كاتب الموضوع :
أناناسة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السابع
خرج "جاسون" مسرعا إلى الحديقة استنشق بعمق هواء المساء المنعش .
لم يشعر أبدا بسعادة غامرة كالتى يشعر بها الآن بسبب حبه لـ "إيريكا" ، كانت سعادته نوعا من النشوة أو الحمى فهو لا يستطيع وصف شعوره . لقد ترك "إيريكا" تذهب إلى غرفتها . حيث كان الضوء ينبعث من النوافذ فى الطابق الأول . ليس قبل أن تعده بأن تنتظره فى سريرها النحاسى الفسيح ذى الملاءات الزرقاء اعترته رجفة عندما تذكر عناقهما كان فمه ما زال محتفظا بعذوبة وحرارة وعطر "إيريكا" . كانت قد صعدت إلى غرفتها منذ حوالى عشر دقائق وقد أفتقدها .
دفعه حماسه أن يتبع طريقة رومانسية فى الصعود إلى محبوبته .
طرأت فى ذهنه صورة "إيرول فلين" وهو يتسلق شجرة ليجد نفسه فى غرفة حبيبته . بينما كان "إيرول فلين" يتقن هذه الحركة بمهارة وبرشاقة تشبه رشاقة نجمة رقص وجد "جاسون" صعوبة بالغة فى تسلق شجرة البلوط . أخيرا ، وجد نفسه على حافة النافذة وقد جرح جرحا كبيرا فى ذراعه أثناء ذلك . كانت "إيريكا" قد أطفت الأنوار . دخل "جاسون" إلى الغرفة المظلمة اصطدم ساقه بشئ ما . إنها المنضدة بلا شك ، تلفظ بالسباب . اعتاد بصره على الظلام فقد استطاع أن يميز جسما فوق السرير اقترب ، منتديات روايتى . يقوده صوت تنفسها المنخفض .
أخيرا وصل إلى وجهتها ، انحنى نحو الجسم النائم وهز ذراعها بهدوء . فزعت "إيريكا" وفتحت عينيها :
- "جاسون" ؟
منتديات ليلاس
- نعم هل أيقظتك ؟
لاحظ صفاء ابتسامتها :
- إيه لقد غفوت فعلا ... خمن بماذا حلمت ؟
لفت ذراعيها حول رقبته :
- حسنا بماذا حلمت ...أيتها الجاحدة ؟
قهقهت :
- بك أنت يا "دون جوان" كيف دخلت ؟ لم أسمعك ؟
- من النافذة لقد كان "إيرول فلين" أمهر منى كثيرا ...
قبل أن يقترب منها أضاءت "إيريكا" المصباح الذى يوجد عند حافة السرير ، ثم جحظت عيناها :
- إنى لا أعرف أعمال السيد "فلين" العظيمة لكن ذراعك ينزف دما .
- إنه ليس سوى خدش بسيط .
انحنى ليقبلها تملصت بخفة ، فوجد أنفه منغمسا فى الوسادة .وثبت "إيريكا" بالفعل خارج السرير وارتدت "تى شيرت" طويلا وهى تدمدم :
- "إيريكا" ...!؟
سألته :
- هل تشعر بألم؟
- "إيريكا" .....
اختفت فى الحال وعادت بعد قليل ومعها عدة تمريض كاملة
- اخلع قميصك .
ارتعش "جاسون" عندما وضعت على جرحه قطعة قطن بها صبغة يود دمدم :
- أود لو انك تعرفين ما تفعلين ؟
- لا تنس أننى أم .
وضعت بطرف إصبعها الكريم على الجرح وضمدته بواسطة شاش معقم قطعته بالمقص .
- شكرا يا "إيريكا"
- تبدو بخير على الرغم من جرحك الكبير.
ابتسم . همست :
- لم أنته بعد .
قالتها بنفس الصوت الهائم الذى قدمت له به الشراب فى الصباح . قطعت شريطا لاصقا وثبتت له الضمادة .
- هأنا قد انتهيت .
جذبها نحوه :
- لست بحاجة إلى أم يا عزيزتى .
- كلا ؟
- ولا حاجة إلى ممرضة .
- إلى ما تحتاج إذن يا سيد "جاسون"
- إلأم .
قرأت "إيريكا" رغبة "جاسون" فى عينيها كان هناك تواصل بينهما .
- إنك بين يدى يا عزيزتى أنت فى أيد أمينة .
استطاع "جاسون" أن يقرأ فى عينيها شعورها بالثقة ثم أغمضت عينيها وهى تنطق بإسمه .
فتحت عينيها ببطء ، وأضاءت وجهها ابتسامة متألقة ثم قبلها "جاسون" قبلة خفيفة على طرف أنفها .
- عندما نكون معا يكون كل شئ جميلا وكاملا يا "إيريكا" .
أجابت بتنهد يعبر عن الرضا كانت النشوة التى شعرت بها مع "جاسون" ذات طبيعة خاصة . تفوق الوصف .
لقد انتهت ليالي السهاد وجاء النعاس ليثقل جفنيها .
لكن على الرغم من هذا الولع الحسي الجسدي الذى تأججت به مشاعر "جاسون" تجاه "إيريكا" إلا أنه كان يكن لها حبا كبيرا .
لم يكن يفكر إلا فى الاحتفاظ بها بجانبه الى الابد .
دق جرس المنبه للحظات كانت "إيريكا" واضعة راسها تحت الوسادة , وذراعها ممدودة ناحية الدولاب , اخذت يدها تتحسس لحظة المنبه اخيرا نجحت فى ان تسكت هذا الرنين المزعج , زحفت يدها تبحث عن "جاسون" بجوارها لكنها لم تجده نهضت فجأة , ملأ ضوء النهار عينيها المنتفختين من كثرة النوم .
ثم قفزت خارج السرير ودخلت الحمام كان غير موجود ايضا لقد رحل "جاسون" . ربما لم يكن هنا على الاطلاق . ربما كان كل ذلك مجرد حلم .
رجعت الى الغرفة ونظرت الى الوسادة فرأت فوقها أثار رأس "جاسون" لكن أين ذهب ؟ لفتت انتباهها ورقة صغيرة بيضاء مثبتة على مرآة منضدة الزينة .
منتديات ليلاس
أضاءت ملامحها ابتسامة ساذجة بينما أخذت تقرأ الورقة :
- صباح الخير يا حبيبتى , لقد اختفيت قبل ان يعرف الاطفال بليلتنا سيكون من الصعب ان نقنعهم بأننا كنا نتبادل الغرام على الرغم من اننا لم نكن نلبس البيجامات.
وكانت الورقة موقعة فى اخرها بحرف "ج".
وقفت "إيريكا" فى منتصف المطبخ حافية القدمين تنظر بنظرة زائغة الى المقلاة الكبيرة التى وضعتها على النار .
المحتويات تنم عن انها عجة بيض إذا ما لم يكن بيضا مخفوقا . ربما كان من الافضل الإلقاء بكل هذا الخليط والبدء من جديد.
تسمر "جاسون" على عتبة الباب ينظر الى الفوضى التى عمت المكان نظر أولا إلى "إيريكا" رائعة جذابة , من اطراف اظافرها التى طلتها باللون الوردي الى شعرها البني الذى ربطته على شكل ذيل حصان بالاضافة الى الجينز الأزرق الباهت والبلوزة الملتصقة على جسدها .
اما ما تبقى كانت المرة الاولى التى يرى فيها المطبخ بهذه الحالة كومات من الغسيل ملقاة على الأرض علب من كل نوع تزدحم بها المقاعد . كل الاطفال يتكلمون فى آن واحد . لم تكن "بيلي – جو" ترتدى الا شرابا واحدا و "تريفور" يتشاجر مع "ترافي" بسبب بطاقة بيس – بول و "اندرو" سكب وعاء اللبن أما "بيتي" فكان ممسكا بمفك . يعبث به فى السماعة التى يستخدمها , إلا "شارلين" , فكانت تبدو طبيعية هادئة كعادتها.
|