنوات. وكان عليها أن توضح هذا.ان عليها أن تقوم بذلك لأجله.
ابتدأت تقول:"يمكنك أن تبقى...."
رد عليها بحدة:"ليس في هذا المكان ,ماذا أستفدت منه؟"
قالت:"ألا يعني لك هذا المنزل شيئاً؟أليس هو المكافأة التي ربحتها؟"
قال:"انه لا شيء بدون...."وسكت وقد كتمت عيناه المثقلتان سـره.
قالت:"لقد كنت تريد الإنتقام ولقد حصلت عليه.ألا تريد البقاء والإستمتاع
بذلك ؟."
قال:"لقد كنت أريد إستعادة الحب الذي كنت متلهفاً إليه,الخاتمة السعيدة
لنهاية الحكاية الخرافية"ونطق بالجملة الأخيــرة سـاخراً.
قالت :"بامكاني تحقيق ذلك منذ الآن ,امنحني فقط فرصة أسبوعين لذلك"
لقد كانت تدرك كم من الوقت كان يطلب لكي يعود إلى أمـه.
مشى نحو الباب كالأعمـى وهو يقول :"حتى ولا دقيقتين"ولكنها سبقته إليه,
لتقف حاجزاً بينها وبينه.
فبدت القسوة في عينيه وأخذ يزمجر بوحشية:"دعيني أذهـب,يجـب أن تتركيني أذهـب ياكارولـين."
قالت بهـدوء وعيناها في عينيه العدائيتين:"انني أصدقك,يا ادوارد.انني أعلـم أنك لم تكون تقود سيارتك في تلك الليلة التي ماتت فيها أختي."
أجفل,ثم قال:"لقد فات الآوان ,لقد تأخـرت في شهادتك هـذه عشـر سنـوات"
أجابـت متحدية:"ربمـا,ولكن إبقى هنا.في هذا البيت.ألاتستحق أمك من حياتك أسبوعين"
قال بغضب:"أيتها السافلة" ثم,بعد أن جذب نفساً عميقاً تابع يقول:"انها
طبعا تستحق ذلك,اسبوعان,اذن.انما بشـرط.انني لا أستطيع...لاأريدك ان
تقتربي مني ,لايهمني ماسيظنه الآخرين عن خطبتنا,انما لاأستطيع احتمال
اجتماعنا المتواصل
قالت وهي تبتلع تعاستها:"ولا انا أستطيع"إذا كان يكرهها إلى هذا الحد,فعليها أن تقبل ذلك.انها تمثل جزء من حياته يثير كراهيته. وتابعت
تقول:"ليس في نيتي ان أقترب منك,ولكنني متأكدة تقريباً من ان بامكاني
ان أجمعك بأمك,وبعد ذلك بامكانكما ان تعيشا حيث شئتما."
وخـرجت بعد أن لم تستطع رؤية منظر وجهه,ذلك أن اكثر العواطف الإنسانية قد انتشرت عليه بكل فوضى واضطراب الحب ,الرقة,الفرح,
الألم ,اليأس.
لقد تعهدت أن تساعده على أن يبدأ من جديد,أما بالنسبة إليها هي فان حياتها قد انتهت.عادت إلى دراجتها تسير بها الهوينا إلى حيث تجد في البحر
و الهواء مايخفف عنها قليلاً, ويمنحها القوة على الكفاح في سبيل تنقية
اسم الرجل الذي تحبه.
وصلت إلى نقطة مقفرة في الشاطئ حيث كانت وادوارد قد إعتادا غالباً
الجلوس صامتين مستمتعين بمنظر طيورالبحر فوق الكثبان الرملية والتي كانت تعلو كالجدار خلفها.
انها سوف تتحدث إلى والديً جوليا اللذين كانا أدليا بشهادتهما عن الحادث
وبعد ذلك ؟إلى جولـيا وكل الشهود الآخـرين كذلك.ثمة في مكان ما ,حلقة وصل واهية.
نهاية الفصل التاسع.................
قراءة ممتعة للجميع....................