كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كفى , كفى ! خرجت من الحمام بأنفعال شديد , وأخذت تجفف نفسها بخشونه وعصبية , أصبح عقلها كقلبها ... لا يمكن التكهن بتصرفاته أو التحكم بأندفاعه . كم سيضحك عليها أندريه وزوجته , ففيما لو علما بما يجول في خاطرها من أفكار وآراء ! قد يكونان الآن غارقين في الضحك , وهو يروي لها قصة العروس النافذة الصبر التي تسللت مع فستان زواجها ألى شاحنة رجل غريب !
أنتهت من تجفيف نفسها , ففتحت حقيبتها وراحت تقلب ثيابها لأختيار أفضلها وأجملها . لم يكن يهمها قبل دقائق معدودة سوى خلع ثيابها الوسخة وأستبدالها بأخرى نظيفة منعشة . أما الآن فمن الأهمية بمكان أن تبدو أنيقة ..... وسمعت صوتا خفيفا يضيف كلمة الجمال ألى الأناقة .
منتدى ليلاس
قد يسخر منها أندريه كونورز وزوجته ,ولكنها ستفرض عليهما أحترامها , لن تسمح لهما أو لغيرهما بالقول أنها عروس لا تليق بجون .
وقفت أمام المرآة لتتأمل النتائج التي توصلت أليها , مع أنها لم تكن أبدا من النوع الذي يهتم بالمظاهر الخارجية ألى هذه الدرجة . قد يصر أندريه على رأيه , ولكن ذلك المتعجرف المتغطرس سيراها ..... ولهذه المرة فقط ..... في ذروة اناقتها وتبرجها .
تذكرت بصعوبة الأرشادات التي أعطتها أياها ماريا للوصول الى قاعة الطعام . دخلت تلك الغرفة الفسيحة فلم تجد أحدا , ولكنها لا حظت بسرعه ان المائدة معده لثلاثة أشخاص .سمعت أصواتا في الخارج , أعقبتها على الفور ضحكة أندريه المرحة . أخذت نفسا عميقا , وكأنها تشجع نفسها على مواجهة محنة رهيبة , ثم خرجت الى الشرفة .
توقف الحديث فور ظهورها , واستدار نحوها وجهان ...... لرجل يدعى أندريه وأمرأة لابد وأنها زوجته . دعاها للأنضمام أليهما , فلم تتمكن من التحرك . أصطكت ركبتاها , وأحست بأنها على وشك الأنهيار , كانت تتوقع أن يكون متزوجا , فلماذا الشعور بالصدمة ؟ هل لأن الصورة التي رسمتها في ذهنها عن زوجة أندريه تختلف عن الحقيقة والواقع ؟ هل جعلها الجمال الفائق لهذه المرأة تشعر بالضعف ..... أو بعقدة نفسية هي بغنى عنها ؟ مهما كان الأمر , فكيف تفسر الصدمة التي أصيبت بها ؟
ستحاول فهم الموضوع على حقيقته , عندما تعود ألى غرفتها في وقت لاحق . نظرت اليها السيدة الجذابة بعينين فاحصتين وقالت لها ببرودة :
" المتسللة الصغيرة ! يالها من فكرة جريئة وغير عادية !".
شعرت سالي بأن هذه الأمرأة تتهمها ضمنا بالغباء والرعونة ... وقد تكون على حق . فهل من الممكن مثلا أن تلجأ سيدة مثلها ألى وسيلة نقل مماثلة , مهما كانت الظروف ؟ ألا يفسر هذا الأمر طريقة تصرف أندريه أتجاهها ؟ جلست قربهما , وهي تتمتم قائلة :
" الغاية احيانا تبرر الوسيلة " .
شاهدت بريقا خاطفا في عينيه , هل أعجبه الجواب , أم أغضبه تجرؤها على أستفزاز زوجته ؟ مهما كان الأمر فقد سبق السيف العذل ... وعليها الآن تقديم واجب الشكر لهذه المرأة على حسن ضيافتها . قالت لها بلهجة اكثر ودا :
" انا ممتنه لقبولك استضافتي , يا سيدة كونورز " .
" انا لست السيدة كونورز " .
قفز قلبها من مكانه, ولكنها تمكنت من أخفاء فرحتها العارمة . لم يتدخل أندريه لتوضيح الامر , فقالت السيدة الرائعة الجمال بصوت دافئ حنون :
" يبدو أنك أهملت واجبا أجتماعيا ضروريا , أيها الحبيب . "
لم تعش فرحتها طويلا , أذ أوحت لها الكلمة الأخيرة بأن هذه الأمرأة الجذابة لم تصبح بعد زوجة أندريه ..... ولكنها على وشك ذلك , سمعته يقدمهما ألى بعضهما مكتفيا بذكر الأسمين :
" بربارة سنكلير ... سالي اوبريان " .
سألها عن نوع الشراب الذي تفضله قبل الغداء , فطلبت كوبا من عصير الليمون .... وليقولا عنها مايريدان . أنهما يعتبرانها في أي حال, طفلة صغيرة او فتاة مراهقة غبية .
أحضر لها كوب العصير , فوجدت فيه حلا ولو جزئيا لمشكلتها الحالية . ركزت نظراتها عليه كيف تخفي الأرتباك الذي يشتعل في داخلها , والألم الذي يحز في نفسها . عاد أندريه وبربارة ألى الحديث , الذي كانا يتبادلانه قبل وصولها ألى الشرفة , ولاحظت سالي بمرارة أن السيدة الجميلة توجه الحديث حسب مشيئتها وتحاول عمدا عدم أشتراك الضيفة الشابة فيه .
|