كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ألا يمكنه التحدث اليها , ألا بهذه السخرية اللاذعة . قررت الرد عليه بقساوة مماثلة , ولكنه سبقها ألى الكلام قائلا بلهجة أكثر صدقا وجدية :
" يتطلب العيش في مثل مناطق الأدغال والغابات , قدرات فريدة ونادرة من أكثرية النساء . لا تدعي الحماس وحب المغامرة يخدعانك , يا سالي . ستجدين خلال فترة قصيرة جدا أنك تتحرقين شوقا لأضواء المدينة ورفاهيتها " .
" أنت مخطئ في تقديرك لي , وسوف أثبت لك ذلك " .
نظر أليها مجددا , فلاحظت ذلك الشعور بالشفقة . قال لها :
" هل ستتمكنين من ذلك ؟ أنا أعتقد العكس , ولكن كلامي لا يؤثر فيك أطلاقا . ستقتحمين أماكن قد لا يكون وجودك فيها مرغوبا , وستصرين على أرتكاب أخطاء يمكنك تجنبها وتفاديها . وسوف تشعرين بوقع المفاجأة المرة , عندما ينتهي بك المطاف محطمة القلب مهشمة الفؤاد .
تأملته بذهول شديد , وغضب عارم . لم يعد خافيا عليها أنه يريد تعذيبها وأيلامها , وان عليها تحصين نفسها في وجه سهامه الغادرة . ومع ذلك فهو لا يزال قاردا على أصابتها بجراح بالغة .... كلما قرر مهاجمتها . سترد له الصاع صاعين ...
" مهما سيحدث لي , يا أندريه كونورز , فلن أستنجد بك وأبكي على كتفيك !".
ها هي تسجل نقطة لصالحها ..... تربح معركة في حربها الضروس معه . أعجبها تلبد وجهه بملامح الأنفعال والأستياء , فالسهم الذي أطلقته أصاب مرماه .أدارت وجهها عنه , اذ لم يعد هناك على ما يبدو أي مجال أو ضرورة لحديثهما المشبع بالحقد والكراهية .
منتدى ليلاس
كانت تشتعل غضبا وتشعر بتوتر هائل في أعصابها , على الرغم من قرارها عدم أفساح المجال أمام عنجهيته وأعتداده بنفسه لأزعاجها أو التأثير عليها , كيف يجرؤ هذا اللعين على التحدث أليها بهذه الطريقة ؟ كيف يجرؤ على الأيحاء بأن جون لا يكون راغبا في حضورها أليه ....
وهو الذي يخطط منذ سنوات لزواجهما المرتقب .
أوه ! الآن عرفت السر الحقيقي الكامن وراء تصرفات أندريه كونورز أتجاهها ! لاشك في أن أحدى النساء آذته ألى درجة كبيرة في فترة ما من ماضية ... وأنه بدا يعامل جميع بنات جنسها بهذه العنجهية والمرارة نتيجة ذلك .
عاد الهدوء تدريجيا ألى أعصابها , فأخذت تتأمل بأرتياح الطبيعه ومناظرها الخلابة . بدت الطريق الترابية , وكأنها الحد الفاصل بين الاراضي المزروعه ... ومناطق الغابات والادغال .
أرتعشت فرحا وسرورا , فقد أحست بالغريزة أنها أقتربت من حوض التماسيح ... وخطيبها . نسيت تعاليها , فأستدارت نحو أندريه بصورة عفوية وسألته بشيء من اللهفة والحماسة :
" هل وصلنا الى حوض التماسيح ؟".
وجه اليها نظرات خالية من الغضب والتهكم , وقال لها بصوت هادئ .... وكانه نسي كلماتها القاسية :
" لا . ولكنها منطقة مماثلة . سنمر على بضع مناطق لتجمعات الحيوانات البرية , ومنها الحديقة الوطنية التي تضم أفضل وأكبر مجموعة من هذه الحيوانات النادرة .
آه , هذا هو المكان الذي كان يحلم جون بالعمل فيه ... ولكن العرض الخاص بحوض التماسيح كان سخيا للغاية فلم يتمكن من رفضه .وتساءلت سالي ضمنا عما اذا كانت ستفضل الحياة في هذه المنطقة التي تعج بالعمال والموظفين والسياح , على العيش في حوض التماسيح البعيدة النائية ! لا , لن تهمها الوحدة والعزلة في حوض التماسيح , طالما أنها ستكون مع جون , هذه هي الحياة التي أختارتها .....وهذه هي الحياة التي ستقبل بها وتتأقل معها . ستعتاد عليها بالرغم من مصاعبها وقساوتها وأخطارها , فهي الحياة التي يحلم بها جون منذ صغره .
شاهدت فجأة مجموعة من الغزلان تقفز وتلعب في فسحة كبيرة بين الاشجار , فحرك المنظر الجميل في نفسها مشاعر السكينة وحب الطبيعة . هتفت بارتياح واضح, وبطريقة عفوية صادقة :
" اوه , كم هي رائعة !".
وجه أليها مجددا تلك النظرات, التي تجعلها تشعر بأنها صغيرة ... وسطحية ألى حد ما وأكتفى بالقول انها حيوانات جميلة . لماذا يحاول هذا الرجل أستغلال كل فرصة تتاح له , ليحط من قدرها ويؤذيها ... وبمثل هذه السلبية التي لا تطاق ؟ أحست بأنها على وشك توجيه ملاحظة سخيفة , فحاولت خنقها في المهد ...ولكنها فشلت , دفعتها قوة غامضة الى القول :
" انا متاكده من انك تفضل الاسود , فقساوتها تعجبك وزئيرها اغنية رقيقة تدغدغ اذنية واحاسيسك .
ابتسم وقال :
- انت ذكية جدا لكي تتمكني خلال يومين فقط من معرفة خبايا نفسي وافكاري الى هذه الدرجة . تصوري كم ستبلغ معرفتك لي بعد اسبوع !
|