كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تحدثا عن الأهل والأصدقاء , وعن طبيعة الحياة في المدن والأرياف . وما أن أبتعدا قليلا عن أرض الصنوبر وتأكد لسالي بأنها لن تقابل أندريه لساعات عديدة على الأقل , حتى قالت لخطيبها :
" لم تكن الزائر الأول هذا الصباح , ياجون , فقد سبقتك الى ذلك بربارة سنكلير . هل تعرفها ؟".
" ما من شخص هنا ألا ويعرف بربارة " .
" تصرفت معي بقساوة بالغة , لأنها غير راضية أبدا عن وجودي في أرض الصنوبر " .
ربت على يدها مطمئنا ومشجعا , ثم قال :
" لا تدعيها تثير أعصابك , أيتها الحبيبة " .
" قالت ....".
حاولت جاهدة أستعادة أنفاسها , فلم تنجح ألا جزئيا . أكملت جملتها بصوت متهدج :
" قالت انها ستتزوج أندريه " .
" كلنا نعرف أن بربارة تلاحقه منذ فترة طويلة . "
" وهل ستفوز به ؟".
"أعتقد ذلك " .
" هل يحبها أندريه ؟".
ضحك وقال :
" لم نبحث معا هذه المسألة الخاصة . بربارة سنكلير .... ليست من النوع الذي يعجبني , ولكن لديها صفات معينة تجعلها الزوجة المناسبة لأندريه " .
أرادت سالي الأسترسال في أستفساراتها عن بربارة وأندريه , ولكنها تمكنت من ضبط أعصابها ولاذت بالصمت . بربارة اللعينة ..... هل تحب أندريه ؟ هل يمكن لتلك المرأة الجليدية الأنانية أن تحب أحدا غير نفسها ؟ هل يحبها أندريه ؟ ربما ! تألمت كثيرا لمجرد التفكير بهذا الأحتمال , فقررت ألهاء نفسها بالتحدث مع جون عن حوض التماسيح بصورة عامة ...... وعن عمله بصورة خاصة .
منتدى ليلاس
وكعادتها معه , أحست بالراحة والطمأنينة ... في حين أنها كانت تشعر مع أندريه بالتوتر والأثارة . تململت في مكانها عندما تذكرت كلام أندريه لها عن أن الفتاة لا تتزوج شقيقها .أذا تصرف جون معها كأخ , فهذا لا يعني أنه شقيقها , ألم يقل المثل ..... رب أخ لك لم تلده أمك ؟ كانا رفييقين وصديقين , وأحبا بعضهما . لم يخف أي منهما سرا عن الآخر , بأستثناء ذلك السر الوحيد الذي لا يمكن لها أطلاعه عليه . لن تحدث مفاجآت في حياتها الزوجية , بل ستكون حياة هادئة وسعيدة للغاية .
سألها جون عن تسللها ألى شاحنة أندريه , فأخبرته معظم التفاصيل ..... بما في ذلك أستخدامها الكيس المخصص لثوب الزفاف كوسادة تحت رأسها . ضحك وقال :
" أندفاعية ومجنونه ألى حد ما . لم تتغيري كثيرا , يا سالي ".
بلى , تغيرت ..... ولكنها لن تخبره أبدا عن هذا التغيير الجذري . هل تغير هو ؟ لم تتبدل صفاته الأساسية , ولكن تغييرات كثيرة طرأت عليه منذ مغادرته المدينة . فقد بعض وزنه .....ـصبح أكثر نضوجا وثقة بنفسه ..... وتبدو على وجهه ملامح حزن لم تكن موجوده من قبل . أرادت أن تسأله عما حدث معه , ولكنها لم تجرؤ على ذلك . يا للغرابة ! هذا هو جون لانج , الذي كانت تتحدث معه دائما بكل صراحة وانفتاح .....
أوقف جون السيارة داخل المخيم , ثم سار وسالي نحو كوخه الصغير وسألها :
" هل ستكونين سعيدة هنا يا سالي ؟".
" طبعا . هذا ما كنا نريده دائما , أليس كذلك ؟".
" نعم أيتها الحبيبة " .
لماذا هذه النظرة الحزينة في عينيه ؟ هل ثمة مشكلة لا تعرف عنها شيئا ؟ لو كانت الظروف كالسابق , لسألته على الفور عما يعانيه . ولكنها لم تعد كما كانت ..... فهي تغيرت ..... وجون ايضا تغير ! أحدث فراق الأثنين شرخا في العلاقة القائمة بينهما , فمن الأفضل أعادة الوضع ألى سابق عهده بأسرع وقت ممكن . قالت له بلهفة :
" جون ! لم تعانقني بعد!".
-" لم تسنح لنا حتى الآن أي فرصة لذلك " .
اللعنة ! لماذا يجد أندريه الفرص المناسبة عندما يريد ؟ قالت له بصوت مرتجف بعض الشيء :
" أعرف . ولكننا الآن .... على أنفراد ..... أرجوك , يا جون " .
" هل يمكننا تأجيل ذلك لحين حصولنا على وثيقة الزواج ؟".
ردت أبتسامته بالمثل , وقالت مداعبة :
" أذا كنت تعتقد أن التأجيل ضروري فلا بأس " .
لماذا التظاهر والأدعاء ؟ لم تضطر أبدا في حياتها لأستخدام الكذب والخداع معه , فلماذا الان ؟
تمنت من صميم قلبها أن يسعدها الزمن على التخلص من هذه المشاعر المجنونة , كي تكون علاقتها مع زوجها مخلصة وصادقة تماما كما كانت علاقتهما كصديقين . سوف تنسى أندريه كونورز ..... وتكرس حياتها لجون لانج !
|