" أستيقظت يا أبنتي العزيزة ؟ هل تشعرين بتحسن؟ يبدو عليك ذلك".
" نعم أنا أحسن بكثير , شكرا لك يا عمتي بيللا".
وأنتبهت كولبي للمرة الأولى أنها ترتدي قميص نومها البرتقالي المنخفض لدى فتحة الصدر , فغرقت أكثر تحت الغطاء , أقترب دارت من الجهة اليسرى من سريرها وفي يده حبتين صغيرتين ,وطلب منها الجلوس مجددا.
" هيا , أبلعي هاتين الحبتين".
" وما هذا؟".
" لا تسأليني , أسألي الطبيب".
قالها ببرود ,فتدخلت بيللا كعادتها لترطب الأجواء :
" هذه الحبوب تحمل الرقم ثمانية وعشرين يا كولبي , ولا أدري ما هي".
وسأل دارت كولبي ساخرا :
" هل أنت مطمئنة الآن؟".
ضحكت كولبي وتناولت الحبتين.
" لا , لكنني لا أبالي , أعتقد أن الطبيب يفهم أكثر مني في هذه الأمور".
منتديات ليلاس
كنغارا ,ككل المزارع في هذه المنطقة النائية , كانت مجهزة بمختلف أنواع الأدوية , وكانت الوصفات الطبية تتم هاتفيا
بواسطة أرقام معينة تلصق بالدواء , فيعطي الطبيب رقم الدواء الواجب أستعماله في حال لم يتمكن من الوصول الى مريضه في الوقت المناسب , وقد برهنت هذه الطريقة عن نجاح أكيد.
أعادت بيللا ترتيب الوسائد وراء ظهر كولبي:
" بوكا جاء لزيارتك منذ دقائق قليلة , كان الطفل المسكين مضطربا , أنه يحبك كثيرا يا كولبي , سأناديه بعد قليل ليراك , لم يصدق بعد أنك بخير".
وتبادلتا الأبتسام , ألتفتت بيللا الى دارت الذي ظل صامتا يتفحص وجه كولبي الشاحب.
" أعتقد أنك تريد التحدث مع كولبي يا دارت , سأترككما معا , وسأرسل لك عشاء خفيفا يا كولبي , لا تحاولي النهوض من فراشك".
وأغلقت وراءها الباب قبل أن تعلق كولبي بكلمة واحدة أرغمها دارت على الأسترخاء في فراشها وجلس الى جانبها ينظر اليها عاقد الحاجبين:
" حسنا يا دارت ,ما الأمر هذه المرة ؟ هل ضايقت صديقتك العزيزة؟".
" أخبريني يما حصل , سمعت رواية روشيل ,وثرثرة بوكا , وأنا الآن بأنتظار ما ستقولين".
" وهل ستصدقني يا دارت لاند كينغ".
" ربما".
" لا أعرف من أين أبدأ".
" من البداية".
أغمضت كولبي عينيها , آه لو يعرف كم يخفق قلبها في هذه اللحظة , أنها تحبه! أستغرقتها أفكارها لدقائق قبل أن تفتح عينيها أخيرا , لترى أبتسامة دارت الحانية:
" من حسن حظي أنني أخذت أجازة اليوم , هل عليّ أن أنتظر النهار بطوله كي أسحب منك بضع كلمات؟".
" الأمر ليس بهذه الأهمية يا دارت , كانت روشيل خائفة لدرجة أنفجر معها غضبها في أول وجه رأته , وصادف أنني كنت ذاك الشخص , أنا آسفة جدا لأنك لم تكن أنت مكاني ".
" ألم تسخري منها , أعرف طبعك الناري".
" لا , طلبت منها أن تهدأ فقط , وأؤكد لك أنني كنت أسفة جدا لما حصل لها , لكنني لم أعد آسفة الآن , قبضتها حديدية فعلا وكأنها من عائلة كينغ".
" ليس لها الحق بضربك".
" أنت فعلت مثلها تماما , هل نسيت؟".
" لا , لكن الأمر يختلف معي".
وضحك عاليا , فأغلقت كولبي عينيها ثانية , لا تدري ما بها ,أنها مضطربة جدا , لا بد أنه أثر الضربة , وأحست كولبي بقبلة رقيقة على وجهها فأرتجفت بعنف لملمس شفتيه.
" آه يا دارت , لماذا فعلت ذلك؟".
منتديات ليلاس
أبتسم ساخرا بأنفعالها:
" لو كنت أعلم أنك ستتصرفين هكذا لما قبلتك , سأتركك الآن لترتاحي , سأعود لأراك لاحقا".
وقبل أن يخرج من الغرفة
توقف قليلا عند الباب ليقول لها:
" صديقتي العزيزة كما تسمينها يا كولبي , عادت الى منزلها , طلبت من ستيفن مرافقتها , كانت منزعجة جدا وكذلك بيللا , آه من النساء!".
تعليقه ذكرها بالعم سيروس , فأغرقت في الضحك.
نهاية الفصل الثامن