كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أقتطع غصنا كبيرا من شجرة قريبة , ثم انزله في الماء الى ان أرتطم بالجسر . ومع ان نظراته الغاضبه كانت كافية لمعرفة النتيجة , الا انها اصرت على سماع الجواب النهائي . سألته بتردد :
" هل يمكننا العبور ؟".
" كلا " .
صمتت لحظة , ثم سألته ثانية :
"ألا توجد طريق اخرى ؟".
ضحك فجأة وقال :
" الحياة مليئة بطرق اخرى " .
" يجب تجاوز هذا الجسر أذن , مهما كانت الظروف " .
" سنضطر لقطع مسافة تبلغ حوالي ثلاثمئة وخمسين كيلومترا ".
" مستحيل" !.
" هل لديك أي اقتراح اخر ؟".
" يمكنك المجازفة بعبور الجسر " .
" انسي هذه الفكرة كليا في الوقت الحاضر " .
تأكد لها من لهجته الحازمة أنه لن يعود عن قراره هذا , حتى تنحسر المياه الى المستوى الذي يقبل به . تأملته طويلا , ثم قالت له بصوت رقيق ناعم :
" انت خائف علي ؟".
" ها قد عدت لتوجيه المديح والأطراء الى نفسك , أيتها الهرة الشرسة , المتسللون لا يستحقون العناية والأهتمام من أحد , ما يهمني في المقام الاول هو سلامة معداتي " .
تألم قلبها من تلك الطعنة الحاقده التي وجهها اليها لسانه السليط , وشعرت برغبة جامحة لتوجيه صفعة قوية الى وجهه اللعين .
رددت كلمته الاخيرة بذهول بالغ :
" معداتك ؟ معداتك ؟".
" نعم , معداتي الموجوده تحت ذلك الغطاء السميك . هيا بنا " .
" لا ....".
منتدى ليلاس
ركضت وراءه وأمسكت بذراعه لمنعه من الصعود الى الشاحنه , قائلة :
" لدي فكرة لا بأس بها " .
أستدار نحوها , وقال لها بشيء من الجدية :
" حسنا , لنسمعها " .
" سأسير أمام الشاحنة وأرشدك الى الطريق " .
لم يسارع الى التهكم عليها , فشعرت بوجود بصيص من الامل واضافت بحماسه :
" انا قادرة على ذلك , يا اندريه ! صدقني , سأقدم على هذه الخطوة بدون أي تردد !".
" ألن تخافي ؟".
" لا , ابدا ! اوه بلى , سأخاف قليلا ...... ولكنني مستعده تماما للقيام بذلك " .
لمع في عينيه بريق لم تتمكن من تفسيره , مع أنه جعل جسمها يرتعش قليلا ونبضها يتسارع الى حد ما . ثم قال لها :
" أعتقد انك ستفعلين ذلك , فيما لو سمحت لك , ولكن الجواب سيظل على حاله , هيا بنا , يا سالي ."
اوه ! ناداها بأسمها الأول ولم يستخدم ذلك التعبير المزعج ...
الهرة الشرسة ! لا شك في أنها قالت شيئا أعجبه , أو تصرفت على نحو أرتاح اليه . أحست بدفء يغمر قلبها ومشاعرها , كنتيجة فورية لذلك التحول المافجئ في اسلوبه .... ونظراته .
أدار محرك الشاحنة بعد صعود سالي الى جانبه , ثم قام ببعض المناورات الذكية والجريئة في وسط الطريق وعلى جانبيها ألى أن أصبح الجسر وراءهما .سيعودان الآن الى ستريمز ليتحولا فيما بعد ألى طريق أخرى تسمح لهما بتجاوز هذا الجسر اللعين , لن تصل ألى حوض التماسيح الا في وقت متأخر جدا , أذ لا يمكن لشاحنة ضخمة كهذه قطع مسافة تزيد على ثلاثمئة كيلومتر بأقل من خمس ساعات ..... مهما كانت الطريق خالية والسائق ماهرا.
|