لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-10, 06:06 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 160329
المشاركات: 750
الجنس أنثى
معدل التقييم: أناناسة عضو على طريق الابداعأناناسة عضو على طريق الابداعأناناسة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أناناسة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أناناسة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 





بدأت "إيريكا" تكسر البيض بخفة فى وعاء كبير وأضافت إلى البيض ذرة ملح وفلفل .



قالت متقززة :

- أف بيض مخفوق مع " الكيتشاب" .. كلها سواء !



- كلا , إنها لم تقل كلمتها الاخيرة . كان امامها اليوم طويلا . لتنفيذ خططها ابتسمت ووضعت قطعة زبد فى المقلاة واخذت تتأملها وهى تذوب .



دمدمت :

- إغراء رجل ليس بالامر الكافى يجب أن تنتظر رغبته الشخصية أيضا .



إن لديها الكثير من الوسائل لجذب انتباهه .



( نهاية الفصل السابع )

 
 

 

عرض البوم صور أناناسة   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 06:16 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 160329
المشاركات: 750
الجنس أنثى
معدل التقييم: أناناسة عضو على طريق الابداعأناناسة عضو على طريق الابداعأناناسة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أناناسة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أناناسة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن



تجاهلها "جاسون" كلية أثناء جزء من النهار .

بدأ ذهن "إيريكا" يتفتق عن خطط ماكرة وبينما تصف الأطباق فى الخزانة أخذت تفكر فى مدى صلاحية هذه الخطط وبخطوات مترنحة صعدت درجات السلم متجهة إلى غرفتها سيكون اليوم قاسيا ، وليس فقط بالنسبة لها !



ابتسمت ابتسامة صغيرةرفعت زاويتا فمها الصغيرالجميل وارتدت الملابس التى اعتبرتها ملابس الحرب ، كانت فى قاع الدرج الثالث شورت أبيض وقميص بنفسجى .



ارتدت هذه الملابس وأخذت تنظر لنفسها بإعجاب فى مرآة الحمام. كان هذا النوع من الملابس ما يطلق عليه اسم "الجلد الثانى" نظرا لالتصاقه بالجسد .



حلت شعرها وشعثته وبعد تلك النظرة الفاحصة الأخيرة ، ابتسمت لصورتها فى المرآة ، حتى ذلك الحين ، لم تكن "إيريكا" راضيــة عن قوامها كانت تنزعج لقلة حجمها ولوزنها الزائد حوالى ثلاثة كيلوجرامات . وبفضل "جاسون" استعادت ثقتها بنفسها وأعادت اكتشاف جمالها .



وقف "جاسون" فى ركن من أركان المنزل كانت تلك المخلوقة الرائعة التى دخلت مجال نظره ، منكفئة نحو إناء به دهان . بدأت فى تقليبه بواسطة عصا كان جسدها يتنهد برفق مع هذه الحركة بينما يلمع شعرها البنى فى الضوء .



ارتفع بصر "جاسون" ببطء ليرى ساقيها المصقولتين ، منتديات روايتى. وخصرها الرقيق ، ثم شعرها الفواح بعطر مسكر . كان "جاسون" يمص شفتيه كلما تذكر هذا العطر الفواح هل لاحظت "إيريكا" ما تحدثه فيه من أثر ؟



سمعته "إيريكا" وهو يتنهد بصوت عال دون أن يتنفس استمرت فى تقليب الدهان بواسطة العصا . فجأة رأته أمامها يحمل إناء فى كل يد تبينت تألمه من فكيه المضمومتين وارتجاف يديه الشاحبتين .



ابتسمت إليه ببراءة :

- هأنت يا "جاسون" اعتقدت أنك بحاجة للمساعدة فى عملك .



ارتعشت أنف "جاسون" ودمدم بشئ يشبه القول "هذا لطيف" . حدق بنظره إلى نقطة فى آخر الحديقةتبعت "إيريكا" اتجاه نظره كان "بيلى-جو" و "أندرو" يلعبان بهدوء بالدراجة فى الممر اعتلت ملامح "إيريكا" ابتسامة يشوبها الحنان للمرة الأولى ، لاحظت أنه من الصعب أن تلعب دور المرأة العاشقة التى تحاول إغواء رجل غريب وسط هذا الجمع من الأطفال .


منتديات ليلاس
عادت ببصرها إلى "جاسون" وتفكرت :

" يا إلهى إنى أتصرف كالمراهقات "



تحول وجهها المعبر فجأة إلى وجه مذنب "إنه ذكى " . فتحت فمها لتعتذر له . لكنه وضع إبهامه على شفتيها .



همس :

- لا تقولى شيئا أرجو المعذرة .

- "جاسون" ! لكنك لم تفعل ما يسئ .



- سامحينى على الرغم من ذلك يا عزيزتى.

- لكن لماذا ؟

- لأنى تجنبتك تجاهلتك اليوم .



وأغمضت جفنيها بمكر :

- بالتأكيد أنت الآن تحصى أخطاءك ... ولأى سبب تفعل هذا؟



انتفخ صدره ليخرج تنهيدة أمل :

- لأن من المستحيل أن أنظر إليك دون أن أرغبك دون أن أتمنى – حتى الموت – احتضانك بين ذراعى . لقد أمضيت هذا الأسبوع أتمناك بجنون وبعد ليلة أمس أشعر أننى بحاجة لما هو أكثر من ذلك . أكثر بكثير .



مر بيده على شعره بعصبية :

- هل يمكنك أن تسامحينى ؟

- أسامحك ؟ وأقول إننى مصدقة فيك قولك إنك تريد بيضا !



- هل تمزحين ؟

- لست أدرى من هو الشاعر الكبير الذى قال "إن الحب ليس إلا سوء تفاهم بسيط "



- ماذا ؟

- هذا الصباح سألتك ماذا تريد وأجبتنى بيضا . بيض مخفوق مع و .... إيه ... كيتشاب صلصة .



تظاهرت بالارتجاف لتوضح عدم موافقتها على مزاج "جاسون" فى الطعام .



تفحصها هذا الأخير :

- هل صدقتنى ؟



- لماذا لا أصدقك ؟ لقد طلبت ذلك أليس كذلك ؟

رأته فجأة وهو يجاهد حتى لا يطلق ضحكته المجنونة المعهودة ويرفع ذقنه .



قالت وهى مغتاظة : لكن بصوت منخفض حتى لا يسمعها الأولاد:

- عندما أفكر أننى كدت أن أقدم لك الاعتذار ! سيد "جاسون" يمكنك الانصراف الآن .



استدارت وابتعدت بخطوات ثابتة ، وكتفاها مرفوعتان ورأسها إلى أعلى .



وبعد ثانية واحدة رفعها "جاسون" من على الأرض بذراعيه القويتين ، بينما تشبثت بجذعه القوى ثم أجلسها وأمسك بذقنها ليقبلها بخفة ثم قال ، بينما ملأت ابتسامة وجهه :

- سامحينى لأنى كذبت عليك هذا الصباح ، لكن إذا ما كنت أعربت لك عن رغبتى الحقيقية ربما صدمت بشدة .



- هل كان هذا ليدهشنى كيف ؟ لقد كنت أفكر تقريبا فى نفس الشئ جاء دورى الآن لأعتذر .



- ما هو خطؤك يا طفلتى ؟

- شعرت بأنى مهملة ليس من السهل أن يشعر المرء بأنه فى المرتبة الثانية فى قلب من يحب – بعد أن احتل البيض المخفوق والكايتشاب المرتبة الأولى .



- هذا صحيح ويثبت أن القطرة قد تزيد الطين بله .

- كانت الـ كايتشاب بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير هل تفهمين ؟



- لا يمكن أن أخسر الدور بسبب زجاجة حمراء مبتذلة هذا يفوق احتمالى وكبريائى ، إذن...

- إذن ؟



- حسنا ، لقد فعلت كل شئ حتى أستعيدك .

رفع ذقنها وقبلها عشرات القبلات على جفنيها المغلقتين تفحصها من خلال أهدابها المنسدلة :

- ألست غاضبا ؟


لم يكن غاضبا ؟



لم يكن غاضبا فعيناه المتألقتان تكشفان عن مزاج مختلف تماما . تكشفان عن نوع من الغبطة تعرفها "إيريكا" جيدا .





ابتسم "جاسون" وسألها :


- هل هى صدفة أنك ترتدين أقصر شورت رأيته فى حياتى .





شعرت بالرضا وقالت بصوت أبح :


- إيه .... هل هذا يعنى أننى كنت موفقة فى الوصول إلى أهدافى ؟





- هل تسألين ؟ بإمكانك إغراء رجل ميت .


- لكنى أفضل رجلا حيا ، هل ترى ؟





نظر طويلا قبل أن يجذبها بين ذراعيه ، وراح يقبلها قبلة طويلة.


- أهلا "جاسون" ماذا تفعل ؟





خفض "جاسون" بصره نحو "أندرو" :


- سأقبل والدتك .


- لماذا؟





- لأنى أحب ذلك .


- هل أستطيع ان أشاهد ؟


- كلا !





- لماذا ؟


هزت "إيريكا" كتفيها إثر ضحكة صامته نظر إليها "جاسون" نظرة عتاب :


- هل ترين هذا غريبا ؟





- لقد حذرتك بالنسبة لـ "أندرو"


حاولت أن تقمع ضحكتها دون جدوى .





انفرجت شفتا "جاسون" بابتسامة وقال محدثا نفسه : "يا له من يوم قاس ؟ " ثم أشار إلى المنزل قائلا :


- إلى العمل .





قامت "إيريكا" بتحية عسكرية :


- نعم يا سيدى الرئيس .


قال وهو يربت على كتفها بحنان :


- اعملى أنت فى النوافذ .





ثم استدار وابتعد وهو يصفر .


بعد أن انتهى الأطفال من واجباتهم انطلقوا مسرعين نحو أرض بور حيث يتدربون على "البيسبول" ، وتبع ذلك الاستحمام ثم العشاء الصاخب كالمعتاد عند الانتهاء من العشاء . لحظة تناول الكريم شانتى قامت مشاجرة بين التوءمين و "بيلى-جو" أخذت البنت الصغيرة تقذفهما بالكريم شانتى وبدأ أخواها فى الصراخ اختلط الجميع ما عدا "شارلين" استمرت تلك الأخيرة فى تدليك أذنى "بلوم" بينما كانت هناك ابتسامة تضئ ملامحها الدقيقة .




تبادل "إيريكا" و "جاسون" نظرة تواطؤ فى الآونة الأخيرة كانت "شارلين" تبتسم من آن لآخر . أنهت "إيريكا" المشاجرة عندما أخذت "بيلى-جو" بين ذراعيها فجأة . هدأت البنت الصغيرة ونامت وهى ترضع بهدوء إبهامها .





أخلى "جاسون" الطاولة ووضع الأطباق والأغطية فى غسالة الأطباق التى أدارها .





قالت "إيريكا" :


- الجميع إلى الفراش .





تصرف الأولاد بهذا النظام المثالى الذى أعجب "جاسون" فى أول مرة رآهم .


- "جاسون" هل تأتى لتقول لنا تصبحون على خير؟





نظر "جاسون" إليهم وهم يخرجون ولأول مرة ، يشعر بأن الوقت يمضى بسرعة , فهو ، لا يحتمل فكرة أنه قريبا سيجد نفسه ذات مساء بمفرده فى شقته الفسيحة الباردة بتكساس .





بالتأكيد ، ستكون "شارلين" معه لكن ألن تسأم وهى بعيدة عن هذا المنزل المفعم بالحيوية ؟ سيرى . إن الأمر الأكثر أهمية الآن هو حالة البنت الصغيرة التى تتقدم إلى الأفضل والحلم الجميل الذى يقتسمه مع "إيريكا" . صعد وقبل الأطفالووضع ابنته فى فراشها بحنان .





بعد أن نظفت الطاولة للمرة الثالثة سألها بصوت منتفض :


- هل تعتقدين أنهم ناموا ؟





لهجته المليئة بالأمل جعلتها تقهقه :


- ليس عليك أن تهمس لن يستطيعوا سماعك . إذا كانوا لم يناموا سيكونون هنا بالفعل بالتالى يمكننا الاستنتاج بأنهم فى سبات عميق دون أدنى شك ...





لم تتمكن من إكمال جملتها ، فقد حملها "جاسون" بين ذراعيه وأطفأ النور وصعد درجات السلم بسرعة .





قالت شاكية :


- لا كلمة لطيفة ولا قبلة ! أظن قد مضى زمن اللياقة إن تصرفاتك هى تصرفات الثائر على التقاليد .

منتديات ليلاس



أسرع دون أن يترك حمله :


- أرجوك لا تصدقى أن هذه العادات هى عاداتى فلست ثائرا على التقاليد .





ثم خفض صوته :


- إذا ما قبلتك فى المطبخ لما وصلت إلى غرفة نومك .


- كلا ؟





- كلا هذا مؤكد .





عبر السلم بدرجات ثابتة لم يكن إلا على خطوتين من الجنة ، عندما علا صوت صغير فجأة فى الظلام فأصابه بالفزع .


-"جاسون" ماذا تفعل ؟





تسمر "جاسون" فى مكانه وشعر بـ "إيريكا" تتصلب بين ذراعيه . نظرت المرأة الشابة إلى أصغر أبنائها بما أن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع سألته بأقصى ما استطاعت من شدة :


- "أندرو" ! لماذا انت مستيقظ حتى هذا الوقت من الليل ؟





- لأنى عطشان .


- حسنا . منتديات روايتى. أذهب بسرعة وأحضر زجاجة مياه من المطبخ .





- نعم يا أمى .

 
 

 

عرض البوم صور أناناسة   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 06:30 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 160329
المشاركات: 750
الجنس أنثى
معدل التقييم: أناناسة عضو على طريق الابداعأناناسة عضو على طريق الابداعأناناسة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أناناسة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أناناسة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


ابتعد الولد الصغير ثم جاء وبيده الزجاجة :

- أمى لماذا يحملك "جاسون" ؟



شعر "جاسون" بالغيظ ووضع "إيريكا" ببطء على الأرض التى ابتسمت بدورها إلى "أندرو" :

- حسنا لقد دخلت شوكة فى قدمى .



- آه هل أستطيع أن أرى ؟

- كلا !

- لماذا ؟



انحنى "جاسون" وربت على شعر الولد الصغير المجعد وهو يقول بحزم :

- لقد انتزعت الشوكة بالفعل .



- لماذا تحمل أمى إذن ؟

- لأساعدها . هذا كل شئ . إن قدم أمك ما زالت تؤلمها .



هل ترى ؟

- هل أستطيع على الأقل أن أنظر إليها ؟



انتصب "جاسون" وتجاهل نظرات "أندرو" الفضولية همس لـ "إيريكا" :

- إذهبى إلى غرفتك واتركى النوافذ مفتوحة مهما حدث .



- أما أنت فيمكنك أنتشرب الآن ما تريد من ماء سأذهب لا تقلق ، سأغلق بالمفتاح باب المطبخ.



استدار وسمعاه "إيريكا" و "أندرو" وهو ينزل درجات السلم بسرعة . اصطحبت "إيريكا" ابنها وهى شاردة إلى الحمام قدمت له الماء ، ثم وضعته فى الفراش وقبلته بحنان .



غلف الصمت المنزل الكبير لم تشعر "إيريكا" قبل ذلك بمدى طول الطرقة . وصلت أخيرا إلى غرفتها أغلقت الباب .



- "جاسون" ؟

كان "جاسون" يجلس بارتياح على العشب عندما لوح بيده يحى "إيريكا" تنهد قائلا :

- لقد حان الوقت ! بدأت أسأم .



وعندما كانت تنظر إليه رنا إلى النافذة .

- أستطيع أيضا أن ألعب دور "روبين هود "

وثب كالنمر فكان بجانبها ، أخذها بين ذراعيه وتجاوبت بشكل تلقائى مع قبلاته الحارة . همست :

- أنتظر . سأغلق الباب الأولاد فى سن حرجة .



أوصدت الباب بالمزلاج وأطفأت نور السقف . كان مصباح صغير على حافة السرير ينسر ضوءا خافتا لونه أصفر ذهبى حدثت "إيريكا" نفسها بأنها لم تشعر فى حياتها بمثل هذه العاطفة .



دق الجرس الموقظ فأخرج "إيريكا" من نومها العميق لقد نامت لفترة وجيزة ، ابتسمت عندما تذكرت لقاءها بـ "جاسون" الليلة الماضية لقد مضى "جاسون" كالمرة السابقة صدرت منها ضحكة لا إرادية . سقطت من جديد على الوسادة للحظة خاملة ، تهيم بنظرها فى الغرفة التى تعمها الفوضى .



بعد عناء شديد استطاعت أن تخرج من فراشها الرخو حيث الملاءات المجعدة التى ما زالت تحمل رائحة "جاسون" . دخلت إلى الحمام وهى تتثاءب وقفت تحت الدش وفتحت الصنبور عن آخره . انسابت المياه على جسدها المنهك ، لتسقط وتختفى على بلاط السيراميك الأزرق .



رفعت وجهها نحو الماء المتدفق فهى الآن مستيقظة تماما خرجت من الحمام ، وقد لفت نفسها بمنشفة وبرية ، كانت تتخيل نفسها مع "جاسون" فعلا تحت الدش .



أضاءت وجهها الصغير المبتل ابتسامة سعيدة "جاسون" .....كان "جاسون" فى كل مكان ، فى قلبها ، فى عقلها .

بيد كسول فتحت غطاء علبة صغيرة غمست أصابعها فى الكريم وفردته على جسمها . كان هذا هو التقليد المتبع كل صباح ودلكت به التجاعيد على جلدها الحريرى تفحصت العلامات الخفيفة . هل لاحظها "جاسون" ؟

إنه لم يذكرها بدون شك فهو معتاد على مثل تلك الأشياء ، منتديات روايتى. نعم ، بالتأكيد ، كانت لديه الفرصة حتى يرى علامات مماثلة على أجساد نساء أخريات دفعت "إيريكا" العلبة بعصبية ودمدمت : لكن ذلك....



عادت إلى غرفتها وهى مغتاظة لبست بسرعة وخرجت وقد أغلقت الباب محدثة صوتا . دمدمت : من يضحك أخيرا يضحك كثيرا !



دخل وهو يخطو بخطواته المترنحة المعتادة إلى المطبخ المشمس . وقف فى منتصف الطريق مندهشا لمظهر "إيريكا" .



كان الأطفال السبعة جالسين إلى المنضدة مغتسلين ، شعرهم مصفف ، مرتدين ملابسهم يأكلون الحبوب . ساد صمت ثقيل ، حتى إن صوت الذبابة يكاد يسمع بوضوح شعر بالمأساة ، فكان "جاسون" الأول ، فابتسم إلى "إيريكا" ابتسامته المعهودة التى تشبه ابتسامة ولد صغير .



نظرت إليه وهو يقترب وقد شبكت يديها فوق صدرها وأخذت تضرب بقدميها الصغيرتين فى غضب على البلاط ، كان ذلك مؤشرا سيئا إلا أن "جاسون" استمر فى التقدم .



صاحت :

- استمع إلى جيدا يا سيد "جاسون" أوضح لك أن ...

وضع "جاسون" يده فوق فمها ليمنعها من إستكمال حديثها .



وصاح "جاسون" فى الأطفال بأن يكملوا إفطارهم ، ثم حملها خارج المنزل وتركها فى الشرفة .

- الآن يمكنك مواصلة الحديث يا عزيزتى .



تنفست بعمق واستطردت منذ البداية :

- استمع إلى جيدا يا سيد "جاسون" أوضح لك أنك لن ترى هذه الخطوط البيضاء الصغيرة على جلد نساء آخريات أنا لا أحب أن أتقاسمك مع غيرى .



نظر إليها بعينين جاحظتين :

- عم تتحدثين يا عزيزتى ؟

نظرت إليه شزرا :

- التجاعيدانت لم تسألنى عنها أبدا .



- هل يجب على ذلك .





ما زال لا يفهم . فهو يعرف أنه من الطبيعى وجود مثل هذه العلامات ، لقد رآها عدة مرات بما أنه يعرف أن "إيريكا" ولدت أربعة أبناء لماذا يسألها إذن فى هذا الموضوع ؟



أجابت وعيناها تلمعان :

- انت لست ملزما بذلك .

مر بيده بعصبية على شعره كان فى شدة الغضب :

- عم تتحدثين إذن بالله عليك ؟



- الارتباط .

قال وقد نفد صبره :

- أى ارتباط ؟ لقد اعتقدت أن .....

قاطعته :

- لم تكن إلا حجة .



- "إيريكا" يا عزيزتى . أنا لم أشرب بعد القهوة . حاولى أن تفهمينى .

- هراء .



تنهد "جاسون" :

- حسنا سأبذل كل جهدى لأتابع أفكارك الصباحية الغريبة . أتفقنا ؟

أذعنت . قال :

- إذا كنت قد فهمت قولك ، فأنت تطلبين من جانبى ارتباطا ؟



- مم .. إيه .... نعم

قفز قلب "جاسون" فى صدره

- أى نوع من الارتباط ؟



انخرطت "إيريكا" فى تأمل أظفارها :

- ربما نعيش فى عصر النساء المتحررات لكنى لا أتبع هذه القاعدة .

- نعم ؟



- نعم سأطلب منك إذن أثناء وجودك معى ألا تعرف نساء أخريات .



صاح :

- لكن أى نساء ؟



- أنت تعرف جيدا هؤلاء اللاتى بهن علامات .

وضع "جاسون" يده على جبينه :

- يا إلهى ....؟! ها نحن من جديد !



- بالتأكيد ! بما أن تلك المشكلة قد بدأت بسبب هذه الـ...

قاطعها :

- عزيزتى الرحمة ! كونى لطيفة يا "إيريكا" حاولى أن تفسرى لى بوضوح .



وافقت ثم تنحنحت وقالت :

- هذا الصباح عندما خرجت من الحمام فكرت فيك .



- هذا يرضى غرورى .

- فجأة لاحظت أنك لم تسألنى أبدا عن العلامات الصغيرة التى بجسمى . هل تتبعنى ؟



- بدأت .

- قلت لنفسى إذن أما أن يكون الأمر ليس مهما بالنسبة إليك أو أن يكون التعود على رؤية هذه العلامات .



- آه .....؟

- بعد تفكير استبعدت الافتراض الأول كيف يمكنك ألا تبالى بهذه التجاعيد ها ....؟ ليظل إذن الافتراض الثانى وهو : التعود : الاستنتاج الأخير هو إنك تعرف امرأة أخرى بها نفس العلامات...



تصدع صوتها ظلل الشك عينيها الخضراوين . أخذها "جاسون" بهدوء بين ذراعيه على موجة من الحنان.

- هل تريدين إجابة ؟



خفضت رأسها .

- انتبهى إذن لن أكرر ذلك مرة أخرى . إنى رجل ناضج ، عمرى ست وثلاثين سنة أعرف ما هى العلامات التى تتحدثين عنها . هذا يعنى أنه ليس ثمة امرأة أخرى فى حياتى ، بها أو ليس بها هذه العلامات . أما فيما يتعلق بك فأنت تروقين لى كما أنت ، أهذا واضح ؟ الآن فيما يتعلق بالارتباط أنت من أحب وهذا كل شئ ولا أحد بعدك . واعلمى أننى أحب امتلاك ما يخصنى .



- حقا ؟

قال وهو يقبلها بشدة :

- حقا ! عرفت لأول وهلة عندما رأيت شعرك الأحمر أننى سألقى المشكلات معك .



- شعرى ليس أحمر .

- نعم !



همست وقد أسكرتها القبلات :

- شعرى بنى .

- همم . هذا من حسن حظى يقال : إن ذوات الشعر الأحمر لهن طباع سيئة هل قلت لك صباح الخير يا حبيبتى ؟



- كلا لكن ...

أطبق بشفتيه على شفتيها وتركها وهى تختلج :

- صباح الخير إذن يا عزيزتى .



- صباح الخير يا "جاسون" .

- يجب أن أصطحب الأطفال إلى الأتوبيس سأتناول إفطارى فيما بعد . لا عليك الآن .



ضحكت :

- سيكون إفطارا رائعا .



- هذا لا يدهشنى يا سيدة "ماكورميك" أنت لا تفكرين إلا فى المزاح . ماذا إذا رأت السيدة :بالينسكى" المسكينة أى مثال تظهرينه لأطفالك التعساء ....؟



سار الاثنان نحو المنزل وهما يضحكان دخلا معا إلى المطبخ حيث كان الأطفال ينتظرون .

صاح "جاسون" :

- لنسرع وإلا ستتأخرون .



عم الصخب المكان بينما تدافع الأطفال ليحضر كل منهم حقيبته من الطابق العلوى بعد عشر دقائق تقريبا توجه الأطفال نحو الباب حيث قال "ترافى" إذا لم يكن "تريفور" لإخوته:

- يجب أن يقبل "جاسون" أمى كثيرا لتكون دائما مسرورة .



انفجر "جاسون" فى الضحك فى مؤخر المطبخ وقفت "إيريكا" تضحك . لقد سمعت هى أيضا تعليق ابنها .


( نهاية الفصل الثامن )

 
 

 

عرض البوم صور أناناسة   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 09:38 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 160329
المشاركات: 750
الجنس أنثى
معدل التقييم: أناناسة عضو على طريق الابداعأناناسة عضو على طريق الابداعأناناسة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أناناسة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أناناسة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


الفصل التاسع

لقد عينت حدود لأرض الملعب كما اقترح السيد "فارلى" بواسطةحاجز تقع خلفه المدرجات دخل الفريقان إلى أرض الملعب بخطى مسرعة وسط هتاف الجماهير . وبدأ الجو متلألئا تحت الأضواء الكاشفة .



شبك "جاسون" أصابعه فهو لم يعرف شيئا أسوأ من أن يستبعد ابن من عائلته ، أعطى السيد "فارلى" إشارة البدء بينما خيم الصمت .



كان فريق "إيريكا" يبدو فى حالة طبيعية بالمقارنة إلى الفريق المنافس الذى تزود بعتاد يثير الضحك كان كل لاعب يرتدى حذاء مدبب الطرف ، أكتافا نحاسية وجوارب مناسبة للزى . فى وسط كل منهم معلق زوج من القفازات .



ومع ذلك ، ومنذ الوهلة الأولى كان لابد أن يتأكد المثل القائل :إن المظاهر خداعة .



اتخذ "جاسون" مكانا فى المدرجات بجانب "جاك" ووضع "بيلى-جو" على ركبته مكانا وجلست "شارلين" و"أندرو" بالقرب منهم . ارتفعت النتيجة إلى ثلاث درجات لكل فريق .



كيف لـ "تومى" الصغير أن يكون فى مركز قاعدة الانطلاق ؟ إن الصبى لا يجيد الانتقال السريع نظرا لساقه المصابة . منتديات روايتى . كان "جاسون" قد عهدا إلى "ترافى" إلقاء الضربات . ألقى "ترافى" بالكرة للاعب الثانى "تومى" الذى ردها إليه فى سرعة هائلة . ثم ترك "تومى" عصاه وأخذ يجرى وهو يعرج كان عليه أن يقفز تلك الأمتار العشرة الأخيرة من الطريق مما دفع الحكم إلى استبعاده نهائيا .



صفر الحكم وصاح :

- أوت !

منتديات ليلاس

تذمر "تومى" اندفعت "إيريكا" كالإعصار نحو الملعب وانتصبت أمام الحكم الضخم الجثة . يداها فى خصرها ، وشعرها المربوط على هيئة ذيل حصان يطير فى الهواء بينما تشير بسبابتها مهددة هذا الرجل العملاق . من الواضح أن المرأة الشابة كانت تجادل فى كفاءة الرجل البصرية . كان الحكم يبدو على وشك الإصابة بسكتة قلبية حاول تهدئة "إيريكا" دون جدوى . لم يرها "جاسون" أبدا فى مثل تلك الحالة من الغضب .



وبعد لحظة تحول وجه الحكم الممتلئ إلى اللون الأحمر وبدا على وشك الإطاحة بغريمته على الأرض وضع "جاسون" "بيلى-جو" على المقعد . لم يخلق بعد من يتحرك ويرفع يده على "إيريكا"! وبعد عدة قفزات كان "جاسون" على الحلبة وفى تلك اللحظة تحولت بشرة الحكم إلى اللون البنفسجى بينما استمرت "إيريكا" فى شكواها واشتعلت المدرجات بصيحات التشجيع .



- هيا يا "إيريكا" أريه مدى شجاعتك ؟

- ماذا يفعل هنا هذا الرجل ؟ إنه لا يعرف شيئا فى اللعبة فهو قصير البصر كالدب .



فى الجهة المقابلة أخذ الفريق المنافس يشكو بصخب من تدخل "إيريكا" .

- من أدخل تلك المرأة فى الملعب ؟



هز الحكم كتفيه ، بعد أن أرهقه النقاش وصفر لينهى المباراة . شاهد "جاسون" "إيريكا" وهى تقبل "تومى" على جبهته فعانقها الصبى منشرحا ثم توجه الفريقان إلى المضمار خارج الملعب استندت "إيريكا" إلى الحاجز وثبتت شيئا ما على لوحتها . اقترب منه "جاسون" وقال :

- ايتها المدربة .



- نعم يا سيد "جاسون" .

- لقد أخطأ "تومى" خطأ فادحا ألم تلاحظيه ؟



- بالتأكيد لم يكن هناك مفر من طرده .

نظر إليها وهومندهش :

- لماذا اشعلت إذن الحرب العالمية الثالثة بسبب طرده ؟



- أولا لأننى المرأة المدربة الوحيدة فكنت أنتظر بعض الاحترام .

- ثم ؟



- ثم إننى عندما أشركت "تومى" فى الفريق كنت واثقة بعدم مقدرته على اللعب بسبب ساقه . اليوم ، ولأولو مرة شعر بالثقة كان هذا يستحق منى التدخل . والآن ، وقد عرف أننى أعتمد عليه حتى لو كان خارج اللعب ، سيستمر فى التدريب إنها مسألة نفسية فقط ، هل تفهمنى ؟



إومأ "جاسون" برأسه ، هدأت نظرته انحنى وقبلها بحنان على وجنتيها :

- هل قلت لك اليوم إننى أحبك ؟

- ثلاث مرات فقط .



- هل سأراك بعد قليل ؟

قهقهت :

- كلما أعطيتنى موعدا أشعر على الفور برغبة فى أن ...



أكملت جملتها همسا فى أذن "جاسون" الذى تنهد بدوره .

- يا إلهى .....! لماذا تقول مثل هذه الأشياء؟
منتديات ليلاس


لكنها استدارت على الفور لتصبح وسط لاعبيها :

- كلكم فى أماكنكم سيستمر اللعب .

صعد "جاسون" المدرجات حيث "جاك" والصغيرة "بيلى-جو" وقلبه يخفق .

 
 

 

عرض البوم صور أناناسة   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 09:50 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 160329
المشاركات: 750
الجنس أنثى
معدل التقييم: أناناسة عضو على طريق الابداعأناناسة عضو على طريق الابداعأناناسة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أناناسة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أناناسة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 




فى هذه الليلة ، وضع "جاسون" و "إيريكا" برنامجا للأسبوعين القادمين فقد اقتسما المهام لتتعهد "إيريكا" بالأعمال المنزلية بينما يقوم "جاسون" بطلاء المنزل وقد قابلت "إيريكا" ، عرضه لإصلاح الحائط الطوبى المواجه لباب حجرة الاستقبال ، بعرفان كبير . كان "جاسون" يود لو يتوقف الزمن .



لقد مر شهر على إقامته فى "فيرجينيا" كان يبدو أن "شارلين" قد تقبلته ، استمر زوج أخته فى إدارة شركته بدلا منه بنجاح كانت مكالمتان هاتفيتان أسبوعيا كافيتين لحل كل المشكلات .



على الرغم من تسلق شجرة البلوط كل مساء أصبح شيئا طبيعيا بالنسبة لـ "جاسون" إلا أنه كان يريد أن يدخل حجرة "إيريكا" عن طريق الباب وليست النافذة ، كان لا يستطيع أن يتسرع فى اتخاذ قرارته مع "إيريكا" فوراء مظهر المرأة القوية المرحة كانت "إيريكا" تخفى رقة متناهية .

منتديات ليلاس

لقد ساد نوع من التوازن العابر بين الحبيبين لكن فكر "جاسون" فى أن حبة حصى تكفى لتعطيل آلية بأكملها كلا ليس بوسعه إلا الانتظار . انتظار معجزة إلهية تعمل لصالح مشروعاته .



دخل "جاسون" لتوه بمصاحبة "بيلى-جو" و "شارلين" و "بلوم" لقد اصطحب البنتين إلى المدينة حيث استسلم لنزعته فى الإسراف وأهدى لكل منهما دميتين كبيرتين .



لم يوجد أى شخص فى البدروم ساد صمت ثقيل على المسكن . كان المطبخ أيضا خاويا ولكنه استطاع أن يرى عبر النافذة الأولاد. كانوا يتدربون على الـ "بيسبول" فى انتظام رائع أشار "جاسون" إلى أحد التوئمين الذى جاء يعدو :

- مساء الخير يا "ترافى"



- إننى "تريفور" .

- أوه ! معذرة أين والدتك ؟

- فى القبو .

- ماذا تفعل فى القبو ؟



- لا أعرف أى شئ عن ذلك لقد بدأت بأن صعدت إلى أعلى المنزل لتبحث عن شئ ما . ثم هبطت السلم بسرعة وهى تصيح : إننى فى القبو وأغلقت الباب محدثة صوتا . شئ غريب ، ها ؟


- ليس بالتأكيد .



- أتمنى ألا تكون قد رأت شبحا .

- اطمئن لا توجد أشباح .

- هل أنت متأكد ؟



- بالطبع ! إن هناك ما يزعج والدتك أعلى المنزل هذا كل ما هناك .

حد "تريفور" أنفه وهو يفكر :

- هذا لا يمنع من انها كانت تبدو خائفة المرة الأخيرة التى شاهدتها فيها بتلك الحالة كانت عندما خبأت أنا و"ترافى" ثعبانا صغيرا فى علبة البسكويت .



- هل فعلت حقا هذا !

- بالتأكيد !

- ماذا كان رد فعلها ؟

هز الولد الصغير كتفيه :

- لم أكن هناك لأرى لقد كنت فى شدة الخوف . لكننى استطعت أن أسمع الضوضاء .



- حقا ؟

انفجر وجه "تريفور" الصغير بالضحك :

- كان يبدو قطيع أفيال دخل وسط الأوانى بينما كانت أمى تحاول ضرب الثعبان بأدوات المطبخ . لقد كان موقفا طريفا. أخذ الثعبان يدور حول الحجرة لم يكن يعرف إلى أين يدير رأسه . ثم استطاع "ترافى" أخيرا أن يمسك بالثعبان ويقذف به فى الغابة .



ابتسم "جاسون" قائلا:

- هكذا !

- لا تسأل أمى أبدا يا "جاسون" عن سبب انبعاج الأوانى إذا كنت لا تريد أن تحرمك من الحلوى .



قمع "تريفور" ضحكة إن الحلوى تعنى الكثير.

قال "جاسون" :

- لا أشك فى ذلك هل تستطيع أنت وأخوتك الاهتمام بـ "بيلى-جو" ؟



انطفئت اللمعة التى كانت تضئ عينى "تريفور" :

- حسنا ، موافق إلا فى حالة أن تطلب الذهاب إلى الحمام – إنها مشغولة جدا بتصفيف شعر دميتها . إن دميتها ستصبح إذن صلعاء عن قريب إنه لمن الحماقة أن يكون المرء بنتا ... تعالى يا "بيلى-جو".



حدث "جاسون" نفسه بأنه يوما ما يجب أن يتمم تربية الأولاد فيما يختص بمادة علم نفس المرأة عقد العزم على ذلك ، ثم دفع باب القبو ، ليجد أمامه عدة درجات نزلها بحرص .

كان هناك مصباح معلق فى نهاية سلك كهربائى يشع منه ضوء أصفر خافت مشكلا دائرة من الضوء على الحائط الأسمنتى 0 غاص باقى القبو فى نطاق من الظلام . فى الحيز المضاء كانت "إيريكا" تجمع زجاجات الشراب وهى تدندن أغنية "الحياة الوردية" :

- عزيزتى ؟



كادت أن تسقط آخر زجاجة من بين يدها فزعت السيدة الشابة :

- "جاسون" ! لقد أفزعتنى .

فتح ذراعيه فاستقرت بينهما :

- ماذا تفعلين هنا يا حبيبتى ؟



- أنا لا شئ بعض الترتيبات للربيع .

- "إيريكا" ، عرفت أنك صعدت إلى أعلى المنزل هل تريدين تفسير ذلك ؟



سألته وهى تشدد عناقها :

- ماذا ؟

- عزيزتى انت لم تستطيعى أبدا إعادة طلاء المنزل لأن الصعود على السلم يصيبك بالدوار . لماذا تخشين الارتفاعات ؟ ومنذ متى ؟



أجابت :

- منذ كنت فى سن الخامسة .



- ماذا حدث لك وأنت فى سن الخامسة ؟

- لقد احتجزت فى المصعد .

- مع من يا حبيبتى ؟



- لا أحد بمفردى .

شعر بها وهى ترتجف بشدة فضمها بقوة :

- اهدئى يا عزيزتى . إننى هنا لا يمكن أن يحدث لك شئ وأنا بجوارك يا "إيريكا" . أى طابق تريدين الذهاب ؟



أجابت :

- إلى البدروم .

قبل جفنيها ذوى الأهداب المبتلة وجبينها الندى وشفتيها الشاحبتين هدأ شهيقها شيئا فشيئا بدون أن تتكلم . أخذت "إيريكا" منديل "جاسون" ، تمخطت ومسحت عينيها .



قال :

- هل تشعرين بتحسن ؟

كان صوته مفعما بحنان بالغ .

اومأت برأسها وهي تبتسم ابتسامة مترددة .

- نعم , شكرا .



ازدرد "جاسون" لعابة بصعوبة .

يصعب التنبؤ بسلوكها . تضاف هذه الصفة بشكل تلقائى الى القائمة الطويلة لمميزات ومساؤي "إيريكا" .

- لماذا صعدت إلى أعلى المنزل ؟. هل كان الامر مهما ؟



- مفاجأة .

- لمن ؟

ابتسمت :

- لك انت يا أحمق .

- لى أنا ؟ هل استطيع ان أرى ؟



اتسعت ابتسامتها .

- ليس بعد ! يجب أن اغسل هذا الشئ ...

ولن أخبرك باكثر من ذلك وإلا فما الجدوى من المفاجأة ؟



انساق فى اللعبة . وسألها :

- متى إذن ؟

- هذا المساء . إذا كانت هادئا . وإذا عاهدتنى على أن تكون لطيفا دائما .

تنهد مفتونا بلمعة عينيها الخصراوين .



- حسنا .

- لن أفصح لك أبدا عن المفاجأة .

- حبيبتى !



هربت . امسكت بالسلة قفزت الى درجات السلم الضيق وهى تغنى :

- أولها : إنه سعيد ثانيها : يقول : لا .

اندفع "جاسون" نحو ما تحمل من أمتعة :



- تعالى إلى هنا أيتها الساحرة الصغيرة !

أجابته بضحكة منغمة .



دقت الساعة معلنة التاسعة وخمسا وأربعين دقيقة عندما أخذ "جاسون" يتسلق شجرة البلوطللمرة الألف سأل نفسه عن المفاجأة التى تحتفظ له بها "إيريكا" أثناء العشاء . لم تكف عن النظر إليه بنظرات غامضة . وقد بذل جهدا كبيرا فى مقابل ذلك حتى يستطيع أن يسيطر على نفسه على الرغم من حبه الشديد للأطفال . إلا أنه فى هذا المساء , كان يريد سرعة التخلص منهم .



لقد انتظر "جاسون" وقت نومهم بفارغ الصبر .

اجتاز السور بخفة الفهد .
كانت الحجرة , خاوية يضيئها مصباح أصفر ينبعث منه عبير الياسمين المختلط برائحة مطر الصيف .. إن "إيريكا" هنا إذن .



كان "جاسون" فى قمة الفضولية عندما تقدم نحو باب الحمام انبعث شعاع من تحت عقب الباب .



وعندما اقترب سمع صوت حفيف الدانتيل أو الحرير ... أدار بيده قبضة الباب الذهبية ودفع الباب كانت مفاجأة .

- "إيريكا"....



استدارت وبيدها فرشاة , وشعرها الطويل اللامع ينسدل فوق كتفيها العاريتين كانت ترتدى بلوزة من الستان الأبيض تسد من الامام بمجموعة كبيرة من أزرار اللؤلؤ الصغيرة .. خمسة أزرار على الاقل .



لمح "جاسون" بنظره خصر المرأة الشابة .

لقد كانت رقيقة الى حد لا يصدق كانت ترتدى جوارب من الحرير الأبيض . وخفا بكعب عال يزينه الريش مما أعطى لـ"إيريكا" مظهرا متكاملا .



همست :

- هل يعجبك مظهرى تلك هى المفاجأة .

كانت ياقة القميص تسبب له اختناقا فك أول زرار ثم أجابها بهمهمة.



اجتذبته بحنان الى داخل الغرفة قدمت له كأسا من شراب التوت وهي مبتسمة وقالت :

- لنشرب نخب كل النساء الثرثارات فى هذه المدينة البشعة وكذلك نخب ريئستهن عزيزتى السيدة "بالينسكي" حمدا لله.



- إن تلك المرأة الخيرة لن تعرف أبدا أى مثال محزن أقدمه لاطفالى المساكين !

استيقظ "جاسون" مع الشعاع الأول للفجر .



وارتدى ملابسه بسرعة تقلبت "إيريكا" على جنبها الأخر وهى تهمس باسمه قبلها "جاسون" قبلة خفيفة على وجنتها وهو يهمس لها : أحبك ابتسمت فى نومها , خرج "جاسون" من النافذة واختفى فى الظلام الذى اخذ ينقشع .



سمعت طرقا صغيرة على باب الحمام وهى تستحم مصحوبة بنداء:

- امى ! اجابت بكل ما استطاعت من هدوء :

- نعم يا "أندرو" ؟



- إنى ظمأن .

خرجت مسرعة بعد أن أرتدت البشكير واخذته بين ذراعيها واغلقت خلفها الباب بذكاء .

- كنت أستحم .



سارت بخطى ثابتة وهى تحمل ابنها وعبرت الغرفة فى اللحظة التى ك انت فيها على وشك الخروج من الحمام فاجأها صوت شئ ضخم يقع فى الماء نظر "أندرو" من فوق كتفى أمه .

منتديات ليلاس

- ماهذا يا أمى ؟

- لابد ان المنشفة قد سقطت .



رجعت "إيريكا" بعد عشر دقائق اوصدت باب الحمام بالمزلاج قبل أن تنضم إلى "جاسون" كان تحت الدش ينزل ما علق بشعره من صابون .

قالت :

- هل اخبرتك عن هذا الشبح الذى يسكن ليالينا عندما أكون تحت الدش اتخيل وكأنى واقفة تحت شلال وإذا بقرصان مسلح بسيف متوهج يظهر لى .





استندت "إيريكا" الى المنضدة وظهرها موجه للباب تصنع الساندوتشات من أجل غداء الاطفال , احتضنها "جاسون" من خلفها بهدوء وخبا وجهه فى شعرها المعطر . استندت إليه وتنهد فى سعادة همس فى أذنها :

- طاب يومك يا ملاكى . أسف لما سأخبرك به لكن يوجد رجل غريب فى الجراج .



- همم ياله من نبأ سار !

سعل :

- عزيزتى . هناك حقا رجل كبير السن يملأ خزان ألة قطع الحشائش "إيريكا" , قولى شيئا بدلا من أن تبتسمى كالبلهاء . لقد نادانى حتى بكلمة "ولد" .



- ثم ماذا ؟

نظرت إليه اخرجت معلقة بها شراب سائل .

- إذن , إنى أجد ان هذا الخبر لا يؤثر فيك .

- انت على خطأ يا عزيزى وبما أن هذا الدخيل قد تجرأ وناداك بكلمة "ولد" سأذهب لأراه فى الحال , أتوافق ؟



- لكن هل تعلمين من هو ؟

- بالتأكيد إنه " هارولد " انه يسكن هو وزوجته فى المنزل المقابل . على الناحية الاخرى من الشارع .

- ماذا يفعل فى جراجك ولماذا يعبث بألة قطع الحشائش ؟



- لقد عقدت اتفاقا مع "هارولد" أن يقطع الحشائش التى فى حديقتى مجانا فى المقابل له الحق فى استعمال ألة القطع فى حديقته .



- ماذا يفعل إذن فى جراجك ؟ لماذا لا يشتري آلة خاصة به ؟

نظرت إليه "إيريكا" كما لو كان قد قال قولا غليظا . قالت بنفس الصوت الذى تستخدمه عندما تنهر اطفالها :

- هل تري يا "جاسون" ان باستطاعة "هارولد" و "نورما" احتمال قيمة مثل هذه الآلة ؟



تذكر "جاسون" جناح منزل "هارولد " المطل على الجانب الاخر من الشارع , الذى يبدو خربا ثم اومأ برأسه :

- كلا .

- فى تلك الحالة ماذا يضر لو تركته يستخدم آلتي ؟

رفع حاجبيه !



دمدمت :

- إيه لست ادرى كيف استعمل هذه الآلة . لم اعرف ابدا طريقة تشغيلها .

إن الامر يبدو لي كصعود سلم أو التقاط كرة بيس – بول .

دمدم "جاسون" :

- لا يوجد شخص كامل .



كان "هارولد " عجوزا تقليديا وودودا .

استمر فى مناداة "جاسون" بكلمة "ولد" وقطع الحشائش على الرغم من الحرارة .

بدأ ذهنه يتفتق عن فكرة غير واضحة كلما امعن التفكير اصبحت الفكرة اكثر وضوحا .

 
 

 

عرض البوم صور أناناسة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المركز الدولي, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, غرام ارملة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:42 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية