كاتب الموضوع :
أناناسة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل العاشر
وقفت "إيريكا" فى المطبخ الفسيح المطل على الميناء تتأمل منظرا شاملا لمدينة "دالاس" منذ ان قدموا الى هذه المدينة منذ ثلاثة أيام لم تر "جاسون" إلا بصعوبة .
تنهدت "إيريكا" وهي تفكر فى الليالي التى عانت فيها من الوحدة في غرفة الضيوف .
على طرف الجناح الاخر من الشقة . شقة فاخرة لابد وان ثمنها عشرة أضعاف ثمن بيتها الكبير فى "فيرجينيا" .
لقد شرح لها "جاسون" انه يقضى يومه فى لقاءات مع رجال اعمال اخرين ويكرس جزءا كبيرا من الليل لدراسة اوراق عمل مختلفة ومع ذلك كانت "إيريكا" مقتنعة أن هناك شيئا قد تغير بعد عودته . كلت من الانتظار وتمنت لو ان اقامتها فى "تكساس" تنتهى بسرعة .
تنهدت مرة أخرى وهي تضع شرائح اللحم فى المقلاة محاولة التركيز فيما تفعل .
صاحت "شارلين" :
- ها هو أبى !
دخل "جاسون" الى الحجرة وشعره ما زال نديا من أثر الحمام . احتضن "شارلين" بين ذراعيه وقبلها بحب قالت "إيريكا" لنفسها – كلا , لن يصلح ذلك من الامر شيئا .
منتديات ليلاس
نهض "جاسون" مبتسما . إن رجل الاعمال الانيق . الذى يرتدى الملابس الفخمة وحذاء من الجلد الطبيعى غالي الثمن والماثل امامها الان , لم يكن له اي صلة بالرجل الذى اعاد طلاء منزل "إيريكا" وعلم اطفالها لعب البيس – بول . كما تباعد الشبه بينه وبين العاشق المتقد الذى طالما تسلق الشجرة كل مساء.
كان هذا الرجل الذى امامها يبدو متأنقا .
انه عظيم الثراء .
لقد تخيلت "إيريكا" شركة الانشاءات التى يملكها "جاسون" شركة صغيرة بينما تراها الان شركة ضخمة بحجم إمبراطورية حقيقية .
- صباح الخير يا عزيزتي .
أغمضت "إيريكا" عينيها لكنه لم يقبلها عندما فتحت عينيها , وجدتهما منحنيتين نحو "شارلين" .
قالت "شارلين " بصوت منخفض لا يكاد يسمع :
- .. هدية لك يا أبى .
قال منشرحا :
- حقا ؟
فتحت الطفلة يديها بعد ان كانت خلف ظهرها . سألته :
- هل تتذكر القصة التى قرأتها لي ؟ انها قصة الاسد الذى دخلت في قدمه شوكة .
انحنى "جاسون" يتأمل الاسد الصغير ذا الشعر الاصفر كان ملك الحيوانات يبدو مضحكا حقا .
قال "جاسون" :
- لكنه احول .
اجابت "شارلين" وهي فرحة :
- لان بقدمه شوكة .
امسك "جاسون" باللعبة وقد ارتسمت على وجهه سعادة كاملة لا يشوبها شئ اول هدية من ابنته ! دمعت عيناه من فرط ما احس من حنان . خبا وجهه فى شعر "شارلين" البني .
- أحبك يا آنسة "نيس".
- انا ايضا , احبك يا أبى .
مسح على وجنتها , مبهورا بكل هذه السعادة التى يشعر بها .
كان الكون كله مشرقا كلا ليس تماما . كان سلوك "إيريكا" هو النقطة السوداء الوحيدة التى تعكر صفو سماء سعادته . نظر نحوها بطرف عينه فتأكدت مخاوفه قد تغيرت المرأة الشابة بشكل غير مفهوم كانت تبدو وكأنها فقدت بهجة الحياة .
وبدون بهجة الحياة فـ"إيريكا" لم تكن "إيريكا" الحقيقية . لقد فوجئ "جاسون" عدة مرات بنظراتها التائهة نحوه .
حتى هذا الصباح استقبلته بابتسامة لم تلبث ان خبت . سألته " شارلين " :
- أبى , هل تعرف اسم هذا الاسد ؟
حك رأسه :
- إيه .. لنقل ... أشقر ؟
صفقت الطفلة :
- لقد اخفقت !
- شعلة ؟ نار ؟
- روبى ! لقد اسمته ماما "إيريكا" بهذا الاسم نظرا لعينيه الحمراوين .
تكلمت "إيريكا" قبل ان يبادرها "جاسون" بالسؤال.
- أرادت "شارلين" ان تعرف اسمي السيدة "ماكورميك" اسم رسمي جدا و"إيريكا" مألوف للغاية . فاخترنا ان تناديني ماما"إيريكا" . اما اذا كان هذا يضايقك ...
- على العكس , انه يروق لي ! ماما "إيريكا" ... إن إسم "روبي" يروق لي ايضا .
ابتسم للمرأة الشابة ولطفلته ورفع الاسد ليشاهده الاطفال الستة الجالسون الى الطاولة .
- هيا كيف ترونه ؟ هذا الوحش سيسبب ذعرا لسكرتيرتي .
ضحك الجميع فى وقت واحد ربت "جاسون" على رؤوس الاولاد وطبع قبلة على وجنة "بيلى – جو " الملطخة بالمربي . انه يريد فقط ان يسمع ضحكة "إيريكا" . قالت :
- ألم تتناول فطورك ؟
منتديات ليلاس
- سأشرب القهوة فى المكتب .
رأى عينيها يخيم عليهما الحزن .
- فى تلك الحالة , اتمنى لك يوما سعيدا .
انتظر حتى وضعت شرائح اللحم على الطبق امسكها من يدها ودفع بها الى حجرة المعيشة , كان ظهرها مستندا الى الباب عندما اخذها بين ذراعيه بقوة .
همس :
- إنى أفتقدك .
كانت تلك الكلمات اكثر عذوبة من الموسيقى على مسمع "إيريكا".
اجابت :
- أنت ايضا .
اطبق "جاسون" شفتيه على شفتيها بينما تعالت اصوات الاطفال خلف الباب الخشبي كذلك دقات الساعة فى مكان ما فى الشقة . رجع بهما هذا الضجيج الى ارض الواقع .
اذا ما استمر فى تقبيل "إيريكا" سيفوته الميعاد . على الاقل , اوضحت له هذه القبلة شيئا مهما :
إن "إيريكا" لم تفقد اهتمامها به .
|