كاتب الموضوع :
نوف بنت نايف
المنتدى :
القصص المكتمله
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله اكبر
(9)
غادر حسام ومعه والدتي وتركاني أنظر الى اقدامهما وهي تغادر المكان ومن ثم تحول نظري الى اقدام ذلك الشخص الجالس امامي وما أن بقينا وحدنا حتى تحركت قدماه بأتجاهي
يألهي لما هاتين القدمين تتجاهان نحوي ما الذي يرده شتت نظري وعدت الى تلك البقعة الموجودة في الزواية البعيدة من الطاولة التي تتسوط غرفة الضيوف لادرس امكانية التخلص منها ولكن زلزال حدث بلقرب مني وشخص ضخم جلس واستقر بقربي وألتقط يدي وطبع عليها قبلة رقيقة وبعدها رفع نفسه وقبلني على جبيني كل هذا وأنا لا ادري ما بي هل فقدت التركيز ام اني فقدت النطق ام فقدت حواسي
شجعت نفسي واستجمعت كل قواي ومأ أن وضع يده حول كتفي حتى ابتعدت وقلت له
رجاءا ً ألزم حدودك
اجابني بصوت هامس وهو ينظر لساعته
قبل حوالي اربعة ساعات تم الغاء الحدود بيني وبينك بعقد شريعي ورسمي شهد عليه شهود
يعني استريحي الحدود ملغية فحاولي تقبل الامر
نظرت اليه شزرا ولا تسألوني كيف توصلت الى هذه النظر
فأنا لا ادري كيف وصلت لعيني واطلقتها عليه
فأجابني بضحكة عالية المزاج تبعها بحركة من يديه بعثرت شعري وأرجعت حالة فقدان الحواس مرة اخرى
ليخرجني من حالتي كلامه الجاد وهو يقول
منى رجاءا ً نحن الآن زوجين وأي تصرف سيء يصدر مني يقابله انزعاج مني ومنكِ وأي تصرف سيء يصدر منك له نفس التأثر
لذا يجب أن نضع النقاط على الحروف في علاقتنا من اجل أن نحضى بحياة سعيدة
هل توافقيني فما اقول اجبته بنعم خرجت صادقة بكل ما تعني كلمة نعم
ليجيب حسنا ً لنبدأ بالقضايا الشائكة وهي قضية احلام فأسرع بالكلام قبل أن اقاطعه ليقول
منى كوني على ثقة احلام لم تكن بالنسبة لي سوى ابنة احد الاشخاص الذين تربطني بهم علاقة عمل حتى انها لم تصل لدرجة اخت بالنسبة لي لأني لا أجد فيها ما يشبه اخواتي هي انسانة غريبة عني بكل ما تعني الكلمة حتى عندما اخبرتني بتلك القصة والتي استنتجت منها أن أحلام متعلقة بي حاولت أن اتقبلها زوجة لأني شعرت بمدى تعلقها بي من خلال كلامك وتعاطفت معها
ولكن صدقيني لم افلح هناك بحور بيننا لا يمكن تجاوزها وهناك مشاعر نبضت بقلبي لكي لم استطع نسيانها
منى اخبريني هل اذنبت بحق احلام
اجبته وأنا على قناعة لا لم تذنب هي بنت احلام لا دراية لك بها
ليجب بضحكة علي أن اشكر احلام لانها استطاعت ان تجعلك ِ تتكلمين بجملة كاملة دون توتر
التزمت الصمت وانزلت رأسي ارضا ليقول بعدها بكلمات جادة
اتمنى أن تكون أحلام صفحة وأنطوت من حياتنا
نظرت له مستفسرة ً وقلت ماذا يعني أنطوت اجاب
لاتأخذ ِمن الكلام رؤوس اقلامه
يعني من حياتنا الزوجية أما ما يخص علاقتك معها كصديقة فهذه مسألة عائدة لكي لن أتدخل بها خاصة وأنا على علم بأخلاق أحلام فهي تصلح أن تكون صديقة لكي وأتمنى ألا أكون سبب في نهاية هذه الصداقة او زوالها اجبته
بل كنت السبب فقال بنبرة أسى اسف فيما يخصك اما فيما يخصها فلا شأن لي به
ورجاءأ ً هذا الموضوع لينتهي تماما اجبته براحتك أنا أيضا لا رغبة لي بالكلام بهذا الموضوع
فأجاب بطريقة مازحة لأني كريم ومعك يزداد كرمي ولأني أرى تأثير فراقك مع احلام رسم لوحة حزن في عينك سوف اتنازل واجعلها قريبة منك بعد موافقتك طبعا
اجبته بفرحة كيف اخبرني رجاءا ً وامسكت بيده احاول استعطافه لكي يخبرني دون ان اشعر بما فعلت لشدة فرحت ِ اقترب مني ونظر بعيني ورأيت ضحكة شقاوة في نظرة عينيه
قال وهو يلعب بكف يدي اجعلها ثانية وبذلك تكون قريبة منكِ دائما وقريبة من حبيبها وبهذا يزول الخلاف بينكما نهضت غاضبة لأن قاموس كلماتي لاتوجد فيه كلمة معبرة لذا علي الانسحاب وما أن نهضت حتى امسك بيدي ووقف امامي وحاول ارجاعي الى مكان ولكني تمنعت
واخبرته بلهجة غاضبة اشبع بها ليسحبني بقوة ويجلسني بمكاني ويطبع قبلة على وجنتي ويقول ما بك ِ أبعد هذا العناء لكي احصل عليك ِ اتزوج ثانية أريحي رأسك
وتعودي على مزاجي المازح احيانا ً والعصبي احيانا ً اخرى
اجبته اتحملهما كل مزاج على حدة اما ان يمتزجا معا فعندها لن استطيع الاحتمال
ليجيبني بتلك النظرة المازحة بل تتحمليني بكافة امزجتي فهمتي
قالها وهو يضع يده في منتصف جبهتي اجبته فهمت ولا أدري هل أنا من تفوهت بها أم هناك من أناب عني في نطقها
نظرة لي نظرة مطولة وقال لي على الانصراف قبل أن يطردني حسام
قلت في نفسي حسام يطردني ولا يطردك
غادر المكان وترك خلفه عطره الذي ملأ المكان وضحكاته التي تركت صداها فيه وخفقات قلبي التي اقتفت اثره وبنت جسرا بين قلبي وبينه
أكون أنسانة مختلة عقليا أن قلت لم اتعلق به لماذا لا اتعلق به وهو زوجي على سنة الله ورسوله أن لم أبني احلامي عليه على من أبني الاحلام !!!!!!!!
اكيد تنتظرون وصفا وافيا له صدقوني لم اتمكن من تحديد اوصافه جيداولكن عينيه كانتا مميزتان فهي مزيج بين العسلي والبني وفيهما نظرة ذكاء حادة جدا
وله طول يفوق طول حسام اخي الذي يبلغ طوله 188 سم
هذا كل ما لا حظته اتمنى أن اكون قد اطفائت شيئا من فضولكم
عندما غادرت غرفة الجلوس وجدت الوضع هادئ جدا في منزلنا كم شعرت بأمتنان لأخوي ووالدتي الذين منحوني خلوة لكي افهم بها مشاعري
اسرعت الى غرفتي واقفلت بابي وأستلقيت على سريري بملابسي وأنا اسرح بعيدا بتلك العينين الجمليتين وبتلك الضحكات الرائعة
كم كان بودي لو لي صديقة قد مرت بتجربة عقد القرآن لأسئلها هل أستطعتي النوم في الليلة التي عقدتي بها قرآنكِ
لكي لا استغرب سبب أرق عينيا
مضت ساعتين على مغادرة فيصل وها هي عقارب الساعة تعلن أنها الواحدة صباحا ً وبعد دقيقة بالضبط رن هاتفي نظرت له وجدته رقم غريب ولكن قلبي اعلن عزف طبوله وهو يعترض على كلمة غريب ويقول انه قريب اما يا ترى انها امنيات عيني التي ترغب بمن يشاركها سهدها
لم اجب على الهاتف ليعود ويرسل رسلة فتحتها بسرعة واعلن قلبي حفلة اخرى رافقته عينيا وهي ترفرف فرحا وفي زحمة انشغالي بهذه الحفلة رن الهاتف مرة اخرى ونفس الرقم الذي ارسل صاحبه حروف اسمه فقط برسالة
منييت عقلي بأنه سوف يحضى بمتحدث لبق لكي يريحيني من اعتراضاته ورغبته بأن اتظاهر بالنوم لم يقتنع عقلي ولكن قلبي اعلن تمرده على العقل واعطى أيعاز ليدي ليخالف ما هو معتاد في عالم الطب
وانطلقت يدي نحو اللون الاخضر وضغطت عليه ليصلني صوت المتحدث على الطرف الاخر بقوله السلام عليكم
اجبته بحروف ترتجف وعليكم السلام
اجاب أيقضتك فأجبته كلا اجاب لما السهر شعرت بلهجته وكأنه يقول من اجلي جافا النوم عينيكي
اجبته احاول أن استرجع بعض المعلومات الطبية من بعض الكتب فدراسة الطب تتطلب متابعة مستمرة , ويالها من كذبة واهية لفتاة فقدت التركيز
اجاب بنبرة خائبة وفقك الله ثم قال ظننت أن سبب تأخر نومك مشابه لسبب تأخر نومي
لم اجب عليه ماذا اقول له أ أقول له انك بارع في شل لساني
ليدرك هو سبب صمتي ويقول اذن نحن سهارى لنفس السبب
ونفس الحالة بالنسبة لي لساني خارج منطقة التغطية تماما
بعدها أتاني صوته قائلا ما رأيك ب أن اتحدث عن نفسي وعائلتي لكي نستغل هذا الوقت الساهر بشيء مهم ثم توقف......... وبعدها قال فهل هو مهم
بعد صمت قصير وبعد أن اعاد السؤال اجبته بصوت خافت جدا وكأني اخشى أن يصل اليه
اكيد مهم فأنا لا اعرف عنك سوى أسمك وأنك اعز صديق لحسام وحسام اعطى ضمان موقع بحسن اخلاقك
ضحكة ضحكة قوية شعرت بها احتلت سكون الليل الهادئ
اذن فقد اعطى ضمان موقع ؟!!!!!
ليقول بعدها بتسائل هل كنت بحاجة لضمان موقع ؟؟؟؟؟؟؟
اجبته بصدق اكيد كنت بحاجة لهذه الضمان
ليقول بعدها فهل كان حسام صادقا في كلامه ولا حاجة لهذا الضمان الآن
اجبته في يوم واحد فقط تلغى ضمانات هل توجد شركة تقبل بهذا
اجاب هناك شركة تقبل بالخسارة ولايهمها الربح حتى أن وجد الربح لا تشعر به
اجبته يا لها من شركة مترأسيها لايجيدون أدراتها
قال بل هي شركة تحكمها المشاعر والاحاسيس التي لاتقاس بالربح والخسارة
هل عرفتي هذه الشركة
عندها عرفت الى ماذا يرمي فكان الصمت حليف لساني
ليقول هو أذن لقد عرفتي اسم الشركة لانها الشركة الوحيد التي يصعب النطق بأسمها في أول ايام التعارف
ثم اردف بعدها
دعك ِ من هذه الشركة فأنا مسؤولة عن ادخالك فيها شريكة بالنصف بأذن الله تعالى
ودعيني اخبرك عن فيصل وعائلته اسمعي عزيزتي
احمد الله ان الهاتف لا ينقل الصورة مثلما ينقل الصوت لأن ابتسامتي سوف تفضحني وتؤكد قبولي ا لشراكة في شركة الحب الذي سوف يجمعنا
اكمل فيصل قوله
اسمي فيصل بن فلان لدي ثلاثة اخوات كلهن اكبر مني ومتزوجات واخ واحد هو بعمرك متخرج من الجامعة تخصص لغة انكليزية ويعمل مترجم بأحدة دوائر الدولة التابعة لوزارة التجارة في بلدي اما اخواتي فلقد تزوجن تباعا بعد وفاة والدي من اسر تربطنا بها علاقة صداقة بأستثنا اختي الصغرى متزوجة من أبن عمي الذي حضر عقد قرآني
بعدها تغيرت نبرة صوته واصبحت اكثر فحرا عندما قال
والأن ختامها مسك مع رأس المال الغالية والداتي هي أمرأة بسيطة جدا تؤمن بمقولة القناعة كنز لا يفنى أيمان لانضير له لها قلب من ذهب
كنت استمع اليه بشغف وكان عقلي ينسخ كل كلمة يقولها ولن ابالغ أن قلت انه يسجل كل كلمة ولديه استعداد ان يعيدها لمن يرغب الأعادة
ختم فيصل كلامه بقوله عند والدتي واجد الكون يتوقف كل ما اتمناه الا يأتي يوم واسمع كلمة تذمر تخصها لايوجد بيت لا توجد فيه مشاكل كل ما اطلبه منك أن تتذكريني أن وجهت لكي والدتي ما يسئ اليكي على الرغم من أني متأكد من عدم حصول هذا الامر ولكن التنبيه ضروري وأنا اقدر الاختلاف البيئي الذي سوف تمرين به
اجبته والدتك مثل والدتي لاتخيفيني في أول مكالمة بيننا حتى قبل أن أرى اهلك
اجاب بالعكس أنا احاول أن أضعكي بالصورة حتى نتجنب هذه المشاكل عند بداية حياتنا الفعلية
اجبته بصدق أنا فتاة مسالمة مشاكل من جهتي لن تحدث ولكن بنفس الوقت الحياة دون مشاكل واعتراضات لا تطاق يعني مشاكل بالمعقول
عندها قال الآن فقط ادركت سر تعلقي بخطبتك حتى قبل أن اتعرف بك
لكي أبعد الكلام عن قصده وحتى لا يأخذ مسار يتفنن فيه فيصل بأحراجي
قلت له كيف تكونت صداقتك مع حسام في بداية خطبتك اشعرني حسام أنك مفضل علي وأنا اخته الوحيد
أجاب ضاحكأ وهل ازعجك الامر
احبته كثيرا ليقول يالة قلبك الذي حمل حقدا على شخص لايعرف شيئا
اجبته وهل كنت فعلا جاهلا اجاب الى حد ما
وبعدها اخذتنا الاحاديث واخبرني أن علاقته بحسام علاقة اخوية وربما اكثر فهو يرى في حسام نفسه نفس الظروف يقصد وفاة الاب وتأخر حسام بالدراسة لمدة سنة بسبب وفاة والدي واخلاق حسام وحرصه على اهل بيته كلها امور شدته الى حسام ورغبته كثيرا بالارتباط بعائلته بشكل اقرب
وكانت دهشتي كبيرا عندما قال أنه كان من ضمن الاشخاص الذي احضروا حسام الى المشفى وبمجرد أن وقعت عينيه علي راوده احساس حينها أنني سوف اكون شريكة حياته
اجبته أن ثقتك بنفسك ثقة عمياء
اجاب بثقة
ثقتي بخالقي وفي كوني اسعى الى الخير هي التي قوت ثقتي بنفسي
ألم اقل لكم يتملك اسلوب يستطيع شل لساني به
استمرت احاديثنا ألى أن سمعت طرقات الباب وأتاني صوت حسام يقول الصلاة حان وقتها واخبري من معك ِ على الهاتف عن وقت الصلاة وأن هناك موعدا قد قطعه مع عمي خالد بخصوص صفقة السيارات الساعة الثامنة صباحا
شعرت بتأنيب ضمير اتجاه فيصل وبحرج كبير من حسام
واخبرت فيصل بما قال حسام وقلت له اسفة سوف تتأخر عن موعدك بسبب سهرك معي قال لن أتأخر لأنني ببساطة لن أنام فأريحي بالك حاولت أن اعترض فقال
مع السلامة وأذهبي للصلاة وحاولي الاسترخاء واكثري من الاستغفار سوف يأتيك النوم بعد أن تطردي اسم فيصل من خيالك مؤقتا
لم استطع الاجابة بشيء سوى كلمة مع السلامة
انتظروني
استغفر الله واتوب اليه
|