كاتب الموضوع :
نوف بنت نايف
المنتدى :
القصص المكتمله
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله أكبر
(10)
نهضت عندما أعلنت الساعة الحادية عشر صباحا ً وأنا كلي نشاط وحيوية اشعر وكأن طيور ملونة ترفرف من حولي وتدفعني للرفرفة معها والتحليق مثلها
لذا بدأت بتنظيف غرفتي كتعبير عن رغبتي بالحركة والتحليق وأضفت بعض اللمسات الجديدة
أزلت مفرش السرير ووضعت مفرش جديد
ونظفت الأثاث ولمعته , غرفتي بسيطة سرير بأرفف يوجد على احد جوانبه منضدة بسيطة
وفي احد أركان الغرفة توجد منضدة للقراءة مع كرسيين
اغتسلت وأبدلت ملابسي بثوب بيت بسيط لأن والدتي ترفض ارتداء البجامة في صالة البيت بحضور إخوتي وأنا أتفهم وجهة نظرها دائما
وجدت والدتي تعد الأكلة المفضلة لي وهي برياني دجاج لذا لم افطر اكتفيت بتناول كوب عصير برتقال لكي أسد به جوعي واستفرد بالغداء بوجبتي المفضلة
لتفاجئني والدتي بقولها أن فيصل سوف يشاركنا تناول طعام الغداء لذا يجب أن استعد لاستقباله وبعد الاستعداد علية أن اعد السلطة وصحن حلويات لكي يتأكد فيصل من إمكانية دخولي المطبخ
المهم
طلبت مني والدتي أن ارتدي شيء بسيط حتى يعتاد فيصل على طبيعتي وابهره بالحفلة بزينتي التي سوف تكون متكلفة بشكل كبير
بصراحة والدتي امرأة حكيمة جدا وسوف تكتشفون لاحقا مدى حكمتها
ارتديت قميص بسيط لونه اخضر فاتح بلون الفستق وتنوره لونها اسود موديلها كلاسيكي بسيط طولها تحت الركبة بقليل عندما اكون جالسة
مع سلسلة ذهبية فيها ميدالية كتب عليها ما شاء الله
ولمسات بسيطة لماكياج صباحي وردي مع الكحل
وتوجهت للمطبخ لأساعد والدتي التي كانت في المطبخ مع الفتاة التي تقوم بمساعدتنا بتنظيف المنزل عندما يكون هناك داعي للمساعدة
بدأت بأعداد السلطة التي أحاول أن تكون صحية وفيها نسبة خضروات عالية
حسام دائما يتهكم عليها ويقول أنها سلطة طبية لا يهم المهم أن صحنها يفرغ قبل أكملنا لوجبة الغداء وأحيانا ً قبل تناول الغداء أن تأخر الغداء
وبعدها حضرت الحلو الذي كان عبارة عن طبقات من البسكويت والجوكليت الذي تم اذابته ليتداخل مع البسكويت وتختلط به المكسرات
أكملت عملي وذهبت والدتي لكي تستحم بعد انتهائها من عملها
وبعد ساعة تقريبا دخل حسام مع عمر
القيا السلام وأجبتهم بمثله وعندما وقعت عيني على حسام أطرقت رأسي خجلا ً لما قاله فجرا وهو ابتسم لحركتي ولم يعلق
الم اقل لكم أني اعشق هذا الأخ الحنون أما عمر فلسانه قد تبرى منه منذ أمد بعيد ما أن وقعت عينية على صحن الحلو قال علي أن اشكر فيصل لو لا تواجده لما تناولنا هذا الصحن أبدا ألا بالعيد
لم التفت لكلامه لأنه لن يتوقف أن تكلمت
عندها قال حسام فيصل في غرفة الضيوف سوف اذهب لجلوس معه أنا وعمر عندما تنتهي والدتي من تحضير المائدة اخبرينا
حمدت الله أنه لم يطلب مني السلام على فيصل
ذهبت لمساعدة والدتي ورتبنا مائدة الطعام التي تتوسط مطبخنا الكبير نوعا ما
وبما أن فيصل ليس بالغريب فلا داعي للرسمية
طلبت مني والدتي أن اذهب لكي اخبرهم أن الغداء جاهز ذهبت وأنا أقدم قَدم وأؤخر الأخرى مع لهفة قوية داخلي للتقدم
دخلت غرفة الضيوف وقلت السلام عليكم ليجيبوا بعليكم السلام لم أنظر إلى فيصل ولكني قلت الغداء جاهز تفضلوا
نهض الجميع وأنا توقفت عند الباب لا تسألوا لماذا لأنني لا اعرف الإجابة مروا تباعا وكان أخرهم فيصل عندما مر بجانبي امسك يدي وطبع قبلة عليها وقال لا يوجد سالم خاص لي
أجبته بنظرة مطرقة أرضا فيصل رجاءا ً لا تحرجني أمام أهلي ليجيب لن أحرجك لكن عديني أن تقول لي كيف حالك عندما تريني مرة أخرى
ثم أكمل بتساؤل هل هذا صعب أم أنا لا استحق أن أ ُسأل عن أحوالي
أجبته آسفة كنت متوترة ولم أكن اقصد التجاهل
أجاب وهو يضع جبهته على جبهتي أتمنى أن يزول هذا التوتر سريعا لكي أحضا برفقتك دونه لكي استمتع بطبيعتك وصفائك
أجبته بابتسامة صافية وأخبرته أن الغداء وأهلي ينتظرون وحرجي وتواجدك أصبحا توأمين أجاب بمرح حاضر دكتورة وارد فها بقوله أتمنى أن تكوني دكتورة جيدة وتفصليهما لأنهما يبدوان سياميان وبعدها قال
تفضلي السيدات أولا
فعلا تقدمته و|أنا في قمة حرجي وسعادتي ولا أدري كيف وصلت لهذه الحالة الحرجة
توجهنا للمطبخ دخل فيصل وألقى السلام على والدتي وقبل رأسها ضحكت بسري عندما احمرت وجنتا والدتي لتصرف فيصل الذي يكرره للمرة الثانية
وكانت وجبة غداء لم أتناول وجبة بلذتها لأنها كانت بنكهة صداقة حسام وفيصل
وبنكهة ضحكاتهم وبعض المواقف التي جمعتهم كم كانت أحاسيس الفرحة تغمرني لهذه الصداقة بين زوجي وأخي وكم كان الجو العائلي رائع بتواجد فيصل
وكم شعرت بامتنان لحسام لأنه وقف لجانبي وتصرف التصرف الأصح عندما كنت مشوشة التفكير
بعد أن أكملنا الغداء غادرنا المائدة لصالة المنزل وبعدها تناولنا الشاي وختمنا جلستنا بالحلوة الذي أبدع عمر بالتعليق عليه وأبدع فيصل معه في استراق النظرات لكي يلتقط ردت فعلي التي بانت على توهج وجهي بأكمله وهو لم تفارق الابتسامة شفتيه ودعنا فيصل لأنه سوف يغادر البلاد للعودة لوطنه لكي يأتي بعد تسعة أيام برفقة أهله ومن يرغب بالقدوم من أقاربه
احترموا أهلي خصوصية علاقتنا وسمحوا لي بوداع فيصل
وقفنا إمام بعضنا شعرت أن الدموع بدأت بالتجمع بعيني فأنا أمقت وبشدة لحظات الوداع رغم تعودي عليها كلما أتيت الى منزلنا وغادرت الى حيث ادرس في كل مرة أجاهد من اجل أن لا تسقط دموعي
ومع فيصل سقطت دموعي فعلا وهو من تكفل بكفكفتها وهو يقول
لما هذه الدموع أجبته بصدق أنا اكره هذه اللحظات لذا رجاءا ً حاول أن تجنبني أيها أجاب ولكني لا استطيع أن أجنب نفسي حرصها على التواجد معك حتى آخر لحظة من تواجد ِ هنا
أجبته إذن فهيئ نفسك لهذا السيل في كل مرة
أجاب أنا من سوف أتحكم بجريانه وامنعه أجبته حاول وأتمنى أن تنجح
طبع قبل على جبيني وقال استودعك الله وخرج اما أنا فالصمت حليفي أحاول أن أبدو متزنة إمام أهلي
ذهبت لصالة المنزل وجدت والدتي جالسة تتابع احد القنوات المختصة بتقديم البرامج الأسرية جلست بقربها متظاهرة بالمتابعة وهي كانت مندمجة وبهذا منحتني مساحة لكي اختلي بتفكيري
تركت والدتي مع برامجها وتوجهت الى ملاذي غرفتي وتناولت هاتفي واتصلت بوفاء التي استقبلتني بزغرودة اصمت بها إذني
بعد السلام والكلام المعتاد أخبرت وفاء بمشاعري وبتحولها وبما يحصل لي من توتر وسألتها بصراحة هل أنا طبيعية بتعلقي
لتجيبني وفاء انتي طبيعية مية مية وكافة العناصر الغذائية متوفر فيك
أجبتها بتذمر
وفاء هذا ليس وقت مزحك لتجيب ما بالك أصبحت جادة بزيادة
إياك ِ أن تكوني بهذه الجدية والجمود مع فيصل أول الأيام ممكن أن يتحمل ولكن بعدها سوف يشعر بالضجر
أجبتها اخشي أن أتعلق به ويحدث ما يفرقنا أجابت وفاء
باعتراض منى اتركي وسوسة الشيطان عنك واستعيذي بالله منه أنه يحاول الدخول بينك وبين زوجك بإدخال أفكار غير صحيحة على عقلك كوني واثقة منه وكوني قريبة من ربك تشعرين بالسعادة التي أنتي بها وبالسعادة اللاحقة التي سوف تحصلين عليها
مشاعرك اتجاه فيصل طبيعية فأنتي لم تعرفي من الرجال خير إخوتك وأقاربك وكنت فتاة تهتم بدراستها ولا تبالي بأمور كثيرا وكنتِ مقتنعة بأن زوجك هو من سوف يصبح حبيبك
لتكمل بتساؤل أليس هذا كلامك لـ اشواق التي كانت تتكلم عن علاقتها مع قريب والدتها ام نسيته
أخبرتها أني أتذكره ولكني اشعر بعدم توازن
لتقول وفاء شعورك طبيعي لا تحاولي أن تبالغي بوصفة كل ما في الأمر أن أحلامك بدأت تطبق على ارض الواقع ولمستها بيدك فأحدثت الفرحة اضطراب بمشاعرك مع الوقت تعتادي على هذا الوضع
لتكمل بمرح لا تضيعي علي الموضوع ودعك ِ من فلسفتي واخبريني كيف كان اللقاء
أخبرتها بما أريد أن اخبرها وكتمت ما وجدت فيه خصوصية لعلاقتي بفيصل وفي كل كلمة أقولها تطلق وفاء التنهدات كنت اضحك عليها في سري لأني لم أكن اخبرها بالحقيقية كاملة وهذا وضعها فكيف أن عرفت بالتفاصيل مع ذلك أنا مقتنعة أن مايحصل بين الزوجين خاص بهما فقط ولا بأس بالكلام عن ما يمكن الكلام عنه وترك الباقي للتجربة الشخصية للشخص اقصد وفاء بهذا الكلام
حمدت الله على تواجد صديقة مثلها في حياتي
وأغلقت الهاتف وأن في قمة هدوئي وراحتي
قبل أن يغادر فيصل سجل رقم هاتفه في بلده في هاتفي وعندما غادر وضعت صورة قلب سوف تنير شاشة جهازي عندما يتصل
انتظروني
استغفر الله وأتوب ا ليه
|