المنتدى :
المنتدى العام
صباحكـم حكمة
يحكى أنه كان هناك نجارا مسن على وشك التقاعد..
وقد أخبر المقاول المسؤول عن العمل عن رغبته في التقاعد وترك أعمال البناء، حتى يمكنه تمضية بقية الوقت مع أهله وأفراد أسرته..
ولكن المقاول قد بدأ عليه الأسى لأنه سيفقد نجارا ذو خبرة وكفاءة عالية في العمل، وقد طلب من النجار أن يقوم فقط ببناء منزل أخير كمعروف منه للمقاول صاحب العمل..
وافق النجار بالفعل على بناء هذا المنزل، ولكنه كان جليا للعيان أنه لم يكن مخلصا في هذا البناء الأخير، ولم يكن بكفاءة ماقام به من قبل..
وقد كانت نهاية غير مشرفة لمشوار كفاح طويل..
وبعد أن انتهى العمل في المنزل وقام النجار بتسليمه للمقاول صاحب العمل، جاء إليه المقاول بعد ان عاين المنزل وامسك بيد النجار وأعطاه سلسلة مفاتيح وقال له:
"تفضل .. فهذه هي هديتي إليك"
وسلمه المنزل
صدم النجار صدمة شديدة ولام نفسه معاتبا لو أنه كان يعرف من البداية أن هذا المنزل سيكون له لكان البناء له شكل آخر..
يـــــالـــــلـــــعـــــار..
وهذا هو حال كل مننا..
في كل يوم.. وفي كل لحظة نقوم ببناء حياتنا..
وغالبا ما نضع فيها ماهو أقل بكثير مما نستطيع..
ودائما ما نصدم عندما ندرك حقيقة أن هذا هو البناء الذي سوف نعيش فيه..
ونتمنى لو أن يعود الزمان بنا، لتكون الأمور أكثر اختلافا..
وهذا يذكرني*بقوله تعالى:
((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ))*
[المؤمنون:99-100]
ولكن مايحدث بالفعل هو أن الزمان لا يعود للوراء..
أنت النجار.. والمنزل الذي تبنيه هو ماسوف تقطن به غدا..
أحسن اختياراتك.. وابن حياتك
|