كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أعترض على تصرفها , ولكن بأسلوبه في الرفض والأعتراض الذي خلا من السخرية أو التهكم اللذين كانا سيظهران حتما لو كان أندريه في موقع مماثل . سمعته يضيف قائلا بنعومة ورقة :
" يجب ألا يدهشك كلامي ألى هذه الدرجة أيتها الحبيبة . لم تكن خطوتك تلك منطقية او ذكية , ولكنها أنتهت على الأقل بشكل سليم . أنا ممتن جدا لأن سائق الشاحنة كان أندريه وليس أي شخص آخر . "
" أنت. ....".
أرتبكت فجأة , ولم تعد قادرة على متابعة كلامها . لن يكون ممتنا على الأطلاق , لو عرف ماذا جرى بين خطيبته وصديقه ..... وكيفية شعورها نحو رجل آخر غيره . ولكنها لن تخبره أبدا ... ..أبدا !
أمسك جون يدها وسارا معا ألى الشرفة للأحتماء من حرارة الشمس الحارقة . أعجبتها ملامسة يده وأرتاحت لها , فتذكرت فورا عندما كانا يركضان معا على هذا الشكل بحثا عن العصافير أو الحيوانات الصغيرة التي تسرح وتمرح بين الحقول المجاورة . ولكنها تضايقت من نفسها ,لأن ردة فعلها أقتصرت على الأعجاب والأرتياح .... بالمقارنة مع المشاعر التي تثيرها فيلا ملامسة أندريه . قالت له وكأنها تدافع عن تلك المشاعر:
" أندريه كونورز , أنسان لا يطاق ولا يحتمل " .
منتدى ليلاس
أبتسم جون وقال :
" هل هكذا حقا تنظرين أليه ؟ سمعت النساء يستخدمن عبارات مختلفة تماما في وصفهن له ". .
نساء ...... آه كم تؤلمها هذه الكلمة الواحدة , عندما ترتبط بأسم أندريه ! هل هي الغيرة ؟ تناست موضوع أندريه وسألته :
" هل سنذهب الآن ألى حوض التماسيح ؟".
" نعم " .
" أتصور أنه يتحتم علينا أذن أيجاد أندريه و ..... أبلاغه " .
" أنه يعرف ذلك , فقد ألتقيته في معمله قبل حضوري ألى هنا " .
كيف كان رد فعله على عودة جون , وهل وجه أليها أي رسالة مع الخطيب العائد ؟ يا لسخافتها وحماقتها ! هل من المعقول أو المنطق أن يقدم أندريه كونورز على أمر كهذا ؟ لا , ولكن خيبة الأمل أنستها الحجة والبرهان , وحرمت عقلها من التفكير بموضوعية وروية . هزت رأسها وقالت :
" حسنا " .
أرعبتها البرودة الجافة في نبرة صوتها , فأضافت بلهجة أكثر أشراقا :
" سأدخل بسرعه لأحضار أمتعتي . "
" لا , يا سالي ".
"ماذا تقول ؟ أمتعتي موجوده هنا ..... حقيبتي , وثوب الزفاف . و ..... وعلبة الحلوى التي تحبها كثيرا " .
"أحضري علبة الحلوى , وأتركي بقية أمتعتك هنا . سأحتاج , أيتها الحبيبة ألى بضعة أيام لأنهاء كافة الترتيبات الضرورية . "
"أعلم ذلك , ولكن ....".
" وافق أندريه معي على أنه الأفضل لك البقاء هنا خلال هذه الفترة ...".
حدقت به مذهولة , وغير قادرة على أخفاء الأتعاش القوي الذي حل بها . لاحظ جون أنفعالها الشديد , فوضع يده برفق على رأسها وقال لها بحنان واضح:
" بضعة أيام فقط , أيتها الحبيبة " .
" ولكن أريد ان اذهب معك ! أريد البقاء معك حتى آخر يوم في حياتي " .
" لدينا متسع كافٍ من الوقت , أيتها الحبيبة , سأحضر كل يوم لرؤيتك والتحدث معك ..... مابك , يا سالي , تبدين مستاءه الى هذه الدرجة ؟ قلت لك أنها مسألة أيام فقط " .
" جون ... لا افهم ! لقد أمضينا طوال حياتنا معا . ألم نمض مرة يومين كاملين وحدنا , في خيمة نصبناها على بعد كيلو مترات عديدة عن بيتنا ؟ من المؤكد انك تذكر ذلك !".
نظر أليها بجدية , وقال :
" طبعا , أذكر ذلك . ولكننا كنا صغيرين عندئذ , يا سالي . أنت الآن أمرأة , أيتها الحبيبة , وأنا رجل . "
" لو كنا أي شخصين آخرين , لكان الامر مختلفا . أما نحن .....".
لم تتمكن من أبلاغه بأنها لا تنتظر منه سوى الأستمرار في علاقتهما الطاهرة والبريئة , التي سيزيدها الزواج عميقا وتوطيدا . لن تشعر بأي نزوات مجنونة أو رغبات هوجاء .
قال لها :
" ثمة مشاكل أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار " .
" وهنا في أرض الصنوبر , ألا توجد مشاكل أو أخطار ؟ اذا كنت انت رجلا , فماذا تسمي أندريه كونورز اذن ؟".
" كوخي صغير جدا لا توجد به سوى غرفة واحدة , في حين أن قصر الصنوبر يعج بالغرف والقاعات . وقد أكد لي بأن ماريا ستنام هنا , لطمأنتك والسهر على راحتك " .
ماذا سينفع وجود حارس أمين أو عدد الغرف والقاعات , وكيف ستساعدها هذه الأمور على أحتمال أندريه وتصرفاته ؟ هزت كتفيها بأنفعال شديد , فسمعت جون يقول لها بلهجة لا تقبل رفضا أو أعتراضا :
" لا تعقدي الأمور بالنسبة ألي , يا سالي " .
|