لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-10, 06:28 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


ثارت ثائرتها بسبب البرودة المتعمدة في لهجته , فنسيت قرارها بالبقاء هادئة الأعصاب والتصرف بحكمة ونضوج . قالت له بحدة :
" خائفة ؟ من جون ؟ لا يمكن ! لماذا هذا الحقد كله , يا أندريه كونورز ؟".
مسحت دمعتين تدحرجتا رغما عنها على وجنتيها وأضافت :
" لماذا هذا الأيحاء الصريح بأن جون لا يريدني ؟".
" قليلا من الهدوء ".
ردت على جملته الأمرة ... الناعمة, بعصبية :
" كيف يمكنني أن أكون هادئة , وأنا لم اسمع منك منذ ألتقينا ألا الأهانات والكلمات القاسية الجارحة ؟ أنا وجون مخطوبان, وهو يحبني ويريدني معه " .
لم يتأثر بانفعالها وعاد يسألها ببرودة مزعجة :
" لماذا تحضرين الأن بالذات , يا سالي , وبدون أطلاعه مسبقا على رغبتك هذه ؟".
أرتاحت أعصابها قليلا لمجرد سماع أسمها , عوضا عن تلك التسمية المقيته ... الهرة الشرسة . أجابته بصوت حزين مرتبك :
" شعرت أنه قد يكون مريضا ... رسائله .... في الفترة الأخيرة ... لم تكن كلماته توحي ... بالأرتياح . من المؤكد أنه بحاجه اليّ . هل هو ... مريض ؟".
" أنه يتمتع بصحة جيدة , حسبما أعرف " .
ها هو يستخدم ثانية هذه اللهجة الأيحائية الغامضة التي تزعجها وتثير أعصابها.
منتدى ليلاس
قالت له ببطء شديد :
" أنت تعتقد , على ما يبدو , أن جون لا يريدني " .
توقعت منه جوابا غاضبا وساخرا , ولكنه أدهشها جدا عندما سألها بصوت رقيق للغاية:
مستخدماأسمها الأول للمرة الثانية خلال دقائق :
" هل فكرت يا سالي , انه قد تكون لجون مخططات اخرى ؟".
حدقت فيه مذهولة , وغير قادرة على تصديق ما سمعته أذناها .تعرفه منذ البداية متغطرسا جدا وقاسيا لا يشفق أو يرحم , ولكنها لم تكن لتتصور أبدا أنه يكرهها ألى درجة تدفعه لمحاولة اذلالها بشتى الاساليب والوسائل . قالت له بلهجة حادة ومفعمة بالاحتقار والازدراء :
" لا ! لا , لم أفكر بمثل هذه المسألة ولو للحظة واحده . أنا أحب جون وأثق به , وهذا هو جوهر علاقتنا منذ أيام الطفولة " .
ثم نظرت اليه بتحد صارخ :
"أنها علاقة لا يمكنك فهمها أو تقديرها يا أندريه كونورز , أنت شخص معتد مغرور لا تحب أحدا أو تثق بأحد , ألا نفسك " .
أبتسم برقة أذهلتها وسألها :
" هل تعرفينني ألى هذه الدرجة ؟".
أنتظرت لحظة لتتأكد من وصول النصل السام الى نحره , ثم مضت ألى القول :
"أما بالنسبة لجون , فأرجو من صميم قلبي ان تكون أجابتي المتعلقة به كافية للرد على تساؤلاتك وحب الأستطلاع لديك " .
هز منكبيه العريضين بكثير من اللامبالاة , ولكن نظراته التي وجهها اليها بشكل عابر أوحت بأشياء لم تفهمها .... ولم تشهدها من قبل . الشفقة ؟ لا , لا يمكن ! التعاطف ؟ ربما ! ربما يشعر بتعاطف معها , ظنا منه أنها فتاة مدللة غير قادرة على التأقلم مع حياة العزلة والبساطة . ألا يمكن أيضا انه متعاطف مع جون , لأنه يكرهها ويعتبرها زوجة غير صالحة لصديقه ؟ التعاطف مع جون ... هذا هو السبب لتصرفاته العدائية تجاهها .
" أنت تعتقد أنني لست الزوجة الملائمة لجون , أليس كذلك ؟".
" صحيح " .
حصلت سالي على الجواب الذي كانت تتوقعه من أندريه كونورز , مع أن النبرة الجافة والحاسمة في صوته أزعجتها وضايقتها الى درجة كبيرة . قررت ألا تمضي قدما في هذا الحوار المثير للاعصاب , ولكن شعورا خفيا أرغمها على توجيه السؤال التالي :
" هل تعتقد أنني غير قادرة على تحمل قساوة العيش في مثل هذه المناطق ؟".
" لا يمكن لكثير من النساء تحمل هذه الحياة " .
احست بمرارة شديدة في لهجته , فقررت متابعة الهجوم , رفعت رأسها بعزة وافتخار, وقالت :
"ربما اكون مختلفة ".
" أنت أفضل من معظمهن , من حيث الشجاعه والتصميم وقوة الارادة " .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-10-10, 09:24 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ألا يمكنه التحدث اليها , ألا بهذه السخرية اللاذعة . قررت الرد عليه بقساوة مماثلة , ولكنه سبقها ألى الكلام قائلا بلهجة أكثر صدقا وجدية :
" يتطلب العيش في مثل مناطق الأدغال والغابات , قدرات فريدة ونادرة من أكثرية النساء . لا تدعي الحماس وحب المغامرة يخدعانك , يا سالي . ستجدين خلال فترة قصيرة جدا أنك تتحرقين شوقا لأضواء المدينة ورفاهيتها " .
" أنت مخطئ في تقديرك لي , وسوف أثبت لك ذلك " .
نظر أليها مجددا , فلاحظت ذلك الشعور بالشفقة . قال لها :
" هل ستتمكنين من ذلك ؟ أنا أعتقد العكس , ولكن كلامي لا يؤثر فيك أطلاقا . ستقتحمين أماكن قد لا يكون وجودك فيها مرغوبا , وستصرين على أرتكاب أخطاء يمكنك تجنبها وتفاديها . وسوف تشعرين بوقع المفاجأة المرة , عندما ينتهي بك المطاف محطمة القلب مهشمة الفؤاد .
تأملته بذهول شديد , وغضب عارم . لم يعد خافيا عليها أنه يريد تعذيبها وأيلامها , وان عليها تحصين نفسها في وجه سهامه الغادرة . ومع ذلك فهو لا يزال قاردا على أصابتها بجراح بالغة .... كلما قرر مهاجمتها . سترد له الصاع صاعين ...
" مهما سيحدث لي , يا أندريه كونورز , فلن أستنجد بك وأبكي على كتفيك !".
ها هي تسجل نقطة لصالحها ..... تربح معركة في حربها الضروس معه . أعجبها تلبد وجهه بملامح الأنفعال والأستياء , فالسهم الذي أطلقته أصاب مرماه .أدارت وجهها عنه , اذ لم يعد هناك على ما يبدو أي مجال أو ضرورة لحديثهما المشبع بالحقد والكراهية .
منتدى ليلاس
كانت تشتعل غضبا وتشعر بتوتر هائل في أعصابها , على الرغم من قرارها عدم أفساح المجال أمام عنجهيته وأعتداده بنفسه لأزعاجها أو التأثير عليها , كيف يجرؤ هذا اللعين على التحدث أليها بهذه الطريقة ؟ كيف يجرؤ على الأيحاء بأن جون لا يكون راغبا في حضورها أليه ....
وهو الذي يخطط منذ سنوات لزواجهما المرتقب .
أوه ! الآن عرفت السر الحقيقي الكامن وراء تصرفات أندريه كونورز أتجاهها ! لاشك في أن أحدى النساء آذته ألى درجة كبيرة في فترة ما من ماضية ... وأنه بدا يعامل جميع بنات جنسها بهذه العنجهية والمرارة نتيجة ذلك .
عاد الهدوء تدريجيا ألى أعصابها , فأخذت تتأمل بأرتياح الطبيعه ومناظرها الخلابة . بدت الطريق الترابية , وكأنها الحد الفاصل بين الاراضي المزروعه ... ومناطق الغابات والادغال .
أرتعشت فرحا وسرورا , فقد أحست بالغريزة أنها أقتربت من حوض التماسيح ... وخطيبها . نسيت تعاليها , فأستدارت نحو أندريه بصورة عفوية وسألته بشيء من اللهفة والحماسة :
" هل وصلنا الى حوض التماسيح ؟".
وجه اليها نظرات خالية من الغضب والتهكم , وقال لها بصوت هادئ .... وكانه نسي كلماتها القاسية :
" لا . ولكنها منطقة مماثلة . سنمر على بضع مناطق لتجمعات الحيوانات البرية , ومنها الحديقة الوطنية التي تضم أفضل وأكبر مجموعة من هذه الحيوانات النادرة .
آه , هذا هو المكان الذي كان يحلم جون بالعمل فيه ... ولكن العرض الخاص بحوض التماسيح كان سخيا للغاية فلم يتمكن من رفضه .وتساءلت سالي ضمنا عما اذا كانت ستفضل الحياة في هذه المنطقة التي تعج بالعمال والموظفين والسياح , على العيش في حوض التماسيح البعيدة النائية ! لا , لن تهمها الوحدة والعزلة في حوض التماسيح , طالما أنها ستكون مع جون , هذه هي الحياة التي أختارتها .....وهذه هي الحياة التي ستقبل بها وتتأقل معها . ستعتاد عليها بالرغم من مصاعبها وقساوتها وأخطارها , فهي الحياة التي يحلم بها جون منذ صغره .
شاهدت فجأة مجموعة من الغزلان تقفز وتلعب في فسحة كبيرة بين الاشجار , فحرك المنظر الجميل في نفسها مشاعر السكينة وحب الطبيعة . هتفت بارتياح واضح, وبطريقة عفوية صادقة :
" اوه , كم هي رائعة !".
وجه أليها مجددا تلك النظرات, التي تجعلها تشعر بأنها صغيرة ... وسطحية ألى حد ما وأكتفى بالقول انها حيوانات جميلة . لماذا يحاول هذا الرجل أستغلال كل فرصة تتاح له , ليحط من قدرها ويؤذيها ... وبمثل هذه السلبية التي لا تطاق ؟ أحست بأنها على وشك توجيه ملاحظة سخيفة , فحاولت خنقها في المهد ...ولكنها فشلت , دفعتها قوة غامضة الى القول :
" انا متاكده من انك تفضل الاسود , فقساوتها تعجبك وزئيرها اغنية رقيقة تدغدغ اذنية واحاسيسك .
ابتسم وقال :
- انت ذكية جدا لكي تتمكني خلال يومين فقط من معرفة خبايا نفسي وافكاري الى هذه الدرجة . تصوري كم ستبلغ معرفتك لي بعد اسبوع !

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-10-10, 09:31 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


لعنت سالي الأحمرار الذي ضج في خديها , وردت عليه بسخرية مماثلة :
" يكفيني تماما ما أعرفه عنك حتى الآن , يا أندريه كونورز " .
نظر أليها بطريقة كادت تجمد الدماء الحارة في عروقها , وسألها ببرودة اثارت سخطها وحنقها :
" هل انت متاكده من ذلك ؟".
لن تجيبه هذه المرة , لأنه سيحطمها ! زمت شفتيها بعصبية بالغة وأبعدت وجهها عنه بتمرد واضح . سمعت ضحكة خفيفة وراءها, توحي بأن سائق الشاحنه شعر برد فعلها وأدرك ما يجول في عقلها وتفكيرها . ما بالها تعود ألى تلك الافكار السخيفة الغبية ,وتتخيل هذا الرجل اللعين طبيبا نفسيا أو خبيرا في علم الفراسة ؟ أنه لا يستحق أبدا هذه المواصفات , وليس لديه الذكاء الكافي للتمتع بهذه الصفات والمزايا, ولكنها ... تشعر بقوة شخصيته ... وتأثيره عليها , حتى على الرغم من ألتصاق عينيها بالنافذه القريبة منها . كيف يمكنها تحصين نفسها ومشاعرها في وجه هذا الرجل ... الرجل ؟
ناشدته صامته أن يوصلها ألى حوض التماسيح ... وأن يدعها وشأنها . صرخ عقلها :
" أبتعد عني وعن حياتي . لا أريدك قربي ... جسما أو فكرا أو عاطفة " .
هل تريد ذلك حقا ؟ أنها ليست متأكدة على الأطلاق ! تبا لها ... ولعواطفها المجنونة , وتبا لهذا الرجل الذي يعذبها ويؤذيها ... ويجعلها تتمتع احيانا بأمور لم تكن تتصورها !

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-10-10, 09:47 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- سأنساك ألى الأبد
" سالي . . .".
لو ناداها الهرة الشرسة ، لكانت تجاهلته . ولكن صوته حمل نبرة معينة حثتها على النظر نحوه والإصغاء إليه . أشار إلى يمينها ، وقال :
" هناك ! هل ترينها ؟".
" ما هي ! أين ؟".
مرت لحظات وجيزة ، قبل أن تشاهد مجموعة كبيرة من النقاط السوداء تتحرك على علو شاهق . سألته مرة أخرى :
" عصافير ؟.
" عقبان . "
كانت تعرف أهمية طيور الجيف هذه ، فقالت :
" اوه ! هل تنتظر ضحايا جديدة ؟ تنتهي الأسود من أشباع بطونها ، فيأتي دور العقبان " .
" لقد علمك جون جيداً " .
ثم ألتفت نحوها ، وأضاف قائلاً بلهجة تحمل شيئاً من التهديد والوعيد :
" هل تعلمين أنها تهاجم أيضاً الصغار والمستضعفين ؟".
لم تجبه ، إذ لا حاجة للأجابة على مثل هذا السؤال . ولكن جسمها أرتجف خوفاً ، وأحست بأن أندريه لا يعني فقط الحيوانات الصغيرة الضعيفة . هل يحتمل بأنه يوحي بأمكانية أقدام عقاب على مهاجمة شابة راشدة قوية مثلها ؟ لا ، هذا غير ممكن إطلاًقاً ! ومع ذلك ... فكلماته تحذيرية مزعجة ، تزيد من رغبتها في الوصول إلى حوض التماسيح ، بأسرع وقت ممكن .
وفجأة ...ظهرت أمامها الكلمتان اللتان تنتظرهما بفارغ الصبر .حوض التماسيح!
منتدى ليلاس
تأملت بسرور بالغ الكوخ الجميل ، المبني من خشب الصنوبر ، والزهر الأحمر الرائع الذي
يغطي جدرانه . وما أن أوقف أندريه الشاحنة أمام الكوخ ، حتى فتح الباب رجل بادر إلى ألقاء
التحية بمودة وحرارة ، اوه ، لا شك في أن أندريه زائر مألوف ويحظى بمحبة الناس هنا واحترامهم .
تبادل الرجلان بضع كلمات ، ثم ...عادت عجلات الشاحنة ألى الدوران . ثمة أسئلة كثيرة تريد توجيهها إلى هذا الرجل ، ولكنها سئمت من التعرض للأذلال والردود الساخرة والقاسية .
وعلى الرغم من ذلك ، فقد جازفت بالنظر أليه ، قال لها بلهجة رقيقة ناعمة ، لم تكن تتوقعها :
" يقع المخيم على بعد حوالي ثمانية كيلومترات " .
لم تزعجها كلماته هذه المرة . بدا وكأنه يتوقع صدمة قاسية لها ... ويستعد لمساعدتها .أمتنعت عن التعليق على كلامه ، وأدارت وجهها عنه .....حزينة متألمة . ها هي تفسح له المجال مجدداً ، ليتمكن من التأثير عليها ..... حتى أن أبسط ملاحظاته تأخذ أحجاماً أكبر بكثير مما تستحقة .
ماهو هذا السر الغامض ، وكيف يمكنها تفسيره أو تحليله ؟ لماذا يقدر رجل تكرهه وتحتقره ، أن يؤثر عليها بهذه الطريقة المذهلة ؟
مهما كان السبب ، فسوف يصبح قريباً أمراً منسياً لأ أهمية له على الإطلاق . لن يتمكن أندريه بعد الآن من التسلل إلى عقلها وأفكارها ! ستطردة ، حتى من أحلامها ! سوف تركز كل اهتمامها وأنتباهها وتفكيرها على جون ، وزواجها المرتقب ، واستقرارهما في بيت جديد وحياة جديدة.
ستصل بعد دقائق إلى خطيبها .....كم هي سعيدة بقرب انتهاء هذه الرحلة ...رحلة العذاب والألم .... والأحاسيس المجنونة ! ستصل بعد قليل ...وتنساه ألى الأبد !
أرتعشت يداها فجأة ، وشعرت بألم يعصر قلبها .لماذا كل هذه المحاولات الجادة لأقناع نفسها بهذا الأمر ؟ لماذا تتمنى عدم أنتهاء هذه الرحلة ؟ اللعنة على العواطف الخفية والأحاسيس الغامضة! ألا يمكنها طرد هذه الأفكار المجنونة ؟ لماذا لا تحاول تركيز أهتمامها على الغزلان التي تسرح وتمرح في هذه البراري ، أو حتى على تلك العقبان التي تحوم فوق أحدى التلال القريبة ؟
لمحت زرافة ، فأوقف أندريه الشاحنة كي تتمكن من رؤيتها عن كثب . أخذتها بادرته الطيبة على حين غرة ، إذ لم يظهر في تصرفاته معها حتى الآن أي نوع من الأهتمام الحقيقي بها أو برغباتها . وجهت أليه أبتسامة شكر على هذه الخطوة الأيجابية النادرة ، ولكنها لم تتوقع منه أن يرد على أبتسامتها بالمثل .....فهذا الأمر ليس من طبيعة الرجل المتعجرف الذي يجلس قربها . إلا أنها لم تكن تنتظر أيضاً تلك النظرة المجهرية الفاحصة ، التي جعلتها تشعر بضعفها أمامه .. . . أغمضت عينيها ، وأبعدت وجهها بسرعة عن الزرافة الجميلة .
لو كانت الظروف عادية ، لظلت تتأمل هذا الحيوان الجميل فترة طويلة . ولكن المنظر الرائع فقد رونقة وبهجته ، وحلت الدموع الحارة محل نظرات الإعجاب والأرتياح . آه من هذه العاطفة التي أشتعلت فجأة في احشائها .....الرغبة في البقاء معه .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-10-10, 10:58 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 31275
المشاركات: 57
الجنس أنثى
معدل التقييم: ايمااان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ايمااان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

روووووووعه

خقق بجد

ننتظر البقيه بكل حمااس



 
 

 

عرض البوم صور ايمااان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لاشيء يهم, الكبرياء و الحب, دار الكتاب العربي, my darling spitfire, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روزميري كارتر, rosemary carter
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t150074.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ„ط§ ط´ظٹ ظٹظ‡ظ… ط±ظˆط²ظ…ظٹط±ظٹ ظƒط§ط±طھط± This thread Refback 06-08-14 02:08 PM


الساعة الآن 10:56 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية