كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
آه .. صحيح ! إنهما في الخندق ذاته في هذا الأمر .
قالت تذكره :
" حسنا ! لكنك قلت إن علينا أن نتراجع وأن ننظر إلى الأمور كما هي عليه في الواقع "
أغمض مايسون عينيه قائلا :
" أجل , هذا ما قلته "
وعلى الرغم من ابتسامته , صممت روز ألا تتواني معه .
- قلت إنك لا تريد الاستفادة من .. ماذا قلت بالتحديد ؟ آه ! صحيح ... وضعي الخاص ؟
فتح عينا واحدة وقال :
" آه .. ! "
- وشيئا ما يعني أن لدي الكثير من المشاكل .
منتديات ليلاس
فتح عينيه الاثنين الآن , وقال :
" أنا لم أقل مطلقا مشاكل "
- ماذا قلت إذا ؟
- أعتقد أننى قلت " أوضاعا غير مستقرة "
- وهل هناك فرق ؟
- بالطبع !
تقدم مايسون خطوة نحوها حتى أصبح قربها تماما . شعرت بأنفاسه الدافئة تلامس خدها وهو يكرر :
" أوضاع غير مستقرة"
لم يكن العناق الذى جمعهما بعد ذلك عاديا , بل جاء مليئا بالشوق والشغف . ضغطت روز بأصابعها على قميص مايسون , وشعرت بيديه تنزلقان عن ذراعيها لتستقرا حول خصرها .
جالت أصابعها على مساحة صدره , وما إن أمسكت بياقة قميصه حتى فتح الباب ودخل بارغن .
علق الطاهي بصوت مرتفع وكأنه يصرخ في الغابة : " آه , يا إلهي ! "
في العادة يبدو مايسون هادئا ومتزنا فى الكلام , لكنه الآن شتم بقوة .
ووافقته روز على ما قاله :
" ألا يطرق أحدكم الباب قبل الدخول ؟ "
لم يتأثر الطاهي من الغضب البادي على رئيسه , بل قال :
" ستبدأ عملها بعد دقائق .. أم أنها ستقبض أجرها مما تفعله الآن؟"
- راقب ألفاظك بارغن !
قيلت الكلمات بنبرة هادئة ومنخفضة ما جعلها أكثر قوة وتأثيرا .
منتديات ليلاس
سأل بارغن :
" إذا .. أهكذا تجري الأمور بينك وبين روز ؟"
وعلى الفور ادركت روز أنه الشخص الوحيد في تشينس هاربور الذي لا يناديها روزي .
أكد له مايسون :
" هكذا هي بالتحديد "
لأول مرة في حياتها تدرك روز أن لديها بطلا ومنقذا . لأول مرة في حياتها تشعر بأن هناك من يريد حمايتها .
قالت :
" من الأفضل أن أبدا العمل "
مرت أمام بارغن , لكن ما إن وصلت إلى الباب حتى توقفت ونظرت من جديد إلى مايسون , ثم تابعت :
" أنا حقا أقدر لك مساعدتي في .. مسألة عائلتي "
قال مؤكدا :
" سنجدها "
هزت روز رأسها , وغادرت .
* * *
أراد بارغن الشجار معها . هذا ما أظهره بوضوح طوال الفترة المتبقية من المساء . راح يعلق بإهانة ما أو بملاحظة مزعجة كلما تواجدت روز على مسافة تسمح لها بسماعه , أما هي فلم ترد بأي كلمة في المقابل .
التقت روز بالكثيرين أمثال بارغن في حياتها , أشخاص لا ينظرون إلا إلى ظروفها القاسية , وهي لن تضيع وقتها في محاولة التقرب منه وجعله صديقا لها .
لكن خططها ذهبت أدراج الرياح إذ وجدت نفسها أمامه مباشرة بعد أن غادر الجميع . دخل مايسون إلى مكتبه لينهي بعض التحضيرات للاحتفال السنوي للمقهي في عيد القديس باتريك , أما النادلة الأخري فغادرت باكرا هذه الليلة بسبب حالة عائلية طارئة .
منتديات ليلاس
تنفست روز بعمق ودخلت إلى المطبخ وهي تحمل الدلو والممسحة . بالكاد حظيت بالفرصة لتغسل الممسحة وتضعها على الأرض حتى بدأ بارغن بالحديث .
- تعتقدين أنك حظيت بفرصة سانحة هنا . أليس كذلك ؟ جعلت رئيسك في العمل مشتتا وضائعا , فالرجل لا يستطيع إبعاد يديه عنك حتى في مركز عمله وهذا تصرف قذر .
اتكأت روز على عصا الممسحة .
وقالت له بنعومة :
" لاتبدأ بالشجار الآن "
- قاطعت مشهدا مؤثرا جدا بينكما فى وقت سابق . ما الذى تأملين في الحصول عليه مقابل خدماتك تلك بالإضافة إلى تعلم القراءة ؟
|