لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-10-10, 05:08 PM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" لا أدري لماذا أقلق عليه , يبدو أن النحل لا يحاول أيذاءه , لو ذهبت أنا الى هناك لهاجمتني بدون رحمة".
وتوقف بوكا عن لهوه عندما خرجت روشيل الى الشرفة وهي تصفق عاليا وتناديه بلهجة آمرة:
" تعال هنا أيها الصبي الأسود!".

رنت الكلمات مزعجة في الهواء , فلم تتمالك بيللا نفسها من التعليق قائلة:
" يا ألهي , أتمنى لو تتجنب روشيل أستعمال هذه التعابير , أنها تجرح أحساس بوكا عتدما تناديه بالصبي الأسود , السكان الأصليون يعتدّون بلونهم وحضارتهم".
وتجاهل بوكا النداء وكأنه لم يسمعه
نزلت روشيل الدرجات القليلة لتقترب من بيللا:
" أحاول العثور على ميني , أعتقدت أن الصبي الصغير يعرف مكانها , طبعا لن يخبرني كلهم يتكاتفون ضدنا".

نظرت اليها بيللا , وبحركة لا شعورية حاولت ترتيب خصلات شعرها الفوضوية , لا تعرف لماذا يشعرها وجود روشيل بأنها أمرأة متقدمة في السن وسيدة مهملة لمظهرها العام.
" وماذا تريدين من ميني؟".
لوت روشيل شفتيها بأستياء وأشمئزاز:
"كسرت أناء الزهور وأختفت كعادتها".

" لا تقلقي روشيل , أعتدنا على ذلك".
فقطبت روشيل حاجبيها:
" أعتقد أنه يجدر بك معاقبتها".
زمت بيللا شفتيها ولم تجب , فألتفتت روشيل لتبحث مجددا عن بوكا :
" أين ذهب الشحاذ الصغير؟".
" أسمه بوكا".

قالتها كولبي بحدة وأنصرفت الى ري الغرسات , لكن روشيل أصرت على مضايقتها مجددا:
" وهل لأسمه أهمية؟".
تدخلت بيللا بحدة فأثارت أستغراب الفتاتين .
" طبعا يا روشيل , أنا أعتقد أن اللياقة لا تقتصر على فئة معينة من البشر , من الواجب أن تكون معاملتك طيبة مع الجميع".
منتديات ليلاس
أحست كولبي بسعادة غامرة لأن بيللا أختارت الوقوف الى جانبها ,أما روشيل فتلون وجهها بحمرة الغضب , ترددت قليلا , لكنها عادت لتهاجم كولبي بطريقة أخرى.
" أريد موافقتك يا بيللا على الطريقة التي نسقت بها الزهور , طبعا عندما يتسنى لك الوقت لذلك , أمضيت وقتا طويلا في ترتيبها , وأعتقد أنها ستعجبك , فهي تختلف تماما عن الأسلوب الفوضوي الذي يستعمله بعض الناس".

ونظرت الى كولبي بسخرية , وأنقذ الموقف التفجر , صوت سوزان الذي وصلهن مرحا من الشرفة:
" تعالي يا أمي , لا بد أن تري ماذا فعلت روشيل".
وكادت بيللا تصرخ أنزعاجا! كيف أستطاعت روشيل أن تكسب كل هذا الحب والتقدير من أبنتها! ربما يعود ذلك الى حاجة سوزان الى رفيقة ,وروشيل ذكية فعلا في تعاملها معها.

اليوم تشعر بيللا بنفسها متعبة مسنة , يغلفها خمول شديد يسبق عادة حالات الصداع التي صارت تنتابها أكثر فأكثر.
وأبتسمت بيللا لكولبي وحاولت أن تضع في عينيها كل محبتها لها قبل أن تنصرف برفقة ,وتابعتهما كولبي بنظراتها وهي تعض على شفتها السفلى , روشيل لا تطيقها , وسوزان تبدي تجاهها لا مبالاة واضحة , ودارت متضايق منها ,فماذا بقي لها بعد ذلك؟

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 14-10-10, 05:09 PM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأيقظها من شرودها ضجيج بوكا الذي كان يتمرغ على العشب قريبا منها , أحس الصبي بحزنها فحاول جهده التخفيف عنها بحركات مضحكة ,جاء برفقة صديقه كولبار جو لتسليتها
وجو هذا لم يكن ألا طائرا بريا من نوع الأمو( طائر أسترالي يشبه النعامة لكنه أصغر منها بقليل) لم يعرف أحد كيف تمكن بوكا من تحويله الى حيوان أليف ,ولا كيف أصبحا من أقرب الأصدقاء.

فعلا تمكن الصغير من رفع معنوياتها , فشاركته ضحكه ولعبه.
" ما رأيك في نزهة يا بوكا؟".
وأشرق وجهه على الفور:
" طبعا موافق يا آنستي , سأدلك على أمكنة جديدة رائعة الجمال".

وأنطلقا معا على ظهر سورشا , ولم تتوقع كولبي أن تكون الرحلة من أروع وأغرب ما قامت به حتى الآن, أخذها بوكا الى التلال الحمراء , المليئة بالمغارات الصغيرة
والتي يعتبرها السكان الأصليون أرضهم المقدسة , عندما كانت طفلة , كانت كولبي تخاف المرور في هذه المنطقة ليلا , هناك شيء ما ينبع منها يجعل الشعر يقف على رأسها , الأصليون يلقبونها أرض الأرواح الحية
ويستطيع المرء أن يصدق ذلك بسهولة , ففي الليل كانت الأضواء تتلاعب فوق التلال وكأن شبحا خفيا يلهو ينقلها من مكان الى آخر لأخافة من تسول له نفسه الأقتراب من التلال السحرية
قد تكون هذه الأضواء نتيجة بعض العوامل الطبيعية , لكن من المخيف حقا مشاهدتها , وكانت كولبي سعيدة جدا لأن الشمس كانت تغرق في تلك اللحظات كل الزوايا وأخذت كولبي بنصيحة بوكا فربطت فرسها الى شجرة قريبة وتسلقت معه التلال سيرا على الأقدام
لكنها لم تتمالك نفسها من أن تهمس في أذنه:
" أتمنى ألا تكون هناك ثعابين سامة في الجوار يا بوكا!".

أبتسم بوكا وقادها الى مغارة واسعة تناثرت على أرضها جلود الثعابين ,وعرفت كولبي فورا أن هذا هو المكان الذي تغير فيه الثعابين جلدها سنويا , أراد الصغير أن يمازحها يعدما شعر بخوفها
وعندما ألتفتت اليه لتؤنبه على ما فعل أنفجر ضاحكا , وفر الى المغارة المجاورة , فتبعته وكاد رأسها يصطدم بالمدخل المنخفض , وفي الداخل رأت كولبي ممرا في الصخر يؤدي الى مغارة أخرى , ومر بوكا من الفتحة وساعدها لتلحق به
ولم تتمالك كولبي نفسها من التفكير بأن دارت لا يستطيع أدخال جسمه القوي في هذه الفتحة الصغيرة , وعندما وصلت كولبي الى المغارة الثانية شهقت دهشة , فالجدران الصخرية كانت مزينة بلوحات بدائية غريبة ملونة بظلال الأرض
بعض الوجوه على الجدران كانت تتفحصها بشكل مخيف , عرفت أنها تمثل الأرواح الشريرة ,عندما رأت ألسنتها الحمراء تتدلى من شفاه بيضاء , أما الأيدي والأرجل فكانت تشبه أطراف الهياكل العظمية مع فرق واحد , هو وجود مخالب حيوانية بدل الأظافر.
منتديات ليلاس
وفي مواجهة هذه الأرواح الشريرة كان يقف المحاربون الشجعان الذين يدافعون عن الخير تحت حماية الأرواح الصالحة ,وعلى عرض السقف تلوى رسم ثعبان ضخم رفع رأسه مهددا , وتجول بوكا بثقة في أرجاء المغارة وكأنه بائع لوحات يعرض بضائعه على مشتر ثري , كان يدلها على الرسوم ويشرح لها معانيا بأطلاع يستغرب المرء توفره في صبي صغير.

لأجيال عدة ساهم السكان الأصليون المحافظة على هذا المعرض البدائي , ولذا مشت كولبي بصمت وأحترام قرب بوكا وهي تمرر يدها بين وقت وآخر على الصفحات الصخرية
وبعد فترة ألتفتت الى بوكا لتقول له بأنفعال وأهتمام:
" والآن عد كل ما قلته من البداية".
وأبتسم بوكا فخورا بتراثه العريق , وسعيدا لأن الآنسة الشابة قدرت معنى الثقة التي منحها أياها عندما أصطحبها الى الأرض المقدسة , أرض أجداده .

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 14-10-10, 05:10 PM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فور عودتهما الى المنزل الكبير طالعهما مشهد غريب , كانت روشيل شاحبة اللون , زائغة النظرات , تستند الى حائط المنزل , وأمامها كولبار جو يحدق فيها بثبات , ما هي المدة التي قضتها يا ترى في هذا الوضع , لا أحد يعرف ؟ وتحركت كولبي بسرعة توجه أوامرها الى بوكا.
" هيا يا بوكا أستدعي جو , الآنسة خائفة , كن حذرا في تحركاتك".

كانت كولبي تعرف جيدا أن غضب الأمو قد تكون خطرا فرفسته تعادل قوتها رفسة البغال , وأنصاع بوكا للطلب بسرعة , فأستدعى صديقه بلهجته الوطنية , أستجاب الطائر للنداء
وأنطفأ بريق الخطر في عينيه وهو يلقي رأسه بدلال فوق كتف بوكا , أسرعت كولبي الى روشيل معتذرة , هي مسؤولة عن بوكا , وبالتالي عن الأمو.
" آسفة يا روشيل".

" طبعا أنت آسفة أيتها الفتاة اللئيمة , أنت تحاولين الأنتقام مني لما قلته أمس , تسمرت هنا حوال عشرين دقيقة وأنا خائفة من رفسة تصيبني في الرأس أو أسوأ من ذلك , كنت خائفة من الصراخ لطلب النجدة , حتى لا أثير حفيظة هذا الحيوان اللعين , أنه يستحق القتل".

وأخذت روشيل تصرخ وتتوعد , أما كولبي فأخذت تتكلم بحذر وهي تحاول المحافظة على هدوء أعصابها قدر المستطاع .
" أهدأي يا روشيل أؤكد لك أنك لم تكوني بخطر".
" تؤكدين ماذا أيتها اللعينة؟".
ورفعت يدها وصفعتها بقوة ,لم تكن كولبي تنتظر ردة الفعل هذه , فسقطت أرضا وأصطدمت مؤخرة رأسها بأحجار الحديقة
أقترب الأمو من راشيل مهددا , أما بوكا فتسمر مكانه هلعا يحدق في كولبي , كانت فاقدة الوعي لا تتحرك وقد تحول لونها الى لون بنفسج الصحراء , ووقع عليه الأمر كالصاعقة
فأخذ يصرخ عاليا :
" الآنسة فارقت الحياة".

وركض يائسا بأتجاه المنزل الكبير , برغم أنه كان ممنوعا من دخوله ,ولما لم يجد سيده هناك , أسرع خارجا ولم يتوقف حتى أستراحت عيناه أخيرا على دارت وستيفت يخرجان من الأسطبل.

بعد لحظات ألتف كل سكان المنزل الكبير حول كولبي , بعدما سمعوا جميعهم عويل بوكا ونقل دارت بصره بين كولبي وروشيل التي تسمرت مكانها كصخرة , حتى نسيت وجود الأمو
صفق دارت بيديه فأبتعد الحيوان عنها , وركع على ركبتيه ليفحص كولبي عن قرب , كانت قد أستعادت وعيها, وأن كانت ما تزال تحت تأثير الصدمة , رفعت اليه عينيها الخضراوين فلفتها الأهتمام القلق الواضح على وجهه
فقالت باسمة قبل أن يغمى عليها مجددا :
" لا يعجبني أصدقاؤك".
منتديات ليلاس
لم تشعر روشيل في حياتها بالحرج الذي كان يمزقها في تلك اللحظة , أنطلقت في دفاع مستميت عن نفسها وهي تمد يدها الى سوزان طلبا للنجدة , وأحمر وجهها أنفعالا:
" أنه الأمو , أخافني وسمرني في مكاني لأكثر من نصف ساعة , لم يتحرك حتى جاءت كولبي وبوكا , صحيح أنها صرفته بعيدا عني ,لكنها كانت قليلة الأدب معي , كنت مضطربة لدرجة لم أعرف معها ماذا حصل بعد ذلك".

ووضعت يديها على وجهها وأنفجرت في بكاء عنيف , لكن أحدا لم يهتم بها , يالكولبي اللعينة! كيف كان بأمكانها أن تتنبأ بأنها ستسقط أرضا وتصدم رأسها بحجر , يا له من موقف مزعج.
مرر دارت أصابعه في الخصلات النارية بحثا عن أي ورم تكون قد تركته الصدمة,فوجد جرحا صغيرا لا أهمية له , حملها بين ذراعيه وسار بها الى المنزل .

وقطعت بيللا الصمت لتطمئنهم جميعا :
" لا تخافوا مجرد رضوض بسيطة ,سأتصل بمقر الطبيب المتجول لأسأله عما يجب علي فعله في هذه الحالة , سأطمئن أكثر بعد ذلك".

وتبعوا جميعهم دارت بصمت الى داخل المنزل.
عندما عادت كولبي الى وعيها , شعرت بألم بسيط في أعلى عنقها أنتقل تدريجيا ليضع غشاوة على عينيها , وفي لحظة أسترجعت كل تفاصيل الحادث,رفعت رأسها ببطء
فرأت دارت يدخل من الباب ووراءه بيللا تبدو متعبة , لكن سرعان ما أشرق وجهها عندما رأت كولبي جالسة في فراشها.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 14-10-10, 05:13 PM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" أستيقظت يا أبنتي العزيزة ؟ هل تشعرين بتحسن؟ يبدو عليك ذلك".
" نعم أنا أحسن بكثير , شكرا لك يا عمتي بيللا".
وأنتبهت كولبي للمرة الأولى أنها ترتدي قميص نومها البرتقالي المنخفض لدى فتحة الصدر , فغرقت أكثر تحت الغطاء , أقترب دارت من الجهة اليسرى من سريرها وفي يده حبتين صغيرتين ,وطلب منها الجلوس مجددا.

" هيا , أبلعي هاتين الحبتين".
" وما هذا؟".
" لا تسأليني , أسألي الطبيب".
قالها ببرود ,فتدخلت بيللا كعادتها لترطب الأجواء :
" هذه الحبوب تحمل الرقم ثمانية وعشرين يا كولبي , ولا أدري ما هي".

وسأل دارت كولبي ساخرا :
" هل أنت مطمئنة الآن؟".
ضحكت كولبي وتناولت الحبتين.
" لا , لكنني لا أبالي , أعتقد أن الطبيب يفهم أكثر مني في هذه الأمور".
منتديات ليلاس
كنغارا ,ككل المزارع في هذه المنطقة النائية , كانت مجهزة بمختلف أنواع الأدوية , وكانت الوصفات الطبية تتم هاتفيا
بواسطة أرقام معينة تلصق بالدواء , فيعطي الطبيب رقم الدواء الواجب أستعماله في حال لم يتمكن من الوصول الى مريضه في الوقت المناسب , وقد برهنت هذه الطريقة عن نجاح أكيد.

أعادت بيللا ترتيب الوسائد وراء ظهر كولبي:
" بوكا جاء لزيارتك منذ دقائق قليلة , كان الطفل المسكين مضطربا , أنه يحبك كثيرا يا كولبي , سأناديه بعد قليل ليراك , لم يصدق بعد أنك بخير".

وتبادلتا الأبتسام , ألتفتت بيللا الى دارت الذي ظل صامتا يتفحص وجه كولبي الشاحب.
" أعتقد أنك تريد التحدث مع كولبي يا دارت , سأترككما معا , وسأرسل لك عشاء خفيفا يا كولبي , لا تحاولي النهوض من فراشك".

وأغلقت وراءها الباب قبل أن تعلق كولبي بكلمة واحدة أرغمها دارت على الأسترخاء في فراشها وجلس الى جانبها ينظر اليها عاقد الحاجبين:
" حسنا يا دارت ,ما الأمر هذه المرة ؟ هل ضايقت صديقتك العزيزة؟".

" أخبريني يما حصل , سمعت رواية روشيل ,وثرثرة بوكا , وأنا الآن بأنتظار ما ستقولين".
" وهل ستصدقني يا دارت لاند كينغ".
" ربما".
" لا أعرف من أين أبدأ".
" من البداية".

أغمضت كولبي عينيها , آه لو يعرف كم يخفق قلبها في هذه اللحظة , أنها تحبه! أستغرقتها أفكارها لدقائق قبل أن تفتح عينيها أخيرا , لترى أبتسامة دارت الحانية:
" من حسن حظي أنني أخذت أجازة اليوم , هل عليّ أن أنتظر النهار بطوله كي أسحب منك بضع كلمات؟".

" الأمر ليس بهذه الأهمية يا دارت , كانت روشيل خائفة لدرجة أنفجر معها غضبها في أول وجه رأته , وصادف أنني كنت ذاك الشخص , أنا آسفة جدا لأنك لم تكن أنت مكاني ".
" ألم تسخري منها , أعرف طبعك الناري".
" لا , طلبت منها أن تهدأ فقط , وأؤكد لك أنني كنت أسفة جدا لما حصل لها , لكنني لم أعد آسفة الآن , قبضتها حديدية فعلا وكأنها من عائلة كينغ".

" ليس لها الحق بضربك".
" أنت فعلت مثلها تماما , هل نسيت؟".
" لا , لكن الأمر يختلف معي".
وضحك عاليا , فأغلقت كولبي عينيها ثانية , لا تدري ما بها ,أنها مضطربة جدا , لا بد أنه أثر الضربة , وأحست كولبي بقبلة رقيقة على وجهها فأرتجفت بعنف لملمس شفتيه.
" آه يا دارت , لماذا فعلت ذلك؟".
منتديات ليلاس
أبتسم ساخرا بأنفعالها:
" لو كنت أعلم أنك ستتصرفين هكذا لما قبلتك , سأتركك الآن لترتاحي , سأعود لأراك لاحقا".
وقبل أن يخرج من الغرفة
توقف قليلا عند الباب ليقول لها:
" صديقتي العزيزة كما تسمينها يا كولبي , عادت الى منزلها , طلبت من ستيفن مرافقتها , كانت منزعجة جدا وكذلك بيللا , آه من النساء!".
تعليقه ذكرها بالعم سيروس , فأغرقت في الضحك.

نهاية الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 14-10-10, 05:34 PM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9_ المطاردة
*********************
حشد الصيف كل قوته ليغرق الأرض بموجة من الحر الشديد , القطيع بمعظمه نقل الى أسواق أدبيلابيد ليباع هناك قبل أن توهن الحرارة قوته ونشاطه , فأشهر الصيف في المناطق الداخلية من القارة الأسترالية تمارس قسوتها على الأنسان والحيوان معا
ولذا كان على الرجال نقل ما تبقى من القطيع من المناطق التي جفت مياهها الى واحات أخرى , وذلك في الشاحنات لتتجنب الماشية الأرهاق والعطش.

وكان الرجال يعملون من الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من المساء , ففي ساعات النهار كانوا ينقلون الثيران الكبيرة وينتظروت الليل ونسائمه المنعشة لنقل الأبقار وعجولها.

ومع مرور الأيام أستقرت نساء البيت الكبير في نظام روتيني يومي , ووزعن ساعات النهار بين الأهتمام بشؤون المنزل
والأعتناء بالحديقة , والأشراف على الدكان التجاري الخاص بالعمال , وتولت كولبي وسوزان مهمة تموين الكان الصغير عوضا عن مايك الذي أستغرقه عمله اليومي الشاق.
منتديات ليلاس
كانت الفتاتان منشغلتين تماما في ترتيب دفعة البضائع الجديدة التي جلبها الطيار الشاب بوب غافين ,وكان لا بد من تسجيل كل شيء في الدفاتر , الثياب والمواد الغذائية , ومستحضرات الغسيل ,والكتب والأسطوانات
وتوقفت كولبي ضاحكة أمام مجموعة القمصان التي طلبها العمال, فهم كمعظم الناس الملونين يحبون الألوان الصارخة , وكلما كان اللون فاقعا كلما كلن الأقبال عليه أكبر , ويبقى اللون الأحمر الناري هو الأكثر شعبية , ويليه البرتقالي
وصحيح أن قمصان العمل والسراويل الكاكية كانت تخاط في المزرعة وتؤمن للعمال مجانا , ألا أنهم يفضلون النوع الأكثر ترفا الذي يحصلون عليه من دكان المزرعة
ودهشت كولبي للدقة والفعالية والسرعة التي تعمل بها سوزان , فهي تتصرف في المنزل عكس ذلك تماما.

وكأن سوزان أحست بم يجول في خاطر كولبي , فرفعت رأها مبتسمة :
" كنت أحلم دائما بأن أصبح ممرضة".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت واي, king country, margaret way, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, صرخة البراري, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:20 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية