3-في قلب الادغال
******************

استفاقت فيونا متاقلة تشعر باعراض صداع شديد يرافقه فتور همة
مزعج,جعلها تتلكأ في ركوب بغلها عندما حان موعد الرحيل فغمرت
نفسها الكأبة لمجرد انها ستمضي يوما اخر من الانزعاج كالامس0تناولت
جرعة الملح اليومية بصعوبة واتبعتها بقرصين من الاسبرين وقد سرها ان
يكون كليف رفيقها لهذا اليوم فهو اكثر الرفاق مرونة واكثرهم تفهما
لدرجة انه يتوقف عن المزاح عندما لايروق لها0طرد كليف الحشرات التي تحوم فوق رأسه وقال بهدوء:
-لا تحزني يا عزيزتي فقد اقتربت نهاية الرحلة0
-اجل ونهايتي انا0
45
-هل ساءت الحالة الى هذه الدرجة0لقد اثر عليك الحر
الشديد كما ارى,لكنك ستشعرين بالتحسن عندما نصل حيث
نستحم ونرتاح قليلا0
اومأت برأسها عوضا عن الجواب لشدة التعب وتسألت
اين تلك الحيوية التي تباهت به0البارحة كانت مرهقة ايضا
ولكن ليس في اول النهار0ظهرت علامات الاعياء على الجميع
ما عدا ماكس لانه اعتاد تحمل هذا المناخ مما يدل على صلابته
وقوته0انه بالتأكيد سوف يفي بوعده0اما هارمون فقد ظل
وحده بعيدا عنها0
في هذه اللحظة التفت اليها روجر الذي كان يسير في المقدمة برفقة
جوناثان ولوح لها بيده بالرغم منها0
قال كليف:
-اتريدين ان اترك مكاني ليسير بجانبك؟
-كلا0000اشكرك0
-هل تشاجرتما؟مسكين روجر0
-انه يعترض دائما ولا اتحمل ان يتسلط علي احد0
ضحك كليف في سره وساد الصمت وهما يتابعان السير
تحت مظلة من الاغصان المتشابكة بكثافة لا تخترقها اشعة
الشمس الانادرا0خيل لفيونا ان الغابة اشد كثافة هنا وليس
من دليل على قرب نهايتها0فالسكون المطلق والرطوبة الثقيلة
تخنق الانفاس وتشل الحركة ولكن ولله الحمد ستصل الى طرفها
46
بعد الظهر0توقفت البعثة عن السير بعد وقت قصير قرب احد
الروافد حيث باشروا بتصفية الماء اليا0اما فيونا فكانت تتناول
طعامها من المعلبات بصعوبة ملحوظة0لمحت ماكس يرمقها
بنظرة عجلى بينما كان يتحدث مع عمها من مسافة قريبة فتوقفت
عن الاكل0لماذا لا يستريح ماكس كالاخرين0فهذا كليف قد
غطى وجهه لينام قليلا روجر وجوناثان يدخنان وهارمون
يتثاءب مغالبا النعاس0منظره وهو ينام ابشع من منظره وهو
مستيقظ0ربما كان ماكس مصيبا0لقد حاول هارمون الايقاع
بها وكم كان يسره لوصدقت روايته عن الزهرة واعتبرته جادا0
اكملت تناول القهوة املة ان تنعشها فتجمع الاواني وتنظفها0
تفاقمت حالتها وازداد الصداع فاخذت مطرة الماء وسكبت
قليلا منه على وجهها قبل ان تشرب بضع جرعات فاترة لا
طعم لها0لم تتمكن من اعادة السدادة لانها فقدت توازنها
فالقت بها واستندت الى جذع شجرة لتستعيد قواها00
سألت نفسها عن المسافة التي قطعتها الى الان وقد خيل
لها ان الصمت قد اطبق من حولها حتى صوت العصافير0كم
بقي امامها لكي تصل,ياللغرابة؟الرقم ستة؟بقي ستة اميال000
عدد رجال الفريق ستة0ستة ايام منذ ابتدأت المسيرة0يجب
ان تسير قدما0لقد تركت فريقها كليف الذي يكن لها الود
بعكس ماكس0انها تتألم هنا ويجب ان تخفي حالتها عنه لانه
47

سيرجعها اذا شعر بانها حجرة عثرة0عليها ان تصل الى خيمتها
لكنها ستصاب بالاغماء اذا تحركت0كل شيء من حولها حار
حتى جذع الشجرة0ليتها تجد مكانا او شيئا باردا0جالت في
مخيلتها شتى انواع الصور والتخيلات والمخاوف الى ان حاولت
النهوض واذا بيد ارغمتها على البقاء مكانها:
-لاتقاومي0
ارتسمت صورة ماكس في خيالها لدى سماعها ذلك الصوت
فحاولت الجلوس لكنها كانت ملفوفة بقطعة قماش مبللة بالماء
وسمعت صوتا:
-حافظي على هدوئك سأضي المصباح0
عندما ملأ النور خيمتها رأت ماكس يركز المصباح فأخذت
ترتجف تحت الغطاء المبلل0فاقترب منها ممسكا بميزان الحرارة
وسألها اذا كانت تشعر بتحسن الان0فأجابت بالايجاب وهي
تنظر الى ميزان الحرارة واليد التي تحمله0اقترب منها ماكس
فامسكت بطرف الغطاء عفويا لكنه وضع الميزان في فمها
وامسك بمعصمها ليجس النبض0لزم الاثنان الصمت بعض
الوقت احست خلاله بالخوف انها ليست حقا مريضة
قالت:
-ماكس ماذا وجدت؟اخبرني ارجوك0
عاد رأى دلائل الخوف على وجهها انفرجت اساريره,وقال:
48
-لقد اغمي ذلك عليك من شدة الحرارة بعد الغداء0
-لكنني لا اتذكر0كم الساعة الان؟
-حوالي الثامنة0
-الانزال في المخيم؟
-اجل نحن لا نزال هنا0
-ماذا تعني بقولك نحن؟اين بقية الرفاق؟
-استأنفوا السير وكانوا بأشد اللهفة الى الراحة والاستحمام
وليس من المنطق ان نحرمهم ذلك بدون مبرر0
-ماذا سيحصل لنا؟
-سنلحق بهم غدا اذا سمحت حالتك0
-انا على ما يرام الان0
-ليس تماما0اياك ان تفعلي ذلك ثانية0
-افعل ماذا؟لم اتمكن من المقارمة0
-لم اقصد المرض انما عنيت التجول وحدك0استغرق بحثنا
لان حرارتك وصلت الى ابعد حد وكنت تهذين عندما
وجدناك0
-لكنني لا اذكر 0ماذا كنت افعل حينذاك0
-نائمة0
-اذكر اني نمت وكنت احلم بالثلج والسباحة في ماء
بارد0
49
-هذا هو الدواء الذي استعملناه لمعالجتك اضطراريا0
تعلمين يا فيونا بأنه عندما ينهار شخص لم يتأقلم مع المناخ
الاستوائي الحار,يجب ان تنخفض الحرارة بأسرع ما يمكن لان
مقاومة الجسم للحرارة تتوقف في هذه الحالة0وقد تؤدي
الاصابة الى الموت وبما اننا لا نجد ثلجا هنا,لفينا الشراشف
حولك وبللناك بالماء حتى الاغراق0والبرهان على فعالية هذه
المعالجة البدائية ان حرارتك عادت طبيعية وتحسنت حالتك0
كانت تتابع حديثه بدقة فسألته:
-كأنك طبيب0
-اجل,لكنني تحولت الى مهنة اخرى الان0لقد امضيت
ثلاث سنوات في مستشفى بوسطن بصفة طبيب ملازم بعد
انفصالي عن العائلة0
-اين يقع منزلك؟
-حيث اكون0
لم يكن جوابا شافيا لكنها آثرت عدم الاستيضاح لانه لا يريد
الادلاء بشيء0نهض واقفا وهي تراقبه بصمت وسكب كوبا
من الماء المصفى وناوله لها مع قرصين 0قالت:
-ارجوك0لااريد المزيد من الملح0
-هذا صوديوم كلورايد0
ثم ابتسم بعفوية اكسبته جاذبية لم تعهدها من قبل0
50

تنهدت وشربت الماء والاقراص ببطء وهي تنظر اليه من اعلى
الكوب ثم تساءلت في سرها لماذا لم تلاحظ جاذبيته فاحمرت
وجنتاها0ولما انتبهت الى انها تمسك بكوب فارغة وضعتها
بسرعة كيفما اتفق فسقطت من يدها0امسك بالكوب وهي
تتدحرج وعندما نهض واقفا عادت لوجهه ملامح الصرامة
المعهودة فتناول حزمة من الحزم وجاء بها اليها0قال:
-نستطيع التوقف عن المعالجة والافضل ان تنامي ولا تنسي
الشبكة0
وعندما غادر الخيمة فتحت الحزمة فوجدت حاجياتها اليومية
مرتبة بعناية فائقة0من الذي قام بذلك؟هل هو ماكس؟
استلقت تسترق السمع لاي حركة لكن املها خاب0الى اين
ذهب؟هل سيتركها وحيدة حتى الصباح؟قد تصاب بنكسة
بالاضافة الى كونها بحاجة للطعام0سمعته يقول:
-هل انت مرتاحة؟
-اجل0
ونظرت فرأته يدخل تاركا باب الخيمة مفتوحا يحمل بعض
الطعام ووسائل الطهي الضرورية ثم قال:
-اخشى الا يكون هذا كافيا فلم استطع الاحتفاظ الا
ببغلين وعلينا الاكتفاء بما تيسر لكنني هيأت قليلا من الشاي0
-لابأس0انها كافية0نحن محظوظون هذه الايام اذا قارنا
انفسنا بالمسافرين القدامى0
51
ابتسم0لكنه ظل صامتا ثم تناول العلب ثم ناولها قليلا من
الشاي مع الحليب المجفف قائلا:
-والان سأذهب0 اشربي هذا متى شئت وسأخذ هذا
المصباح تاركا معك المصباح الاخر0لكن اخلدي للنوم
بأقرب وقت 0
-شكرا0ولكن الى اين تذهب وهل تركك الرجال بلا
مأوى؟
-لن اكون بعيدا عنك0
-ارجو ان تنتبه للافاعي اذا كنت ستنام في العراء0
-لاتقلقي فالافاعي لاتؤذي كما يظن البعض0ابتعدي
عنها فتبتعد عنك0تصبحين على خير0
وابتسم فجأة ثم ذهب0بقيت مستيقظة وقتا طويلا تقلب
افكارها0ثم اطفأت المصباح وشعرت انها ليست وحدها
ولا خائفة بل مطمئنة0
وصلوا الارسالية عشية اليوم التالي لكن الطمـأ نينة التي
شعرت بها فيونا سابقا فارقتها منذ وقت طويل 0فحصها
ماكس للوثوق من قدرتها الصحية قبل اللحاق بالركب واصر
على تناول اقراص الملح المقررة يوميا مع كثير من الماء الذي
كان قد صفاه بعناية وجهد,ولم يأبه لاعتراضها على الاكثار
منه بحجة انه يفسد الشهية ويسبب الغثيان0قال حازما:
-هذا غير صحيح وانت تعلمين جيدا انه ضروري جدا لاتقاء

52
المرض0نظرت الى كتفيه العريضتين اثناء انحنائه فوق الرزمة
التي كان يحضرها,وحاولت كبت مشاعرها فيما راحت تتدبر بجهد
وسرعة امر رزمتها0كان يراقبها في هذه الاثناء وقد بدا على وجهه
التململ0ولما نهضت قال:
-الم تتعلمي كيف تحافظين على قواك0
-طبعا0
-اذن لماذا تبددينها بهذا الشكل0
-اضعنا الوقت بسببي ولا اريد اضاعة المزيد منه0والان
دعنا ننزل الخيمة0
-على العكس لدينا الوقت الكافي فاجلسي بينما اقوم
بتوضيب الخيمة0
-لااشعر بالتعب وقد اخذت قسطا وافرا من الراحة0
-قد يكون ذلك صحيحا0000
اندهشت عندما اقترب منها ومسح حاجبها باصبعه ووضعه
امامها لترى بوضوح اثار الرطوبة 0قال:
-لن تتمكني من التعود على المناخ ولااريدك ان تمرضي من
جديد0
جلست بالرغم منها على احدى الرزم فقد اتضح لها بأنه
يستطيع تنفيذ اوامره حرفيا0
اقتصر الحديث بينهما اثناء متابعة السير على الضروريات
53
وعندما بدأت الارسالية تظهر للعيان توقفت ونظرت نحو
الارسالية ذات الجدران البيضاء التي ستنتهي عندها رحلتهم0
كل شيء كان هادئا ولطيفا تحت اشعة الشمس المائلة للغروب0
لكنها شعرت بفتور الهمة يعاودها فجأة فتأوهت 0ترجلت و
تناولت حزمتها بينما كان ماكس ينزل حمولة البغل الثاني0
لقد سار النهار بطوله على قدميه رأفة ببغله المرهق بالحمولة,
ورافضا بشدة اقتراحات فيونا بأن يأخذ مكانها بالمناوبة0

غمرها فجأة شعور بالذنب وتأنيب الضمير0انها تخطىء ان
افسحت مجالا لمبادلته العداء الذي يبدو انه يثيره بسهولة غريبة0
انه يولي مصلحة البعثة كل اهتمامه,وهذا ما يجب ان تفعله هي
ايضا,فهو يخفي مشاعره الانسانية تحت قناع حديدي من الغطرسة0

استاقت بغلها الذي اوصلها سالمة الى جرن الماء لكي تسقيه برفق
وابتسمت لماكس لكنه نظر اليها متفحصا بلا مبالاة0قال بعد ان
اخذ اللجام من يدها:
-يكفي000اعتقد بانك عدت الى المكابرة0
-المكابرة؟لااعلم شيئا عن المكابرة؟ولااظن بانني سأبقى
جالسة بدون عمل لاسابيع طويلة0
-اذن فأنت على عتبة موقف صعب وطويل الامد فهل انت
جدية؟
54
-اني كذلك بالتأكيد0
-هل ازعجك ركوب البغال؟
-بعض الشيء0لم افعل ذلك من قبل0ولكنني اعتقد بان
بضعة ايام اخرى ستكون ذات تأثير كبير0
-ليتني اعلم سبب تضحيتك براحتك ودعوتك لي تناوب
ركوب البغال 0لابأس سنزود الارسالية اذا اسعفنا الحظ
بالماء الحار وبشيء يشبه المغطس تتمكنين باستعماله من
ازالة تأثيرركوب البغال0
تلفت ثم هتف :
-هذا هو الاب لورنزو برفقة الفريق يرحبون بك0

لم تنم معالم وجهه عن اثر السخرية واستمر صفاء الجو
بينهما0
هرع الرجل المسن الممتلىء الجسم الى لقاءهما يتبعه
الاخرون الذين ما ان وصلوا حتى احاطوا فيونا وامطروها
بالاستفسارات الودية عن صحتها وشفاءها ماعدا عمها الذي
قال وهو يتفحصها بنظرة:
-شغلت بالنا يا انسة0ما الذي دهالك حتى اخذت تتجولين
بعيدا؟ولماذا لم تخبريني عن الحمى التي اصابتك؟
قال ماكس جاهرا:
-غالبا ما تحدث هذه الاشياء وما اصابها قد يصيب أي
واحد منا0
لم تكن استضافة سبعة اشخاص في الارسالية الصغيرة
55
بالامراليسير على الاب لورنزو رغم انه لم يلمح بشيء0
خصصت الغرفة المجاورة لعمها ولماكس معا0اما البقية
فكانوا في المستوصف الصغيرالكائن بطرف البناء الاخر
وقد سر ذلك كليف لامر في نفسه0قال الاب ضاحكا:

-لدينا ممرضة واحدة وهي هندية قوية0
ثم اخبرهم اثناء تناول العشاء البسيط شيئا عن اعماله
الانسانية كانوا قد مروا على قرية هندية بطرف الغابة
في اخر ايام الرحلة فرأت فيونا بام عينها حالة السكان
المزرية واوضاعهم المعيشية والاجتماعية والصحية0
ماذا يستطيع رجل بمفرده ان يقدم لهم سوى الامل؟

راح ماكس يسرد القصة من الفها الى يائها على الاب
لورنزو وختمها بوضع المفكرة والخرائط بهدوء امامه0
خيم عليها صمت طويل قطعه الاب لورنزو بعد ان رفع
نظره عن الاوراق وقد علت وجهه سيماء الحزن0
قال:
-اجل0 هذا هو المكان المؤشر اليه هنا,ولكني اخشى يا
اصدقائي ان تكونوا اتيتم بعد فوات الاوان0لقد مات منذ
سنتين الرجل الوحيد الذي اعلم بمقدرته على مساعدتكم0
لعلكم لاحظتم عند وصولكم خرائب بيت على ضفة النهر
الثانية0كانت اول ارسالية هنا شيدها رحالة اسكتلندي0
اتى من سنوات عديدة0التقيت به مرتين الاولى في
شبابي عندما كنت في الكلية والثانية بعد سنوات عديدة
56
عندماكنت استعد للمجيء الى هنا لاحل محله لان المرض
اضطره للتخلي عن العمل0لقد ساعدني كثيرا وزودني
بنصائحه القيمة0كما اخبرني حيننذاك عن الوادي حيث
يسكن الشعب الذي تقصدونه0
سأله ماكس بلطف:
-هل حدثك عن الاسطورة؟
-اكسير الحياة وتلك الزهرة؟ليست يا اصدقائي عند حسن
ظنكم0الشعب السري سهل الانقياد كباقي البشر وعددهم
يتناقص باستمرار0دوغال كان يعتقد بأنهم اخر من بقي
على قيد الحياة من سلالة ما قبل حقبة الانكا لان واديهم
محاطة من كل جانب بالتلال التي تصد عنهم الغزاة ويقع
في وسط رقعة واسعة ومجهولة من الارض,لم يصلها الا
القليل من الرجال البيض منذ زمن طويل,ما عدا اثنين كانا
من رجال العصابات الهاربين من ثورة اشعلوا نارها في
الاكوادور ودخلوا من الممر الكائن بين التلال الى الوادي
السري صدفة0جرح احدهم واصيب الاخر بالحمى فجاء
بهما الشعب السري الى الارسالية حيث اسعفهم دوغال
بالعلاج المتيسر لديه0لكن المجروح توفي في اليوم ذاته,
اما الثاني فقد تحدث كثيرا عن الوادي والاشياء الغريبة
التي شاهدها وهيكل الشمس والطقوس والاكسير الذي
شرب منه وكذلك عنا سماه بالالمانية "البرعم"وطبيعي
ان يصف دوغال اقوال الرجل بالهذيان لشدة الحمى التي
جعلته يستغرق في نوم عميق فانخفضت حرارته وبدا
57
ضعيفا وهادئا لكنه لم يفه بكلمة اخرى عن الموضوع0
وبعد ذلك غادر المكان بسرعة قائلا بأنه سيعود مع
اشخاص اخرين ولم يعد0ومع الوقت نسي دوغال كل
شيء الى ان تكلمنا عن فاغواياس فتذكرالموضوع0

سألته فيونا:
-هل ذهب الى الوادي بالفعل؟
-عدة مرات0سألته السؤال ذاته فقال انه وجد واديا
اخضر هانئا وشعبا مختلفا جدا عن قبائل الادغال
الذي كان يعمل معهم شعب بسيط لا يرغب الا في
استمرار عزلته ولقد استجاب الى رغبتهم يا ابنتي0

لاذ الجميع بالصمت وراح كل منهم يفكر بالموضوع
من زوايته0لقد ثبت لديهم رغما عن وجود عدة حلقات
مفقودة حيرتهم ورغم هدوء مظهرهم,انهم على وشك
بلوغ غايتهم0كان هارمون منحنيا يستمع بلهفة فضحها
بريق عينيه وهم بالادلاء بشيء عندما سبقه ماكس بقوله:

-الممر موجود0
نظرت فيونا الى الكاهن الذي علت وجهه مسحة الاشفاق
على امل يوشك ان يتحطم0
قال الاب ببطء:
-لم يعد موجودا 0بعد وقت قصير من الاحداث التي
58
اخبرتكم عنها اجتاحت المنطقة عاصفة هوجاء وطوفان
مدمر فزلزلت الارض والتلال وانغلق الممر الى الوادي
كليا0


انتهى الفصل الثالت
قراءة ممتعة

الملخص كتييييييييييير حلو الله يوفقك في كتابتها