لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-10, 02:38 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
dew
اللقب:
قطر الندى



البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32556
المشاركات: 8,339
الجنس أنثى
معدل التقييم: dew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسي
نقاط التقييم: 5602

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dew غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

أتعلمين أنني مأسورة بأسلوبك ...أسيرة كلماتك الرائعة ..أسيرة أحداثك ..أسيرة شخصياتك الرائعة

تأسرينني منذ أول كلمة حتى نقطة النهاية ..أتعلمين أنني قرأت المقطع الذي تكرر في الجزء الأخير؟ إنني لا أكتفي من كلماتك الرائعة ..حقا يا سامية يجب أن تفكري جديا في أن تكتبي رواية وأعدك ان أشتري أول نسخة وأجعلك توقعين لي عليها ..أنت مبدعة ..حقا مبدعة ..
أميرة ...لا أدري هل أهنئك لأنك تحبين عزيزنا النبيل ياسر ..أم أربت على ظهرك مواساة لك ..من الواضح أن الرجل يحتفظ بمسافة كبيرة بينك وبينه لكن هبوبه لمساعدتها في كل موقف بدون أسئلة تطرح أن تأنيب يجعلني أفكر في دوافعه ..
لكن ياسر أخفتني حقا من كلامك لها في الهافت عندما قال أنها يمكن ان تتهم في التعاون مع إرهابي ..لاأدري إن كان فقط يريد أن يضحكها ليخرجها من كربها ..لكن كلامه أخافني حقا ...لكنك ستبقى فراسها وفارسنا النبيل الذي ليس له مثييل ...

سامية كل عام وأنت بألف خير ..وأنتظرك بشوق في الجزء القادم ...

 
 

 

عرض البوم صور dew  
قديم 24-11-10, 11:48 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26655
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: saaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاطsaaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saaamyaaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

أدعو الله أن ييسر لي الوقت للرد على أحبتي في الله
حقا أحبكم في الله

أرجو أن تعذروني لعدم الرد عليكم
وان شاء الله لي عودة للرد

 
 

 

عرض البوم صور saaamyaaa  
قديم 24-11-10, 11:56 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26655
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: saaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاطsaaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saaamyaaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

استيقظت من نومي على مكالمة من ياسر ليلقي الى بمفاجأة جديدة من مفاجآته العديدة
طلب مني أن ألتقيه على الفور, فذهبت اليه على عجل, وفوجئت أنه اختار مكان اللقاء بجوار مكتب النائب العام
ثم ألقى الى بالمفاجأة الثانية وطلب منى أن أتقدم ببلاغ للنائب العام بكل المعلومات التى جمعتها عن المستشفى الخاص وعلاقته بالمخزن
وعندما وجدني مندهشة من تصرفاته أخرج لي المفاجأة الثالثة, انها الكاميرا..
هتفت بذهول : هل ذهبت الى هناك ثانية؟!!
أجاب بطريقته العملية التى لا تدع لي أية فرصة للتفكير والاستيعاب : لا وقت الآن لمناقشة أى شيء, يجب أن تتقدمي بالبلاغ الآن
هتفت معترضة : ولكن لأى شيء والام سأسـ..؟
قاطعني مباشرة : ستقدمين اليه الفيلم الذي صورته الكاميرا
صرخت بحماس : هل التقطت الكاميرا شيء
قال : أكثر مما توقعت
هتفت باعتراض : ولكن..
التفت الى وقال بلهجة آمرة وبصوت تخلل خلاياي واشتعل في قلبي : اسمعيني جيدا, الأمر خطير بالفعل, أنت الآن معروفة لديهم, ومن السهل الوصول اليك
الشيء الوحيد الذي يمكن أن يضعك في منطقة الأمان هو كشف القضية كلها وفي أسرع وقت
هذه المرة يجب أن تنشري الموضوع
أفهمت؟
يجب أن تنشريه مهما حدث, أرجوك لا تخذليني هذه المرة
دخلت الى مكتب النائب العام كالمنومة مغناطيسيا
كنت تحت تأثير شخصية ياسر وكلماته القوية
ألقيت بعقلي جانبا ونفذت كل ما قاله لي بالحرف, حتى أننى عجزت عن الاعتراض عندما رفض الدخول معي
خرجت من مكتب النائب العام وكما توقعت لم أجد ياسر
لقد رحل..
بل اختفى تماما, لم يأتي الى الجريدة مما جعل الغيظ يشتعل في قلبي
ولم أعرف الى أين ذهب الا بعد يومين
عندما تابعت على شاشة التلفاز تلك المغامرة الخطرة التى يخوضها قاربان صغيران يتجهان نحو شواطئ غزة
سفينتي غزة الحرة, وحرية
كان من الغريب حقا اطلاق لفظ سفينة على حجمهما الصغير
كانت مغامرة جريئة لها ألف معنى, فهم لم يأتوا كل هذا الطريق فقط ليقدموا ما معهم من معونات
فحجم السفينتين صغير, لا يحملان سوى النذر اليسير
انما الهدف أقوى وأعمق, لقد قطعوا تلك المسافة الطويلة من شواطئ اليونان الى شاطئ غزة مباشرة ليحطموا أسطورة الحصار
بل هو طعنة في قلب الأسطورة الاسرائيلية المرعبة, وتهديد للنفوذ الصهيوني على الرأى العام العالمي باعتبارها دولة تفعل ما تريد
عجبا. هل هذا هو عصر كل يفعل ما يريد!!!
مدير المستشفى هو أيضا يفعل ما يريد,
تلك الرحلة المذهلة هزت مشاعر العالم والعيون كلها متعلقة بالتلفاز تراقب المغامرون على متن السفينتين والأخطار التى يتعرضوا لها
كانت التهديدات الاسرائيلية مستمرة طوال الرحلة بضرب السفينتين
ومن قبل الرحلة تلقى كل المشاركين اتصالات تهديد هم وأهلهم الهدف منها تخويفهم وإثنائهم عن تلك الرحلة
لكن لأول مرة يظهر للعالم أن هناك من لا يخشى الجبروت الاسرائيلي
كانت صورة رائعة للشجاعة والتحدى أمام التهديدات الاسرائيلية الصريحة
مجموعة من البشر من مختلف الجنسيات, أغلبهم لا تربطهم علاقة بأهل غزة, لكنهم من منظمات انسانية وحقوقية
كنا نراقب ما يحدث على السفينتين وكيف تعرض كل من عليها لدوار البحر والإعياء
ثم انقطع الاتصال بالسفينتين
كان هناك تشويش على جميع أجهزة الاتصالات من انترنت وهواتف محمولة وأجهزة ملاحة
لكن القنوات الفضائية أخذت تكرر الأفلام التي التقطت للسفينتين بصورة مستمرة في جميع نشرات الأخبار في انتظار أية أخبار جديدة تصلهم من السفينتين
لوقت طويل تخيلت نفسي معهم على سطح السفينة, وتمثلت خوفهم وتوحدت مشاعري معهم
كيف يكون الانسان منقطعا عن العالم فوقه السماء وتحته البحر فوق قطعة من المعدن, ولا شيء حوله ولا هاتف معه ولا يدري من أين يأتيه الخطر
وقد يفاجئ بصاروخ ضل طريقه يسقط فوق رأسه, أو طوربيد تائه أمامه
في رحلة كتلك, كل شيء محتمل الحدوث, والخطر هو أقرب للتصور من الأمن
لقد تم التشويش على أجهزة الملاحة والانترنت وقطع الاتصالات عن القمر الصناعي
والفاعل معروف بالفعل
تلك الرحلة الانسانية الرائعة التي هزت العالم لا تخلو من جانب مرعب شديد الفزع, فعند اقتراب القاربين من شواطئ غزة, التفت الزوارق الحربية الاسرائيلية حولهما
كانت محاولات لإرهاب كل من على السفينتين وتهديد صريح بعدم الاقتراب ورسالة واضحة أن عودوا من حيث أتيتم
وراقبت بقلب مرتجف تلك اللحظات العصيبة لرجال ونساء لا أعرفهم ولم أرهم من قبل
لكن من الصعب للغاية على أى قلب حي أن يتخيل موتهم بتلك الطريقة البشعة وعلى بعد خطوات من تحقق أملهم
ففي لحظة قد يهز العالم نبأ غرق السفينتين بطوربيد اسرائيلي
لكن اسرائيل لم تفعل, هكذا دأبهم, الاستخفاء والاغتيالات بعيدا عن أنظار العالم, لكن المواجهة لا

كان التهديد مخيف بالفعل, ولا أمل لهم في المرور, الحل الوحيد هو الالتفاف والعودة من حيث أتوا, لكن هؤلاء البشر الذين قطعوا كل تلك المسافة ليصلوا الى شواطئ غزة لم يستكينوا لخوف, ولم يتراجعوا, بل أثبتوا أنهم نوعية بشرية جديدة لا تعترف بمفاوضات ولا تخضع لتهديد
أصيبت احدى السفينتين اصابة طفيفة
وصار التهديد أقوى وأقرب
ومن جديد شطح خيالي خلف أملي البعيد
أعلم أنه هناك الآن, ربما لا يزال يقف على البوابة, أو ربما دخل بشكل عادي.. أو غير عادي
لكنه هناك الآن.. أنا متأكدة
أكاد أراه بين جموع المرابطين على الشاطئ في انتظار وصول السفينتين
ربما يكون في احدى قوارب الصيد الفلسطينية التى امتلأت بأعداد كبيرة وخرجت في البحر لتستقبل السفينتين استقبال حافل بالأعلام الفلسطينية وأعلام الدول التي قدم منها هؤلاء المغامرون
أراه في وجوه الفرح العارم والسعادة الغامرة بنجاة السفينتين من كارثة محققة بعد أن تركتهم الزوارق الحربية يمرون أخيرا لتلتحم السفينتان بمئتي قارب من قوارب الصيد الصغيرة محملة بالفرح العارم والترحاب الكبير
والتفت قوارب الصيد الصغيرة حول السفينتين كما لو كانت تحتضنهما
نجح أخيرا كسر الحصار, وأصبحت تلك البقعة الصغيرة محط أنظار العالم
وعلى شاطئ غزة تفجر الفرح عارما وارتفعت الرايات والأعلام, وعلت الزغاريد والتكبيرات والتهليلات والأناشيد
خرجت غزة كلها تستقبل أحرار العالم الذين انتصروا على الخوف والتهديد بأعلام دولهم التي أتوا منها ممتزجة بأعلام فلسطين
تأملت في شاشة التلفاز الوجوه الفرحة المحتشدة للترحيب بالمغامرين المتضامنين وفي داخلي يقين بأنني سأرى ياسر هناك
لكنني لم أره
في تلك اللحظة وصلتني مكالمة من أستاذ حمدي يدعوني فيها لرحلة سريعة الى غزة غدا
كان صوته يحمل مشاعر شتى, فرح, شجن, حماس..
وافقت على الفور
وفي اليوم التالي عندما وصلت الى مكان التجمع للمشاركين في الرحلة, وجدت حافلتين فقط, انها رحلة سريعة بالفعل
ووجدت ابتسام وعمر ود. عبد الفتاح, الكل مستعد ومتحمس لأقصى درجة
أدركت أن هناك من يجلس منتظرا, مترقبا فقط أن يفتح الباب ولو لدقائق فيلج في لحظة خاطفة محققا أملا طال انتظاره
هناك من يفضل رحلة كتلك على عمله وبيته ومصالحه الشخصية, وقد يتحمل في سبيلها المشاق والخطر
ملأني الشعور بالفخر بأنني بين هؤلاء البشر
بالفعل لسنا أقل من من قدموا من أطراف العالم متحملين المشاق والأخطار تضامنا وتأييدا لغزة
شعور قد يدفع الانسان حياته برضا من أجل أن يصل اليه
سارت الرحلة محملة بالآمال الكبيرة للوصول الى غزة
وقد نلتقي هناك المتضامنين الذين أتوا لكسر الحصار,فتكون الفرحة أفراح وعندها أستطيع أن أحصل منهم على مجموعة من الأحاديث الصحفية
لكن الأمل قتل عند كوبري السلام
ووئدت الفرحة في قلوب الجميع وتحولت الى قهر مؤلم
فقد عجزنا عن دخول سيناء بأية وسيلة
وعادت القافلة الصغيرة أدراجها محملة بحطام الأمل وأشلاء الفرح
لكن هذه المرة لم نعد الى بيوتنا, بل عدنا الى النقابة لنتدارس الموقف ونتفق على ما سنفعله
لقد تم منعنا من دخول جزء من بلدنا, وصددنا عنوة عن احدى محافظاتنا,وعلينا ايصال صوتنا لكل الناس في الداخل والخارج
لا يمكن أن نقبل أبدا أن يتم كسر الحصار عن طريق البحر ومن بشر قادمين من أقاصي الأرض
ونحن لا يفصلنا عن غزة سوى أمتار ونعجز عن كسر الحصار
..............................
..........................
طالت غيبة ياسر, وانتابني غضب شديد, فلقد سيطرت على فكرة وحيدة وهي كيف له ألا يخبرني بأنه ذاهب الى هناك؟ بل كيف لم يهتم حتى أن يدعوني للذهاب معه الى هناك وهو يعلم جيدا أهمية تلك الرحلة بالنسبة لي؟
وكأن من حقي أن أذهب معه, و أنه أخطأ خطأ فادحا لأنه لم يخبرني بأنه سيذهب الى هناك
قضيت الأيام أتخيل ماذا سأقول له, وكيف سألومه على ما فعله عندما أراه
لكن شيء من هذا لم يحدث, لقد نجح ياسر أن يحطم غضبي ويزيله تماما بأسلوبه الخاص
لقد فوجئت تماما عندما دخل علينا المكتب وفي يده كعكة فاخرة وسبقت تهنئته الأنيقة لي غضبي
لقد هنأني بلباقة شديدة وبفخر حقيقي على تحقيقي الصحفي عن تجارة الأعضاء الذي هز البلد من شرقها الى غربها, وكان سببا في كشف عصابة كبيرة للإتجار بالأعضاء البشرية وتقديم أفرادها للمحاكمة
انعقد لساني أمامه وعجزت عن الرد
ما كنت أتوقع أن يقوم ياسر بالإتفاق مع الأستاذ فؤاد لإقامة حفل لي في المكتب
بالفعل كانت مفاجأة قوية هزتني من الداخل, وأقوى ما فيها أنها كانت خطوة جريئة من ياسر لم أتوقع أبدا أن تصدر منه
لقد استطعت أخيرا أن أنتزع اعجاب ياسر بتحقيق قوي لي, وكان هذا بالنسبة لي هو أكبر تقدير حصلت عليه
بعد الاحتفال, عاد كل الى عمله, وأخذت أنظر نحو ياسر بتردد محاولة استجماع شجاعتي لأتحدث اليه
أعلم أنه سيرفض, بالتأكيد سيرفض, لكن لا مفر من أن أعرض عليه الأمر
جلست أمام مكتبه, فاتسعت ابتسامته وعينه في الأوراق التي أمامه
وضعت أمامه هاتف محمول حديث كان مستقرا في حقيبتي منذ اليوم الذي اشتريته فيه في انتظار أن تأتيني الشجاعة الكافية لأقدمه اليه
نظر الى الهاتف, وعلى عكس ما كنت أتوقع لم يتجهم وجهه, بل ابتسم وقال بهدوء : ما هذا!!
قلت بتوتر : اشتريته من فترة وكنت أود أن..
لم أجد كلمات مناسبة أكمل بها الجملة, فقد كنت أتحرز لضيقه وغضبه, ولكنه لم يغضب, بل اتسعت ابتسامته وقال بهدوء : ألا يكفي أن تحملت التكاليف الباهظة لإصلاح السيارة رغم عدم رضاي عن هذا التصرف؟!!
قلت بقلق : لقد تسببت في كل تلك الخسائر وعلى أن أصلح ما أفسدته
قال : حسنا. لن أناقش ذلك رغم ضيقي به, والآن!! هاتف محمول حديث!!!
قلت بسرعة : أرجوك أن تقبله, يكفي كل ما فعلته لأجلي, لقد كدت تفقد حياتك بسببي
قال بلهجة هادئة : أولا لم يكن ما حدث بسببك, فدعي عنك الشعور بالذنب, لأنه لو تكرر ذلك عشرات المرات لفعلت ما فعلته تماما عن طيب خاطر
ثانيا لن أستطيع قبول تلك الهدية الغالية, أنا آسف, فهذا لا يتفق مع مبادئي وأفكاري
زفرت بإحباط وهززت رأسي بأسف : أعلم, أعلم أنك لن تقبلها أبدا, لكن ذلك يؤلمني حقا
صدقني لا أستطيع أن أتحمل ذلك الشعور بالذنب
لقد تسببت في جرحك وفقد هاتفك وكسر نظارتك, فقط أحاول أن ..
قاطعني باسما : الأمر أبسط مما تعتقدين, حياتي لم تكن يوما رفاهية سعيدة, إن ما حدث لا يعد شيئا أمام ما نراه في حياتنا كل يوم, فلا تستسلمي للإحساس بالذنب
قلت بضيق : اذا, فلن تقبله؟
قال باسما : بالتأكيد كلا
قلت بألم : لا أدري ما الذي يمكن أن أفعله لأشكر لك صنيعك لأجلي؟
قال باسما : لا تتعجلي, ربما كنت أطمع في شيء آخر أغلى بكثير من مجرد هاتف محمول
أصابتني جملته الأخيرة في الصميم, وكدت أترك العنان لمشاعري وأحلامي
لكن ما ألجمني هو خوفي من أن أكون قد فهمت جملته على غير ما يعنيه
لم أعد أستطيع أن أقرأ ما في عقله من خلال عيناه كما في السابق
أو بمعنى آخر, أخاف أن أقرأ ما يفكر فيه وأخطئ التفسير وقد أسقط من برج أحلامي التي تعلو فوق السحاب
وعندها لن أستطيع أبدا أن ألملم شظايا قلبي
المشكلة أن ياسر لم يصرح بشيء, مجرد كلمات تحتمل آلاف المعاني لا أستطيع أن أضع عليها آمالا
ومرت الأيام وأنا في حالة من الترقب والانتظار
أحتاج لإشارة, لكلمة, لأى شيء
لكن ما حدث كان عكس ما توقعته وتمنيته وما كنت أنتظره
لقد تغيرت معاملته لي تماما, وبعد أن كنت أظن أننا نحرز تقدما نحو التقارب
وجدت أننا قد عدنا الى ما خلف نقطة البداية
أصبح ياسر يتجاهلني تماما ويبتعد بشكل ملحوظ عن أية مناقشة أو حوار يمكن أن يجمعنا
لم يكن هذا وهما في عقلي, بل ان أستاذ فؤاد نفسه لاحظ ذلك وسألني بيني وبينه إن كان صدر مني شيء دفع ياسر الى ذلك التغير الغريب؟ لكنني أكدت له أنني لم أتصرف أى تصرف يوغر صدره ضدي
بدأت أشعر بتخبط شديد بداخلي وفراغ هائل, وكلما مر يوم علي وهو يعاملني بجفاء قاتل, أجد نفسي أتألم بعمق ولا أجد سوى وسادتي كل ليلة أسمح لها برؤية دموعي وألمي
وكم قضيت أوقاتا طويلة أتحدث الى سترته السوداء المعلقة على خزانتي وألومها وأسألها عن سبب تغيره الغريب وما الذي فعلته لينقلب على بهذه الطريقة
وأهملت اللجنة تماما ولم أعد أذهب الى الاجتماعات ولا الندوات ولا ألبي الدعوات التى تصلني
فقد انحصر نشاط اللجنة على المظاهرات والاعتراضات فقط, وهذا هو أسوأ ما في الأمر
وتجنبت كل المكالمات الهاتفية التي تأتيني من ابتسام وأستاذ حمدي ود. عبد الفتاح وأخذت أتذرع بحجج شتى بعيدة عن الواقع للهروب منهم
ولاحظت أمي تغيري وكآبتي وحاولت أن تعرف مني أى شيء ولم تفلح, واستعانت بيحيى صديقي الوحيد لينصحني أو حتى يعرف ما بي
وكانت المرة الأولى التي أراه يأتي خصيصا عند مضمار الخيل دون أن أستدعيه
لكن الغريب أن رؤيته لم تثر بداخلي تلك المشاعر الأخوية الجياشة التى تغمرني كلما رأيته
هذه المرة سلمت عليه ببرود, وتمنيت أن ينتهي اللقاء سريعا ليعود من حيث أتى
وشعر هو بمدى انغلاقي وابتعادي عنه فرحل دون أن يعرف ما جاء ليعرفه, لقد أدرك أخيرا كم اتسعت الفجوة التي بيني وبينه
عجبا, ما أغرب تقلبات الانسان!!
ذلك الصديق العزيز الذي كانت مجرد رؤيته تثير في قلبي الشوق والفرح
لم يعد بامكاني البوح له بما في قلبي, ولا بالألم الذي يزداد داخلي يوما بعد يوم
لقد أدار ياسر ظهره لي وأصبح واضحا أنه يتعمد الابتعاد عن المكتب لأطول فترة ممكنة
والآن على التصرف, يجب أن أفعل شيء, يجب أن أتحدث اليه
لكن في المكتب لا أستطيع فقد يعرض عنى أو يحرجني أمام كمال وشيرين وأستاذ فؤاد وهذا ما لن أتحمله أبدا
لقد أصبح ياسر شخصا آخر منغلقا وضائقا بكل شيء, وفارقته الابتسامة البشوشة التي كانت تزين وجهه دائما
كان يبدو كما لو كان يمر بمحنة أو ظرف مؤلم أو بضغوط شديدة الوطأة
لذلك كان اصراري للتحدث اليه ومعرفة ما به يزداد يوما بعد يوم
فقد رأيت أن من واجبي أن أطمئن عليه وأهتم لآلامه, ان لم يكن للتقدير الكبير الذي أحمله له في قلبي, فعلى الأقل بصفته زميل وصديق وانسان ساندني في مواقف كثيرة
واعتقدت أن الفرصة أتت عندما أخبرتني ابتسام أن اللجنة اتفقت على تسيير قافلة جديدة الى غزة
وقررت أن أقنعه بالذهاب معنا هذه المرة
وأخيرا جرؤت على الاقتراب منه والجلوس أمامه, لكن الضيق الذي كسا ملامحه جعلني أتردد قليلا
قال بأسلوب جاف : أهناك شيء؟
تجاوزت ذلك الأسلوب الخشن الذي لم أعتده منه وقلت مباشرة : بلى, هناك قافلة ستخرج بعد غد الى غزة
قال باقتضاب : وفقكم الله
قلت بسرعة : يجب أن تأتي معنا
قال بحدة : كلا
فاجأتني مباشرته الحادة, لكنني قلت برجاء : ياسر, أرجوك, هذه المرة يجب أن تأتي معنا, عمر سيسره ذلك كثيرا, وأستاذ حمدي وأعضاء اللجنة
قال بضيق : تعلمين أن مشاركتي في اللجنة هي من الأمور المستحيلة
قلت بانفعال : كيف تقول هذا!!الكل هناك يعرفك وينتظرون منك تلك الخطوة, لن أقوم من مكاني حتى توافق
قال بحدة : الموضوع منته, لن أذهب
اشتعل غضبي وهتفت بصوت سمعه كل من في المكتب : بل ستأتي, حتى لو رغما عنك, لقد كنت هناك أكثر من مرة
لأول مرة ينظر الى, لكن نظراته كانت مخيفة, وشعرت بعضلاتي ترتجف من التوتر, وقال بلهجة جمدت دمائي : حذرتك من قبل أن تلزمي حدودك ولا تصرخي في وجهي, واعلمي أن ذهابي أو عدمه هو شيء خاص بي ولا دخل لك ولا لأى مخلوق فيما أفعله, أفهمت؟
لم أستطع أن أنطق, لقد جف حلقي تماما والتصق لساني في موضعه
لكنني انتفضت من أمامه وأخذت حقيبتي وغادرت المكان بخطوات تدك الأرض غضبا دون أن ألتفت لأستاذ فؤاد الذي أخذ يناديني
كان على الهروب بأسرع ما أستطيعه والاختفاء في مكان أستطيع فيه أن أترك دموعي تغسل غضبي وألمي واحباطي بعيدا عن أى عين
لقد سحق ياسر فؤادي, والمشكلة أنني لا أفهم ما الذي فعلته ولا أعرف سبب تغيره نحوي
كانت ذكرياتي معه تتداعى الى رأسي وأنا أسكب دموعي ونحيبي في وسادتي
كنت أحاسب نفسي كل دقيقة ما الذي فعلته ليتغير نحوى بهذه الطريقة؟!!
وكانت أمي تدق الباب على كل فترة لتطمئن, وأنا لا أستطيع أن أفتح لها وأنا على تلك الحالة المزرية
هدأت دموعي أخيرا وغسلت وجهي جيدا وفتحت لها الباب, وأخذت تلح على بقوة لتعرف ما بي, ولكنها لم تصل معي لشيء
وأنا أحاول قدر جهدي أن أطمئنها بأنني قوية وراشدة وسأتجاوز أى أزمة تمر بي
لم أستطع أن أطمئن قلقها, لكنها استسلمت أخيرا لرغبتي في ادارة شئوني بنفسي ومواجهة أزماتي دون عون خارجي
....................................

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور saaamyaaa  
قديم 27-11-10, 09:46 AM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166033
المشاركات: 340
الجنس أنثى
معدل التقييم: ورده منسيه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ورده منسيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اختي العزيزه ساميه قرات روايتك ذو اللحيه السوداء كانت مميزه بكل ماتحمل من سرد ولغه واحاسيس ومشاعر تجعل من القارئ بطل من ابطال القصه . اما رواية الابتسامه الشجاعه فكلمة مميزه قليله بحقها لقد ابدع قلمك في وصف مشاعر امير ه وصمود مشاعر ياسر. ملاحظه بسيطه دايم ابطال رواياتك يكونو ملتزمين بالدين هذا يخلي القصه رووووعه اناحب هذي الشخصيات. اتمنى من الله لك التوفيق ومزيد من التقدم . ممكن اعرف متى يتم تنزيل البارت الجديد وشكرا.

 
 

 

عرض البوم صور ورده منسيه  
قديم 28-11-10, 09:31 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 26655
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: saaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاطsaaamyaaa عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 115

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saaamyaaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : saaamyaaa المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

جاء اليوم الذي ستخرج فيه القافلة وتجمعنا عند النقابة بإصرار هائل
لابد أن ننجح هذه المرة بعد كل تلك المحاولات الفاشلة
لابد أن نصل الى هناك فالرحلة هذه المرة أكثر تنظيما والتنسيق مع أكثر من جمعية ونقابة وهيئة أهلية وفي أكثر من محافظة
ستخرج حافلات من المنصورة وبورسعيد في نفس التوقيت
الضغوط الشعبية يجب أن يستجاب لها في نهاية المطاف
ولكن يبدو أن الضغط الشعبي مؤثر وله صدى في كل بلدان العالم الا هنا
لقد فوجئنا بحضور كبير للأمن حول النقابة, ولم يمر وقت طويل حتى تم تطويق الحافلات بأعداد غفيرة من الجنود
كانت صدمة كبيرة لكل من في الرحلة
لم يتركوا لنا هذه المرة حتى مجرد المحاولة والتى سيتم وئدها كما في يقين الجميع عند كوبري السلام أو بعده بأمتار قليلة, كما يحدث دائما
لكن هذه المرة لم تتحرك الحافلات من مكانها
واشتعل الغضب عارما في نفوس الشباب
واعتصموا في المكان حول الحافلات وافترش الشباب والبنات وأنا معهم الأرض
وعلمنا عن طريق الهواتف المحمولة أن الحافلات في المنصورة وبورسعيد لم يكن حظها بأفضل منا
فقد تم ايقافها من قبل الخروج من المحافظة ومنعها من السير
وكما فعلنا, فعلوا
وتحولت الرحلة الى مظاهرات واعتصامات في الشوارع
وتم تطويق المنطقة لكيلا ينضم الناس الى أفراد القافلة المعتصمين
وبعد قليل تم طلب الأستاذ حمدي بالاسم من قبل الأمن
واستفقنا فجأة على مفاجأة لم نكن نتوقعها
فقد اختفى الأستاذ حمدي من المكان, بل اختفت مجموعة من الشخصيات بعينها
اتجهت أنا وابتسام الى عمر الجالس بين الشباب وانتحينا به جانبا
وعندما تحدثت اليه صدق ظني, فعمر متيقن أن أستاذ حمدي وبعض الأفراد في القافلة قرروا الذهاب الى غزة فرادى في محاولة مستميتة للوصول الى هناك
اتفقت أنا وابتسام وعمر على الانسحاب من المكان دون لفت الانتباه والالتقاء في مكان آخر بعيد عن الحصار الأمني
وبالفعل اتجهت الى سيارتي ورحلت بها في هدوء وذهبت الى ابتسام وعمر الذين كانا ينتظراني بعيدا عن النقابة
واصطحبتهما في رحلة طويلة نحو الأمل المنشود
وفي سيناء استطاع عمر الذي كان يجلس في المقعد الخلفي وابتسام تجلس بجواري أن يرشدني الى طرق أخرى في الصحراء خلاف الطرق الرئيسية التقليدية المملوءة بنقاط التفتيش والأمن
وعندما سألته بدهشة كيف استطاع أن يعرف تلك الطرق الغريبة؟ أجابني بآخر ما كنت أتوقعه, فقد رافق ياسر يوما في رحلة كتلك واستطاعا معا الوصول الى رفح عبر طرق ملتوية وملتفة تضرب في عمق الصحراء
ياسر! ياسر! ياسر!!!
صمت تماما غارقة في أفكاري, كلما ظننت أنه أبعد ما يكون عني, أفاجأ بأنه قريب للغاية
وها أنا أسير على خطاه وفي نفس الطريق الذي قطعه من قبل
ولكن...
لقد اجتمعت أنا وهو في رحلة كهذه وقطعنا الطريق الرئيسي لمدة طويلة, وتعطلنا ساعات كثيرة عند نقاط التفتيش, وكان هو ضائقا للغاية
فلم لم يتجه لتلك الطرق الأخرى التى يعرفها جيدا ليتقي نقاط التفتيش؟
حاولت أن أتوصل كيف يفكر هذا الانسان
فهو اما أنه كان يظن أن الطرق يومها فتحت وأن الرحلة متيسرة الى غزة ولن يجد معوقات على الطريق, أو أنه خشي أن تكون تلك الطرق الوعرة الملتوية خطر علينا خاصة ونحن في الليل
بالفعل تلك الطرق تبدو خطرة في ضوء النهار
لقد هاجمني هاجس لأكثر من مرة أننا تائهون
أو قد يقطع علينا الطريق لصوص
أو قد يهاجمنا حيوان شرس من قلب هذه الصحراء الممتدة
لكن ارشادات عمر التى علمه اياها ياسر هي التى أوصلتنا الى العريش بسلام ودون أن يعطلنا شيء
وبعد اتصال هاتفي قصير مع أستاذ حمدي عرفنا مكانه ولحقنا به قرب المعبر
لم يضع الرجل لحظة واحدة, لقد التحم هو ومن معه من اللجنة بأهالي العريش ورفح في مظاهرة كبيرة
كان يتحدث اليهم ويهتف في ميكروفون نقال ليصل صوته الى الجميع
انضممنا الى الجموع الغاضبة
واشتعل الحماس في قلوبنا ونحن نهتف بأعلى صوتنا مطالبين بفتح المعبر واطلاق سراح القوافل لتصل الى غزة, ولم أنس أن أصور كل هذا
لكن سرعان ما التفت قوات الأمن حولنا, وتم اقتياد أعضاء اللجنة جميعا الى قسم الشرطة
وفي الطريق كنت خائفة للغاية, وكان أكثر ما يخيفنى هو أن ينتزع أحد مني الكاميرا
لكن ابتسام فهمت على الفور وتصرفت بسرعة وأخذت مني الكاميرا الصغيرة وأخفتها تحت ملابسها وهي تهمس لي : اطمئني عليها, لن يصل اليها أحد الا لو كان يريد أن يلبس قضية أخلاقية
لا شك أن من يرافق ابتسام تتبدل مشاعره الى التفاؤل بسرعة, فتلك الفتاة لها روح تطغى بمرحها على كل من حولها
وقضيت الليلة في الحجز مع ابتسام وبقية أعضاء اللجنة
كانت تجربة جديدة تماما علي, لكنها لم تكن مخيفة الى الدرجة التي كنت أظنها
لكم قضيت أياما طويلة خائفة من أن أواجه ذلك الموقف وأجد نفسي خلف القضبان
كنت صغيرة عندما وجدت مجموعة من الرجال تدخل علينا البيت بعد منتصف الليل وتأخذ أبي من بيننا الى مكان لا اعرفه, لكن يحيى كان يطلق عليه المعتقل
أظنها كانت أسوأ فترة مرت على في حياتي حتى عاد أبي بعد مدة
ورغم أنه دخل المستشفى في غيبوبة طويلة
الا أن الموقف كان أقل وطأة على, فعلى الأقل أعرف مكانه وأزوره وأطمئن الى أنه يحظى بالعناية اللازمة
أدركت الآن أن فكرتي عن الحجز والمعتقل لم تكن بالسوء الذي كنت أعتقده
فلم أكن وحيدة, كانت ابتسام وفتيات اللجنة حولي يشجعنني ونتبادل الحكايات والذكريات والضحكات, وغنت لنا ابتسام بعض الأغنيات النوبية اللطيفة, وكانت سببا في حبي للأغاني النوبية والتراث النوبي
في اليوم التالي تركونا نغادر العريش في هدوء, لكن أستاذ حمدي لم يكن معنا, وصدمنا بعدما عرفنا أن الأزمة الصحية هاجمته من جديد وتم نقله الى المستشفى
عدت الى القاهرة محملة بكل احباطي وألمي وقلقي على أستاذ حمدي
وذهبت مباشرة الى الجريدة لأسلم المقال الذي كتبته وأنا على مكتبي في زمن قياسي
لكن مع الأسف لم يكن زكي موجود ليوافق على نشره, ولم أستطع انتظاره, فقد كان على الذهاب للبيت للإستحمام وتغيير ملابسي بعد ما حدث ليلة أمس, لأتوجه مباشرة الى المستشفى لأطمئن على أستاذ حمدي
وتركت المقال مع أستاذ فؤاد ليقدمه له
لكم تمنيت لو أتركه لياسر حتى يقرؤه ويعطيني رأيه ولكن معاملته السيئة لي منعتني
وعندما عدت الى البيت كانت أمي بكل قلقها في انتظاري, لكن ما أدهشني حقا هو وجود يحيى في ذلك الوقت
كان ثائرا للغاية وأخذ يتهمني بأن أفعالي وتصرفاتي لم تعد متزنة
لم أهتم بالرد عليه, فقد كان كل ما يشغلني هو الذهاب بسرعة الى المستشفى لأطمئن على أستاذ حمدي
تخطيته واتجهت الى السلم لأصل الى غرفتي, لكنني توقفت فجأة عندما سمعته يهتف بغضب : انتظري هنا واستمعي الي, أم أن هذا الشخص الغريب سلبك عقلك واحترامك لأسرتك!! هل محا إرادتك وسيطر على تفكيرك الى درجة أن تتبعينه الى غزة دون التفكير في عواقب الأمور؟!! هل ألفت البيات خارج البيت!!
يجب أن تبتعدي عن ذلك الشخص قبل أن يدمر مستقبلك, فهو...
التفت اليه وقاطعته بتهكم : أهذا هو كل ما يقلقك!!
اطمئن.. لقد ابتعد عني ياسر وأغلق كل باب بيني وبينه
بل والأكثر من هذا, لقد رفض أن ينضم معنا الى قافلة المعبر.. يمكنك الآن أن تهدأ لقد نجح في ابعادي عن طريقه
تركته وذهبت الى غرفتي وتمنيت لو تركت دموعي تهدئ من النيران المشتعلة بداخلي وتخفف من وطأة الضغوط النفسية التي أعانيها
لكن الوقت لم يسمح لي, فقد كان على أن أتجه الى المستشفى على الفور
..............
وفي المستشفى التقيت ابتسام وعمر وبعض من أفراد طريق الكفاح
وطمأننا الطاقم الطبي الذي يشرف على علاج الأستاذ حمدي بأن حالته مستقرة, لكن يلزمه بعض الوقت في المستشفى
اتصل بي الأستاذ فؤاد وسألني بقلق : هل اتصل بك زكي؟
قلت بدهشة : كلا.. أحدث شيء!!
قال بتوتر : اذا فالمقال لم يصله بعد
هتفت بدهشة : ماذا!! ألم يؤشر على المقال بالموافقة!!
قال بأسف : لقد غادرت الجريدة قبل أن يأتي زكي
هتفت بتوتر : وماذا عن المقال؟ يجب أن ينشر في عدد الغد
قال : تركته مع كمال فهو الوحيد الذي بقي في المكتب بعد انصراف الجميع
قلت بضيق : كمال!!
قال بأسف لقد وعدني بأنه سيسلمه الى زكي قبل أن ينصرف, ولكني اتصلت الآن بمدير مكتب زكي لأطمئن أنه بر بوعده, لكنه أخبرني أن كمال لم يأتي ولم يسلم المقال الى زكي
هتفت بغضب : وأين ذهب الآن ذلك المهمل؟
قال : منذ وقت طويل وأنا أحاول الاتصال بهاتفه لكنه غير متاح
قلت وأنا أنظر في ساعتي : ربما يكون قد نسيه في درج مكتبه وغادر
سأذهب الى الجريدة وأقلب مكتبه حتى أجده
لم يكف أستاذ فؤاد عن الاعتذار, فقد كان مضطرا للمغادرة ليصحب ابنه الأصغر للطبيب, وكان يتحدث الى من العيادة
استشاط غضبي عندما لم أجد المقال في درج مكتبه
لقد كنت أعلق آمالا كبيرة على نشر ذلك المقال, فبعد كل ما حدث لنا يجب أن يعرف الناس الحقيقة
أخذت أفكر فيما يمكن أن أفعله الآن
وظل الاتصال بيني وبين الأستاذ فؤاد متبادلا, وكمال لا يرد على هاتف البيت ولا المحمول, وأستاذ فؤاد لا يكف عن التأسف, فهو لا يستطيع ترك عيادة الطبيب الكبير ليذهب الى كمال, وكان على استعادة مقالي بأي ثمن
فقلت لأستاذ فؤاد : سأذهب أنا
اعترض الأستاذ فؤاد بشدة وطلب مني أن أنتظر قليلا حتى يتصرف هو, وتعهد لي بأنه سيأتي بالمقال بسرعة
كنت أعلم بأن أستاذ فؤاد لديه ظرف مرضي قاسي ولا يستطيع ترك ابنه, لذلك كان على وحدي عبء التصرف
لذلك فقد قررت الذهاب الى بيت كمال واستعادة مقالي قبل أن تذهب طبعة الغد الى المطبعة
أوقفت سيارتي عند العمارة التي يقطنها والتي حفظت عنوانها من كثرة ترديده له في مكالماته النسائية التافهة المفروض على سماعها يوميا بحكم موقع مكتبي المجاور لمكتبه
دخلت الى مدخل العمارة وسألت البواب بصرامة عن شقته وأجبرته على اصطحابي اليها بعد أن أكد لي أنه رآه يصعد أمامه
وفي المصعد, أتتني مكالمة من أستاذ فؤاد : لا تقلقي, لقد حلت القضية, سيكون المقال عندك بعد وقت قصير
قلت : أرجوك لا تزعج نفسك, المهم صحة ولدك, لقد وصلت الى بيت كمال ومعي البواب الآن وسآخذ منه المقال
هتف بضيق : كيف تتصرفين بهذه الطريقة!! عليك العودة الآن الى الجريدة وسيكون المقال عندك
قلت بسرعة عندما وصل المصعد الى الدور الخامس : أرجوك لا تقلق على أستطيع أن أحل مشاكلى بنفسي
أغلقت الهاتف أمام شقة كمال وأستاذ فؤاد يكاد أن يجن
أخذ البواب يدق الباب والجرس طويلا, وأنا أغلي من القلق
هتفت به : هل أنت متأكد أنه بالداخل؟
قال : بلى, لقد صعد أمامي من ساعتين
ظل يدق الباب باصرار حتى فتح أخيرا, وظهر خلفه كمال بملابس النوم يحاول أن يفتح عيناه بصعوبة
هتفت بغضب : أين المقال؟
قال بلا وعي : ماذا!!مقال!!
هتفت بعصبية : مقالي الذي أعطاه لك أستاذ فؤاد اليوم
تركنا وهو يترنح وألقى بجسده على الأريكة وأنا أصرخ به : أفق, استمع الى, أين المقال؟
أشار بيده اشارات غير مفهومه وهو يتمتم بلا وعي وعيناه مغلقتان
أخذت أدور بعيني في الصالة حتى وقعت عيناي على حقيبته التي يأتي بها الى الجريدة كل يوم ملقاة على احدى الأرائك
هجمت عليها بلا تردد وأخذت أقلب فيها بعصبية شديدة حتى أفرغتها تماما من كل ما بها
أخيرا وجدت المقال بين أوراقها, أخذته والتففت لأغادر لكنني تسمرت في مكاني عندما وجدت ياسر يقف عند مدخل الباب
لا أدري لم اهتزت ثقتي بنفسي بعنف عندما رأيت ذلك التجهم المخيف الذي كسا وجهه
وفهمت على الفور أن أستاذ فؤاد استعان به ليأتي لى بالمقال, وكما هي عادته لم يتردد في الموافقة
ورغم يقيني التام أنني لم أرتكب خطأ, لكن نظراته الغاضبة المخيفة حطمت ذلك اليقين وجعلت قلبي يرتجف
وبصمت تام التف ياسر مغادرا المكان, وأدركت أن على التحدث اليه لأنفي أية فكرة خاطئة مرت برأسه ولو عابرة
نزلت السلالم خلفه جريا وأنا أناديه, لكنه لم يتوقف, حتى لحقت به أخيرا وأمسكت ذراعه لأوقفه وقلت وأنا ألهث : يجب أن تسمعني, لقد أتيت الى هنا لأستعيد مقالي, وها هو
نفض ذراعه بعنف ليبعد يدي, والتفت الى وضاقت عيناه وقال بقسوة شديدة : الخطأ ليس خطؤك
بل خطئي أنا أن وضعت ثقتي في فتاة ترتاد بيوت العزّاب بسهولة امتطاؤها لظهور الخيل
ولكن اعلمي أنني لن أكون أبدا حصان
تجمدت تماما وشعرت بشراييني تكاد أن تتفجر في أنحاء جسدي من هول صدمتي
واستطعت بصعوبة شديدة أن أنطق : أنا!! أهذا الكلام تقوله لي أنا!!
أشاح بوجهه عني ونزل السلم جريا دون أن ينطق بكلمة أخرى
ولم أجد سوى درابزين السلم أستند عليه حتى لا أسقط من قسوة ما أشعر به
.....................................
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

 
 

 

عرض البوم صور saaamyaaa  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, الأبتسامة, شجاعة, وحي الأعضاء, قصص
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:12 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية