كاتب الموضوع :
أناناسة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الجـــــــــــــــــزء الخامس
الفصل الخامس
لم تدع "إيريكا" الفرصة لـ "جاسون" حتى يصر على المشاركة فى الأعمال المنزلية لقد أسندت إليه جمع ملاءات الأولاد ثم اختفت هى فى حجرة البنات . "بيلى-جو" و "أندرو" الوحيدين اللذين لم يذهبا إلى المدرسة كانا جالسين امام التليفزيون دون حراك . كان على "إيريكا" أن تنزل إلى الصالون لتشغل لهما فيلما جديدا للرسوم المتحركة .
عندما وصل إلى غرفة نومها وقف "جاسون" عند مؤخر السرير . لقد قام بتلك المبادرة سرا ، كالطفل الذى يدفع بابا ممنوعا إذا كانت "إيريكا" تنفرد بنفسها فى صالونها الخاص البديع فى الدور الأرضى فهى بالرغم من كل شئ تنام هنا بالطابق الأول .
دخل "جاسون" إلى الغرفة الفسيحة وابتسامة خبيثة تعتلى شفتيه . . كانت جدران الحجرة مكسوة بخشب البلوط الداكن المزين بورق حائط مشجر باللون الذهبى الرقيق أما أسفل الجدار فكان مطليا باللون الأبيض .
جال ببصره فى الغرفة فرأى الأثاث شدت انتباهه طاولة بديعة للزينة مصنوعة من خشب الورد ومقعد مكسو بقماش أحمر .
منتديات ليلاس
كانت النافذة العالية مكسوة بستائر من الدانتيل الأبيض ينفذ منها إلى الغرفة نسيم معطر بعطر زهر الليك .
بعد لحظة ، أخذ ينظر بإعجاب إلى واقية الحروق المصنوعة من البرونز اللامع والتى وضعت أمام المدفأة كما أعجبه المفرش الصغير المطرز بخيوط من الحرير ، وكان موضوعا تحت مصباح مصنوع من الخزف ... . وبلا إرادة عاد ببصره إلى السرير الفسيح المصنوع من النحاس كان إحدى جوانبه غطاء مصنوع من قطع مختلفة من النسيج مطرز بطراز بديع كانت الملاءات البنفسيجة اللون التى تفوح منها رائحة عذبة ، تكشف عن ان "إيريكا" قد أخذت تتقلب على جنبيها حتى غالبها النعاس لما فى تلك الملاءات من ثنيات .
كانت الصورة التى يرسمها فى ذهنه لـ "إيريكا" وهى نائمة تحت هذا الغطاء القديم وشعرها الطويل يرسم هالة سمراء على الوسادة ، تشعل فى نفسه الرغبة أغلق عينيه وأتكأ إلى القضيب المضلع للسرير محاولا أن يهدئ من الحمى التى أصابته . بملامسة المعدن البارد أغلق عينيه وحاول جاهدا أن يهدأ دون جدوى . لقد كان افتتانه بـ "إيريكا" ملحا ولم يتمالك نفسه من التنهد . كانت تلك الصورة التى تطارده قد ارتسمت الآن تحت جفنيه المغلقتين كان يرى "إيريكا" وهى نائمة فوق تلك الملاءات البنفسجية .
فزع "جاسون" عندما لمسته يد صغيرة همس صوت عذب باسم ، انتزعه هذا الصوت من أحلامه ففتح عينيه . كان يلزمه بضع ثوان حتى يفرق بين الحلم والحقيقة . فى هذه المرة ، كانت "إيريكا" الحقيقية ، وليست تلك التى من صنع أحلامه . تنفس "جاسون" الصعداء وصرخ إليها وابتسم .
سألته :
- ماذا هنالك ؟
- لاشئ حمام بارد سيعالج كل شئ .
بماذا تستطيع أن تجيب سيدة محترمة على هذا التصريح السافر ؟ بعد فترة صمت قصيرة فضلت "إيريكا" ألا تعلق على كلمته .
قالت :
- سأهتم بالملاءات قدم لى خدمة وانشر الغسيل .
ذهب لينفذ ما قالت دون ان ينطق بكلمة بدلت "إيريكا" الملاءات ، وذهنها مشغول بهذا الرجل ضخم الجثة الذى اكتشفته عند مؤخر سريرها وفجأة ، ودق فى أعماق اللاشعور جرس إنذار ينبهها بأنها قد ارتكبت خطأ جديدا لقد طلبت من "جاسون" عن طيب خاطر نشر ملابسها الداخلية .
منتديات ليلاس
وبخت نفسها قائلة :
" حسنا يا سيدة "فرويد" إن ما قمت به يخضع لكل التفسيرات "
وفى الحقيقة ، لم يكن هناك إلا تفسير واحد وكانت تعرفه لقد فات اوان الندم . كانت آلة الغسيل فارغة وكانت تستطيع أن ترى عبر نافذة المطبخ المشهد الغريب لـ "جاسون" وهو يتخبط بين ملابسها الداخلية .
لم تتمالك نفسها من التنهد وهى تراه يمسك بقميصها من الدانتيل الأصفر ، يا إلهى ... !
|