كاتب الموضوع :
هبـه الفــايد
المنتدى :
روائع من عبق الرومانسية
هلا و غلا
اممم اعتقد فيه اسئله في مشاركة ام سلمي في صفحة ( 237 ) مش عارفه اذا شفتيها او تاهت بين الصفحات
اتفضلي هذا انطباعي عن " فرح من رحم الالم"
♪ ♫ ♪ ♫ ♪ ♫
مرحبا بكاتبتنا المبدعة .. تهاني على الرواية التي جمعت بين جنباتها كل عناصر النجاح و البراعة .. بداية من العنوان المعبر و يحمل في طياته الامل للفكرة و الشخصيات الى الصياغة بسهوله و جمال لم تخلو من الجهد و الدقة
اسلوب السرد شيق و منظم و جميل .. حتى اختلاف اللهجات اعطاها نكهة مختلفة و اكيد جهد مضاعف عليكي لكن بالنسبة لي كقارئة تمتعت بهذا المزيج الحلو خاصة و انها اول مره اقرأ باللهجة الجزائرية و كنت اظنها دوما صعبة ربما لاني حين اسمعها في البرامج يتحدثون بسرعة فيفوتني معني بعض الكلمات لكن بالقراءة الامر كان سهلا و يسير و سرعان ما تعودتها و فهمت كل شيء فشكرا على هذه المعرفة الجديدة التي اكتسبتها
الخواطر التي تخللت الرواية كانت رائعة .. استمتعت بها جدا تسلم ايدك و افكارك
الرواية تحمل عدة رسائل و كلها غاية في الاهمية يعني انت لم تكتفي بسرد رواية و قصة شيقة فحسب بل دعمتيها بتلك الرسائل الروحية الهادفة و الهامة جدا
احببتها من اول سطر و انشرح صدري بفضل اللفتات الايمانية فيها .. استوقفتني العديد من المحطات سأذكرها لك دون اطالة
تبدأ الاحداث بحالة الفقد و وفاة العمة التي كانت بمثابة السند و العائلة لكل من الهام و رضوان رغم انهما ليسا طفلين و لكن كانت هي كل من تبقي لهم من اسرتهما الراحلة .. كان مشهد مؤثر خاصة مع مناجاة الهام المؤلمة لجثمان عمتها الراحلة
ثم تأتي الذكري التي ضربت عقل رضوان و اخبرتنا عن المأساة البشعة التي شهدها هو و اخته و كانت العائلة كلها .. كان مشهدا في غاية القسوة لكن قسوته كانت ضرورية لتبرز الوجه البشع للارهاب
ذلك الآفة التي تهدد مجتمعاتنا كلها و التي تعتمد على الجهل و المفاهيم المغلوطة و ديننا الحنيف بريء منها و من كل من يروج لها
الرسالة واضحة و وصلت بكل سلاسة
بعدها كان دخول رضوان السجن ضروري ليتعرف على شاكر لتصل رسالة اخري بان لا يتسرع بالحكم من خلال المظاهر و ان ليس كل ملتحي هو ارهابي بل عليه اعمال عقله و النظر لعمق الاشياء
كان دخوله للسجن و تعرفه على شاكر علامة فارقه أثرت بحياته .. اعطاه الشيخ شاكر درسا قيما كثيرون من امثال رضوان يعانون الجهل محتاجين لمثله .. احسنتي
كذلك استشعر نقاء رضوان الداخلي و فطرته السليمة و قاده لطريق الهداية بمنتهي اليسر و الهدوء صحيح " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ " دخوله السجن كان فاتحة خير عليه
اعجبني ايضا ان تلقي الضوء على التفريق في معاملة الابناء و تفضيل الذكور على الاناث .. مشكلة كبيرة و نتائجها مدمرة
بصراحه انا نادمة لعدم متابعه فصول الرواية اثناء التنزيل لان نفسي اعبر لك عن تأثير كل سطر علي و مدي اعجابي بافكارك و طريقة عرض كل صورة و النفحات التي تروي ظمأ النفس و اتقان رسم الشخصيات لدرجة انهم اصبحوا اقرب لنفس القاريء و لكن منعا للاطالة اختصر قدر الامكان و اعرض فقط النقاط الاساسية لان لو طاوعت نفسي سيكون التحليل طويلا جدا
خرج رضوان من السجن انسان جديد .. فكانت مرحلة السجن هذه ضرورية جدا و حدث محوري في الرواية لان ترتب عليها كثير من الاحداث القادمة
مشكلة ان الشباب التي لا تصون حرمات غيرهم كوحيد و عثمان تظن ان كل البنات قد تتصرف بنفس الطريقة و الشدة و الحصار المبالغ فيه هو من يثنيهم لان عيونهم لا تري الا هذا النوع السيء الذي يعرفوه .. مثل الكاذب المتعود على الكذب يظن كل الناس كاذبة مثله
تتوالى ظهور الشخصيات و ننتقل الى المملكة حيث عائلة ياسر تدخل بقوة للاحداث و اللهجة السعودية ما شاء الله متقنه .. لفتني اسم رشدي و حسيته غريب على الاسماء السعودية و غير مألوف
فكره حلوه ان يكون الرابط بين الاصدقاء و الاماكن الثلاثة هو مشروع دار نشر مشترك
دوامات الحيرة تفتك بالابطال كل بطريقته لكن لا احد منهم مرتاح .. احسنتي التعبير عن مختلف الحالات و النفسيات
حبيت الحصار الذي فرضتيه على الهام لتضطر لقبول شاكر .. خطبة عيسى جائت بوقتها تماما
كذلك الصدفة التي ربطت مصير ابتسام بفهد .. كليهما جرح و تعذب و آن له ان يجد السعادة مع شريك يريحه .. ابتسام كانت السبب في هداية جاسم و توبته قبل موته لذلك فهد كان جائزتها التي ادخرها لها الله بالوقت المناسب كذلك الحال مع فهد فابتسام كانت هديته من الله بعد العنود ليعرف الفرق بين الصالح و الطالح .. لكن كان لهما شوطا طويلا من العذاب قبل رسو سفينتهم على شاطيء الامان
قد يكون فهد اسرف في اهاناته لابتسام و لكن من يلومه و قد جرح من اقرب الناس اليه فقد خذل في حبه و تحمل القهر و احساسه بالنقص سنوات حتى اكتشف ان حياته و حبه كان مجرد خدعة و انه كان لعبة بيد زوجة كاذبة مهملة تفننت في ايذائه في مشاعره حين كانت تعيره بالنقص او حين كانت تسيء لوالدته .. حين نستشعر كل هذا نبرر له خوفه من الجرح مجددا و مقاومته لمشاعره تجاه ابتسام فهو كلما احبها و انجذب لها اكثر زاد في قسوته عليها كأنه يعاقب نفسه في المقام الاول على سماحه لتلك المشاعر في الظهور
و نتأمل شخصية ابتسام نجد انها الوحيدة الملائمة لشخص في مثل حالته .. فبايمانها العميق و ابتسامتها الخلابة هي الوحيدة القادرة ان تحتوي المه و تحتمل عصبيته حتى استطاعت بدفئها و عذوبتها ان توقظ كل شيء جميل كان اندثر في روحه
حفل زواج الهام و شاكر كان جميل و عرفنا منه بعض العادات في الاعراس الجزائرية .. تمنيت ان اراها بالصور .. جميله جدا و مبهرة رغم ان العروس كما هو واضح ترهق من كثرة التبديل لكن البهجة غامرة كل شيء
شكرا على الجولة الحلوه في باريس .. تمتعت بيها مثل رضوان .. و على الجهة الاخري الحرب مشتعلة بين الهام و شاكر ربنا يستر
ما شاء الله و اللهجة المصري كمان على سنجة عشرة هههههههههه حبيت محمد و امه جميله و فكرة ان العلم و الثقافة مش محتاجه ابدا لشهادات .. فكم من حملة الشهادات العليا لا يفقهون شيء وعقلهم فارغ .. المهم قدرة العقل على استقبال المعلومة و سرعة البديهة و حسن البيان
علاقة الصداقة بين افنان و خلود كانت غاية في الدفء و العذوبة و زينتها اللهجة السورية المحببة للنفس
لعبة قلبت للجد و اصبحت علاقة التوءمتان سارا و سمرا مهددة بالخطر بسببها لكن سرعان ما عاد الوضع لطبيعته و سبحان الله لان سمرا فضلت علاقتها باختها على اى علاقة اخري رزقها الله بطه زوج مخلص انتظرها و بالنهايه كانت من نصيبه او لانهم تركوا علاقة فيها معصية لله و فضلوا طاعته فرزقهما الله علاقة احسن و اطهر
ما شاء الله احسنتي التعبير عن مشهد عمرة الهام الاولى .. كم كانت الاجواء عابقة بالمشاعر الايمانية العميقة و التي تسمو بالنفس و الوجدان حتى من بعيد .. لقد اعدت قراءة هذا المشهد اكثر من مرة و كل مره استشعر حلاوة اللقاء و اتذوقه بعيونهم كما كانت زيارة المدينة المنورة رائعة فشكرا جزيلا
و ها هي مأساة و الم جديد يقرب زوجين من بعضهما ربما ينبت بينهم الفرح .. محمد و هنا و علاقة تنشأ بسبب الظروف رغم عدم الاقتناع و التهرب من محمد و لكن القدر كان له رأي آخر
طريقة حل المشكلة بين نورا و سمير كانت فعاله جدا و نجحت في ايضاح معاني كانت غائبة و تؤخذ كمسلمات قبل فوات الاوان و هدم الاسرة
مشهد وفاة ام محمد كان مؤلم و مؤثر جدا .. فجيعة الحزن شملت الجميع .. هناك من انهار تحت وطأتها و هناك من قواه ايمانه
محمد .. شاكر و ياسر ربطت بينهم علاقة الود و المحبة الخالصة لوجه الله .. كأن هناك خيطا وهميا يربط بينهم .. كما تشاركا في اوقات الفرح و السعادة يتشاركا الان في المآسي و الآلام
و بالمثل الصديقات الثلاثة الهام .. سميه و نوال كل واحده الهموم تلاحقها حادث شاكر و الذنب الذي يقتل الهام .. وحيد و عذاب سميه معه و ندمها على تهورها السابق .. نوال و خيبة املها في عثمان الذي اخذته العزة بالاثم و قتل كل معاني الاخوة بداخلها
ابتلاء و ظلم كبير ما تعرضت له نوال .. صحيح نتيجته جيده انها بعدت عن عثمان و سيطرته المرضية و ارتبطت برضوان و لكن تبقي الغصة في قلبها حتى ترجع لها كرامتها المهدرة
تتوالي الرسائل و دروس العظة من بين السطور .. وفاء ضحية استهتار اخيها و المخدر الذي ذهب بعقله و جعله لا يفرق بين الحلال و الحرام و قاده لارتكاب ابشع جريمة في حق صغيرته .. و لانها لا تستحق العذاب اكثر ارسل الله لها ياسر التقي الورع كي يرعى الله فيها و يخرجها من بؤسها
لاحظت انه كلما توغلتي في احداث الرواية كلما زاد تمكتك من ادواتك ككاتبه و اصبحتي تجيدين التلاعب بعقول القراء و تحمسيهم للقادم .. مثلا الغموض الذي لف الهام بعد خطبة منير لها جعلني افكر .. معقول هل وافقت بهذه السهولة ؟ اين ذهبت اذن ؟ و لما هذا الاختفاء الطويل ؟ بعدها عرفت انها ما زالت منتظرة شاكر و لكن هذا جاء بعد تشويق كبير
كذلك باسم اخفيتي كل شيء عن شخصية عبد الله و كانت اخباره مقتضبة و لم توضحي حقيقة علاقته بالشيخ الا بالمشاهد الاخيرة .. احسنتي
عمار و ظهوره في حياة سميه .. حين ذكرتي اسم الخاطب ظللت افكر اهو نفسه عمار القديم ام تشابه بالاسماء و لكن بعدها عرفت انه هو .. سبحان الله انك لا تهدي من احببت و لكن الله يهدي من يشاء
ثم ما حدث مع عثمان الذي ضحي باخواته مقابل ان يرتبط بلمياء ليس لانه يحبها بل لانها كانت محبوسة جيدا لذلك فهي آمنة من اى اعوجاج كما كان يعتقد .. رسمك لشخصيتها بهذه الصورة كان ممتاز لتصله الحقيقة الصادمة و يكاد يفقد حياته مقابلها .. درس قيم جدا
توالت الاحداث بحلوها و مرها لكن كانت ممتعه بجمال الاسلوب و سلاسة الافكار .. كل شخصية اخذت نصيبها الذي تستحقه
حبيت النهاية على لسان الابطال .. حسيتهم اقرب و تحولوا الى اناس حقيقيون و لا اخفيكي انني ارتبطت بهم حقيقة
بدأنا الرواية مع رضوان و الهام ثم شاكر و بعدها توالت الشخصيات بتناغم حلو لكني لاحظت ان الهام و شاكر غابوا عن الساحة و طغي عليهم باقي الشخصيات .. افتقدتهم في احيان لكن جمال باقي الشخصيات عوض عنهم
جزاكي الله كل خير و جعله في ميزان حسناتك علي الفواصل كل فترة سواء كانت تسبيح او تذكرة بالصلاة فهي كانت تجربة جميله جدا ان يكون لساني رطبا بذكر الله طول القراءة اعجبتني هذه النفحات و تمنيت تكرارها في باقي الروايات
عرفنا عن المجتمع و العادات الجزائرية اكثر بفضلك و حسيتها قريبه من عاداتنا كثير
اشكرك على هذا الوقت القيم الذي قضيته برفقة ابطالك و افكارك و اتمني تكرار التجربة قريبا
دمتِ بكل الحب و الود ♥
|