كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
4_لحظة امتنان
لم يتحدثا عن ذلك العناق أثناء ذهابهما إلى منزليهما تلك الليلة ، أو فى صباح اليوم التالى عندما قرع باب شقتها وهو يحمل فنجان من قهوة تفوح رائحته الشهية بيده ، وقد ظهرت على وجهه ابتسامة مرتبكة .
- سمعتك تتحركين فى الشقة وأنا ذاهب إلى المرآب لأحضر مجرفة للثلج ، فأحضرت لك هذا .
قدم مايسون لها كوب القهوة
وتابع :
" أعلم أن ليس لديك أى طعام أو شراب فى الشقة "
قالت روز :
" ادخل "
تمنت ألا يلاحظ أن بنطلون الجينز القديم الذى ترتديه مع قميص قطنية هما بيجامتها .
أشار إلى جهاز التدفئة قائلا :
" الطقس بارد قليلا هنا ، هل تعمل المدفأة بشكل جيد ؟"
- لا بأس بها ، فأنا أفضل الجو المائل إلى البرودة .
- آه !
وضع يديه فى جيبى سترته ، ووقف داخل الغرفة قرب الباب وقد بدا متوترا مثلها تماما .
قالت روز :
" أتريد بعض . . . "
منتديات ليلاس
توقفت عن الكلام ما إن تذكرت أن لاشئ لديها لتقدمه له .
مررت يدها فى شعرها ، وللمرة الأولى منذ سنوات تساءلت كيف تبدو . . .
- لاشئ لدي لأقدمه لك مع القهوة .
ساد الصمت بينهما , وبعد لحظات قالت :
" في مطلق الاحوال . شكرا "
- هناك المزيد من القهوة في المنزل .
قال مايسون ذلك وهو يبتسم , ما أذاب بعض التوتر بينهما .
- هناك إبريق كامل في الواقع . لماذا لا تبدلين ثيابك وتأتين إلي منزلي لتناول الفطور ؟ بعد ذلك سأصطحبك إلى البلدة لتحضري بعض الخضار والفاكهة .
أحبت روز فعلا فكرة تمضية النهار برفقته
لكنها قالت :
" أنا متأكدة أن لديك أشياء أفضل لتقوم بها نهار الأحد بدلا من اصطحابي لشراء الطعام "
- أنت على حق ! سنذهب إلى الكنيسة أولا .
غمزها مايسون بخفة , وغادر تاركا إياها تتساءل إن كان فعلا يتوقع منها أن تذهب إلى الكنيسة بصحبته .
منتديات ليلاس
استحمت روز ليلة الأمس ما إن عادت من عملها , لذا كل ما عليها القيام به هو أن تغسل وجهها وتنظف أسنانها . نظرت إلى المرآة , وحدقت بالشعر الأشعث الذي يغطي رأسها وعبست .
للحظة تذكرت عندما كان شعرها طويلا يصل إلى كتفيها , وذلك عندما كان لديها مكان دائم للإقامة فيه . عملها فى أماكن عامة جعلها تقتنع أن من الأفضل أن تقصه وتتخلي عن أي نوع من مساحيق التجميل أيضا .
العيش في الطرقات مع ذلك الشعر الكثيف الطويل سيجذب الأنظار إليها , أنظار لا ترغب أية امرأة عاقلة بأن تلاحقها . بعد إلقاء نظرة أخيرة على صورتها فى المرآة بدلت روز ثيابها , فارتدت سروال جينز وقميصا قصيرة الكمين , ثم حملت معطفها وفنجان القهوة , ونزلت الدرج الذى عمل مايسون على تنظيفه من الثلج.
ارتفعت سماكة الثلج أثناء الليل . وقفت للحظة مندهشة من جمال هذا الغطاء الأبيض النقي الذى يغمر الشاطيء الصخري , تأملت الأغصان الدائمة الخضرة فوقه والسماء الزرقاء الصافية الذي يكاد صفاؤها يؤلم العين إن نظرت إليها محدقة .
قال مايسون :
" منظر رائع الجمال , أليس كذلك ؟"
رآها تقفز في مكانها من كلماته التي همس بها بنعومة , فأجفل . لم يقصد أن يروعها . اعتقد أنها رأته في الباحة يضيف بعض البذور إلي الوعاء الخاص بطعام الطيور ما جذب على الفور مجموعة مشاكسة من القرقف الأميركي ذات الرؤوس السوداء .
منتديات ليلاس
بدت ملامح الدهشة على وجهها وهي تتأمل المناظر الطبيعية أمامها . في تلك اللحظة من عدم الحذر , رآها جميلة جدا .
- هيا , ادخلي !
سار أمامها وفتح باب المنارة .
ترك حذاءه ذا الساقين العاليين على السجادة قرب الباب ثم علق معطفه على مشجب , ومد يده ليأخذ معطفها . إنه معطف رقيق جدا لا يصلح لهذا الطقس , ولن يحميها من عصف الرياح ولا من صقيع الثلج القارس .
إنها تنتعل حذاء رياضيا يبدو باليا حتى نعليه . ما إن انحنت لتنزع رباط الحذاء , حتي أدرك أنها لا تملك حذاء دافئا للثلج , ولاحظ جوربيها الرقيقين وإبهام رجلها البارز من أحدهما .
|