كاتب الموضوع :
أناناسة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الحادي عشر
عبرت "إيريكا " الطرقة بهدوء شديد حتى لا تكسر الصمت الذى خيم على المنزل . كان الاطفال فى المدرسة حتى "اندرو" و "بيلى – جو " كانا يذهبان الى الحضانة منذ بدء المدارس توجهت على اطراف اصابعها صوب الصالون القديم الذى حوله "جاسون" الى مكتب .
غالبا ما كان يجلس فيه عدة ساعات وامامه اكوام من الوثائق والمستندات كانت شركة الانشاءات التى اسسها تزدهر , لقد تعدت الحدود الضيقة لـ "مونتن فيو" , ابطات "إيريكا" من خطاها عندما وصلت الى الباب فى نهاية الطرقة كانت تتمنى من كل قلبها ان يكون مزاج "جاسون" على ما يرام.
انها لم تعهد عصبيا خلال خمسة الاشهر الماضية فترة زواجهما , تنهدت فملأ الهواء صدرها . كانت "إيريكا " تحمل الان ثمرة زواجهما ثمرتي زواجهما على وجه التحديد .
لقد اخبرها طبيبها منذ البداية لكنها لم تجرؤ على ان تخبر "جاسون" توءمان ! يا إلهى كيف سيستقبل هذا الخبر ؟
هناك بالفعل توءمان فى الاسرة , "ترافي" و "تريفور"...
دخلت الى الحجرة الفسيحة وهي تشعر بتوتر .
اول ما لاحظه , انها تتجنب النظر إليه استغرقت "إيريكا" فى النظر الى احدي الكتب المصفوفة فى المكتبة وهي تلف على اصبعها خصلة شعر . ثم اختارت كتابا وبدأت تتصفحه اغمض "جاسون" عينيه من الواضح ان هناك ما يقلق "إيريكا" اذا استمرت فى هذا التوتر سيتأثر طفلاهما .
منتديات ليلاس
لقد تشكك بسبب بعض الاشارات فى انها حامل ثم تحولت شكوكه الى يقين انه لا يفهم لماذا لم تخبره بعد .
فتح "جاسون" فمه ليسألها لكنها بادرته قائلة :
- هل تحب الاطفال ؟
- عزيزتى , لدينا بالفعل سبعة اطفال , هل نسيت ؟
- إنى أسالك مع ذلك هل تحب الاطفال ؟
- هل تتحدثين عن تلك المخلوقات الصغيرة الجائعة دائما . والمبتلة بشكل يدعو الى تغيير الحفاضات بصفة مستمرة . تنهدت "إيريكا" :
- لقد فهمت .
تظاهر "جاسون" بالتفكير وهو يدق على مكتبه .
- سأكذب اذا قلت لك إننى اعشقهم ..
- لماذا إذن بالله ؟
- اولا لانهم بدون أسنان ثم انهم يفتقدون الى التربية .
- حقا !
انفجر فى الضحك وفتح ذراعيه :
- إنى امازحك يا حبيبتي !
تعلقت "إيريكا" بزوجها .
انه يعرف .
لقد خمن "جاسون" وانتظر منها ان تخبره شعرت بعد ذلك بتحسن .
قالت :
- أنت على علم ؟
اومأ برأسه .
- كيف عرفت ذلك ؟
استغرق "جاسون" فى شرح طولي كان يراقبها ..
وعندما يحب رجل امرأة , فهو يلاحظ مثل هذه الاشياء . باختصار , لقد كشفت تفاصيل كثيرة عن حالة "إيريكا" .
كانت تلك الاخيرة مفتونة بزوجها .
انهى حديثه قائلا :
- كما رأيت هذا يعلمك الأ تخفى شيئا عن زوجك ؟
- حقا .
- ولا احاديث سرية مع طبيبك عبر الهاتف .
- بالتأكيد .
- ليس اكثر من تنهدات استرخاء فى السماء فى الشرفة تحت سماء الخريف .
- "جاسون" ...
- انتهى الامر .
نظرت إليه :
- "جاسون" هل أنت سعيد ؟
احتضنها بقوة وقبل جفنيها بحنان بالغ .
- هل جرؤت على سؤالي مثل هذا السؤال ؟ لم اكن سعيدا طيلة حياتي مثلما انا الان إنى اعشق الاطفال يا حبيبتي وخاصة اطفالنا.
وضع يده بلطف على بطن "إيريكا" التى مازالت مسطحة .
قال بصوت فرح :
- هذه بركة بثمانية اطفال فى نفس المنزل .
- ثمانية ...
- إنه رقم يجلب الحظ رقم ذهبي يعنى السعادة والرخاء مثل كل الارقام الزوجية .
- هل تعرف فى علم الارقام ؟
دق على غلاف مجلة كانت على مكتبه بفرح .
- ليس هناك من أسرار فى هذا العلم بالنسبة لي هل تعرفين ان رقم ثمانية يمثل عند قدماء المصريين الفيضان .
- إيه ... كلا .
- اتخذها "فيثاغورث" رقما للعدالة ؟ "إيريكا" لماذا تضحكين ؟
- من ؟ انا ؟
قبلها من جديد على وجنتيها .
- اسمع يا "جاسون" ...
وضع يده على فمها .
- دقيقة واحدة . لي عندك طلبان بشأن هذا المولود أولا : أطالبك بالاستعانة بمربية حتى يكبر الطفل بشكل كاف ثم , إذا كانت بنتا , اريد ان يكون اسمها اسم بنت وليس اسم فتاة مسترجلة , اتفقنا ؟
- سافكر فى هذا الامر يا إلهى ... "جاسون" ..
- يجب ان تستريحي اكثر يا عزيزتي فعيناك مظللتان .
- هل انت بخير ؟
- عزيزي لقد حملت اربع مرات قبل ذلك.
- هل ذهبت الى الطبيب مؤخرا ؟
- بالضبط يا "جاسون" .
- لابد ان بعض الفيتامينات تنقصك ..
هذا ما فى الامر ألم يقل لك شيئا ؟
- كلا ... نعم ..
- ماذا قال ؟
نظر إلى "إيريكا" وهي تقهقه .
- انت مرهقة يا عزيزتى ماذا لو ذهبت لتستريحي ؟
وقفت امامه وقد اتكأ كفاها على المكتب المصقول .
- "جاسون" هل تريد رؤية صورة طفل .
قهقه .
- صورة ؟ هل تقصدين صورة ملونة جميلة على ورق لامع ؟
- للأسف يجب ان تكتفى بنسخة ابيض واسود .
ساد الصمت , جلس " جاسون" مشدوها فى تلك الاثناء.
قالت :
- لا تتحرك سأعود .
رسمت امطار الخريف الرقيقة اشكالا غريبة على الزجاج اضاء الحجرة نور لطيف . عندما عادت "إيريكا" الى المكتب . وجدت "جاسون" فى مكانه تماما .
قالت :
- عزيزي , هل سمعت عن الموجات فوق الصوتية ؟
- نعم بالتأكيد .
تظاهرت بعدم ملاحظة القلق في عينيه مدت اليه يدها بالصورة اخذها ثم تفحصها كانت الوانها تميل الى درجات اللون الرمادي .
قالت :
- إنها صورة صوتية .
استمر فى تفحص الورقة وهو مقطب الحاجبين .
- لقد اخذت هذه الصورة منذ ساعة فى المستشفى المركزي لمدينة "مونتن فيو" انها تشبهك .
- لماذا يا "إيريكا" ؟
لم تستطع ان تمنع نفسها من الابتسام .
- أنت الاب اليس كذلك ؟ سيكون امرا مدهشا الا يشبه الطفل أيا منا ؟
حاول ان يفسر ما بالصورة بإبعادها تارة وبإغماض جفنيه تارة اخرى .
- عزيزتي , لماذا هذه الصورة ؟ هل هو تقليد طبيعى ام ان هناك مشكلة ؟
توقف عن فحص الصورة تركز انتباهه على زوجته .
تساءل وهو قلق : ماذا يحدث ؟ هل الجنين فى خطر ؟
أم "إيريكا" ؟ كلا ! لن يتحمل ان تكون "إيريكا" فى خطر ...
قرأت فى عينيه ما يدور بذهنه ابتسمت . ادار الصورة على ظهرها .
قالت له مطمئنة اياه .
- لا تخش شيئا نحن فى اتم صحة هل ترى هذه الكتلة الرمادية ؟ إنه ابننا .
- إنه جميل جدا ...
لايجب ان تدعيه بكتلة يا "إيريكا" . انه جميل حقا .
- لحظة .. انظر الان هذه الكتلة الرمادية الجميلة الثانية . إنه ابننا ايضا ؟
- ايضا ؟
منتديات ليلاس
- اثنان ! يا إلهى ... ! يا رحيم تحملين اثنين توءمين . نظر "جاسون" الى الصورة من قريب بينما اخذت "إيريكا" تقهقه ورأسها يميل الى الخلف ثم مر بيده على شعره .
- عزيزتي . كوني لطيفة هل هناك كتلات رمادية جميلة اخري.
- كلا يا "جاسون" ليس هناك سوى اثنين .
- "إيريكا" هل انت بخير ؟
- نعم يا "جاسون" انا بخير .
خرج من خلف مكتبه جذبها بين ذراعيه واحتضنها بقوة .
- ألا يجب ان تبقى فى الفراش ؟
- انى بخير اؤكد لك ذلك .
وضعت "إيريكا" جبينها فوق صدر "جاسون" البارز العضلات .
- سيكون لدينا تسعة اطفال يالها من عائلة كبيرة .
- حسنا هل رقم تسعة مبشر بالخير مثل رقم ثمانية ؟
ترك نفسه يسقط فى مقعد جذبها فوق ركبتيه .
قال مؤكدا :
- انه افضل من رقم ثمانية . انه رقم الكمال يرى فيه العبريون رقم الحكمة العليا باختصار ...
ماذا تفعلين يا "إيريكا" ؟
كانت "إيريكا" تفك ببطء ازرار قميص "جاسون" لتكشف عن صدره العريض .
ابتسم ابتسامة صبي صغير بينما اخذت "إيريكا" تعبر له عن عاطفتها المتقدة .
( تمت بحمد الله )
|