كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تقدم نحوها , ومد يده ليمسك بيدها الأخرى ويضعها حول عنقه . ما إن أصبحت يداه خاليتين حتى أحاط بهما وجهها بحنان .
- من الأفضل ان تصدقى ذلك .
فكرت روز أنه يجدر بها أن تقدم له أي عذر وتغادر , لكنها بدلا من ذلك مالت نحوه . من المحتمل أن ما يجري معها فى هذه الفترة هو مجرد خيال , لكن من الرائع أن تشعر أن هذا هو المكان وأن مايسون هو ذلك الشخص ...
مرت بضع لحظات وهما متقاربان , لكنهما لم يبتعدا عن بعضهما . روز لا تعرف مطلقا بأساليب الإغواء بين الرجل والمرأة , لكنها قررت أن تترك الأمور تجري بصورة طبيعية .
- الجو حار هنا .
انتظرت لحظة قبل أن تخلع سترتها لتبقى مرتدية القميص القطنية التي أعطاها إياها . إنها قميص فضفاضة ليس فيها شئ من الجاذبية .
أجابها مايسون :
" أجل . حار جدا "
بعد أن قال ذلك , سحب الكنزة التي يرتديها من فوق رأسه . تحتها كان يرتدي قميصا قطنية قصيرة الكمين مثل تلك التي قدمها لها قبل البدء بدروس التزلج .
بعدئذ ساد الصمت بينهما لبرهة , إلى أن قطعت روز الصمت قائلة :
" ألن تحضر بعض الحلوي . مايسون ؟ "
- بماذا ترغبين ؟
منتديات ليلاس
فكرت روز أن بإمكانها التقاذف بحذر بالكلام ذهابا وإيابا بهذه الطريقة في الدقائق القليلة التالية , لكن ...
- حسنا ! أعجبني ذلك العناق , يمكننا أن نحاول مرة أخرى ونرى إلى أين سنصل .
لم تنتظره ليفكر بالأمر بل عانقته . سمحت ليديها بالتسلل فوق قميصه فشعرت بحرارة بشرته تحتها .
تنهدت روز بحرارة :
" آه ! "
فتنهد مايسون بدوره .
أنفاسه الحارة جعلتها ترتجف من الشوق , شعرت روز بالسعادة لمعرفتها أنها تستطيع التأثير به إلى هذا الحد , لكنها لم تشك للحظة واحدة أن ما يحدث بينهما ليس جنونا .
فكر مايسون لابد أنه فقد عقله . لم يرقب في عناق روزي عندما طلب منها الدخول إلى شقته . لكن يبدو أن جسده لايهتم مطلقا لما خطط له . تراجع إلى الوراء محاولا أن يستعيد توازنه , فحدقت روزي به بعينين واسعتين وحذرتين . رفع يده , ومرر أصابعه عبر شعرها الأجعد القصير .
قالت بنعومة :
- إنه عادة .. طويل جدا .
حاول مايسون أن يتصوره , قال بصوت منخفض : " إلى أين يصل ؟ "
رفعت إصبعها لتضعه عند منتصف الجزء الأعلى من ذراعها , وقالت :
" كان جميلا جدا "
- إنه جميل الآن .
ابتسمت له ابتسامة خجولة عصرت قلبه وهي تقول :
" لا , إنه عملي الآن "
- حسنا ! لكنني أحبه هكذا .
- أحقا ؟
أجاب :
" بالطبع ! إنه يشبه شعر ميغ رايان , وأنا دائما أحمل الكثير من الاعجاب لها "
وعانقها من جديد . فى العناق السابق ترك لها الحرية , أما الآن فهو مصمم على أن يظهر لها أنها جميلة ومحبوبة وانه يعشقها .
لم يقابل مايسون في حياته امرأة تتجاوب معه لمجرد لمسة بسيطة , ما جعل خياله يطير به إلى عالم جديد من الشوق .
سألها وهو يطوق خصرها بيديه :
" أيعجبك هذا ؟ "
لم تجبه , لكن كل ما استطاعت القيام به هو أن تهز رأسها بتوتر.
تمتم هامسا :
" لم لا تبقين هنا ؟ "
لم تحظ روزي بالفرصة لتجيب , إذ فتح الباب بقوة ودخلت مارني كالعاصفة .
قالت مارني وهي تستدير لتدخل إلى المطبخ :
" هل هناك أحد ما في المنزل "
أبعد مايسون وجهه قليلا عن روزي .
كل ما استطاعت مارني قوله :
" آه , يا إلهي ! "
حاولت روزي أن تبتعد , لكن مايسون منعها . أبقاها فى دائرة ذراعيه , إلا ان وجهه بدا متقدا من الغضب والذنب معا .
هو ليس بحاجة لينظر إلى مارني التى ستظهر على وجهها بلا شك ابتسامة الهرة التي ابتلعت العصفور ليعلم أنها تستمع بما تراه .
منتديات ليلاس
قالت :
"يبدو أننى قاطعت شيئا ما "
جالت بعينيها على الكوبين الفارغين وعلى سترة روز المرمية على احد الكراسي قبل أن تنظر من جديد إلى وجه مايسون .
قال مايسون بصوت غاضب ملئ بالتوتر :
" أجل , وربما فى المرة المقبلة ستفكرين بالاتصال أولا "
دخل صهره الذي يدعو له دائما بالخير .
- آه ! يبدو أننا جئنا فى وقت غير مناسب . تعالى مارني , سنأتي فى مرة أخري .
تراجع هال نحو الباب , لكن مارني أمسكت بيده وشدته ليعود أدراجه ويصبح من جديد داخل المطبخ .
- نحن هنا الآن , ولحظة الانسجام بينهما دمرت . أليس كذلك , مايسون ؟
ابتسمت بمكر قبل أن تتابع :
" وهكذا يمكننا البقاء لنخبرهما لماذا أتينا "
تنهد مايسون , وأخذ يصلى فى أعماقه كي يتحلي بالصبر .
سأل هال :
" ألا تستطيع أن تفعل شيئا بشأنها ؟ "
هز هال رأسه , لكنه ابتسم عندما أجاب :
" أنت تعرف أختك أكثر مني "
بالطبع ! هو يعرفها جيدا , وها هو يخطط ليجعلها تدفع ثمن فعلتها هذه . لكنها على حق , لحظة الانسجام مع روزي دمرت وتحولت إلى شظايا , مع انه لا يزال يشعر بشوق كبير إلى معانقتها .
قال من بين أسنانه المطبقة :
" هل يمكنكما على الأقل أن تتركانا بمفردنا لدقيقة فقط فتذهبان لانتظارنا في غرفة الجلوس ؟ "
على الأقل وافقت مارني على المغادرة . عندما أصبحا بمفردهما فى المطبخ مرر مايسون يده برقة على رأس روزي , وتنهد بقوة.
- آسف لما حدث .
منتديات ليلاس
قالت :
" توقيت أختك بمنتهى السوء "
سألها :
" هل أنت نادمة على ما حدث ؟ "
- لا ! وأنت ؟
- لا .
- لكنك تعتقد أن ما حدث ليس بالعمل الذكي . فهذا ..
ولوحت بيديها بينهما .
- ربما لا . فأنا فعلا معجب بك , روزي .
ابتسمت له , لكنه لم يرها مطلقا ضعيفة وحائرة هكذا من قبل .
- لكن هناك " غير أن " أليس كذلك ؟
- أخشى قول ذلك . أنا فعلا أشعر بالانجذاب نحوك , ومن الحماقة نكران ذلك بعد ما حدث بيننا الآن . لكن هناك الكثير من الامور غير المستقرة في حياتك الآن , و انا لا أريد أن أستغلك أو أستغل هذا الوضع .
|