كاتب الموضوع :
أناناسة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فى هذه الليلة ، وضع "جاسون" و "إيريكا" برنامجا للأسبوعين القادمين فقد اقتسما المهام لتتعهد "إيريكا" بالأعمال المنزلية بينما يقوم "جاسون" بطلاء المنزل وقد قابلت "إيريكا" ، عرضه لإصلاح الحائط الطوبى المواجه لباب حجرة الاستقبال ، بعرفان كبير . كان "جاسون" يود لو يتوقف الزمن .
لقد مر شهر على إقامته فى "فيرجينيا" كان يبدو أن "شارلين" قد تقبلته ، استمر زوج أخته فى إدارة شركته بدلا منه بنجاح كانت مكالمتان هاتفيتان أسبوعيا كافيتين لحل كل المشكلات .
على الرغم من تسلق شجرة البلوط كل مساء أصبح شيئا طبيعيا بالنسبة لـ "جاسون" إلا أنه كان يريد أن يدخل حجرة "إيريكا" عن طريق الباب وليست النافذة ، كان لا يستطيع أن يتسرع فى اتخاذ قرارته مع "إيريكا" فوراء مظهر المرأة القوية المرحة كانت "إيريكا" تخفى رقة متناهية .
منتديات ليلاس
لقد ساد نوع من التوازن العابر بين الحبيبين لكن فكر "جاسون" فى أن حبة حصى تكفى لتعطيل آلية بأكملها كلا ليس بوسعه إلا الانتظار . انتظار معجزة إلهية تعمل لصالح مشروعاته .
دخل "جاسون" لتوه بمصاحبة "بيلى-جو" و "شارلين" و "بلوم" لقد اصطحب البنتين إلى المدينة حيث استسلم لنزعته فى الإسراف وأهدى لكل منهما دميتين كبيرتين .
لم يوجد أى شخص فى البدروم ساد صمت ثقيل على المسكن . كان المطبخ أيضا خاويا ولكنه استطاع أن يرى عبر النافذة الأولاد. كانوا يتدربون على الـ "بيسبول" فى انتظام رائع أشار "جاسون" إلى أحد التوئمين الذى جاء يعدو :
- مساء الخير يا "ترافى"
- إننى "تريفور" .
- أوه ! معذرة أين والدتك ؟
- فى القبو .
- ماذا تفعل فى القبو ؟
- لا أعرف أى شئ عن ذلك لقد بدأت بأن صعدت إلى أعلى المنزل لتبحث عن شئ ما . ثم هبطت السلم بسرعة وهى تصيح : إننى فى القبو وأغلقت الباب محدثة صوتا . شئ غريب ، ها ؟
- ليس بالتأكيد .
- أتمنى ألا تكون قد رأت شبحا .
- اطمئن لا توجد أشباح .
- هل أنت متأكد ؟
- بالطبع ! إن هناك ما يزعج والدتك أعلى المنزل هذا كل ما هناك .
حد "تريفور" أنفه وهو يفكر :
- هذا لا يمنع من انها كانت تبدو خائفة المرة الأخيرة التى شاهدتها فيها بتلك الحالة كانت عندما خبأت أنا و"ترافى" ثعبانا صغيرا فى علبة البسكويت .
- هل فعلت حقا هذا !
- بالتأكيد !
- ماذا كان رد فعلها ؟
هز الولد الصغير كتفيه :
- لم أكن هناك لأرى لقد كنت فى شدة الخوف . لكننى استطعت أن أسمع الضوضاء .
- حقا ؟
انفجر وجه "تريفور" الصغير بالضحك :
- كان يبدو قطيع أفيال دخل وسط الأوانى بينما كانت أمى تحاول ضرب الثعبان بأدوات المطبخ . لقد كان موقفا طريفا. أخذ الثعبان يدور حول الحجرة لم يكن يعرف إلى أين يدير رأسه . ثم استطاع "ترافى" أخيرا أن يمسك بالثعبان ويقذف به فى الغابة .
ابتسم "جاسون" قائلا:
- هكذا !
- لا تسأل أمى أبدا يا "جاسون" عن سبب انبعاج الأوانى إذا كنت لا تريد أن تحرمك من الحلوى .
قمع "تريفور" ضحكة إن الحلوى تعنى الكثير.
قال "جاسون" :
- لا أشك فى ذلك هل تستطيع أنت وأخوتك الاهتمام بـ "بيلى-جو" ؟
انطفئت اللمعة التى كانت تضئ عينى "تريفور" :
- حسنا ، موافق إلا فى حالة أن تطلب الذهاب إلى الحمام – إنها مشغولة جدا بتصفيف شعر دميتها . إن دميتها ستصبح إذن صلعاء عن قريب إنه لمن الحماقة أن يكون المرء بنتا ... تعالى يا "بيلى-جو".
حدث "جاسون" نفسه بأنه يوما ما يجب أن يتمم تربية الأولاد فيما يختص بمادة علم نفس المرأة عقد العزم على ذلك ، ثم دفع باب القبو ، ليجد أمامه عدة درجات نزلها بحرص .
كان هناك مصباح معلق فى نهاية سلك كهربائى يشع منه ضوء أصفر خافت مشكلا دائرة من الضوء على الحائط الأسمنتى 0 غاص باقى القبو فى نطاق من الظلام . فى الحيز المضاء كانت "إيريكا" تجمع زجاجات الشراب وهى تدندن أغنية "الحياة الوردية" :
- عزيزتى ؟
كادت أن تسقط آخر زجاجة من بين يدها فزعت السيدة الشابة :
- "جاسون" ! لقد أفزعتنى .
فتح ذراعيه فاستقرت بينهما :
- ماذا تفعلين هنا يا حبيبتى ؟
- أنا لا شئ بعض الترتيبات للربيع .
- "إيريكا" ، عرفت أنك صعدت إلى أعلى المنزل هل تريدين تفسير ذلك ؟
سألته وهى تشدد عناقها :
- ماذا ؟
- عزيزتى انت لم تستطيعى أبدا إعادة طلاء المنزل لأن الصعود على السلم يصيبك بالدوار . لماذا تخشين الارتفاعات ؟ ومنذ متى ؟
أجابت :
- منذ كنت فى سن الخامسة .
- ماذا حدث لك وأنت فى سن الخامسة ؟
- لقد احتجزت فى المصعد .
- مع من يا حبيبتى ؟
- لا أحد بمفردى .
شعر بها وهى ترتجف بشدة فضمها بقوة :
- اهدئى يا عزيزتى . إننى هنا لا يمكن أن يحدث لك شئ وأنا بجوارك يا "إيريكا" . أى طابق تريدين الذهاب ؟
أجابت :
- إلى البدروم .
قبل جفنيها ذوى الأهداب المبتلة وجبينها الندى وشفتيها الشاحبتين هدأ شهيقها شيئا فشيئا بدون أن تتكلم . أخذت "إيريكا" منديل "جاسون" ، تمخطت ومسحت عينيها .
قال :
- هل تشعرين بتحسن ؟
كان صوته مفعما بحنان بالغ .
اومأت برأسها وهي تبتسم ابتسامة مترددة .
- نعم , شكرا .
ازدرد "جاسون" لعابة بصعوبة .
يصعب التنبؤ بسلوكها . تضاف هذه الصفة بشكل تلقائى الى القائمة الطويلة لمميزات ومساؤي "إيريكا" .
- لماذا صعدت إلى أعلى المنزل ؟. هل كان الامر مهما ؟
- مفاجأة .
- لمن ؟
ابتسمت :
- لك انت يا أحمق .
- لى أنا ؟ هل استطيع ان أرى ؟
اتسعت ابتسامتها .
- ليس بعد ! يجب أن اغسل هذا الشئ ...
ولن أخبرك باكثر من ذلك وإلا فما الجدوى من المفاجأة ؟
انساق فى اللعبة . وسألها :
- متى إذن ؟
- هذا المساء . إذا كانت هادئا . وإذا عاهدتنى على أن تكون لطيفا دائما .
تنهد مفتونا بلمعة عينيها الخصراوين .
- حسنا .
- لن أفصح لك أبدا عن المفاجأة .
- حبيبتى !
هربت . امسكت بالسلة قفزت الى درجات السلم الضيق وهى تغنى :
- أولها : إنه سعيد ثانيها : يقول : لا .
اندفع "جاسون" نحو ما تحمل من أمتعة :
- تعالى إلى هنا أيتها الساحرة الصغيرة !
أجابته بضحكة منغمة .
دقت الساعة معلنة التاسعة وخمسا وأربعين دقيقة عندما أخذ "جاسون" يتسلق شجرة البلوطللمرة الألف سأل نفسه عن المفاجأة التى تحتفظ له بها "إيريكا" أثناء العشاء . لم تكف عن النظر إليه بنظرات غامضة . وقد بذل جهدا كبيرا فى مقابل ذلك حتى يستطيع أن يسيطر على نفسه على الرغم من حبه الشديد للأطفال . إلا أنه فى هذا المساء , كان يريد سرعة التخلص منهم .
لقد انتظر "جاسون" وقت نومهم بفارغ الصبر .
اجتاز السور بخفة الفهد .
كانت الحجرة , خاوية يضيئها مصباح أصفر ينبعث منه عبير الياسمين المختلط برائحة مطر الصيف .. إن "إيريكا" هنا إذن .
كان "جاسون" فى قمة الفضولية عندما تقدم نحو باب الحمام انبعث شعاع من تحت عقب الباب .
وعندما اقترب سمع صوت حفيف الدانتيل أو الحرير ... أدار بيده قبضة الباب الذهبية ودفع الباب كانت مفاجأة .
- "إيريكا"....
استدارت وبيدها فرشاة , وشعرها الطويل اللامع ينسدل فوق كتفيها العاريتين كانت ترتدى بلوزة من الستان الأبيض تسد من الامام بمجموعة كبيرة من أزرار اللؤلؤ الصغيرة .. خمسة أزرار على الاقل .
لمح "جاسون" بنظره خصر المرأة الشابة .
لقد كانت رقيقة الى حد لا يصدق كانت ترتدى جوارب من الحرير الأبيض . وخفا بكعب عال يزينه الريش مما أعطى لـ"إيريكا" مظهرا متكاملا .
همست :
- هل يعجبك مظهرى تلك هى المفاجأة .
كانت ياقة القميص تسبب له اختناقا فك أول زرار ثم أجابها بهمهمة.
اجتذبته بحنان الى داخل الغرفة قدمت له كأسا من شراب التوت وهي مبتسمة وقالت :
- لنشرب نخب كل النساء الثرثارات فى هذه المدينة البشعة وكذلك نخب ريئستهن عزيزتى السيدة "بالينسكي" حمدا لله.
- إن تلك المرأة الخيرة لن تعرف أبدا أى مثال محزن أقدمه لاطفالى المساكين !
استيقظ "جاسون" مع الشعاع الأول للفجر .
وارتدى ملابسه بسرعة تقلبت "إيريكا" على جنبها الأخر وهى تهمس باسمه قبلها "جاسون" قبلة خفيفة على وجنتها وهو يهمس لها : أحبك ابتسمت فى نومها , خرج "جاسون" من النافذة واختفى فى الظلام الذى اخذ ينقشع .
سمعت طرقا صغيرة على باب الحمام وهى تستحم مصحوبة بنداء:
- امى ! اجابت بكل ما استطاعت من هدوء :
- نعم يا "أندرو" ؟
- إنى ظمأن .
خرجت مسرعة بعد أن أرتدت البشكير واخذته بين ذراعيها واغلقت خلفها الباب بذكاء .
- كنت أستحم .
سارت بخطى ثابتة وهى تحمل ابنها وعبرت الغرفة فى اللحظة التى ك انت فيها على وشك الخروج من الحمام فاجأها صوت شئ ضخم يقع فى الماء نظر "أندرو" من فوق كتفى أمه .
منتديات ليلاس
- ماهذا يا أمى ؟
- لابد ان المنشفة قد سقطت .
رجعت "إيريكا" بعد عشر دقائق اوصدت باب الحمام بالمزلاج قبل أن تنضم إلى "جاسون" كان تحت الدش ينزل ما علق بشعره من صابون .
قالت :
- هل اخبرتك عن هذا الشبح الذى يسكن ليالينا عندما أكون تحت الدش اتخيل وكأنى واقفة تحت شلال وإذا بقرصان مسلح بسيف متوهج يظهر لى .
استندت "إيريكا" الى المنضدة وظهرها موجه للباب تصنع الساندوتشات من أجل غداء الاطفال , احتضنها "جاسون" من خلفها بهدوء وخبا وجهه فى شعرها المعطر . استندت إليه وتنهد فى سعادة همس فى أذنها :
- طاب يومك يا ملاكى . أسف لما سأخبرك به لكن يوجد رجل غريب فى الجراج .
- همم ياله من نبأ سار !
سعل :
- عزيزتى . هناك حقا رجل كبير السن يملأ خزان ألة قطع الحشائش "إيريكا" , قولى شيئا بدلا من أن تبتسمى كالبلهاء . لقد نادانى حتى بكلمة "ولد" .
- ثم ماذا ؟
نظرت إليه اخرجت معلقة بها شراب سائل .
- إذن , إنى أجد ان هذا الخبر لا يؤثر فيك .
- انت على خطأ يا عزيزى وبما أن هذا الدخيل قد تجرأ وناداك بكلمة "ولد" سأذهب لأراه فى الحال , أتوافق ؟
- لكن هل تعلمين من هو ؟
- بالتأكيد إنه " هارولد " انه يسكن هو وزوجته فى المنزل المقابل . على الناحية الاخرى من الشارع .
- ماذا يفعل فى جراجك ولماذا يعبث بألة قطع الحشائش ؟
- لقد عقدت اتفاقا مع "هارولد" أن يقطع الحشائش التى فى حديقتى مجانا فى المقابل له الحق فى استعمال ألة القطع فى حديقته .
- ماذا يفعل إذن فى جراجك ؟ لماذا لا يشتري آلة خاصة به ؟
نظرت إليه "إيريكا" كما لو كان قد قال قولا غليظا . قالت بنفس الصوت الذى تستخدمه عندما تنهر اطفالها :
- هل تري يا "جاسون" ان باستطاعة "هارولد" و "نورما" احتمال قيمة مثل هذه الآلة ؟
تذكر "جاسون" جناح منزل "هارولد " المطل على الجانب الاخر من الشارع , الذى يبدو خربا ثم اومأ برأسه :
- كلا .
- فى تلك الحالة ماذا يضر لو تركته يستخدم آلتي ؟
رفع حاجبيه !
دمدمت :
- إيه لست ادرى كيف استعمل هذه الآلة . لم اعرف ابدا طريقة تشغيلها .
إن الامر يبدو لي كصعود سلم أو التقاط كرة بيس – بول .
دمدم "جاسون" :
- لا يوجد شخص كامل .
كان "هارولد " عجوزا تقليديا وودودا .
استمر فى مناداة "جاسون" بكلمة "ولد" وقطع الحشائش على الرغم من الحرارة .
بدأ ذهنه يتفتق عن فكرة غير واضحة كلما امعن التفكير اصبحت الفكرة اكثر وضوحا .
|