لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


الابتسامة الشجاعة

بسم الله الرحمن الرحيم أحبتي في الله أعضاء ليلاس الكرام عودة اليكم بعد غياب برواية جديدة أتمنى أشوف ردودكم وآراؤكم حول الرواية كل مودتي وتقديري لكم

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-10, 09:03 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26655
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: saaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاطsaaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saaamyaaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي الابتسامة الشجاعة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي في الله أعضاء ليلاس الكرام

عودة اليكم بعد غياب برواية جديدة

أتمنى أشوف ردودكم وآراؤكم حول الرواية

كل مودتي وتقديري لكم


الابتسامة الشجاعة


بقلم سامية أحمد

استيقظت من نومي ذات صباح روتيني عادي, وكعادتي لم أخرج من حجرتي حتى تأملت نفسي في المرآة من فوقي لتحتي حتى أطمئن أن كل شيء مكتمل, بداية من شعري حتى حذائي, فالرضا عن مظهري يمنحني ثقة بالنفس ويجعل مزاجي معتدلا وروحي متفتحة للعمل بنشاط وحيوية
لم أكن من هواة البقاء أمام المرآة لفترات طويلة ولا مدمنة للتأمل في جمالي وحسني رغم ثقتي التامة أنني أحمل نسبة كبيرة من الجمال والجاذبية تتمثل في شعر أسود مموج طويل يصل الى منتصف ظهري, وأحب دائما أن أرفع جانبيه للخلف وأشبكهما معا خلف رأسي بمشبك شعر أنيق وأترك بقيته يتأرجح على ظهرى وعينان عسليتان وثغر رقيق وأنف طويل دقيق الإستدارة في نهايته وقوام طويل ممشوق
هكذا أرى نفسي بلا غرور
لم أكن مفتونة بجمالي, لأن إيماني أن زينة المرأة في عقلها, وأن أية امرأة جميلة إن أجادت استخدام عقلها
لذلك كنت أهتم أن تكون ملابسي عملية محتشمة بعيدة عن التبذل والفتنة, فالمرأة الرخيصة هي فقط التي تحاول إبراز مفاتنها لتخفي ضعف عقلها
كنت أفضل دائما لبس البنطال, فهو يتيح لي مساحة أكبر في الحركة والسرعة ويشعرني بالراحة في المشي
كما أنه عادة اكتسبتها من طول ممارستي لركوب الخيل
حملت حقيبتي وحقيبة اللاب توب الذي لا يفارقني هو وكاميرا الفيديو الصغيرة, وخرجت من حجرتي متجهة الى حجرة الطعام لأتناول إفطاري مع أمي كعادتي اليومية التي أحرص عليها دائما منذ وفاة أبي من عدة سنوات قليلة, وفي طريقي مررت بحجرة أيمن أخي الوحيد, ورغم قلقي أن أتأخر, لكني قررت أن ألقي عليه التحية وأسأله عن أحواله, فانشغالي بالعمل في الفترة الماضية جعلني لا التقيه إلا قليلا, طرقت الباب وأجبت بعد أن سمعت صوته يسأل من؟ : أنا أميرة
دخلت بعد أن أذن لي لأجده كعادته جالس أمام شاشة الكمبيوتر, وقال دون أن يلتفت لي : مرحبا أميرة الأميرات
نظرت في الشاشة ثم تنهدت بيأس وارتميت على المقعد الوثير بجوار الحائط قائلة : يا لخسارتك في الألعاب والمحادثات
زفرت بضيق وأخذت ألوح بكفي أمام وجهي : دخان السجائر سيقضي عليك بأسرع من تناول السجائر نفسها
ألا تشعر بالملل والتعب من كل هذا!
هز رأسه يمينا ويسارا والسيجارة في فمه تقارب على نهايتها وقال بلا مبالاة : ما الذي ذكرك باليائس الفاشل الآن؟
قلت وأنا أحاول أن أمسك لساني وأسيطر على ألفاظي : يا أيمن يا حبيبي إن ما تفعله بنفسك لا يرضي أحدا, أمي يتفطر قلبها لأجلك وأنت لا تبالي
قال بزهق : وماذا تريديني أن أفعل بالضبط وأنا فاشل مهزوم؟ أليس هذا هو رأيك في؟
تنهدت وقلت بأسف : صدقني ما كنت أريد أن أقول هذا, لكنك استفززتني بصورة أعجزتني عن الصمت
انفعلت من جديد وأنا أقول : على أحد ما أن يصارحك بالحقيقة, لا يمكن أن تستسلم وتنسحب بهذه السهولة
قال بتأفف : هل ستعودين لذلك الموشح ثانيا!
قلت بغيظ : ثانيا وثالثا ورابعا
يا أخي الحبيب, أتظن أنني سعيدة وأنا أراك على هذه الحالة المزرية؟ عليك أن تفعل أى شيء في حياتك, أى شيء
عد الى الرياضة, اذهب الى صالة الألعاب الرياضية, انظر الى جسمك الذي بدأ يترهل
التفت الى وعلى وجهه ابتسامة يائسة وقال بسخرية مريرة : أليس لديك أى شيء تفكرين فيه سواى!
نصيحة حتى تعيشي مرتاحة البال, أخرجيني من رأسك فأنا قضية خاسرة
تنهدت بألم وقلت برجاء : يا أخي الحبيب لا...
قال بنفاذ صبر : انظرى في ساعتك ستتأخرين عن عملك
هيا, لا شك أن أمي تنتظرك لتنضمي اليها على مائدة الإفطار
قلت بإحباط : وأنت, ألن تنضم الينا!
انتفضت بحماس : ها ما رأيك أن تتناول الإفطار معنا اليوم؟
زفر وأغلق شاشة الكمبيوتر ثم قفز فوق فراشه وهو يقول : كنت أتمنى, ولكننى كما ترين قضيت الليل ساهرا أمام الكمبيوتر, والآن أحتاج بشدة للنوم
نظرت اليه باشفاق وقلت : وأمي, ماذا أقول لها؟
أعطاني ظهره ووضع الوسادة فوق أذنه وهو يقول : قولي لها نائم
خرجت من غرفته وأنا أشعر بالضيق والإشفاق لأجله ونزلت السلم الخشبي الداخلي لفلتنا ببطء وأنا أفكر في مشكلة ذلك المحبط المسكين
وصلت الى حجرة المائدة فوجدت أمي قد سبقتني اليها, ألقيت عليها تحية الصباح وقبلت وجنتها كما أفعل كل يوم وجلست في الكرسي المقابل لها, فسألتني : تأخرتي اليوم! كنتي عنده, أليس كذلك؟
قلت وأنا أتناول إفطاري بسرعة حتى لا أتأخر عن عملي : بلى
قالت بلهفة : وكيف حاله؟
قلت بإحباط : كما هو, لم تعد كلماتي تؤثر فيه
قالت : لا أدري كيف أتصرف معه
هتفت بغيظ : ما كان عليه أن يستسلم بهذه السرعة, يجب أن يرفع قضية ويشكوه في المحكمة
قالت بمرارة : وكيف يشكوه ولا دليل لديه؟ لقد استشرت عدة محامين القضية خاسرة
قلت : على الأقل كان سيفضحه ويلوث سمعته
لقد أخبرته أنني أنوي عمل سلسلة من التحقيقات لكشف الفساد في الجامعة, وأول ما سأكشف هو ذلك المخادع الذي سرق بحثه الذي عكف عليه ثلاث سنوات ونسبه لنفسه
قالت بحزن : ما كان ذلك ليجدي, أخاكي لم يسجل فكرته العبقرية باسمه
لقد ضاعت الأمانة, وأصبح الأستاذ يسرق تلميذه
تنهدت بضيق : ما كان عليه أن يستسلم
فليبدأ ببحث جديد وفكرة جديدة
يصعب علي استيعاب أن ذلك العقل العبقري المبدع يتحول الى صنم جامد أمام الكمبيوتر ليل نهار, يسرف صحته وعقله وبصره في المحادثات والألعاب
قالت بأسى : ليست هذه هي الصدمة الوحيدة في حياته كما تعلمين, ان ما قضى عليه تماما هو تخلي نجلاء عنه
قلت بغيظ : نجلاء!
لا أفهم كيف يتغير الناس بهذه الطريقة!
أحتاج الى جلسة خاصة معها, انها محاولة أخيرة علها تجدي
قالت بيأس : أتعتقدي أن هذا هو الحل لمشكلته؟
قلت : اعتدت دائما أن أحاول, نجحت أو فشلت لا يهم
المهم أن أحاول حتى آخر أمل
قالت : الله معك
قلت مغيرة الموضوع الذي أضفى احباطه ويأسه علينا : هل أحضر د. وجيه ايراد العيادة؟
قالت : في موعده تماما, هذا الرجل يشعرني دائما أن الدنيا لا زالت بخير, لديه وفاء نادر
لا زال يحافظ على العيادة التي تركها والدك كما هي واسمه عليها, لم يفكر حتى بتغيير اللافته ووضع اسمه مكان اسم أبيك
لم يستقل حتى بعيادة خاصة به, لا زال يشعر بالمسئولية تجاه أستاذه حتى وهو متوفى
قلت وأنا آكل بتعجل : هذا هو المثال الرائع الذي يجب أن يكون بين أستاذ وتلميذه
انه عمل أبي الصالح رحمه الله, لقد قدم له يد المساعدة بكل وسيلة ليصبح طبيبا, ثم اصطحبه معه للعمل في العيادة وساعده حتى تزوج وأصبح لديه بيت وأسرة
قالت : ان وجيه يستحق كل الخير
.................................................. ...
دخلت الى المؤسسة الصحفية التي أعمل بها بخطواتي الواسعة شبه العسكرية والتي يساعدني عليها حذائي الرياضي, فلم أكن أحب الكعب العالي لأنه يقيد حركتي
واجتزت السلالم قفزا بديلا عن المصعد الذي لا أستخدمه إلا في الأدوار عالية الإرتفاع, لكن المكتب الذي تعمل فيه نجلاء كان في الدور الثالث
حمدت الله أن وجدتها خلف مكتبها, فمن عادتها التنقل بين مكاتب المؤسسة والثرثرة مع فلان وعلان, أو تناول الإفطار مع أصدقائها المقربين
ألقيت التحية بمرح على كل من في المكتب من زملاء وزميلات, وسحبت احد الكراسي من أمام مكتب أستاذ محروس وأنا أبتسم له بمرح : بالطبع تسمح أستاذ محروس
أشار لي بيده وهو يبتسم
أخذت الكرسي ووضعته بجوار نجلاء خلف المكتب لأكون قريبه منها لكيلا يسمعنا أحد من الموجودين, وقلت لها مباشرة وبصوت خفيض : أحمد الله أن وجدتك في تلك الساعة,لي حديث طويل معك
قالت وهي تهز رأسها : أعلم فيم ستتحدثين, لقد انتهت علاقتي بأخيك
قلت : أعلم الظروف السيئة التي مرت بكما, ولكن من الممكن اصلاح الأمر, انه الآن يحتاج اليكي أكثر من أى وقت مضى
تنهدت بيأس : لم يعد هذا ممكنا
قلت بضيق : كيف تقولين هذا؟ انه يحبك, نعم لا زال يحبك
كلمة منك يمكن أن تغير كل شيء, أنت أيضا لا زلت تحبينه أنا متأكدة
قالت : الحب وحده لا يكفي في هذا الزمن
قلت بدهشة : أنت التي تقولين هذا! ألا تذكرين كم من مرة اعترفتي لي بحبك له, كيف تبدلت مشاعرك على هذا النحو!
قالت : افهميني, هذا الزمن ليس زمن الحب, هناك أشياء أخرى أهم للإنسان علينا أن نحسب لها ألف حساب
قلت ساخرة : كالمال مثلا!
قالت : أخيرا فهمتيني
قلت بلوم : هل تفكرين بتلك الطريقة المتخلفة!
قالت باعتراض : متخلفة!
حسنا لست وحدي المتخلفة, يبدو أن العالم كله صار متخلفا
عائلتي لا يمكن أن توافق على أيمن, خاصة بعد أن فقد عمله
قلت بتحدي : عمله سيعود اليه قريبا بعد أن ينهي مشكلاته
قالت : هذا لن يجدي
ان كانت عودتي اليه ممكنه في السابق فالآن صارت من المستحيلات
صمت قليلا أحاول أن أستوعب كيف تفكر تلك الإنسانة, ولكني لم أستطع الصمت طويلا, فاندفعت أقول بصراحتي المعهودة كما لو كنت تناولت مشروب الصراحة : لكن مدحت الكومي هو الممكن
هو المناسب لهذا الزمان انه المال والشهرة في آن واحد
قلت باستنكار : كيف لم أصدق ما سمعته عنك
كنت دائما أخدع نفسي (لا نجلاء ليست من هذا النوع, نجلاء صديقتي العزيزة في سنوات الجامعة , شريكة أحلام الشباب والعمر الجميل, نجلاء التي كان حلمها العمل بالصحافة لتكشف الفساد وتظهر وتعالج سلبيات المجتمع)
نجلاء التي كانت تؤمن بأن الصحفي هو حامي الوطن مثله مثل الجندي
أين هي الآن!!
تبدلت كل أفكارك بمجرد أن انتقلتي للعمل كمحررة فنية واختلطي بطبقات المجتمع الحريرية البراقة
إن من أراها أمامي الآن هي نجلاء عارضة الإعلانات والمطربة المغمورة التي تنتظر الجني الذي سيخرج لها من المصباح ليحقق لها الشهرة ويرمي بالمال تحت أقدامها
عجبا لم يعد حلم الفتاة فقط شقة تجمعها بمن تحبه
لابد من سيارة وفيلا ومظهر اجتماعي لائق و....و........و...
بمجرد ظهور الجني تلقي بالحب بكل بساطة في أقرب سلة للمهملات, لم يعد الجني بعيد, لقد اقترب للغاية
مدحت الكومي المنتج السينمائي الشهير
قالت بضيق : لا تسيئي الظن بي, لقد عرض على الزواج
قلت بتهكم : أوووه خبر فني مثير
ترى هل سيخبر زوجته الأولى, أم أن الخبر سيظل في حدود الإشاعة الفنية!!!
أيام الجامعة كنت أحب فيكي الأنفة والكبرياء الذي كانت تظنه بعض زميلاتنا تعاليا منك, لكنني كنت أعتقد دوما أنه اعتداد بالنفس
لا شك أنه دفع ثمنا غاليا ليجعلك تتخلين عن كبريائك واعتدادك بنفسك وتقبلين أن تصبحي زوجة ثانية
ترى أهو عقد لفيلمين أو أكثر؟ وربما ألبوم غنائي أيضا
قالت بصوت خافت : لقد وعدني أنه سيطلق زوجته
قلت بمرارة : رائع, تبنين مجدك الفني على خراب البيوت وتشريد الأطفال, هنيئا لكي
يا الهي!!!
لا أستطيع أن أصدق أن أيمن كان يحبك
قمت من الكرسي بغضب وحملت أشيائي, ثم تأملتها بنظرات تمتلئ بالاشمئزاز وهي عاجزة عن رفع عينيها في وقلت بتهكم : سأخبره أن يكف عن لوم نفسه, وليوفر ندمه لشيء يستحق
كل ما أتمناه لكي أن تكون المكاسب المنتظره على قدر ما ستدفعينه من عمرك وشبابك وكرامتك..





 
 

 

عرض البوم صور saaamyaaa  

قديم 11-10-10, 09:06 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26655
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: saaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاطsaaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saaamyaaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


ما أسوأ أن تبدأ صباحك مع شخصيات مستفزة مثل أيمن ونجلاء
كيف يمكنني أن أمارس عملي بحماسي المعهود بعد كل تلك الإحباطات والمشاعر السلبية!!
لكن التحدي الذي اشتهرت به جعلني أصارع كل المشاعر السلبية التي انعكست على وأنتصر عليها وأتجاوزها وأنا أتجه الى مكتبي, ورسمت ابتسامة مرحة فوق شفتي كما لو كانت راية انتصاري في معركتي ضد مشاعري السلبية ودخلت الى حجرة المكتب الذي أعمل به وألقيت التحية بصوت مرح على زملائي الموجودين في المكان, أستاذ فؤاد وشيرين وكمال
رد الجميع السلام كالعادة, ولكني فوجئت بوجه جديد يجلس خلف المكتب المقابل لمكتبي مباشرة
كانت الحجرة الكبيرة بها خمسة مكاتب, اثنان في الجانب الأيمن أمام الباب لي ولكمال, واثنان في الجانب الأيسر لشيرين وللوجه الجديد الذي لم أتعرف عليه بعد, وبجوار الباب مكتب أستاذ فؤاد وفي الجدار المقابل له نافذة زجاجية كبيرة بعرض الجدار كله, تمنح الغرفة اضاءة طبيعية أحبها
وضعت أغراضى على مكتبي القريب من الباب ونظرت لكمال وأشرت بعيني الى زميلنا الوجه الجديد (الذي أمر زكي بوضع مكتب له في هذا المكان من يومين) في تساؤل
فوجدت الضيق وعدم الرضا قد ارتسما بوضح على ملامح وجهه
التفت الى أستاذ فؤاد علني أجد عنده معلومات عن زميلنا الجديد, فابتسم ابتسامته البشوشة التي أحبها من تحت شاربه الرمادي الكثيف وتجعدات الزمن تزداد بروزا حول عينيه وهو يقول بود : أعرفك الى زميلنا الجديد ياسر حسين, انضم الينا اليوم
اتسعت ابتسامتي لإظهار روح الود والترحيب وتقدمت من مكتبه بحماس فنهض واقفا من كرسيه عندما وجدني أتقدم نحوه
مددت كفي اليه مرحبة وأنا أقول بحماس مرحبا بك بيننا, أنا أميرة جلال
خفض عيناه وابتسم قائلا : شكرا جزيلا, شرف لي أن أنضم اليكم
غمرني العجب والدهشة, فقد كانت كفي ممدودة في انتظار أن يصافحني, لكن يده بقيت في مكانها ولم يرفعها
اتجهت عيني الي شيرين الجالسة خلف المكتب المجاور له في لمحة سريعة فوجدتها تهز رأسها يمينا ويسارا في اشارة لي استنتجت معناها على الفور, ولكني كنت بحاجة لتأكيد منه شخصيا حتى أستطيع أن أفهم بالضبط مع من أتعامل, والى أية أفكار ينتمي زميلنا الجديد, فلم أسحب يدي الا بعد أن قال لي بلسانه وهو غاضض طرفه : عفوا, أرجو المعذرة فأنا لا أصافح
ارتفع حاجباي دهشة وقلت بتهكم : هكذا اذا!! يبدو أن الجريدة بدأت تغير من سياستها وتفتح المجال لأفكار جديدة واتجاهات مختلفة
اختفت ابتسامته الودودة وعندها عرفت أنه فهم كلماتي وما تعنيه بدقة
قال بتحدي : إن مؤسسة صحفية عالمية حرة كهذه لابد أن يكون فيها متسع لكافة الأفكار والاتجاهات لتحقق مصداقية لدى القارئ
ارتفع حاجبي الأيمن وأنا أقول : ان كل ما أرجوه هو ألا تكون تلك الأفكار والاتجاهات سببا في تراجع الجريدة وارتدادها الثقافي والمعرفي
قال بجدية : إن الردة الحقيقية هي الحرية الانتقائية, بالترحيب والإفساح لأفكار معينة وإقصاء والحجر على أفكار أخرى
رفعت رأسي بأنفة وعدت لأجلس خلف مكتبي وأنا أنظر لأستاذ فؤاد الذي هز رأسه بأسف مستنكرا تلك البداية المتوترة
همس كمال بتأفف : هذا ما كان ينقصنا فلاح مستشيخ متزمت يطبق فوق صدورنا بسماجته
قلت ساخرة : تقصد يحرمك من أنفاسك التي تتلقاها من السيجارة, لا أنكر أن الشماتة تملؤني, فكم من مرة حذرتك أن تشرب السجائر هنا؟ هذا هو ما تستحقه
قال بتأفف : لن أستطيع أن أستمتع بإلقاء النكت والطرائف بعد الآن الا وأجد من يعترض على ويقول هذا حلال وهذا حرام
ضحكت منه بصوت خفيض وأنا أخرج ملفاتي وأوراقي من الحقيبة وأضعها على المكتب : لو كان وجوده سيحرمنا من نكاتك المسفة السمجة, اذا فسنتحمله بكل ترحاب
قال ساخرا : لا تفرحي كثيرا, فقد تجدينه يوما يطالبك أنت وشيرين بالنقاب, وقد ينصحك بالقرار في البيت
قلت بتعالي : عندي أنا ولا يستطيع الاقتراب, تعرفني جيدا
قال محذرا : احترسي, فهو لا يبدو سهلا على الإطلاق
نظرت نحو ذلك القادم الجديد ذو الأفكار المتشددة وأدركت أنه بدأ يضفي بعضا من شخصيته المنغلقة على المكان
فذلك الهدوء غير معتاد في مكتبنا, في العادة يرتفع صوت كمال في مزاح ثقيل ولا تكاد شيرين تستقر في مكان, وأظل أنا وأستاذ فؤاد في حوار مفتوح حول أى شيء وكل شيء
لكن هذا الغازى فرض علينا وضعا غير مريح في المكان, ويعلم الله ما الذي سيفرضه أيضا بعد ذلك
أخذت أتأمله مليا في فضول وضيق لأعرف ماذا وراءه أيضا, لكن مظهره لا يوحي بأى شيء من تشدد, فهو شاب عادي حليق اللحية والشارب له شعر بني ناعم وعينان عسليتان ملابسه أنيقة وحديثة تنم عن ذوق رفيع في الانتقاء, ويرتدي نظارة طبية شفافة لا تقل أناقة عن ملابسه, لكن أشد ما يلفت الانتباه هو ذلك الخاتم الفضي الأنيق الذي يلمع في خنصر يده اليمنى
لم ينتبه لي وأنا أراقبه فقد كان منهمكا في قراءة مجموعة من الملفات أمامه وبجواره دفتر صغير يدون فيه باهتمام
دخل زكي (المدير) وألقى التحية على الجميع واتجه مباشرة الى مكتب الزميل الجديد وهو يقول بصوت عالى : مرحبا ياسر, أرجو أن يكون أول يوم لك هنا موفقا دون مشاكل
هتفت بسرعة وبصوت مرتفع به رنة ساخرة عندما رأيت زكي يمد له يده مصافحا : احذر, فهو لا يصافح
انفجر كمال ضاحكا, أما هو فقد تطلع الى بنظرة تحدي بادلته اياها, ثم صافح زكي وهو يبتسم له قائلا : كما ترى فالزملاء هنا ودودون للغاية
التفت زكي الى وقال : آها, أرى أنك قد تعرفت الى أميرة, إنها من أفضل محررينا, ولديها أيضا عمود ثابت في الجريدة
قال بلهجة لم تعجبني اطلاقا : حقا!! كالعمود الذي أنا بصدد تحريره
فوجئت تماما بتلك المعلومة, ولا أنكر أنها أشعرتني بالكثير من الغيرة
مفاجآت زكي لا تقف عند حد, من هذا الذي يحتل عمودا مستديما في الجريدة من أول يوم
لقد قضيت وقتا طويلا للغاية حتى أستطيع أن أثبت جدارتي وأكتسب ثقة الجميع وأحصل على عمود لتحريره
رحل زكي بعد أن أشعل في عقلي الكثير من الغضب والتحدي , ما هذا البلاء الجديد الذي بلانا به!!
لم نفق بعد من كارثة كمال, ذلك الصحفي الفاشل الذي ألقته الواسطة علينا, الا ونجد ذلك المتشدد أمامنا, ترى أى واسطة ألقته علينا وكيف تقبل المؤسسة بتلك النوعية من الأفكار التي يحملها, بل والأدهى أن يكون له عمود مستقل!!
.............................................
لكن الأيام مرت ولم يحدث شيء, بل ان ما حدث كان عجيبا
فبعد عدة أيام دخلت الى المكتب في الصباح لأجده يحتل الكرسي أمام مكتب أستاذ فؤاد والذي اعتدت أن أجلس عليه كلما اندمجت مع أستاذ فؤاد في نقاش طويل في أحد الموضوعات الهامة, وقفت أتأملهما للحظات ثم ألقيت التحية, فقاما بردها سريعا واندمجا في نقاشهما الساخن وكأن من دخل الآن عم سعيد الساعي
وضعت أغراضي على المكتب وأنا أحاول كتمان غيظي, فذلك الكائن الهابط علينا من السماء لم يكتفي باقتحام مكتبنا بل بدأ يتسلل الى مكاني ومكانتي عند الأستاذ فؤاد
إن علاقتي بالأستاذ فؤاد قديمة وعميقة للغاية, فهو أستاذي الذي أعتز بصداقته فهو أول انسان تلقاني في بداياتي هنا بعد تخرجي ولم يبخل علي بعلمه ولا بنصائحه ولا بخبرته, وله أدين بالكثير لوصولي للمكانة التي أصبحت عليها
حتى أصبحت علاقتنا صداقة متينة امتدت الى زوجته وأسرته, أزورهم كثيرا, وأتناول معهم الغداء في بعض الأحيان
لكن يبدو أن أستاذ فؤاد قد وجد عقل جديد يشاطره أفكاره وتلميذ نجيب يتعلم منه
وقفت أتأمل المكتب الخالي من سوانا نحن الثلاثة, فشيرين في اجازة وكمال كعادته يأتي متأخرا, وأنا أشعر بالغيظ فلا يمكنني أن أتحدث الى أحد كعادتي كل صباح, فأستاذ فؤاد مشغول بزميلنا الجديد الذي يتجاهل وجودي في المكان على اعتبار أنني عورة لا بد من اخفائها في البيت
أخيرا سنحت لي الفرصة للتحدث مع أستاذ فؤاد عندما انزاح الكابوس وخرج من المكتب
قلت لأستاذ فؤاد بإحباط : أراك قد وجدت محاورا جديدا
قال بابتسامة واسعة افترشت شاربيه على جانبي وجهه : ياسر! انه شخصية لطيفة ومتفتحة للغاية ولديه أفكار ممتازة
قلت بلا مبالاة : حقا!
قال بحماس : هل قرأتي مقاله؟
قلت : ولم أقرأه؟ تلك النوعية من الأفكار لا تهمني, وهذه النوعية من البشر لا أجد أى جاذبية في القراءة لهم
قال بدهشة : ولم هو يقرأ موضوعاتك؟
التفت اليه مندهشة : وهل فعل!!!
قال بحماس : انه معجب بأسلوبك في الكتابة
رفعت حاجبي الأيمن وأنا أقول : ولم لم يخبرني بذلك؟ أيحتاج الى محرم ليتحدث الى!
سمعت صوته من خلفي يقول بجدية : كلا
التفت اليه متفاجأة بعودته السريعة, وعندما نظرت في وجهه صدمني التجهم الذي ملأ ملامحه وهو يقول بصوت جاف : ولكني لم أعتد الحديث الى من يبادرني بعداء غير مبرر ولا أساس له سوى استنتاجات أغلبها غير صحيح
استفزني أسلوبه كثيرا, فرفعت حاجبي الأيمن وقلت بتحدي : وما هي الإستنتاجات الغير صحيحة بالضبط؟ أرجو أن تتذكر أنك أول من بدأ بالجفاء والتعالي
أجاب ساخرا : عجبا, لا أذكر أنني انتقدت أى من تصرفاتك لتبدأي في انتقاد تصرفاتي
وقف الأستاذ فؤاد بيننا في محاولة لتهدئة الجو : هاى, أنت وهي, ألا تتوقفا!! لا أظن أن هذا أسلوب حديث مناسب يتبادله الزملاء
قال ببرود : هي من بدأت
ثم قال بسرعة وهو يتجاوزنا الى مكتبه : عفوا لا وقت لدى لتبادل أية أحاديث, فلدى عمل يجب أن أنجزه
سحب حقيبته الجلدية الأنيقة وعلقها على كتفه وغادر المكتب
نظرت الى أستاذ فؤاد وقلت بتشكك : لقد كان عند زكي, ترى أى عمل هذا الذي كلفه بإنجازه؟

 
 

 

عرض البوم صور saaamyaaa  
قديم 11-10-10, 09:08 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26655
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: saaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاطsaaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saaamyaaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

يبدو أن هذا المدعو ياسر قد احتل مكانا كبيرا في عقل أستاذ فؤاد الذي لم يعد يهتم لي ولا لمشكلاتي
فمنذ أن أهل علينا لم يعد باستطاعتي أن أتحدث معه حديث مطول كما في السابق الا ويتخلله اسم ياسر بأى شكل من الأشكال
لا أعتقد أنني سأتحمل ذلك طويلا, واليوم على وجه التحديد أحتاج لرأى أستاذ فؤاد في أمر يهمني, لذلك فقد بكرت في الذهاب للعمل هذا الصباح لأنني أعرف عادة أستاذ فؤاد في التبكير, وأن أنسب وقت للتحدث اليه هو قبل حضور الزملاء, وخاصة ذلك المحتل
عندما دخلت الى المكتب وجدت أستاذ فؤاد وحيدا كما توقعت, لكنه كان منهمكا في قراءة نسخة من الجريدة التي تصدرها المؤسسة
وضعت أغراضي على المكتب واقتربت منه وانحنيت أنظر في ظهر الجريدة التي بين يديه لأجد أنها اصدار اليوم, فسألته بدهشة : يبدو أنك تقرأ مقالة هامة!
قال دون أن تترك عيناه الجريدة : انه التحقيق الذي كتبه ياسر
ارتميت على الكرسي أمام مكتب الأستاذ فؤاد, لا أصدق!! انه يحاصرني تماما
هتفت : يا الهي!! ياسر, ياسر, ياسر, لقد حضرت اليوم مبكرا خصيصا حتى أستطيع التحدث اليك في أمر يهمني كثيرا قبل أن أجده يحتل هذا الكرسي
وضع الجريدة جانبا وسألني باهتمام : ما بك يا ابنتي!! يبدو عليكي التوتر اليوم, أهناك شيء يقلقك؟
قلت بتململ : كلا, ولكن ذلك المدعو ياسر بدأ يزعجني حقا, فأنا لا أكاد أتحدث اليك كما في السابق
قال باسما : حسنا, أنا أتعمد ذلك
قلت بدهشة : ماذا! لم أكن أتوقعها منك!!
قال : ياسر لا زال حديثا في المكان, ومنذ وصوله ولم يقابل سوى بالتحدي والتشكك والنفور, رغم أننا لم نر منه سوى الخير
قلت بضيق : ألم تر كيف كان يعاملنا من أول يوم!!
قال باستنكار : كلا, لم أرى شيئا, فهو لم يخطئ في حق أى انسان هنا, هو فقط يفعل ما يراه صوابا من وجهة نظره, ولكن هذا لا يعني اساءة لأى شخص
أردف بلوم : كنتى دائما موضوعية في نظرتك للأمور, مالي أراك اليوم متحاملة عليه بلا سبب منطقي
بدأت أتأثر بكلماته العقلانية, فقلت : اذا فالخطأ عندي!!
قال بصدق : إنك تعاملين كمال أفضل مما تعاملينه رغم تحفظك التام على تصرفاته ورفضك لأفعاله السيئة!
لم لا تنظرين لياسر بنظرة أخرى وتتقبلينه كزميل بصرف النظر عن معتقداته الشخصية؟
قلت : حسنا, سأحاول
قال وهو يعاود الإمساك بالجريدة : اذا فعليك قراءة تحقيقه المنشور اليوم
قلت وأنا أنحي الجريدة جانبا : سأفعل فيما بعد, هلا استمعت لي من فضلك, فهناك ما يهمني أن أعرف رأيك بصدده
ترك الجريدة أخيرا وقال : نعم, كلي آذان صاغية
قلت : استاذ حمدي اتصل بي أمس أكثر من ثلاث مرات
قال باسما : ألا يزال مصرا على ضمك الى اللجنة؟
تنهدت وأنا أقول : بلى, من قبل تأسيس اللجنة وهو يحاول معي, والآن اللجنة تكونت بالفعل وأعلن عن وجودها
قال باسما : وما المانع, أنا أؤيده في اصراره عليك, فأنا أعرفك جيدا عندما تتحمسين لشيء قد تبذلين حياتك في سبيله
قلت بضيق : هذه هي المشكلة, لا أظن أنني مستعدة الآن لتلك الخطوة, أخشى أنني لو التحقت الآن باللجنة فلن أؤدى فيها كما ينبغي, ولا أحب أن أكون من المقصرين
قال بفهم: نعم, أستطيع أن أتفهم أن مشاركتك في أنشطة اللجنة قد تؤثر على عملك في المؤسسة بشكل مباشر, بل ربما تفقدين عملك بسببها, وأنت لست مستعدة لذلك الآن
قلت بضيق : أرجو ألا تفهم تصرفي بصورة خاطئة, فأنا أعتقد أن عملى هنا سيخدم القضية بأفضل من مشاركتي في اللجنة التي لا أعتقد أنها ستصمد طويلا أمام الضغوط الفظيعة التي تمارس عليها, بالإضافة الى أن كل خطوة أو نشاط تقوم به سيواجه بعراقيل وتعنت قد يقوضه من أساسه
أعتقد أنهم لن يستطيعوا تنفيذ أى نشاط أو فعاليات يضعونها في خططهم, اذا فعملي في اللجنة لا فائدة منه
قال بفهم : أميرة, أنت تخشين أن تفاجئي بنفسك يوما خلف القضبان
ابتلعت ريقي ونظرت اليه وقلت محاولة الدفاع عن نفسي : الأمر ليس...
قاطعني مكملا : أفهم شعورك جيدا, أنت لا تخشين هذا بقدر خشيتك أن تفقدي عملك هنا, كما أن الحال التي وصل اليها أخاكي يجعل ابتعادك عن البيت أمر شبه مستحيل, فمن واجبك التخفيف عن أمك وتجنيبها صدمة جديدة قد تحطم قلبها
قلت باحباط : وضعت يدك على الجرح
كيف أضحي بعملي الذي أنجز فيه وأستطيع أن أخدم فيه القضية بشيء شبه موقوف, وعند أول خطوة أخطوها فيه أجد المعبد قد تهدم بأكمله فوق رأسي!!
قال بأسى : لا تحزني, فكلنا كذلك
قلت بضيق : لا أفهم لم يلح على أنا فقط بهذه الطريقة؟
قال : إن من له قضية يبحث دوما عمن يؤمن بقضيته ويساندها, لا أعتقد أنه يلح عليكي أنت فقط, بل هو يحتاج لكل من يتوسم فيهم سرعة الإستجابة والإيمان والوطنية وحب الخير والإنتماء
لقد كان يعرف والدك جيدا كما أخبرتيني من قبل
لم تطل علاقتهما الى أمد طويل, أليس كذلك؟ ولكنهما كانا كما نقول أو كما يمكن أن نطلق عليهما (رفيقي طريق) في وقت ما, مما جعله يتمنى أن يجد شخص مثله, وعندما التحقتي للعمل بالصحافة وأصبح يراك باستمرار في النقابة شعر أن من الممكن أن تكوني هذا الشخص, هو يتوسم فيك أن تسيري على دربه
قلت بألم : الزمن خلاف الزمن, لا أعتقد أن اللجنة يمكن أن تنجز الشيء الكثير, فالمعوقات أكثر وأكبر
قال باسما : إن ضميرك اليقظ هو ما يؤرقك, لو كنتي شخص آخر لحسمتي الأمر سريعا لصالح عملك, أو بمعنى أدق لمصلحتك الشخصية, لكن ضميرك هو العائق الأساسي في انهاء ذلك الصراع النفسي, وأستاذ حمدي يفهم ذلك جيدا لذلك فهو يستمر بالضغط عليكي للإنضمام الى اللجنة, فهو موقن أن النتيجة في النهاية لصالحه, وان لم توافقي اليوم فستوافقين غدا, المهم أن يكون ضميرك دائما في حالة يقظة وأرق مستمر
قلت بضيق : حسنا, وكيف أتخلص من تلك المطاردة؟
قال باسما : لن تستطيعي, أتعلمين, أنا أيضا أوافقه الرأى
مشكلتك الحقيقية مع نفسك وليست معه, بإمكانك ببساطة أن تقطعي عليه الطريق وتعلني رفضك صراحة
ولكنك لا تقدرين, أتدرين لم؟
لأن والدك بداخلك, لديكي رغبة ملحة وأمنية قديمة أن تصبحي مثله
لا زالت أعماله الصالحة قائمة أمام عينيك وفي عقلك وقلبك
اهتز كل شيء بداخلي عندما أتى الأستاذ فؤاد على ذكر أبي, وشعرت بألم شديد يغزو أعماقي ولم أستطع الرد عليه
قال بهدوء : تريدين رأيي؟ لا تتسرعي وخذي وقتك الكامل في التفكير ودراسة الأمر على كل الوجوه, لأنك عندما تتخذين القرار بعد تفكير فلن تندمي أبدا
قلت باستسلام بعد أن بدأ الهدوء يسكن أعماقي بسبب كلماته العقلانية : حسنا, سأفكر مليا في الأمر, ولدي فرصة جيدة لأرى بعيني نشاطات اللجنة وفعالياتها, وهل ستنجح حقا في فرض نفسها على الساحة, أم أنهم سيئدونها في المهد كما هو متوقع؟
قال باسما : أحمد الله أنك هدأتي أخيرا, والآن, هل تسمحين لي بإكمال التحقيق من فضلك؟
قلت بملل : التحقيق الذي كتبه ياسر!!
قال ضاحكا من أسلوبي : بلى, ألم تقرأيه بعد؟
قلت وأنا أقوم من مكاني وأعود الى مكتبي : كلا
هز رأسه قائلا : لقد فاتك الكثير بالفعل
قلت بعجب : الى هذه الدرجة!!
قال بحماس : ذلك الفتى له عقل جبار, ان موضوعه غاية في الروعة
لو كان هذا الكلام صدر من أى انسان آخر لما ألقيت له بالا
لكنه صدر من الأستاذ فؤاد, والأستاذ فؤاد في مجال العمل لا يعرف المجاملة ولا الكلمات المنمقة, وعندما يصف تحقيقا بوصف من قبيل في غاية الروعة, فهذا يعني أنني يجب أن أقرأه, وقد يفوتني الكثير بالفعل لو لم أفعل
نجح الأستاذ فؤاد بجدارة أن يستفز فضولي لقراءة التحقيق, فقلت باهتمام : ألديك نسخة ثانية من الجريدة؟
قال باسما : هل بدلتي رأيك أخيرا؟ عموما, ها هي واحدة
تناولت منه الجريدة وجلست خلف مكتبي وأخذت أقرأ التحقيق
لقد كان على حق, لقد أخذني المقال تماما
ذلك الأسلوب الرائع في الكتابة, وترتيب الأفكار بطريقة تسلسلية بارعة, انه محترف حقا
ولكن من أين له بكل هذه المعلومات المثيرة والإحصائيات المدهشة؟
كان التحقيق عن احدى الشركات الكبرى الشهيرة في صناعة الدواء, وكشفه للتلاعب الذي وصل مداه في ميزانية الشركة والذي أثر بشكل كبير على جودة الدواء, وفضائح الدواء منتهي الصلاحية والغير مطابق للمواصفات و....و...و..
استغرقني التحقيق المثير تماما حتى أن كمال وشيرين دخلا الى المكتب ولم أشعر بهما, وياسر أيضا وصل, بل وألقى علينا التحية ولم أسمعه
التهمت سطور التحقيق حتى آخر حرف, وطويت الجريدة ونظرت الى ياسر قائلة بحماس صادق : لقد حضرت! حسنا. أقدم لك تهنئتي على تحقيق اليوم الرائع
قال ببرود : حقا!
تقدمين التهنئة الآن ومنذ قليل لم تهتمي حتى برد السلام؟
قلت مندهشة : وهل ألقيت السلام؟ عموما كل من هنا يعرف أنني عندما أستغرق في قراءة شيء يعجبني فلا أسمع ولا أرى ما حولي
قال بلهجة هادئة : حسنا, فهمت, هل أعجبك التحقيق حقا؟
قلت بابتسامة واسعة : أتعلم أن لك أسلوب مميز في الكتابة
تدخل كمال باستظراف في الحوار قائلا : هنيئا لك, لقد شهدت لك الأميرة, غيرك يتمنى منها ربع كلمة ولا ينالها, انها حتى لم تفكر أبدا أن تقرأ مقالا كتبته
قلت بتهكم : أتسمي (العك) الذي تكتبه مقالا!!
التفت الى ياسر الذي كان مسندا مرفقيه الى سطح مكتبه وفي يده قلم يلفه بين أصابعه, لكن خاتمه الفضى المميز يجذب العين أكثر من القلم
قلت بحماس صادق : أتعلم أن ما يدهشني حقا هو كم المعلومات التي أوردتها في التحقيق
نهضت من خلف مكتبي واتجهت مباشرة الى مكتبه وفي طريقي تناولت كرسي من أمام مكتب أستاذ فؤاد ووضعته أمام مكتب ياسر وجلست عليه, فظهرت الدهشة على وجهه بوضوح وقال متسائلا : هل لي أن أسأل عن ذلك التغير المفاجئ في المعاملة والأسلوب
قلت بمرح : حسنا, يمكنك أن تسميه سوء للفهم تم تصحيحه بعد تدخل صديق
القى بنظرة سريعة نحو أستاذ فؤاد الذي ابتسم له وهز رأسه مؤيدا, فارتسمت ابتسامة هادئة على شفتيه وقال : تغير ايجابي أرجو أن يكون دائما
قلت بفضول : لم تخبرني بعد من أين أتيت بكل هذه المعلومات؟
قال وعيناه على القلم الذي بين أصابعه : الصحفي الجيد لا يكشف مصادره أبدا, هكذا تعلمنا
قلت بمرح : أنت محق
لا شك أنك عملت على هذا التحقيق لمدة طويلة حتى وصلت الى هذه النتيجة
صمت فجأة عندما دخل الى المكتب آخر شخص يمكن أن أتمنى رؤيته
..................................................

 
 

 

عرض البوم صور saaamyaaa  
قديم 11-10-10, 12:57 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلااااااااااام عليكم..
حللتي اهلاا ووطئتي سهلااا.. مرحباا ملاايين بكاااتبتنا الراائعه سااميه..
شووفي يااعسل يمكن انتي ماتعرفينيش بس انا بعرفك كويس ومن اوول مره لمحت اسمك فيها النهار ده هنا افتكرت بدااياتي بالروايات وقرائتها لان قصه الرجل ذو اللحية السوداء كانت اووول روايه بئراها عربيه وباللغه الفصحى..وعقبتني قداا قدااا..
وعلى طووووول لما شوفت الئصه دي الموقعه باسمك قررت اني اكتب ليكي كلمتين ئبل ما ابدأ فيها..>>فيس يتكلم مصري ولا فلح فيها..هخهخهخه

قرأت القصه الاولى وكانت اوووول قصه عربيه اقراها في وقت كنت ماا احب اقرأ الا القصص الخليجيه..بس الرجل ذو اللحيه السوداء قصه علي وساره غير ذاائقتي وخلاني اخرج عنها شوويه والصراحه اني حبيت هالنووع من القصص من كاتباتنا العربيات وحبيت من خلال قصتس الاولى قصص بوسي هانم وجوجو المغربيه.
اتمنى لتس كل التووفيق والف الف مبرووك هالبنوته الجديده واتمنى من كل قلبي توصلين فيها لبر الامان وتكون احلى من خواتها اللي قبل ..مع اني ماتعرفت الا على اخت وحده فقط وحبيتها..بس باذن الله اقدر اتعرف على البنت الصغنطووطه دي..
لي عوده باذن الله بعد قراايه الاجزاء اللي نزلت..
.

 
 

 

عرض البوم صور زارا  
قديم 11-10-10, 01:08 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26655
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: saaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاطsaaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saaamyaaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

أحتى الحبيبة زارا

كيف ما أعرفك
وهل يخفى القمر
هو انتى اخدتي وسام العطاء من شوية
تصدقي وأنا بضع القصة الجديدة كنت بفكر
يا ترى زارا هتعلق عليها
طيب هاتقول ايه؟؟؟
في انتظارك يا غالية ويارب القصة تعجبك

 
 

 

عرض البوم صور saaamyaaa  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, الأبتسامة, شجاعة, وحي الأعضاء, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية