كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
علق على كلامه بلهجة ناعمة رقيقة ، أدت ألى أحمرار فوري في وجنتيها ورعشة في أوصالها :
" وماذا تعرفين عما أريده أولا أريده ، يا صغيرتي ؟".
" لقد أوضحت حقيقة مشاعرك أتجاهي منذ البداية . هل سيأتي جون غداً ؟".
" ربما . هل أنت متشوقة كثيراً لرؤيته ؟".
" طبعاً ! ماهذا السؤال الغريب ؟ أريد الزواج منه .وقطعت مئات الكيلو مترات لأجل ذلك ، طبعاً ، أنا متشوقة جداً لرؤيته " .
ضحك بتهكم جمد الدم في عروقها ، وقال :
" جملة توضيحية طويلة ، مع أن كلمة نعم وحدها كانت ستكفى للرد على سؤالي ". .
مد يده الأخرى ألى شعرها ,وأضاف قائلاً :
"هل تعرفين ماذا يعني الأندفاع في الأعتراض والأحتجاج ؟".
أنزل يده ألى عنقها ,لم تعد قادرة على التفكير بهدوء وروية ..ولكنها قالت :
" لا ....نعم .....أعني .....أنا لا احتج!".
" لن نجادل في هذه المسألة " .
أكان قريبا منها لدرجة كبيرة , بحيث أخذت أنفاسه الحارة تدغدغ خدها المشتعل أرتباكا ...أحست بضعف شديد في اطرافها كافة ، وبرغبة مجنونة في الهرب . أعدت نفسها لذلك ولكنها سمعته يقول لها :
" حدثيني عن جون " .
" أنت ....أنت .....تعرف جون " .
" أعرف رجلاً اأسمه جون يعمل كحارس لحيوانات برية نادرة ولكني أريد معرفة بعض الأمور الأخرى عن هذا الرجل الذي يتمكن من حمل فتاة مثلك على القيام برحلة أو مغامرة كهذه لتكون قربه ".
أجابته بصوت لا يزال شبة هامس :
" أننا ..أننا مخطوبان".
" سألتك عن جون ، وليس عنكما " .
" أنسان قوي وطيب ورقيق القلب ووسيم و .....".
توقفت لحظة عن أتمام جملتها ، ثم أضافت بأنفعال واضح :
" أنه يتمتع بكل الصفات التي تفتقر أليها أنت ، ياأندريه كونورز " .
تقلص جسمه فجأة , ثم ضحك وسألها بسخريته المعتادة :
" ومنذ متى تحبينه ؟".
" منذ طفولتي . لا أتوقع منك . يا أندريه . أن تفهم هذا الموضوع على حقيقته . ولكن جون كان صديقي ورفيقي ، وأخي.. ..وسيصبح الآن زوجي ".
" الفتاة لا تتزوج شقيقها ، أيتها القطة الشرسة " .
" أنه ليس شقيقي !".
هل خطر ببالك مرة أنك تعرفين جون على نحو غير عادي ؟".
أربكها سؤاله الغريب وتلك الرقة القاتلة في صوته ، فردت عليها بحدة :
" لا أعرف الهدف من وراء هذا الأيحاء ، يا أندريه كونورز . ولكنني أحب جون ....كنت دائماً أحبه ، وهو يحبني " .
" تتحدثين عن الحب بكل ثقة وأقتناع . أنت متأكدة جداً من حبك له ، يا سالي .
ولكن .....هل أنت متأكدة بالنسبة ذاتها من حبه لك ؟".
أحست بأالم شديد في قلبها .....وصدمة كهربائية عنيفة في كافة انحاء جسمها .لن تسمح له بالسيطرة عليها ، والتمتع بتحقيرها واذلالها ! أجابته بسرعة ، وبلهجة قاسية :
" متأكدة تماما ".
" لم تشاهديه منذ سنة كاملة ، أليس كذلك ؟".
أرادت الابتعاد عنه وأبلاغة بأن أسئلته مهينة ، ولا يحق له في المقام الأول التدخل في شؤونها الخاصة . ولكنها لم تتمكن من التحرك ، وأصابعه القوية مطبقة على عنقها ,قالت له :
" أنت تعلم ....".
قاطعها بلهجة عادية هادئة ، ولكنها تحمل الكثير من المعاني الهامة :
" قد تكون الامور تغيرت ألى درجة كبيرة منذ ذلك الحين " .
فهمت على التو ماذا كان يقصد ، فقالت :
" أنت تفكر بليندي . لم تفتني ... بعد ظهر اليوم ملاحظة الكيفية التي". ...
" أذن " .
أجابته بنبرة حزينة ألى حد ما :
" سوف تتمكن ليندي من تجاوز هذه المشكلة وستلتقي شخصاً آخر . ليست هذه الأمور غريبة أو نادرة ، فكثيراً ما يحدث أن يقع أنسان في الحب و .... وتكون مشاعر الغرام ...من جانب واحد . "
كما أنا أحبك ، أيها اللعين ! هكذا صرخ قلبها بصورة مفاجئة ، ولكنها هزت رأسها بعصبية بالغة وكأنها تحاول نفي هذه الحقيقة المرة التي يستحيل الإعتراف بها . لم يتمكن أندريه ، وربما للمرة الأولى ، من فهم المغزى الكامن وراء كلماتها وحركة رأسها . سألها بهدوء مذهل :
" إذن ، أنت متأكدة ؟".
|