كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم ترفع عينيها عن الطعام فترة طويلة , ولكن مقاومة الأغراء بالتطلع اليه ضعفت وتحطمت . رفعت رأسها نحوه , فألتقت نظراتهما وكأنها جيوش جرارة تتحفز للأنقضاض على بعضها,
تحولت النار في عينيه, الى اضواء كاشفة تقتحم أسوارها بإغراء تصعب مجابهته . ركز نظراته في بداية الأمر على وجهها , وبرقت عيناه عندما شاهد أحمرار خديها وارتباكها . وما هي ألا لحظات قليلة حتى تحولت تلك النظرات الحارقة ببطء الى عنقها ..... وكتفيها ..... وشعرها .
لم تترك الأضواء الكاشفة شيئا ألا تفحصته بدقة وروية ... بما في ذلك تلك العروق التي كانت تنتفض بعنف في عنقها , لا شك في أن هذه النظرات قادرة تماما على اختراقها , ومشاهدة مشاعرها على طبيعتها .
وعندما رفع رأسه لينظر ثانية الى عينيها . كانت سالي مستعده للمواجهة والمجابهة . انها سيدة مهذبة بكل مافي هذه الكلمة من معنى . وبغض النظر عما قاله لها . لقد تصرف معها أندريه كونورز بطريقة غير لائقة ,وبدون ان يأخذ بعين الأعتبار كونها مخطوبة الى رجل اخر ... وكون ذلك الرجل صديقا مقربا له . أين شهامته هل يعقل أنه لا يتمتع حتى بالنذر القليل من الأخلاق الحميدة والنوايا الطيبة ؟
منتدى ليلاس
لم يتأثر بنظرات الأشمئزاز والأزدراء بل أزداد خبثا ... وأمعانا بتعذيبها ,مد يده الى شعرها , ثم قال لها بلهجة مرحة :
" حان الوقت لتنزلي من عليائك , أهتمي بالأمور هنا , فيما اعد الشاحنة للرحيل " .
انه فعلا أفضل وقت للبدء بما تبقى من هذه الرحلة اللعينة , فنسيم الصباح الباكر لا يزال قادرا على التخفيف من حراره الشمس .تأملت سالي بأعجاب واضح حقول التبغ وبساتين الحمضيات , وتلك الشلالات والجداول التي تعطي هذه المناطق الحارة وشبه الجافة سحرا خلابا وجمالا رائعا .
أختفت البساتين والحقول وراءهما , وحلت محلها الأدغال التي تزود البلاد بكميات ضخمة من الخشب . بدت السفوح ذات التربة الخصبة الغنية مكتظة بالاشجار العالية ذات الجذوع المستقيمة , وظهرت الجبال والوديان القريبة كدليل ساطع على ردعة المنطقة .
عادت التساؤلات عن ماهية عمل أندريه تضج في رأسها كقفير نحل , فهي لا تعلم ألا أن له علاقة بالزراعه والمزارع , ولكن ... ماهو نوع عمله بالتحديد ؟ مهما كانت طبيعة عمله فلابد أنه يتقنها ويجيدها . من المؤكد أنه يطاع بدون تردد , وبصورة عمياء . لا يقبل العمل تحت أمرة أحد , يقود ولا يقاد..... يمكنه التسلط على الأخرين وأصدار ما يحلو له من أوامر وتعليمات , ولا يتوقع رفضا أو مناقشة او تقاعسا . يتبعه الرجال طوعا ,لثقتهم به وبقيادته الحكيمة .
أما النساء .. فيهرعن اليه للأرتماء على قدميه, سعيا لكسب وده وأرضاءه .
ولكن سالي وحدها ... سالي الأندفاعية والسريعة الغضب , ستتحداه وتجابهه . لماذا تختلف عن غيرها من النساء , لماذا قررت مقاومته , وهي تعلم علم اليقين انه قوي وواثق من نفسه ...
ويتصرف بحكمة وحنكة ؟ ثمة صفة فيه , في شخصيته القوية ,تشعل النار في رأسها وتلهب مشاعرها وأحاسيسها ... بحيث تصطدم وأياه حول كل نقطه او مسألة .
ظهرت أمامهما فجأة شاحنة كبيرة , محملة بكميات ضخمة من جذوع الاشجار . الطريق ترابية ضيقة , والشاحنة تتمايل من هذا الجانب الى ذاك تحت وطأة حمولتها الثقيلة ....وأندريه يركز كافة أهتمامه على الأاحتمالات الضئيلة للتجاوز . ستتأمله الآن بدون علمه ومعرفته .
كان عليها أن تعرف مسبقا كيفية ألتهاب عواطفها , بمجرد النظر أليه , أرتعشت فورا عندما شاهدت أصابعه الممسكة بالمقود , رفعت رأسها نحو وجهه , فلم يبد منظره الجانبي أقل غطرسة وعنجهية . أنف قوي متناسق , ملامح قاسية , وذقن لا يعرف معنى الرقة والنعومة .
|