ونبهتها ساعتها الى الوقت فاندفعت فى مثل الدوامة ترتدى ملابسها وتصلح من شعرها . وفى الردهة القت بنظرة على نفسها فى المراة وشعرت بالذنب وهى ترى نفسها فى الثوب القرمزى اللافت للنظر .
كانت قد غطت شعرها بقبعة سوداء لامعة تطايرت من تحتها عدة خصل من شعرها هذا الى غرة تكومت فوق جبينها . كما انا بالغت فى التبرج حيث اسرفت فى وضع الماسكارا على رموشها ما اظهرها اكبر حجما حتى لم يعد يبدو من وجهها سوى العينين والفم القرمزى اللون , ونظرت الى نفسها فى المراة لتضحك مما بدا لها شكلا سخيفا .
قرع جرس الباب فامسكت بحقيبة يدها ثم هبطت السلم وقلبها يخفق . فتحت الباب وهى تهتف مرحا :
" مرحبا هل ادهشك ان اكون جاهزة ؟ "
ومرت بجانب ادوارد تتجاوزه بخطوات واسعة دون ان تنظراليه وهى تتابع قائلة :
" هيا بنا , اكاد اموت جوعا "
ونظرت اليه من فوق كتفها ضاحكة , ومن ثم تراخت عزائمها , ليس فقط لانه بدا فى منتهى الروعة ما جعل خفقات قلبها تعلو عن حدها الطبيعى وانما لاعجابه غير المحدود بمظهرها .
سالها :
" هل اخبرت جدك عن خطوبتنا ؟ "
اجابت :
" نعم "
سال :
" وبعد ذلك ؟ "
قالت :
" لقد ظن اننى مخبولة "
وفكرت فى ان جدها ربما على صواب , فقد كانت تشعر وكانها تطير فى الجو . لقد ادار راسها كونه يراها حلوة سارة . كما جعلها احساس غريب بالانتصار تشعر بالوهن .
جلس بجانبها فى السيارة دون اى تعليق . ولكنها شعرت بالتوتر يملأ جو السيارة وأخيرا قال :
منتديات ليلاس
" عليك ألا ترتدى هذا الثوب مرة أخرى بعد هذه الليلة , ليست هذه هى الصورة التى أريدك أن تكونى عليها "
تمتمت تقول وقد سرها شعوره بالضيق :
" هل كنت تفضل الآنسة الرائعة فى ملابسها الكلاسيكية ؟ لقد توخيت فى ثوبى شيئا من التغيير "
قال وهو يقترب من المطعم ليوقف السيارة فى مكان مناسب , قال متهكما :
" شكرا لإخبارى بذلك , لقد سبق وأدركت ذلك , فأنا أعرف الاعيبك
سألته بحدة :
" أية ألاعيب ؟ "
أجاب ببطء :
" ألاعيب ضبط النفس "
قالت وهى ترتجف :
" لا ادرى ما الذى تتحدث عنه . لا تكن احمق . ان اغضابى لن يفيدك بشئ فأنت بحاجة إلى .... "
قال بلهجة تنذر بالشر :
" وكذلك أنت بحاجة إلى "
وتابع يقول بصوت متوتر :
" اننى اريدك ان تصغى الى . ان ثمة قواعد فى ترتيباتنا يا كارولين واريد ان اتاكد من اتباعك لها , وهى ان تاكد من انك تعلمين من هو الرجل فى علاقتنا هذه . فانا لست ولن أكون ابدا ذلك الرجل الذى يزحف لاهثا لأجل امرأة . اننى افضل عند ذلك ان ابتعد عنها "
قالت حانقة :
" اننى لست كما تظن "
قال ساخطا :
" أليس لديك فكرة عن الفرق بين الصدق والكذب ؟ لقد أوضحت للجميع فى المدرسة منذ فترة قصيرة انك لم تفكرى بى طوال النهار لكى تعطيهم مجالا للتفكير فى اننى انا الذى الاحقك "
قالت :
" لقد كنت مشغولة "
قال ببرود :
" لابد للحبيبين من أن يفكر الواحد منهما بالأخر وكان عليك ان تجعلى الاخرين يظنون ذلك حتى ولو لم يكن حقيقة . والان تحاولين ان تظهرى لكل من فى المطعم اننى اتحرق شوقا اليك "
حملقت فيه قائلة :
" اننى لم ألبس هذا الثوب لألفت نظرك وإنما لأجل تمثيل الدور "
وكانت تعنى تمثيل دور المرأة المخبولة وتابعت قولها :
" يا ليتنى ارتديت سترة صوفية وبنطال جينز وحذاء بشريط كما كنت أنوى . لشد ما أكره سيطرتك هذه وتحكمك بى "
قال ببطء :
" ان كراهيتك كذلك لا توازى كراهيتى لوقوعى منذ عشر سنوات تحت رحمة فتاتين سافلتين حقودتين . والان قد انقلبت الاوضاع واصبحت تحت سيطرتى "
فقالت :
" فهمت . انك تريدنى ان أكون طوع اوامرك وانثر الزهور فى طريقك ..."
تمتم بضيق :
" كلا فهذا يثير اشمئزازى اننى اريدك فقط أن تتظاهري بأننا حبيبان , وان العلاقة بيننا هى علاقة تكافؤ . فحبك لى هو بقدر حبى لك , واننا يهتم الواحد منا بالأخر تماما . يجب أن نعطى انطباعا بأننا يستمتع الواحد منا بصحبة الأخر , وان العلاقة بيننا هى حلوة ورقيقة يسودها الاحترام المتبادل , هل فهمت ؟ "
كانت كارولين صامتة تائهة فى تعاستها , انه لم يخرج عن أنه وصف ما تحلم به نحوه , ولكن عليها أن تقوم بتمثيله , وقالت بصوت متهدج : " اننى اكرهك ! اننى احتقر ما تقوم به نحوى لكي تنال ما تريد . ان المتوحش تماما هو الذى يعامل امرأة بهذا الشكل "
قال : " وفقط المرأة السافلة تماما هى التى تستحق هذه المعاملة . وعليك ان تتعلمى كيف تتصرفين كسيدة مهذبة فى المجتمعات . هذا إذا كنت تريديننى ان اتصرف معك . على انفراد كسيد مهذب "
كان التهديد واضحا . فقد كان يريد به أن يريها من هو السيد . وقالت محذرة : " إذا أنت أذيتنى ... "
قاطعها قائلا : " ان لدى طريقة افضل من القوة الهمجية لاظهار قوتى . اظنك وجدت الامر مسليا إذا تتوخين اطرائى فى محل المجوهرات , بينما تدركين أنك ستكونين بمأمن لأننى ما كنت لاستطيع التجاوب بوجود مارى ."
قالت متلعثمة : " و .. ماذا ؟"
قال : " لقد تحولت فجأة من حال إلى حال كلوحة اعلان عرض البضائع , وكنت على وشك الانسحاب مما كنا خططنا له . عندما أردكت , لحسن الحظ , ما تقصدين إليه . ان عليك أن تتوقعى نتائج ما تقوديننى إليه . حسنا .. ها قد تلقيت بعض النتائج , وساجعلك متى شئت أنا , تنهين هذا التمثيل ."
قالت : " ولكنه لم يكن ... " وسرعان ما تملكها الذعر إذ أردكت أن ليس بإمكانها أن تخبره بالحقيقة ..."
قال : " انزلى , انما ضعى ابتسامة على وجهك قبل ذلك "
قالت : " لا استطيع "
قال : " تمهلى , إذن حتى يمكنك ذلك " ووضع شريطا موسيقيا لتعصف بها موسيقى البوب الصاخبة , وهو يقول : " قد تعطيك هذه الموسيقى بعض الحيوية , هيا . ابسطى ملامحك , ان هذا مهم جدا . وتذكرى ان هناك اشخاصا سيعرفوننى , وربما واحد أو اثنان منهم يتذكرون حادثة الاصطدام تلك , فهيئى نفسك لبعض النظرات العدائية "
قالت بصوت خفيض : " اعلم ذلك , فقد هيأت نفسى لهذا "
صاح بها عندما مدت يدها فجأة تفتح باب السيارة : " انتظرى , لايبدو عليك مطلقا انك مهيأة لذلك كما تقولين "
تمتمت تقول : " سنتأخر بالنسبة للمائدة المحجوزة "
قال : " سيحتفظون بها لنا "
قالت : " انهم لن يفعلوا ذلك , فالموائد هنا ذات أوقات محددة , اننى اعلم ذلك لأن تلاميذى يعملون هنا .. "
قاطعها قائلا : " ان صاحب المطعم ورئيس الندل سيحفظونها لى , فانهم يعرفون من انا , وهم يعلمون بما سأقيم فى هذه المدينة من مصالح , ومن هم الناس الذين سأدعوهم للعشاء هنا , فهم لن يفكروا ابدا باغضابي , ان هذه سلطة يا كارولين , وقد أصبحت فى يدى الآن , ولن أدعها تفلت منى أبدا "
نهاية الفصل السابع.........
قراءة ممتعة للجميع....................