المنتدى :
المنتدى العام
يعني إني..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعني إني..
محدثكم كان يمشي في أحد الشوارع و توقف عند إحدى البقالات و دخل ليشتري له شرابًا باردًا
سمع شخصًا من ورائه يقول و هو يتحدث في الهاتف:و الله هالولد بلشة خلوه علي يعني إني..<<بالوقوف على حرف العين قليلاً
*ها هو سلمان يصعد الدرج في جامعته و أمامه جماعة يتحدثون بصوت مرتفع و يقول أحدهم بنفس الطريقة التي سمعها عند البقالة:يعني إني..
*لا بأس ربما هذه كلمة دارجة لكن ما سبب انتشارها؟؟ هاتفني أحد أصدقائي:وينك (....) ما عاد تبين و الا يعني إني..
هنا أدركت أن هناك سرًا في (يعني إني) هذه
فاتجهت إلى العم قوقل و كتبت فيه (يعني إني) و تفاجأت بعدد النتائج التي ظهرت لي من البحث:
عرفت الآن السر الذي جعل الناس كلهم يهتفون بهذه العبارة عند كل شاردة و واردة حتى أن عامل المزرعة الباكستاني قال لي بلكنة مكسرة :يأني إني!!
لا أنكر أنني كنت أقول هذه العبارة من قبل لكن ليس بنفس الطريقة و ليس بالإطالة على حرف العين و تفخيمه لكن الآن أحاول جاهدًا ألا أقولها لئلا يقول لي البعض:تتابع مسلسلات؟؟
المشكلة باختصار:هي انصهار شخصياتنا في شخصيات المشاهير..فلا يكاد يعمل المشهور شيئًا إلا قلدناه تقليدًا أعمى
ليس العيب في التقليد و لا في (يعني إني) فهي عبارة ليست سيئة إنما العيب هو أن نكون كالببغاء نردد ما نسمع بمجرد أن من قالها مشهورًا..حتى لو لم يكن ممثلا لربما كان شيخًا و يقول عبارة معينة و نحن نقلد بلا وعي و نكرر هذه العبارة بل نتقمص نفس شخصيته بكل عيوبها و إيجابياتها!!
جميل أن تكون لنا شخصيتنا المستقلة..نضيف إليها مما حولنا و لا نمحوها أبدًا و نجعلها صورة طبق الأصل من أي شخصية أخرى ففي هذا عدم ثقة بالنفس
أختي تقول لي أن أغلب صديقاتها أصبحن صورة طبق الأصل من المذيعة (فلانة) في مشيتها و لبسها و قصة شعرها و أسلوبها في الكلام
بل بلغ الأمر بإحداهن أنها تقول :أنا (فلانة) السعودية!!<<
يعني محوًا تامًا لشخصيتها و انصهار في شخصية هذه المذيعة
عندما علم اللاعب البريطاني (...)أنه يوجد أناس هكذا (مع الخيل يا شقرا) بدأ يعمل التقليعات الغريبة ..فلم نكن من قبل نتوقع أن الشباب سيفتخرون بالصلع الكامل لكن منذ أن حلق شعر رأسه و أصبح رأسه صحراء لامعة تهافت الشباب إلى الحلاقين و بدؤوا بجز شعورهم و محوها من الوجود
و العجيب أن زوجة هذا اللاعب و هي مطربة معروفة قصت شعرها قصة غريبة و نرى العديد من الفتيات قصصن شعورهن نفس هذه القصة بل أصبحت منسوبة إليها فيقال قصة( فلانة)
ليس العيب في التقليد..مهما كان الشخص الذي نقلده فالحكمة ضالة المؤمن..لكن العيب هو أن نضحي بشخصيتنا التي اكتسباناها و نخفيها خلف قناع لشخصية أخرى مما يدل على انعدام الثقة بالذات
لتكن لك شخصيتك المستقلة التي تعرف بها و إياك و الانصهار في شخصيات الآخرين لأنك أنت و لن تكون غيرك مهما فعلت
إذن..كن واضحًا و اكشف الستار عن شخصيتك الجميلة المميزة حتى لو قلت:ما دريتا؟ و زحلطن و يعني إني..و البقية ستأتي
|