كاتب الموضوع :
زهورحسين
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-والان ماذا دهاك؟
جلست تنظر الى ظل بلون الحبر خلف خيتها وسألته:
-الم تر؟هناك000لقد تحرك0
-لاارى شيئا انه ظل يخدع النظر,هيا بنا0
-لقد اختفى الان0كان هناك شيئا ما0
ناداها كليف :
-ماذا حدث؟
-لاادري0
نظر اليها ماكس وقال:
-ماذا رأيت يافيونا؟
-صبي صغير على ما اعتقد!
خيم الصمت مرة ثانية بعد بضع تعليقات صدرت عن بقية
الرفاق,لكن روجر عاد فقال:
-انت تتخيلين الاشياء ولعل ذلك تحت تأثير ماحدث بعد
الظهر0
ناداها ماكس مقطبا جبينه:
-اخبريني ماذا رأيت او تخيلت0
-رأيت صبيا او على الاقل شكلا ضغيرا يرتدي شيئا رماديا لم
استطع التحقق منه0بقي لحظة ثم اختفى0
-الى اين؟
-الى هناك0كان ينظر نحونا ثم ذهب0
82
اخذ كليف يمزح معها باسلوبه الساخر اللطيف:
-لكني فعلا رأيت غلاما0
-حسنا,اين هو الان؟
قال جزناثان:
-ذهب ليجلب والدته0
وتلاه كليف بقوله:
-مع بقية العائلة00000لاتخافي يا فتاتي نحن نفديك
بارواحنا!
تفرق الرفاق وهم يتضاحكون وذهبوا للنوم كل واحد الى
مكانه0لكن ماكس لم يشاركهم مزاحهم وضحكهم0فلم يكن الصبي خدعة ولا نسج خيال بل حقيقة مثل لجنة الاستقبال التي افاقوا عليها عند الفجر0
وقفت القبيلة بصمت على حافة النهر0ملابسهم طويلة
تشبه العباءة ولايرتدون قبعات ملونة زاهية كتلك التي رأتها
على رؤوس هنود البيرو0لم تكن ثيابهم متنوعة الالوان مما يدل
على انها صنعت من ايديهم وكانوا جميعا من الرجال البالغين ماعدا صبي صغير في حوالي الثامنة او التاسعة من العمر وقف
بلباسه البسيط في وسط الجمع الى جانب رجل مسن طويل القامة يتميز بالوقار والمهابة0اما لون بشرتهم فقد كان يشبه
بشرة اعضاءالبعثة بعدما لوحتها الشمس0لم يظهر عليهم بانهم
هنود ما عدا عظام الوجه والحواجب مما يدفع للاعتقاد بانهم
83
من اصل لاتيني ينتمون الى احد بلدان شمال اوروبا0سأل كليف:
-من يتطوع للقيام بالترجمة؟لاتزاحموا بعضكم0
تقدم ماكس واضعا بذلك حدا لدهشتهم فلحقه الجميع ما
عدا كليف الذي حال بين فيونا وبين مجاراتهم وقال:
-ابقي هنا عزيزتي حتى نتمكن من اقامة علاقات ودية
معهم0
توقف ماكس على بعد خطوات وبدأ الكلام 0لم تصدر عن
الغرباء أي حركة اوتعبير يدل على نواياهم0اما فيونا فقد
تقدمت الى الحد الذي يمكنها ان تسمعهم ورأت ماكس يرفع
يديه ويحييهم باللغة الكوينشانية0كان رد الفعل كالسابق لاول
وهلة , لكن الرجل الذي بدا وكأنه قائدهم رفع يديه مشيرا
بوضوح على انه لم يفهم فعاد ماكس للكلام بلهجة اخرى لم
تحظ منهم الا بالاشارة نفسها 0قال روجر:
-جرب الاسبانية0
فعادت الاشارة ذاتها0عندئذ خاطبهم كليف بالعامية
وبرطانة انكليزية لم تفهم فيونا منها شيئا فظنت انها من
مخلفات خدمته العسكرية الطويلة0جرب روجر الفرنسية
وجوناثان الايطالية وعاد ماكس فجرب البرتغالية المكسرة0
باءت هذه المحاولات بالفشل فتبادل الرفاق النظرات اليائسة
فاذا بالصبي ينظر الى فيونا وليمس ذراع القائد الذي انحنى
وهمس في اذن الصبي,ثم نظر الى ماكس وتكلم بلهجة
84
وصوت غريبين0
عندئذ رفع البروفسور صوته عاليا من الدهشة والاستغراب
وخاطبهم بالالمانية فظهر تأثير هذه الكلمات فورا واومأ القائد
واخذ يتكلم بينما بدأ افراد البعثة يتسألون بينهم 0قال كليف
بصوت خافت:
-غير معقول0هنا يتكلمون الالمانية!
اقترب منهم البروفسور وقد بدا عليه انه يتوقع مفاجأة
كبرى0قال بسرعة:
-لا استطيع التوقف وشرح كل شيء الان سوى اننا وصلنا
اخيرا الى هدفنا0ايمكنكم توضيب الحاجيات بسرعة لاننا
ذاهبون معهم0
اخذوا ينزلون الخيم بسرعة وحماس بينما لزم وفد الشعب
السري مكانه بالقرب من الضفة ماعدا اثنين اتوا بصمت
للمساعدة على نقل الحاجيات الى قارب غريب الشكل رسا
بالقرب من مكانهم وكان طويلا يشبه قوارب النقل0رافق
البعثة الى القارب القائد والصبي وركب الاخرون في الزوارق
الثلاثة خلف القارب الكبير0
كانت المسيرة الصامتة غريبة جدا فراحت القوارب تتبع
تعرجات النهر لا يسمع خلالها الاصوت المجاديف0هزت
فيونا رأسها من فرط الدهشة للمنظر الهائل الماثل امام عينيها الحائرتين0اتسع مجرى النهر عندما بدت مدينة الشعب السري
85
زاهية تحت اشعة الشمس الذهبية,والزورق يمر بجانب البيوت
ذات السطوح المصنوعة من احجار مسطحة ومربعة وقد
ارتفعت على طول حافة النهر متراصة الى فسحة واسعة يربطها بحافة النهر درج عريض تتوقف القوارب عنده0 لاحظت فيونا ان هذه النقطة بداية لشارع عريض يقسم
المدينة الى شطرين وينتهي الهيكل في الطرف الاخر من
المدينة0
ذهلت فيونا اذ رأت امرأة بصحبة فتاة صغيرة تخرج من باب
يقع على يمينها وتومىء اليها كي تتبعها0وعندما ترددت فيونا
اسرعت المرأة لتمنعها من الانضمام الى الرجال0
لم يكن هذا التصرف عدائيا بل بدافع المباغتة وقد تملكها
الرعب فصرخت:
-ماكس0
تبادل الجميع النظرات بصمت فتوجه ماكس نحوها0لم
ينتظر نتيجة الاخذ والرد بين البروفسور والرجل المسن ثم قال
لها بسرعة:
-لاتقلقي0يخيل الي انهم بفصلون الرجال عن النساء هنا
ولربما ارادوا مرافقتك الى قسم النساء0
توقفت المرأة واشارت الى باب عليه ستار مماثل للستائر
الاخرى0دخلت فيونا وهي مستعدة لاي شيء ثم تنفست
منشرحة الصدر لانها في مقصورة الحمام0
جلبت المرأة لفيونا ثوبا طويلا ثن تراجعت الى اخر المقصورة
86
|